عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه الّذي سخّر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون (12) وسخّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض جميعًا منه إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون (13) قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون (14) من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها ثمّ إلى ربّكم ترجعون (15) }
يذكر تعالى نعمه على عبيده فيما سخّر لهم من البحر {لتجري الفلك}، وهي السّفن فيه بأمره تعالى، فإنّه هو الّذي أمر البحر أن يحملها {ولتبتغوا من فضله} أي: في المتاجر والمكاسب، {ولعلّكم تشكرون} أي: على حصول المنافع المجلوبة إليكم من الأقاليم النّائية والآفاق القاصية).[تفسير ابن كثير: 7/ 265]

تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {وسخّر لكم ما في السّموات وما في الأرض} أي: من الكواكب والجبال، والبحار والأنهار، وجميع ما تنتفعون به، أي: الجميع من فضله وإحسانه وامتنانه؛ ولهذا قال: {جميعًا منه} أي: من عنده وحده لا شريك له في ذلك، كما قال تعالى: {وما بكم من نعمةٍ فمن اللّه ثمّ إذا مسّكم الضّرّ فإليه تجأرون} [النّحل: 53].
وروى ابن جريرٍ من طريق العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وسخّر لكم ما في السّموات وما في الأرض جميعًا منه} كلّ شيءٍ هو من اللّه، وذلك الاسم فيه اسمٌ من أسمائه، فذلك جميعًا منه، ولا ينازعه فيه المنازعون، واستيقن أنّه كذلك.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن خلف العسقلانيّ، حدّثنا الفرياني، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن أبي أراكة قال: سأل رجلٌ عبد اللّه بن عمرٍو قال: ممّ خلق الخلق؟ قال: من النّور والنّار، والظّلمة والثّرى. قال وائت ابن عبّاسٍ فاسأله. فأتاه فقال له مثل ذلك، فقال: ارجع إليه فسله: ممّ خلق ذلك كلّه؟ فرجع إليه فسأله، فتلا {وسخّر لكم ما في السّموات وما في الأرض جميعًا منه} هذا أثرٌ غريبٌ، وفيه نكارةٌ.
{إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 266]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه} أي: يصفحوا عنهم ويحملوا الأذى منهم. وهذا كان في ابتداء الإسلام، أمروا أن يصبروا على أذى المشركين وأهل الكتاب، ليكون ذلك لتأليف قلوبهم، ثمّ لـمّا أصرّوا على العناد شرع اللّه للمؤمنين الجلاد والجهاد. هكذا روي عن ابن عبّاسٍ، وقتادة.
وقال مجاهدٌ [في قوله] {لا يرجون أيّام اللّه} لا يبالون نعم اللّه.
وقوله: {ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون} أي: إذا صفحوا عنهم في الدّنيا، فإنّ اللّه مجازيهم بأعمالهم السّيّئة في الآخرة؛ ولهذا قال: {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها ثمّ إلى ربّكم ترجعون} أي: تعودون إليه يوم القيامة فتعرضون بأعمالكم [عليه] فيجزيكم بأعمالكم خيرها وشرّها). [تفسير ابن كثير: 7/ 266]

رد مع اقتباس