عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11 جمادى الأولى 1435هـ/12-03-2014م, 01:03 AM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

الفرق بين الحسد والغِبطة

قَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ ابْنُ خَالَوَيْهِ (ت: 370هـ): (فَأَمَّا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ قُرْآنًا فَهُوَ يَتْلُوهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ))، فإنَّ مَعْنَاهُ أنَّ الحَسَدَ لا يَجِبُ أنْ يَكُونَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأشْيَاءِ، وَلَوْ كَانَ وَاجِبًا لَكَانَ فِي هَذَيْنِ). [إعراب ثلاثين سورة: 237]
قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ المَاوَرْدِيُّ (ت: 450هـ): ({وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}[الفلق: 5] أمَّا الحسَدُ فهو تَمَنِّي زوالِ نِعمةِ المحسودِ، وإنْ لم يَصِرْ للحاسِدِ مثلُها، والمنافَسَةُ هي تَمَنِّي مِثلِها وإنْ لم تَزُلْ، فالحسَدُ شَرٌّ مَذمومٌ، والمنافَسَةُ رَغبةٌ مُباحَةٌ، وقد رُوِيَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ((المُؤْمِنُ يَغْبِطُ وَالمُنَافِقُ يَحْسُدُ))). [النكت والعيون: 6/ 376-377]
قالَ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ السُّلَمِيُّ (ت:660 هـ): (وَالحَسَدُ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَن المحسودِ، وَإِنْ لمْ تَصِرْ للحاسدِ. وَالمُنَافَسَةُ: تَمَنِّي مِثْلِهَا، فالمُؤْمِنُ يَغْبِطُ وَالمُنَافِقُ يَحْسُدُ). [تفسير القرآن: 3/511]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (الثَامِنَةُ: قولُه تَعالَى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}[الفلق: 5] قد تَقَدَّمَ في سُورةِ (النساءِ) معنَى الحَسَدِ، وأنَّه تَمَنِّي زَوَالِ نِعْمَةِ المَحْسُودِ، وإِنْ لَمْ يَصِرْ للحاسِدِ مِثْلُها. والمنافَسَةُ هي تَمَنِّي مِثْلِها وإِنْ لَمْ تَزُلْ. فالحَسَدُ شَرٌّ مَذمومٌ. والمنافَسَةُ مُباحَةٌ وهي الغِبْطَةُ.
وقد رُوِيَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((المُؤْمِنُ يَغْبِطُ، وَالمُنَافِقُ يَحْسُدُ)).
وفي الصحيحيْنِ: ((لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ)). يُرِيدُ: لا غِبْطَةَ، وقد مضَى في سورةِ (النساءِ). والحمدُ للهِ).[الجامع لأحكام القرآن: 20/259]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (قَوْلُهُ: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}[الفلق: 5] الحَسَدُ: هُوَ تَمَنِّي زَوَالِ نِعْمَةِ المَحْسُودِ، وإن لَمْ يَصِرْ لِلْحَاسِدِ مِثْلُهَا، والمُنَافَسَةُ: هِيَ تَمَنِّي مِثْلِهَا وإِنْ لَمْ تَزُلْ مِنَ المَحْسُودِ، وهي الغِبْطَةُ، فالحَسَدُ: شَرٌّ وَمَذْمُومٌ، والمُنَافَسَةُ مُبَاحَةٌ.
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((المُؤْمِنُ يَغْبِطُ وَالمُنَافِقُ يَحْسُدُ))، وقَالَ: ((لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ)). يُرِيدُ الغِبْطَةَ). [اللباب: 20/574]
قالَ أَبو الثَّناءِ مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللهِ الآلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (ويُطلَقُ الحسَدُ على الغِبطةِ مَجازًا، وكان ذلك شائعًا في العُرْفِ الأوَّلِ، وهي تَمَنِّي أن يكونَ له مِثلُ ما لأخيهِ مِن النِّعمةِ مِن غيرِ تَمَنِّي زوالِها، وهذا مِمَّا لا بَأْسَ به، ومِن ذلك ما صَحَّ مِن قولِه صَلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّمَ: ((لا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ تَعَالَى مَالاً وَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا النَّاسَ)). وقالَ أبو تَمَّامٍ:
هم حَسَدوه لا مَلومينَ مَجْدَهُ.....وما حاسدٌ في المُكْرَمَاتِ بحاسِدِ
وقالَ أيضًا:
واعْذُرْ حَسودَك فيما قد خُصِصْتَ بِهِ.....إنَّ العُلا حَسَنٌ في مِثْلِها الحَسَدُ).[روح المعاني: 29/284]
قالَ عَطِيَّة مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (وقد يُطْلَقُ الحسَدُ ويُرادُ به الغِبْطَةُ، وهو تَمَنِّي ما يَراهُ عنْدَ الآخَرِينَ مِن غيرِ زوالِه عنهم.
وعليه الحديثُ: ((لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الخَيْرِ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا بَيْنَ النَّاسِ)).
وقالَ القُرْطُبِيُّ: رُوِيَ مَرفوعاً: ((المُؤْمِنُ يَغْبِطُ وَالمُنَافِقُ يَحْسُدُ)) ). [تتمة أضواء البيان: 9/345]


رد مع اقتباس