عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:37 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ...}
ولم يقل: جادلنا. ومثله في الكلام لا يأتي إلاّ بفعل ماض كقولك. فلمّا أتاني أتيته. وقد يجوز فلمّا أتاني أثب عليه كأنه قال: أقبلت أثب عليه. وجداله إيّاهم أنه حين ذهب عنه الخوف قال: ما خطبكم أيّها المرسلون، فلمّا أخبروه أنهم يريدون قوم لوط قال: أتهلكون قوماً فيهم لوط قالوا: نحن أعلم بمن فيها). [معاني القرآن: 2/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {عن إبراهيم الروع} أي الذّعر والفزع). [مجاز القرآن: 1/293]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ}
وقال: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع} وهو الفزع. ويقال "أفرخ روعك" و"ألقي في روعي" أي: في خلدي. [فـ] "الروع" القلب والعقل. و"الرّوع": الفزع). [معاني القرآن: 2/44]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {يجادلنا في قوم لوط} فكان ابن عباس يعني المعنى: يكلمنا؛ وهذا حسن لأن إبراهيم لا يجادل ربه، إنما يطلب إليه ويسأله). [معاني القرآن لقطرب: 691]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الروع}: الفزع). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}
الرّوع: الفزغ. يعني ارتياعه لمّا نكرهم حين لم يأكلوا من العجل.
والرّوع - بضم الراء - النفس.
يقال وقر ذلك في روعي، أي في نفسي ومن خلدي.
{وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}.
يجادلنا حكاية حال قد مضت لأن " لمّا " جعلت في الكلام، لما قد وقع لوقوع غيره. تقول: لما جاء زيد جاء عمرو.
ويجوز لمّا جاء زيد يتكلم وعمرو، على ضربين:
أحدهما أن إن لما كانت شرطا للمستقبل وقع الماضي فيها في معنى المستقبل، نحو إن جاء زيد جئت.
والوجه الثاني - وهو الذي أختاره – أن يكون حالا لحكاية قد مضت.
المعنى فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى أخذ يجادلنا في قوم لوط، وأقبل يجادلنا. ولم يذكر في الكلام أخذ وأقبل، لأن في كل كلام يخاطب به المخاطب معنى أخذ وأقبل إذا أردت حكاية الحال، لأنك إذا قلت: قام زيد، دللت على فعل ماض.
وإذا قلت أخذ زيد يقول دللت على حال ممتدة من أجلها ذكرت أخذ وأقبل. وكذلك جعل زيد يقول كذا وكذا، وكرب يقول كذا وكذا وقد ذكرنا (الأوّاه) في غير هذا الموضع، وهو المبتهل إلى اللّه المتخشع في ابتهاله، الرحيم الذي يكثر من التأوه خوفا وإشفاقا من الذنوب.
ويروى أن مجادلته في قوم لوط أنه قال للملائكة وقد أعلموه أنهم مهلكوهم، فقال أرأيتم إن كان فيها خمسون من المؤمنين أتهلكونهم معهم إلى أن بلغ خمسة،
فقالوا لا، فقال اللّه - عزّ وجلّ -: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}.
ويروى أنهم كانوا جمعا كثيرا، أكثر ما روي فيهم أنهم كانوا أربعة آلاف). [معاني القرآن: 3/66-64]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع}
قال قتادة أي الفزع
وقوله جل وعز: {وجاءته البشرى}
قال قتادة بشروه بأنهم إنما أتوا بالعذاب إلى قوم لوط وأنه لا يخاف
قال معمر وقال غير قتادة بشروه بإسحاق
وروى حميد بن هلال عن جندب عن حذيفة قال المجادلة ههنا أنه قال لهم أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم قالوا لا قال فإن كان فيهم أربعون قالوا لا قال فإن كان فيهم ثلاثون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرة أو خمسة شك حميد قالوا لا قال قتادة نحوا منه قال فقال يعني إبراهيم قوم ليس فيهم عشر من المسلمين لا خير فيهم قال عبد الرحمن بن سمرة كانوا أربعمائة ألف). [معاني القرآن: 3/366-365]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرَّوْعُ}: الفزع). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أوّاهٌ...}
دعّاء ويقال: هو الذي يتأوّه من الذنوب. فإذا كانت من يتأوّه من الذنوب فهي من أوّه له وهي لغة في بني عامر أنشدني أبو الجراح:
فأوّه من الذكرى إذا ما ذكرتها = ومن بعد أرض بيننا وسماء
أوّه على فعّل يقول في يفعل: يتأوّه. ويجوز في الكلام لمن قال: أوّه مقصوراً أن يقول في يتفعّل يتأوّى ولا يقولها بالهاء). [معاني القرآن: 2/24-23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {منيب} أي راجع تائب). [مجاز القرآن: 1/293]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {أواه منيب} فقد أخبرنا عن الأواه في سورة براءة؛ فأما المنيب فيقال: أناب ينيب إنابة: إذا أقبل.
وقال حسان:
[معاني القرآن لقطرب: 691]
وفجعنا فيروز لا در دره = بأبيض يتلو المحكمات منيب
وقال المسيب بن علس:
معاظ إذا ما الخريف اعترى = يرشونه فينيب اجتبارا
[محمد بن صالح]:
اجتبر: استغنى.
