قوله تعالى {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)}
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الرّابعة قوله تعالى {إلّا الّذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} نسخت بقوله تعالى {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 97-101]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {إلاّ الّذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم}. في المشار إليهم بهذه المعاهدة ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّهم بنو ضمرة.
والثّاني: قريشٌ. روي القولان عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما.
وقال قتادة: هم مشركو قريشٍ الّذين عاهدهم نبيّ اللّه زمن الحديبية فنكثوا وظاهروا المشركين.
والثّالث: أنّهم خزاعة دخلوا في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا عاهد المشركين يوم الحديبية. وهذا قول مجاهدٍ. وقوله: {فما استقاموا لكم} أي: ما أقاموا على الوفاء بعهدهم {فاستقيموا لهم} قال بعض المفسّرين: ثمّ نسخ هذا بآية السيف).[نواسخ القرآن: 357-370]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة التوبة
{فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} . زعم بعضهم نسخها بآية السيف). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 38]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الثالث: قوله عز وجل: {إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} الآية [التوبة: 7] قالوا: نسخ بآية السيف، وهذا مستثنى وليس بناسخ لما تقدم، وكيف يكون الاستثناء نسخا ولم يدخل في الأول من مراد المتكلم، ولو قال قائل: اضرب القوم إلا زيدا، لم يكن زيد داخلا في نية المتكلم، وقد انكشف ذلك للسامع أيضا). [جمال القراء:1/315-319]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين