عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:22 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6) وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله تبارك وتعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم مّن قرنٍ...}
القرن ثمانون سنة. وقد قال بعضهم: سبعون). [معاني القرآن: 1/ 328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من قرنٍ} أي: من أمة يروون أن ما بين القرنين أقلّه ثلاثون سنة.
{مكنّهم في الأرض} أي: جعلنا لهم منازل فيها وأكالاً، وتثبيتاً ومكناهم؛ مكّنتك ومكنت لك واحد، يقال: أكل وأكال وآكال واحدها أكل.
قال الأثرم: قال أبو عمرو: «يقال له أكل من الملوك، إذا كان له قطايع».
{وأرسلنا السّماء عليهم مدراراً} مجاز السماء ها هنا مجاز المطر، يقال: ما زلنا في سماء: أي في مطر،
وما زلنا نطأ السماء: أي أثر المطر، وأنّى أخذتكم هذه السماء؟ ومجاز {أرسلنا}: أنزلنا وأمطرنا
{مدراراً} أي غزيرة دائمة.
قال الشاعر:
وسقاك من نوء الثريّا مزنةٌ ....... غرّاء تحلب وابلا مدرارا
أي غزيراً دائماً.
{وأنشأنا} أي: ابتدأنا، ومنه قولهم: فأنشأ فلان في ذلك أي ابتدأ فيه). [مجاز القرآن: 1/ 185-187]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم مّن قرنٍ مّكّنّاهم في الأرض ما لم نمكّن لّكم وأرسلنا السّماء عليهم مّدراراً وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين}
قال تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم مّن قرنٍ مّكّنّاهم} ثم قال: {ما لم نمكّن لّكم} كأنه أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم خاطبه معهم كما قال: {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} فجاء بلفظ الغائب وهو يخاطب لأنه هو المخاطب). [معاني القرآن: 1/ 234]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ندع ما مضى في صدر الكتاب.
قوله {كم أهلكنا من قبلهم من قرن} وهي القرون؛ فإنهم يقولون: هذا قرني أي بسني، فهو من ذلك؛ والقرن: القرن في القتال.
وأما {وما كنا له مقرنين} من ذلك؛ مطيقين، أقرن له إقرانًا؛ إطاقة، من القرن؛ صار له قرنًا.
{يرسل السماء عليكم مدرارا} قال: يرسل السماء؛ يريد مطر السماء وماء السماء؛ وقد فسرنا هذا ومثله في صدر الكتاب.
وحكى بعضهم: "ما زلنا نطأ السماء مذ خرجنا إليكم"؛ أي ماء السماء؛ ويقال: بنو فلان يطؤهم الطريق؛ أي أهل الطريق.
وأما قوله عز وجل {مدرارا} فإنهم يقولون: درت السماء تدر درًا؛ صبت وسالت.
قال أبو ذؤيب فكسر يفعل:
فإنك لو ساءلت عنا لتخبري = إذا البزل راحت لا تدر عشارها
وأما قوله عز وجل {ثم أنشأنا من بعدهم} وهي من قولهم: نشأت في القوم نشئًا مثل نشعا، ونشوءًا، وأنشأ الله الخلق إنشاء). [معاني القرآن لقطرب: 535]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مدرارا}: مطرا غزيرا دائما.
{أنشأنا}: ابتدأنا). [غريب القرآن وتفسيره: 134]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{القرن} يقال: هو ثمانون سنة.
قال أبو عبيدة: «يروون أن أقل ما بين القرنين ثلاثون سنة».
{مدراراً} بالمطر أي: غزيرا، من درّيدرّ). [تفسير غريب القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكّنّاهم في الأرض ما لم نمكّن لكم وأرسلنا السّماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين * ولو نزّلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الّذين كفروا إن هذا إلّا سحر مبين}
موضع {كم} نصب بـ {أهلكنا} إلّا أن هذا الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله وقيل القرن ثمانون سنة وقيل سبعون، والذي يقع عندي - واللّه أعلم – أن القرن أهل مدة كان فيها نبي أو كان فيها طبقة من أهل العلم.
قلّت السنون أو كثرت، والدليل على هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -«خيركم قرني» أي: أصحابي - رحمة اللّه عليهم - ،
«ثم الذين يلونهم» يعني: التابعين، «ثم الذين يلونهم» يعني: الذين أخذوا عن التابعين.
