عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:49 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ أقسم بنفسه فقال: {فوربّك لنحشرنّهم} [مريم: 68] يعني المشركين.
{والشّياطين} [مريم: 68] الّذين دعتهم إلى عبادة الأوثان.
{ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيًّا} [مريم: 68] سعيدٌ، عن قتادة قال: على ركبهم.
قال يحيى: وهذا قبل دخولهم النّار.
وقال بعضهم: {جثيًّا} [مريم: 68] جماعةً جماعةً.
وقال الكلبيّ: جماعةٌ، كلّ أمّةٍ على حدتها). [تفسير القرآن العظيم: 1/235]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {حول جهنّم جثياًّ} جمع جاثٍ، خرج مخرج فاعل والجميع فعول، غير أنهم لا يدخلون الواو في المعتل). [مجاز القرآن: 2/9]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (والأعرج أيضًا {عتيا} و{جثيا} {بكيا} و{صليا} بالضم في ذلك كله). [معاني القرآن لقطرب: 888] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جثيا}: جمع جاث). [غريب القرآن وتفسيره: 240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جثيًّا} جمع جاث. وفي التفسير جماعات). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله تعالى: {فوربّك لنحشرنّهم والشّياطين ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيّا}
أي فوربك لنبعثنهم ولنحشرنهم مع الشياطين الذين أغووهم.
{ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيّا}.
و{جثيّا}. - بالضم والكسر جميعا، ومعنى جثيا على ركبهم، لا يستطيعون القيام مما هم فيه وجثي جمع جاث وجثى، مثل قاعد وقعود وبارك وبروك.
[معاني القرآن: 3/338]
والأصل ضم الجيم وجائز كسرها، اتباعا لكسرة اليّاء.
و {جثيّا}. منصوب على الحال). [معاني القرآن: 3/339]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا}
قال مجاهد وقتادة أي على ركبهم.[معاني القرآن: 4/346]
والمعنى أنهم لشدة ما هم فيه لا يقدرون على القيام). [معاني القرآن: 4/347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جثيا} جمع جاث، والجاثي: البارك على ركبتيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جِثِيًّا}: جمع جاث). [العمدة في غريب القرآن: 196]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعةٍ} [مريم: 69] تفسير السّدّيّ، يعني من كلّ أهل ملّةٍ.
وقال الحسن ومجاهدٌ: من كلّ أمّةٍ.
قال الحسن: يعني كفّارها.
{أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيًّا} [مريم: 69] قال مجاهدٌ: كفرًا.
وقال الحسن: شدّةٌ في القسوة.
وقال الكلبيّ: أشدّ معصيةً.
[تفسير القرآن العظيم: 1/235]
أخبرني رجلٌ من أهل الكوفة، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ قال: إذا كان يوم القيامة نزل الجبّار تبارك وتعالى، حتّى إذا استوى على كرسيّه نادى بصوته: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيبه أحدٌ فيردّ على نفسه فيقول: {للّه الواحد القهّار {16} اليوم تجزى كلّ نفسٍ بما كسبت لا ظلم اليوم إنّ اللّه سريع الحساب {17}} [غافر: 16-17] ثمّ أتت عنقٌ من النّار تسمع وتبصر وتتكلّم
حتّى إذا أشرفت على رءوس الخلائق نادت بصوتها: ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، بمن دعا مع اللّه إلهًا آخر، أو قال بمن جعل مع اللّه إلهًا آخر، أو بمن دعا للّه ولدًا، أو بمن زعم أنّه العزيز الحكيم.
ثمّ صوّبت رأسها وسط الخلائق فالتقطتهم كما تلتقط الحمام حبّ السّمسم، ثمّ غاضت بهم فألقتهم في النّار.
ثمّ عادت حتّى إذا كانت مكانها نادت: إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ: بمن سبّ اللّه، وبمن كذب على اللّه، وبمن آذى اللّه.
قال: فأمّا الّذي سبّ اللّه فالّذي زعم أنّه اتّخذ صاحبةً وولدًا وهو واحدٌ صمدٌ {لم يلد ولم يولد {3} ولم يكن له كفوًا أحدٌ {4}} [الإخلاص: 3-4] وأمّا الّذي كذب على اللّه قال: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت بلى وعدًا عليه حقًّا ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون {38} ليبيّن لهم الّذي يختلفون فيه وليعلم الّذين كفروا أنّهم كانوا كاذبين {39}} [النحل: 38-39] وأمّا الّذي
آذى اللّه فالّذي يصنع الصّور.
