عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:03 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم حسبتم...}
من الاستفهام الذي يتوسّط في الكلام فيجعل بـ {أم} ليفرق بينه وبين الاستفهام المبتدأ الذي لم يتّصل بكلام. ولو أريد به الابتداء لكان إمّا بالألف وإما بـ {هل} كقوله: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر} وأشباهه.
وقوله: {ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً} والوليجة: البطانة من المشركين يتّخذونهم فيفشون إليهم أسرارهم، ويعلمونهم أمورهم. فنهوا عن ذلك). [معاني القرآن: 1/426]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وليجةً} كل شئ أدخلته في شئ ليس منه فهو وليجة، والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم، ومجازه يقول: فلا تتخذوا ولياً ليس من المسلمين دون الله ورسوله، ومنه قول طرفة بن العبد:
فإن القوا في يتّلجن موالجاً... تضايق عنها أن تولجّه الإبر
ويقال للكناس الذي يلج فيه الوحش من الشجر دولجٌ وتولج، وقال:
متخذاً منها إياداً دولجا
{ولم يخش إلاّ الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} عسى ها هنا واجبة من الله). [مجاز القرآن: 1/254]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وليجة} فقالوا: ولج الشيء يلج ولوجا أي دخل؛ وقالوأك انتلج واندخل؛ وقالوا أيضًا: تلج يتلج مثل: تقى يتقي، وتسع يتسع، وقالوا أيضًا: تلج يتلج، يريدون: ولج، فقلبها تاء). [معاني القرآن لقطرب: 639]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الوليجة}: البطانة من غير المسلمين، وأصله من الولوج.
وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا وودّا). [تفسير غريب القرآن: 183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة واللّه خبير بما تعملون}
الله جلّ وعزّ قد علم قبل أمرهم بالقتال من يقاتل ممن لا يقاتل ولكنه كان يعلم ذلك غيبا، فأراد العلم الذي يجازي عليه لأنه جلّ وعزّ إنما يجازي على ما عملوا.
وسورة " براءة " كانت تسمّى الحافرة، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين.
وذلك أنه لما فرض القتال تبين المنافق من غيره، ومن يوالي المؤمنين ممن يوالي أعداءهم فقال جلّ وعزّ:
{أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة}.
و{الوليجة}: البطانة، وهي مأخوذة من ولج الشيء يلج إذا دخل.
أي ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دخيلة مودة). [معاني القرآن: 2/437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم حسبتم أن تتركوا} وذلك أنهم لما أمروا بالقتال تبين نفاق المنافقين
ثم قال جل وعز: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم}
وقد علم ذلك علم غيب وإنا تقع المجازاة على العلم المشاهد
ثم قال جل وعز: {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة}
الوليجة البطانة من ولج يلج ولوجا إذا دخل فالمعنى دخيلة مودة من دون الله ورسوله). [معاني القرآن: 3/190-191]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وليجة} الوليجة: الرجل يدخل على المؤمنين، فيقول: أنا منكم، ويدخل على المنافقين ويقول: أنا منكم، ويدخل على اليهود فيسهل عليهم أمر اليهودية، وجمعه: ولائج). [ياقوتة الصراط: 241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الوليجة} البطانة من غير المسلمين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 96]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الوَلِيجَةً}: إدخال الشيء في الشيء). [العمدة في غريب القرآن: 146]

تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله...}
وهو يعني المسجد الحرام وحده. وقرأها مجاهد وعطاء بن أبي رباح: (مسجد الله). وربما ذهبت العرب بالواحد إلى الجمع، وبالجمع إلى الواحد؛ ألا ترى الرجل على البرذون فتقول: قد أخذت في ركوب البراذين، وترى الرجل كثير الدراهم
فتقول: إنه لكثير الدرهم. فأدّى الجماع عن الواحد، والواحد عن الجمع. وكذلك قول العرب: عليه أخلاق نعلين وأخلاق ثوب؛ وأنشدني أبو الجرّاح العقيليّ:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق =شراذمٌ يضحك منه التوّاق
). [معاني القرآن: 1/426-427]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {أن يعمروا مسجد الله}، {إنما يعمر مساجد} ). [معاني القرآن لقطرب: 627]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون}
{شاهدين} حال. المعنى ما كانت لهم عمارة المسجد الحرام في حال إقرارهم بالكفر.
{أولئك حبطت أعمالهم}.
أي كفرهم قد أذهب ثواب أعمالهم). [معاني القرآن: 2/437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله}
هكذا قرأ ابن عباس وهو اختيار أبي عمرو واحتج بقوله تعالى: {فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}
ومن قرأ ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله فتحتمل قراءته معنيين
أحدهما: أن يكون لجميع المساجد
والآخر: أن يراد به المسجد الحرام خاصة وهذا جائز فيما كان من أسماء الجنس كما يقال قد صار فلان يركب الخيل وإن لم يركب إلا فرسا
والقراءة مساجد أصوب لأنه يحتمل المعنيين وقد أجمعوا على قراءة قوله: {إنما يعمر مساجد الله} على الجمع). [معاني القرآن: 3/191]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}
ولم يذكر الرسول في هذا، لأن فيه دليلا بقوله وأقام الصلاة التي أتى بتحديدها الرسول.
{ولم يخش إلّا اللّه}.
تأويله لم يخف في باب الدين إلا اللّه.
{فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
عسى واجبة من اللّه). [معاني القرآن: 2/437-438]


رد مع اقتباس