وأنشد:
من عال مني بعدها فلا اجتبر
ولا سقى الماء ولا رعى الشجر
بنو لجيم وجعاسيس مضر
والجعسوس: الدني.
وقال الأعشى:
فتنيب أحيانا فتدنو = ثم تدركه الغراره
وهو الإقبال على الشيء). [معاني القرآن لقطرب: 692]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أواه}: قالوا الرحيم وقالوا الدعاء وقالوا الموقن وقالوا المتأوه من الخوف.
{منيب}: راجع). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {منيب}: تائب، يقال أناب وتاب - عندي - واحد). [ياقوتة الصراط: 268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأَوَّاهٌ}: المتأوه
{منيب}: راجع). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذاب غير مردود}
المعنى جادلنا فقلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا.
ويروى أن إبراهيم لمّا جاءته الملائكة كان يعمل في أرض له وكلما عمل دبرة من الدّبار وهي التي تسمى المشارات غرّز بالته وصلّى، فقالت الملائكة حقيق على اللّه أن يتّخذ إبراهيم خليلا). [معاني القرآن: 3/66]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {سيء بهم} وهو فعل بهم السوء.
{هذا يومٌ عصيبٌ} أي شديد، يعصب الناس بالشر، وقال عدي بن زيد:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد= وقد سلكوك في يومٍ عصيب
وقال:
يومٌ عصيبٌ يعصب الأبطالا= عصب القويّ السّلّم الطّوالا
وقال:
وإنك إلا ترض بكر بن وائلٍ= يكن لك يومٌ بالعراق عصيب).
[مجاز القرآن: 1/294-293]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أهل المدينة {سيء بهم} بالضم، فيمن قال: قيل، وبيع، وسيئت"؛ وقد يكسر ما كان من هذا الجنس نحو: قيل وبيع). [معاني القرآن لقطرب: 675]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {سيء بهم وضاق بهم ذرعا} أي ساءه مكانهم، ولم يذكر فاعلاً؛ ومثل ذلك {سيئت وجوه الذين كفروا} ومن ترك الهمز قال: "سي بهم" و"سيت بهم وجوه"، وقد "جي بهم" وذلك محكي عنهم؛ تلقى الهمزة ويرمي بحركتها على ما قبلها.
فأما قوله {هذا يوم عصيب} فالعصيب: الشديد في اللغة، وإنما ذلك من عصب القوم أمر يعصبهم عصبًا: إذا ضمهم واشتد عليهم.
وقال ابن أحمر:
يا قوم ما قومي على نأيهم = إذ عصب الناس شمال وقر
وقال عدي بن زيد:
[معاني القرآن لقطرب: 692]
وكنت لزاز خصمك لم أعرد = وقد سلكوك في يوم عصيب
وقال كعب بن جعيل التغلبي:
وثلاثون بالحضيض فئام = عارفات منه بيوم عصيب). [معاني القرآن لقطرب: 693]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سيء بهم}: من السوء.
{عصيب}: شديد يقال عصب يومنا عصابة). [غريب القرآن وتفسيره: 177-176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقال هذا يومٌ عصيبٌ} أي شديد. يقال: يوم عصيب وعصبصب). [تفسير غريب القرآن: 206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولمّا جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب}
معناه ساءه مجيئهم، لأنهم استضافوه فخاف عليهم قومه، فلما مشى معهم قليلا قال لهنّ: إن أهل هذه القرية شرّ خلق الله وكان قد عهد إلى الرسل ألّا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرات، ثم جاز عليهم بعد ذلك قليلا، وردّ عليهم القول ثم فعل ذلك ثالثة ومضوا معه.
{سيء بهم} أصله سوئ بهم، من السّوء إلا أن الواو أسكنت وثقلت كسرتها إلى السّين، ومن خفّف الهمزة قال: سيء بهم (وضاق بهم ذرعا).
يقال ضاق زيد بأمره ذرعا إذا لم يجد من المكروه في ذلك الأمر مخلصا.
{وقال هذا يوم عصيب} أي شديد، فلما أضافهم مضت امرأته - عجوز السوء - فقالت لقومه إنه استضاف لوطا قوم، لم أر أحسن وجوها منهم ولا أطيب رائحة، ولا أنظف ثيابا). [معاني القرآن: 3/67-66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} أي ساءه مجيئهم لما يعرف من قومه
وروي أنهم أتوه واستضافوه فقام معهم وكانوا قد أمروا أن لا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث شهادات فقال لهم إن قومي شر خلق الله ثلاث مرات
ثم قال جل وعز: {وضاق بهم ذرعا}
قال أبو العباس يقال ضقت بالأمر ذرعا إذا لم تجد في قدرتك القيام به وهو مأخوذ من الذراع لأن فيها القوة
ثم قال جل وعز: {وقال هذا يوم عصيب}
قال مجاهد أي شديد وذلك يعرف في اللغة، يقال: عصيب وعصبصب للشديد المنكر). [معاني القرآن: 3/367-366]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عَصِيبٌ} أي: شديد). [ياقوتة الصراط: 268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَصِيبٌ} أي شديد، ومثله عصبصب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سِيءَ بِهِمْ}: من السوء
{عَصِيبٌ}: شديد). [العمدة في غريب القرآن: 156]


رد مع اقتباس