فتلتقطهم كما تلتقط الطّير الحبّ حتّى تغيض بهم في جهنّم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/236]
- المعلّى بن هلالٍ، عن الأعمش، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: تندلق عنقٌ من النّار فتقول: إنّي أمرت بكلّ جبّارٍ عنيدٍ، فتلتقطهم فتنطوي عليهم، فتلقيهم في النّار ثمّ ترجع فتقول: إنّي أمرت.
قال يحيى: فذكر خصلتين من الخصال الّتي في الحديث الأوّل فيما أحسب.
محمّد بن راشدٍ قال: سمعت قتادة يقول: تنزل عنقٌ من النّار فتقول: إنّي أمرت بثلاثةٍ: بالّذين كذّبوا اللّه، وبالّذين كذبوا على اللّه، وبالّذين آذوا اللّه.
قال: فأمّا الّذين كذّبوا اللّه فالّذين كذّبوا رسله وكتبه، وأمّا الّذين كذبوا على اللّه فالّذين زعموا أنّ له ولدًا، وأمّا الّذين آذوا اللّه فالمصوّرون). [تفسير القرآن العظيم: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {عتيّاً} مصدر عتوت تعتو).
[مجاز القرآن: 2/10]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (والأعرج أيضًا {عتيا} و{جثيا} {بكيا} و{صليا} بالضم في ذلك كله). [معاني القرآن لقطرب: 888] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعة أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيّا}
و {عتيا} - بالكسر والضم، ومعناه لننزعن من كل أمّة ومن كل فرقة الأعتى فالأعتى منهم، كأنّهم يبدأ بتعذيب أشدهم عتيا ثم الذي يليه.
فأما رفع (أيّهم) فهو القراءة، ويجوز (أيّهم) بالنصب حكاها سيبويه، وذكر سيبويه أنّ هارون الأعور القارئ قرأ بها.
وفي رفعها ثلاثة أقوال: قال سيبويه عن يونس إن قوله جلّ وعزّ {لننزعنّ} معقلة لم تعمل شيئا.
فكأنّ قول يونس: {ثم لننزعن من كل شيعة} ثم استأنف فقال {أيهم أشد على الرحمن عتيا}.
وأما الخليل فحكى عنه سيبويه أنه على معنى الذين؛ يقال {أيهم أشد على الرحمن عتيا}، ومثله عنده قول الشاعر:
ولقد أبيت من الفتاة بمنزل= فأبيت لا حرج ولا محروم
المعنى فأبيت بمنزلة الذي يقال له لا هو حرج ولا هو محروم.[معاني القرآن: 3/339]
وقال سيبويه إن {أيّهم} مبنية على الضم لأنها خالفت أخواتها، واستعمل معها حرف الابتداء، تقول اضرب لأيّهم أفضل، يريد أيهم هو أفضل، فيحسن الاستعمال، كذلك يحذف هو، ولا يحسن. " اضرب من أفضل " حتى تقول من هو أفضل، ولا يحسن " كل ما أطيبا حتى تقول: كل ما هو أطيب.
فلما خالفت من وما والذي - لأنك لا تقول أيضا: " خذ الذي أفضل " حتى تقول هو أفضل، قال فلما خالفت هذا الخلاف بنيت على الضم في الإضافة، والنّصب حسن، وإن كنت قد حذفت " هو " لأن " هو " قد يجوز حذفها، وقد قرئت (تماما على الّذي [أحسن] وتفصيلا)
على معنى الذي هو أحسن.
قال أبو إسحاق: والذي أعتقده أن القول في هذا قول الخليل، وهو موافق للتفسير، لأن الخليل كان مذهبه أو تأويله في قوله تعالى: (ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعة) الذي من أجل عتوه يقال: أي هؤلاء أشدّ عتيّا.
فيستعمل ذلك في الأشدّ فالأشد، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/340]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا}
روى سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص قال يبدأ بالأكابر جرما
ومعنى هذا القول نبدأ بتعذيب أكبرهم جرما ثم الذي يليه ثم الذي يليه
قال مجاهد من كل شيعة من كل أمة عتيا أي كفرا). [معاني القرآن: 4/347]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أولى بها صليًّا} [مريم: 70] يعني الّذين يصلونها.
وقال بعضهم: أشدّ عذابًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {صليّاً} مصدر " صليت تصلى " خرج مخرج فعلت فعولاً ولا يظهرون في هذا أيضاً الواو).
