عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 05:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {واصطنعتك لنفسي} معناه: جعلتك موضع الصنيعة ومقر الإجمال والإحسان، وقوله: "لنفسي" إضافة تشريف، وهذا كما تقول: "بيت الله" ونحوه. والصيام لي وأنا أجزي به، وعبر بالنفس عن شدة القرب وقوة الاختصاص). [المحرر الوجيز: 6/96]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}
أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام في هذه الآية بالنفوذ إلى دعوة فرعون، وخاطب موسى وحده تشريفا له، ويحتمل أن هارون أوحي إليه مع ملك أن ينفذ، و"بآياتي" معناه: بعلاماتي التي أعطيتكما من معجزة وآية وحي وأمر ونهي كالتوراة، و"تنيا" معناه: تضعفا وتبطئا، تقول: ونى فلان في أمر كذا إذا تباطأ فيه عن ضعف، ومنه قول الشاعر:
[المحرر الوجيز: 6/96]
... ... ... ... ... .... فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر
والونى: الكلال والفشل في البهائم والإنس، وفي مصحف ابن مسعود: "ولا تهنا في ذكري"، معناه: ولا تلينا، من قولك: هين لين). [المحرر الوجيز: 6/97]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)}

تفسير قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "القول اللين" قالت فرقة: معناه: كنياه، وقالت فرقة: بل أمرهما بتحسين الكلمة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا هو الوجه، وذلك أن كل من يريد دعاء إنسان إلى أمر يكرهه، فإنما الوجه أن يحرر في عبارته المعنى الذي يريد حتى لا يخل به ولا يخر منه، ثم يجتهد بعد ذلك في أن تكون عبارته لطيفة ومقابلته لينة، فذلك أجلب للمراد، فأمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام أن يسلكا مع فرعون إكمال الدعوة في لين من القول.
وقوله: "لعله" معناه: على رجائكما وطمعكما، فالتوقع فيها إنما هو راجع إلى جهة البشر). [المحرر الوجيز: 6/97]

تفسير قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور "يفرط" بفتح الياء وضم الراء، ومعناه: يعجل ويتسرع بمكروه فينا، ومنه الفارط في الماء، وهو الذي يتقدم القوم إليه، قال الشاعر:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا ... كما تقدم فراط لوراد
[المحرر الوجيز: 6/97]
وقالت فرقة: "يفرط" بضم الياء وكسر الراء، ومعناه: يشتط، وقرأ ابن محيصن: "يفرط" بضم الياء وفتح الراء، ومعناها أن يحمله حامل على التسرع إلينا). [المحرر الوجيز: 6/98]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {إنني معكما} أي: بالنصر والمعونة والقدرة على فرعون، وهذا كما تقول: الأمير مع فلان إذا أردت أنه يحميه. "أسمع وأرى" عبارتان عن الإدراك الذي لا تخفى معه خافية، تبارك الله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 6/98]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى قال فمن ربكما يا موسى}
المعنى: فأتيا فرعون فأعلماه أنكما رسولان إليه، وعبر لفرعون بـ "ربك" تحقيرا له؛ إذ كان يدعي الربوبية، ثم أمرا بدعوته إلى أن يبعث معهما بني إسرائيل ويخرجهم من ذل خدمة القبط، وقد تقدم في هذه الآية دعاؤه إلى الإيمان، وهذه جملة ما دعي إليه فرعون "الإيمان وإرسال بني إسرائيل"، والظاهر أن رسالته إليه ليست على حد إرساله إلى بني إسرائيل، وتعذيب بني إسرائيل كان ذبح أولادهم وإذلالهم. و"الآية" التي أحالا عليها هي العصا واليد. وقال: "جئناك" -والجائي بها موسى - تجوزا من حيث هما مشركان.
وقوله تعالى: {والسلام على من اتبع الهدى} يحتمل أن يكون آخر كلام وفصله، فيقوى أن يكون "السلام" بمعنى التحية، كأنهما رغبا بها عنه، وجريا على العرف في التسليم عند الفراغ من القول فسلما على من اتبع الهدى، وفي هذا توبيخ.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وعلى هذه الجملة استعمال الناس هذه الآية في مخاطبتهم ومحاوراتهم. ويحتمل أن يكون في درج القول متصلا بقوله سبحانه: {إنا قد أوحي إلينا} فيحتمل على هذا أن يكون خبرا بأن السلامة للمهتدين، وهذان المعنيان قالت كل واحد منهما فرقة لكن دون هذا التلخيص، وقالوا: "السلام" بمعنى: السلامة، و"على" بمعنى "اللام"، أي: السلام لمن اتبع الهدى). [المحرر الوجيز: 6/98]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}

رد مع اقتباس