وجائز أن يكون القرن لجملة الأمة وهؤلاء قرون فيها، وإنما اشتقاق القرن من الاقتران، فتأويله أن القرن الذين كانوا مقترنين في ذلك الوقت، والذين يأتون بعدهم ذوو اقتران آخر.
وقوله عزّ وجلّ: {وأرسلنا السّماء عليهم مدرارا}: أي ذات غيث كثير، ومفعال من أسماء المبالغة يقال ديمة مدرار، إذا كان مطرها غزيرا دائما، وهذا كقولهم امرأة مذكار، إذا كانت كثيرة الولادة للذكور، وكذا مئناث في الإناث). [معاني القرآن: 2/ 228-229]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله - جل وعز -: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن} قيل: القرن ستون عاما وقيل: سبعون فيكون التقدير على هذا من أهل قرن، وأصح من هذا القول القرن كل عالم في عصر لأنه مأخوذ من الاقتران أي :عالم مقترن بعضهم إلى بعض وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«خير الناس القرن الذي أنا فيه» -يعني: أصحابه- «ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» وأكثر أصحاب الحديث على أن القرن مائة سنة، واحتجوا بأن النبي قال لعبد الله بن بسر: «تعيش قرنا» فعاش مائة سنة). [معاني القرآن: 2/ 400-401]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأرسلنا السماء عليهم مدرارا}: أي: تدر عليهم ومدرار على التكثير كما يقال: امرأة مذكار إذا كثرت ولادتها للذكور ومئناث). [معاني القرآن: 2/ 401]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والقرن}: ثمانون سنة وقيل ثلاثون سنة.
{مِّدْرَارًا}: غزيراً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 75]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِّدْرَارًا}: متواترا كثيراً غزيراً
{أَنْشَأْنَا}: ابتدأنا
{القَرْن}: قوماً آخرين، ثمانين سنة). [العمدة في غريب القرآن: 125]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {كتابا في قرطاس} فإنهم قالوا: في اللغة قرطاس، وقرطاس ولا نعلمها قرئ بها). [معاني القرآن لقطرب: 535]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولو نزّلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ} أي: صحفية.
وكذلك قوله :{تجعلونه قراطيس} أي صحفا.
قال المرّار:

عفت المنازل غير مثل الأنقس ....... بعد الزمان عرفته بالقرطس
فوقفت تعترف الصحيفة بعد ما ....... عمس الكتاب وقد يرى لم يعمس

والأنقس: جمع نقس مثل قدح وأقدح وأقداح.
أراد: غير مثل النّقس عرفته بالقرطاس.
ثم قال: فوقفت تعترف الصحيفة، فأعلمك أن القرطاس هو الصحيفة، ومنه يقال للرامي إذا أصاب: قرطس. إنما يراد أصاب الصحيفة). [تفسير غريب القرآن: 150-151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولو نزّلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الّذين كفروا إن هذا إلّا سحر مبين}
أعلم الله عزّ وجلّ أنهم قد أصلوا في السّيئ الباطل في دفع النبوة لأنهم قد رأوا القمر انشق فأعرضوا، وقالوا سحر مستمرّ.
وكذلك يقولون في كل ما يعجز عنه المخلوقون سحر، هذا عين الدفع لغاية الحق والنور الساطع المبين، فلو رأوا الكتاب ينزل من السماء لقالوا سحر كما أنهم قالوا في انشقاق القمر سحر). [معاني القرآن: 2/ 229-230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز:{ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين} أي: قد جعلوا في أنفسهم الكفر والعناد، فإذا رأوا آية قالوا: سحر كما أنهم سألوا انشقاق القمر فلما انشق قالوا: هذا سحر مستمر كذلك أيضا لو نزل الله عليهم كتابا من السماء لقالوا: {إن هذا إلا سحر مبين}). [معاني القرآن: 2/ 401-402]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثمّ لا ينظرون} يريد: لو أنزلنا ملكا فكذبوه أهلكناهم). [تفسير غريب القرآن: 151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثمّ لا ينظرون}: يعنون على النبي - صلى الله عليه وسلم.
{ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثمّ لا ينظرون}: يعني -واللّه أعلم- أن الآيات مما لا يقع معه إنظار.
ومعنى {لقضي الأمر} أي: لتم بإهلاكهم.
و "قضي" في اللغة على ضروب كلها يرجع إلى معنى انقطاع الشيء وتمامه، فمنه قوله تعالى: {ثمّ قضى أجلا وأجل مسمّى عنده} معناه ثمّ حتم بعد ذلك فأتمّه، ومنه الأمر وهو قوله: {وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه} معناه أمر إلا أنّه أمر قاطع حتم.
ومنه الإعلام وقوله: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين} أي أعلمناهم إعلاما قاطعا، ومنه القضاء الفصل في الحكم، وهو قوله: {ولولا كلمة سبقت من ربّك إلى أجل مسمّى لقضي بينهم}
ومثل ذلك قولك قد قضى القاضي بين الخصوم، أي قد قطع بينهم في الحكم، ومن ذلك قد قضى فلان دينه، تأويله قطع ما لغريمه عليه فأدّاه إليه وقطع ما بينه وبينه.
وكل ما أحكم فقد قضي، تقول قد قضيت هذا الثوب، وقد قضيت هذه الدار إذا عملتها وأحكمت عملها.
قال أبو ذؤيب الهذلي:
وعليهما مسرودتان قضاهما ....... داود أو صنع السّوابغ تبّع ).[معاني القرآن: 2/230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وقالوا لولا أنزل عيه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر} قال ابن أبي نجيح عن مجاهد: «أي لقامت القيامة».
والمعنى عند أهل اللغة: لحتم بهلاكهم وهو يرجع إلى ذلك القول). [معاني القرآن: 2/402]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو جعلناه ملكاً لّجعلناه رجلاً...}
في صورة رجل؛ لأنهم لا يقدرون على النظر إلى صورة الملك). [معاني القرآن: 1/ 328]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وسنخبر عما تركناه في القراءة إن شاء الله.
قراءة القراء {وللبسنا عليهم ما يلبسون} من لبس يلبس لبسًا، إذا خلط وبدل.
الزهري "وللبسنا عليهم" بالتثقيل من لبس). [معاني القرآن لقطرب: 509]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولو جعلناه ملكاً}: أي لو جعلنا الرسول إليهم ملكا.
{لجعلناه رجلًا}: أي في صورة رجل. لأنه لا يصلح ان يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا من يرونه.
{وللبسنا عليهم ما يلبسون}: أي: أضللناهم بما ضلّوا به قبل أن يبعث الملك). [تفسير غريب القرآن: 151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون}: أي لو أرسلنا إليهم ملكا لم نرسله إلا في صورة إنسان، لأن الملك فيما قيل لو نظر إليه ناظر على هيئته لصعق، وكانت الملائكة تأتي الأنبياء في صورة الإنس،
فمن ذلك أن جبريل كان يأتي النبي عليه السلام إذا نزل بالوحي في صورة دحية الكلبي ومنه نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب، لأنّهما وردا على داود وهما ملكان في صورة رجلين يختصمان إليه.
ومنه أنّ الملائكة أتت إبراهيم في صورة الضّيفان وكذلك أتت لوطا، فلذلك قيل: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا}.
وقوله عزّ وجلّ: {وللبسنا عليهم ما يلبسون}: يقال لبست الأمر على القوم ألبسه إذا شبّهته عليهم، وأشكلته عليهم، وكانوا هم يلبسون على ضعفتهم في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقولون: إنما هذا بشر مثلكم فقال {ولو أنزلنا ملكا} فرأوا هم الملك رجلا لكان يلحقهم فيه من اللبس مثل ما لحق ضعفتهم منهم). [معاني القرآن: 2/ 231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا}
قال قتادة: أي في صورة بني آدم). [معاني القرآن: 2/ 402]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وللبسنا عليهم ما يلبسون} قال الضحاك: يعني أهل الكتاب لأنهم غيروا صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم وعصوا ما أمروا به.
قال الكسائي: يقال لبست عليهم الأمر ألبسه لبسا إذا خلطته؛ أي أشكلته). [معاني القرآن: 2/ 403]


رد مع اقتباس