[مجاز القرآن: 2/10]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (والأعرج أيضًا {عتيا} و{جثيا} {بكيا} و{صليا} بالضم في ذلك كله). [معاني القرآن لقطرب: 888] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {صليا}: من صلى يصلى). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أولى بها صليّا}
وصليّا - بالضم والكسر - على ما فسرنا، وصليا منصوب على الحال.
أي: أي ثم لنحن أعلم بالذين هم أشد على الرحمن عتيا فهم أولى بها صليّا). [معاني القرآن: 3/340]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {صَلِيًّا}: من صلى يصلي). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن منكم إلا واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} [مريم: 71] يعني قسمًا كائنًا.
- حدّثني يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قوله: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] قال: الصّراط على جهنّم مثل حدّ السّيف، والملائكة معهم كلابيب من حديدٍ، كلّما وقع رجلٌ اختطفوه، فيمرّ الصّنف الأوّل كالبرق، والثّاني كالرّيح، والثّالث كأجود الخيل، والرّابع كأجود البهائم، والملائكة يقولون: اللّهمّ سلّم سلّم.
- المعلّى، عن الأعمش، عن مجاهدٍ قال: سئل ابن عبّاسٍ وعنده نافع بن الأزرق عن قوله: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] فقال نافعٌ: أمّا الكفّار فإنّهم يردونها.
وأمّا المؤمنون فإنّهم لا يردونها.
فقال ابن عبّاسٍ وعنده إياس بن مضرّبٍ، فقال
[تفسير القرآن العظيم: 1/237]
ابن عبّاسٍ: أمّا أنا وإياسٌ فإنّا سنردها فأنظر هل نخرجنّ منها أم لا.
عثمان، عن عمرٍو، عن الحسن قال: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] إلا داخلها فيجعلها اللّه على المؤمن بردًا وسلامًا كما جعلها على إبراهيم.
- الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّي لأرجو إن شاء اللّه ألا يدخل النّار من شهد بدرًا والحديبية، فقالت حفصة: بلى، فانتهرها انتهارًا شديدًا، فقالت: أليس قد قال اللّه: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] فقال النّبيّ: أوليس قد قال اللّه {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا} [مريم: 72] خالدٌ، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ نحوه.
المعلّى، عن أبانٍ، عن الحسن، عن جابرٍ، عن النّبيّ نحوه.
وأخبرني رجلٌ من أهل الكوفة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن عبيد بن عميرٍ قال: يضرب الصّراط على جهنّم كحدّ السّيف دحضٍ مزلّةٍ، فيمرّون عليه كالبرق وكالرّيح، وكانقضاض الكواكب، وكجواد الخيل، وكجواد الرّجال، والملائكة بجنبي الصّراط معهم خطاطيف كشوك السّعدان، فناجٍ سالمٌ، ومخدوشٌ ناجٍ، ومكردسٌ في النّار، والملائكة يقولون: ربّ سلّم سلّم.
- وأخبرني صاحبٌ لي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن ابن مسعودٍ قال: يضرب الصّراط على جهنّم فيمرّ النّاس على قدر أعمالهم زمرًا: أوّلهم كلمح البرق، ثمّ كمرّ الرّيح، ثمّ كمرّ الطّير، ثمّ كأسرع البهائم، ثمّ كذلك حتّى يمرّ الرّجل سعيًا، وحتّى يمرّ الرّجل مشيًا.
وفي حديث الحسن، عن عبد اللّه بن عمرٍو: وتزلّ قدمٌ وتستمسك أخرى.
قال: عبد اللّه بن مسعودٍ: حتّى يكون آخرهم رجلٌ يتلبّط على بطنه فيقول: يا ربّ، لم
[تفسير القرآن العظيم: 1/238]
أبطأت بي؟ فيقول: لما أبطأ بك عملك). [تفسير القرآن العظيم: 1/239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {وإن منكم إلّا واردها كان على ربّك حتما مقضيّا}

هذه آية كثير اختلاف التفسير فيها في التفسير فقال كثير من الناس إنّ الخلق جميعا يردون النّار فينجو المتقي ويترك الظالم - وكلهم يدخلها، " فقال بعضهم: قد علمنا الورود ولم نعلم الصّدور. [معاني القرآن: 3/340]
وحجة من قال بهذا القول أنه جرى ذكر الكافرين، فقال: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعة أيّهم أشدّ} ثم قال بعد: {وإن منكم إلا واردها} فكأنّه على نظم ذلك الكلام عام.
