عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 06:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذلك نقصّ عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنّا ذكرًا (99) من أعرض عنه فإنّه يحمل يوم القيامة وزرًا (100) خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا (101)}.
يقول تعالى لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: كما قصصنا عليك خبر موسى، وما جرى له مع فرعون وجنوده على الجليّة والأمر الواقع، كذلك نقصّ عليك الأخبار الماضية كما وقعت من غير زيادةٍ ولا نقصٍ، هذا {وقد آتيناك من لدنّا} أي: عندنا {ذكرًا} وهو القرآن العظيم، الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ} [فصّلت: 42]، الّذي لم يعط نبيٌّ من الأنبياء [منذ بعثوا إلى أن ختموا] بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم تسليمًا، كتابًا مثله ولا أكمل منه، ولا أجمع لخبر ما سبق وخبر ما هو كائنٌ، وحكم الفصل بين النّاس منه؛ ولهذا قال تعالى: {من أعرض عنه} أي: كذّب به وأعرض عن اتّباعه أمرًا وطلبًا، وابتغى الهدى في غيره، فإنّ اللّه يضلّه ويهديه إلى سواء الجحيم؛ ولهذا قال: {من أعرض عنه فإنّه يحمل يوم القيامة وزرًا} أي: إثمًا، كما قال [اللّه] تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17].
وهذا عامٌّ في كلّ من بلغه القرآن من العرب والعجم، أهل الكتاب وغيرهم، كما قال تعالى: {لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]. فكلّ من بلغه القرآن فهو نذيرٌ له وداعٍ، فمن اتّبعه هدي، ومن خالفه وأعرض عنه ضلّ وشقي في الدّنيا، والنّار موعده يوم القيامة؛ ولهذا قال: {من أعرض عنه فإنّه يحمل يوم القيامة وزرًا}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 314]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({خالدين فيه} أي: لا محيد لهم عنه ولا انفكاك {وساء لهم يوم القيامة حملا} أي: بئس الحمل حملهم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 314]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم ينفخ في الصّور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا (102) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرًا (103) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلا يومًا (104)}.
ثبت في الحديث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سئل عن الصّور، فقال: "قرنٌ ينفخ فيه".
وقد جاء في حديث "الصّور" من رواية أبي هريرة: أنّه قرنٌ عظيمٌ، الدّارة منه بقدر السّماوات والأرض، ينفخ فيه إسرافيل، عليه السّلام. وجاء في الحديث: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته، وانتظر أن يؤذن له" فقالوا: يا رسول اللّه، كيف نقول؟ قال: "قولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل، على اللّه توكّلنا".
وقوله: {ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا} قيل: معناه زرق العيون من شدّة ما هم فيه من الأهوال). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 315]

تفسير قوله تعالى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يتخافتون بينهم} قال ابن عبّاسٍ: يتسارّون بينهم، أي: يقول بعضهم لبعضٍ: {إن لبثتم إلا عشرًا} أي: في الدّار الدّنيا، لقد كان لبثكم فيها قليلًا عشرة أيامٍ أو نحوها). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 315-316]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {نحن أعلم بما يقولون} أي: في حال تناجيهم بينهم {إذ يقول أمثلهم طريقةً} أي: العاقل الكامل فيهم، {إن لبثتم إلا يومًا} أي لقصر مدّة الدّنيا في أنفسهم [يوم المعاد؛ لأنّ الدّنيا كلّها وإن تكرّرت أوقاتها وتعاقبت لياليها وأيّامها] وساعاتها كأنّها يومٌ واحدٌ؛ ولهذا تستقصر مدّة الحياة الدّنيا يوم القيامة: وكان غرضهم في ذلك [درء] قيام الحجّة عليهم، لقصر المدّة؛ ولهذا قال تعالى: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ كذلك كانوا يؤفكون وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون} [الرّوم: 55، 56]، وقال تعالى: {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير فذوقوا فما للظّالمين من نصيرٍ} [فاطرٍ: 37]، وقال تعالى: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين * قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون} [المؤمنون: 112-114] أي: إنّما كان لبثكم فيها قليلًا لو كنتم تعلمون لآثرتم الباقي على الفاني، ولكن تصرّفتم فأسأتم التّصرّف، قدّمتم الحاضر الفاني على الدّائم الباقي). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 316]

رد مع اقتباس