عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 07:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أريناه آياتنا} إخبار من الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم عن فرعون، وهذا يؤيد أن الكلام من قوله تعالى: {فأخرجنا به} إنما هو خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، وقوله: "كلها" عائد على الآيات التي رآها، لا أنه رأى كل آية لله، وإنما المعنى أن الله أراه آيات ما، وهي العصا واليد والطمسة وغير ذلك، وكان رؤيته لهذه الآيات مستوعبة، يرى كلها كاملة، كأنه قال: "لقد أريناه آياتنا بكمالها"، وأضاف الآيات إلى ضمير العظمة تشريفا لها. وقوله تعالى: "وأبى" يقتضي تكسب فرعون، وهذا هو الذي يتعلق به الثواب والعقاب). [المحرر الوجيز: 6/102]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى}
هذه المقاولة من فرعون تدل على أن أمر موسى عليه السلام قد كان قوي، وكثر متبعوه من بني إسرائيل، ووقع أمره في نفوس الناس، وذلك أنها مقاولة من يحتاج إلى الحجة لا من يصدع بأمر نفسه. وأرضهم هي أرض مصر). [المحرر الوجيز: 6/102]

تفسير قوله تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: "لا نخلفه" بالرفع، وقرأت فرقة: "لا نخلفه" بالجزم على جواب الأمر، و"نحن" تأكيد للضمير من حيث احتاج الكلام إلى العطف عليه أكد. و"موعدا" مفعول أول لـ "اجعل"، و"مكانا" مفعول ثان. وهذا الذي اختار أبو علي، ومنع أن يكون "مكانا" معمولا لقوله: "موعدا" لأنه قد وصف، وهذه الأسماء العاملة عمل الفعل إذا نعتت أو عطف عليها أو أخبر عنها أو صغرت أو جمعت وتوغلت في الاسمية بمثل هذا لم تعمل ولا تعلق بها شيء هو منها، وقد يتوسع في الظروف فتعلق بعد ما ذكرناه، كقوله تعالى: {ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون}، فقوله: "إذ" معلق بقوله: "لمقت الله" وهو قد أخبر عنه، وإنما جاز هذا في الظرف خاصة، وكذلك منع أبو علي أن يكون "مكانا" نصب على الظرف الساد مسد المفعول.
[المحرر الوجيز: 6/102]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا نظر، ومنع قوم أن يكون "مكانا" نصبا على المفعول الثاني بـ "نخلفه"، وجوزه جماعة من النحاة، ووجهه أن يتسع في أن يخلف الموعد. وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، والكسائي: "سوى" بكسر السين، وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة: "سوى" بضمها، والجمهور نون النون، وقرأ الحسن: "سوى" بكسر السين غير نون الواو، قال أبو الفتح: ترك الصرف هنا مشكل، والذي ينبغي أن يكون محمولا على الوقف، وقرأت فرقة: "سواء"، ذكره أبو عمرو عن ابن أبي عيلة، ومعنى "سوى" أي: عدلا ونصفة، قال أبو علي: فكأنه قال: مكانا قريبا منا قربه منكم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
إنما أراد: حالنا فيه مستوية، فيعم ذلك القرب، وأن تكون المنازل فيه واحدة في تعاطي الحق، أي: لا يعترضكم فيه الرياسة، وإنما تقصد الحجة، و"سوى" لغة في "سوى"، ومن هذه اللفظة قول الشاعر:
إن أبانا كان حل ببلدة سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
وقالت فرقة: معناه: مستويا من الأرض لا وهد فيه ولا نجد، وقالت فرقة: معناه: سوى مكانا هذا). [المحرر الوجيز: 6/103]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقال موسى عليه السلام: موعدكم يوم الزينة، اتسع في الظرف من قرأه برفع "يوم" فجعله خبرا، وقرأ الحسن، والأعمش، والثقفي: "يوم" بالنصب على الظرف، والخبر مقدر، وروي أن يوم الزينة كان عيدا لهم ويوما مشهورا، وصادف يوم عاشوراء، وكان يوم سبت، وقيل: هو يوم كسر الخليج الباقي إلى اليوم. وقوله: {وأن يحشر} عطف على "الزينة" فهو في موضع خفض، ويحتمل أن يكون في موضع رفع على تقدير: موعدكم أن يحشر، وتعلق عطفه على "يوم"، وفيه نظر. وقرأ الجمهور: يحشر" برفع الياء، وقرأ ابن مسعود، وأبو سعيد الخدري: "يحشر" بفتح الياء وضم الشين ونصب "الناس"، وقرأت فرقة: "نحشر" بالنون، و"الحشر": الجمع، ومعناه: نحشر الناس لمشاهدة المعارضة والتهيؤ لقبول الحق حيث كان). [المحرر الوجيز: 6/104]

رد مع اقتباس