ودليل من قال بهذا القول أيضا قوله {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين} ولم يقل وندخل الظالمين، وكان {نذر} و (نترك) للشيء الذي قد حصل في مكانه.
وقال قوم إن هذا إنما يعنى به المشركون خاصة، واحتجوا في هذا بأن بعضهم قرأ: {وإن منهم إلا واردها}، ويكون على مذهب هؤلاء {ثم ننجي الذين اتقوا} أي نخرج المتقين من جملة من ندخله النار.
وقال قوم: إن الخلق يردونها فتكون على المؤمن بردا وسلاما، ثم يخرج منها فيدخل الجنة فيعلم فضل النعمة لما يشاهد فيه أهل العذاب وما رأى فيه أهل النار.
وقال ابن مسعود والحسن وقتادة: إن ورودها ليس دخولها، وحجتهم في ذلك جيدة جدا من جهات: إحداهن أن العرب تقول: وردت ماء كذا ولم تدخله، وقال اللّه عزّ وجلّ:
{ولمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من النّاس يسقون} وتقول إذا بلغت البلد ولم تدخله: قد وردت بلد كذا وكذا.
قال أبو إسحاق: والحجة القاطعة في هذا القول ما قال اللّه عزّ وجلّ:{إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها}.. فهذا - واللّه أعلم -
دليل أن أهل الحسنى لا يدخلون النار، وفي اللغة وردت بلد كذا وكذا إذا أشرفت عليه، دخلته أو لم تدخله، قال زهير:
فلمّا وردن الماء زرقا جمامه وضعن عصيّ الحاضر المتخيّم
المعنى بلغن إلى الماء، أي أقمن عليه، فالورود ههنا بالإجماع ليس بدخول، فهذه الروايات في هذه الآية، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/341-342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا}
في هذه الآية خمسة أقوال:
أ- قيل ورودها دخولها لأن بعده ونذر الظالمين فيها
وإنما يقال نذر لما حصل فينجي الله الذين اتقوا ويصيرون إلى رحمته فيعرفون مقدار ما خلصوا منه لأنهم قد دخلوا النار وخلصوا منها وهذا قول ابن عباس وإسناده جيد
روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال تمارى ابن عباس ونافع الأزرق فقال نافع ليس الورود الدخول وقال ابن عباس هو الدخول أرأيت قول الله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}
أوردوا أم لا وقوله تعالى: {وبئس الورد المورود} فأما أنا وأنت فسنردها وأرجو أن يخرجني الله منها ولا يخرجك منها لتكذيبك فقال له نافع ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته
وروى معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم))
يعني الورود
ب- وقيل يردها المؤمنون وهي جامدة
وروى سفيان عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا يا رب ألم توعدنا أنا نرد النار فيقول قد وردتموها وهي جامدة
ج- وقيل يعني القيامة
د- وقيل وإن منكم إلا واردها يراد به المشركون واستدل صاحب هذا القول بأن عمر بن الوليد روى عن عكرمة أنه قرأ {وإن منكم إلا واردها}
هـ- والقول الخامس أن ورودها بلاغها والممر بها
وروى معمر عن قتادة وإن منكم إلا واردها قال الممر بها
وروى الحسن بن مسلم عن عبيد الله بن عمير وإن منكم إلا واردها
قال حضورها
فهذه خمسة أقوال والله أعلم بما أراد إلا أنه معروف في كلام العرب أن يقال وردت كذا أي بلغته ولم أدخله قال زهير:
فلما وردن الماء زرقا جمامة = وضعن عصي الحاضر المتخيم
وقرأ أبي بن كعب ثم ننجي الذين اتقوا أي في ذلك الموضع
قال أبو جعفر وأبين ما في هذه الأقوال قول من قال وإن منكم إلا واردها إنها القيامة وقوله تعالى: {فوربك لنحشرنهم} يدل على ذكر القيامة فكنى عنها بهذا
وكذلك ذكر جهنم يدل على القيامة لأنها فيها والله جل وعز: يقول {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} فيبعد أن يكون مع هذا دخول النار
وقرأ ابن عباس ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا). [معاني القرآن: 4/351-347]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} [مريم: 72] سعيدٌ، عن قتادة قال: على ركبهم.
وقال بعضهم: جماعةً جماعةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/239]


رد مع اقتباس