عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:38 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فوسوس إليه الشّيطان قال يا آدم هل أدلّك} [طه: 120] يقول: ألا أدلّك وهو تفسير السّدّيّ.
{على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى} [طه: 120] أي إنّك إن أكلت منها خلّدت في الجنّة، وهو قوله: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلا أن تكونا ملكين} [الأعراف: 20] يقول: أي لكيلا تكونا ملكين {أو تكونا من الخالدين} [الأعراف: 20] يقول: إذا أكلتما من الشّجرة تحوّلتما ملكين من ملائكة اللّه، أو كنتما من الخالدين.
- الصّلت بن دينارٍ، عن أبي أيّوب، عن أبي هريرة قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب يسير في ظلّها مائة سنةٍ ما يقطعها.
قلت: يا أبا هريرة، أيّ شجرةٍ هي؟ قال: شجرة الخلد). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]

تفسير قوله تعالى: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأكلا منها} [طه: 121] فبدأت حوّاء قبل آدم في تفسير الكلبيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/284]
{فبدت لهما سوءاتهما} [طه: 121] وقال الحسن: لو أنّ حوّاء بدأت قبل آدم فبدت سوأتها عند ذلك لكانت له عظةً ولكن لمّا أكل آدم بدت لهما سوآتهما.
- سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " كان آدم رجلًا طوالًا كأنّه نخلةٌ سحوقٌ، جعد شعر الرّأس.
فلمّا وقع بما وقع به بدت له عورته، وكان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربًا في الجنّة فأخذت شجرةٌ من شجر الجنّة برأسه فقال لها: أرسليني.
فقالت: لست بمرسلتك.
فناداه ربّه: يا آدم، أمنّي تفرّ؟ قال: يا ربّ إنّي أستحييك ".
قوله: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة} [طه: 121] أي وجعلا يخصفان عليهما من ورق الجنّة، يرقّعانه كهيئة الثّوب في تفسير مجاهدٍ.
قال: {وعصى آدم ربّه فغوى} [طه: 121] يعني المعصية ولم تبلغ بالمعصية الضّلال). [تفسير القرآن العظيم: 1/285]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وطفقا يخصفان...}

هو في العربية: أقبلا يخصفان وجعلاً يخصفان. وكذلك قوله: {فطفق مسحاً بالسوق والأعناق} (وقيل ها هنا): جعلا يلصقان عليهما ورق التين وهو يتهافت عنهما).
[معاني القرآن: 2/194]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (يستوحش كثير من الناس من أن يلحقوا بالأنبياء ذنوبا، ويحملهم التنزيه لهم، صلوات الله عليهم،
على مخالفة كتاب الله جلّ ذكره، واستكراه التأويل، وعلى أن يلتمسوا لألفاظه المخارج البعيدة بالحيل الضعيفة التي لا تخيل عليهم، أو على من علم منهم-
أنّها ليست لتلك الألفاظ بشكل، ولا لتلك المعاني بلفق.
كتأوّلهم في قوله تعالى: {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} أي: بشم من أكل الشجرة. وذهبوا إلى قول العرب: غوى الفصيل: إذا أكثر من اللبن حتى يبشم.
وذلك غوى- بفتح الواو- يغوي غيّا. وهو من البشم غوي- بكسر الواو- يغوى غوى. قال الشاعر يذكر قوسا:
معطَّفَةَ الأَثْنَاءِ لَيْسَ فَصِيلُهَا = برازِئها دَرًّا ولا مَيِّتٍ غَوَى
وأراد بالفصيل: السّهم. يقول: ليس يرزؤها درّا، ولا يموت بَشَمًا، ولو وجد أيضا في (عصى) مثل هذا السَّنَنِ لركبوه، وليس في (غوى) شيء إلا ما في (عصى) من معنى الذّنب،
لأن العاصي لله التّارك لأمره غاو في حاله تلك، والغاوي عاص. والغيّ ضدّ الرّشد، كما أن المعصية ضد الطاعة.
وقد أكل آدم، صلّى الله عليه وسلم، من الشجرة التي نهي عنها باستزلال إبليس وخدائعه إيّاه بالله والقسم به إنه لمن الناصحين، حتى دلّاه بغرور.
ولم يكن ذنبه عن إرصاد وعداوة وإرهاص كذنوب أعداء الله. فنحن نقول: (عصى وغوى)، كما قال الله تعالى، ولا نقول: آدم (عاص ولا غاو)،
لأن ذلك لم يكن عن اعتقاد متقدّم ولا نيّة صحيحة، كما تقول لرجل قطع ثوبا وخاطه: قد قطعه وخاطه، ولا تقل: خائط ولا خيّاط حتى يكون معاودا لذلك الفعل، معروفا به).
وكتأولهم في قوله سبحانه: ولقد همّت به وهمّ بها أنها همّت بالمعصية، وهمّ بالفرار منها! وقال (بعضهم): وهمّ بضربها! والله تعالى يقول: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}.
أفتراه أراد الفرار منها. أو الضرب لها، فلما رأى البرهان أقام عندها وأمسك عن ضربها ؟! هذا ما ليس به خفاء ولا يغلط متأوّله.
ولكنها همّت منه بالمعصية همّ نيّة واعتقاد، وهمّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم، همّا عارضا بعد طول المراودة، وعند حدوث الشهوة التي أتي أكثر الأنبياء في هفواتهم منها.
وقد روي في الحديث: أنه ليس من نبي إلا وقد أخطأ أو همّ بخطيئة غير يحيى بن زكريا، عليهما السلام، لأنّه كان حصورا لا يأتي النساء ولا يريدهنّ. فهذا يدلّك على أنّ أكثر زلّات الأنبياء من هذه الجهة، وإن كانوا لم يأتوا في شيء منها فاحشة، بنعم الله عليهم ومنّه، فإن الصغير منهم كبير لما آتاهم الله من المعرفة، واصطفاهم له من الرسالة، وأقام عليهم من الحجّة. ولذلك قال يوسف، صلّى الله عليه وسلم: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، يريد ما أضمره وحدّث به نفسه عند حدوث الشّهوة.
وقد وضع الله تعالى الحرج عمّن همّ بخطيئة ولم يعملها). [تأويل مشكل القرآن:402-405]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يخصفان}: أي: يلصقان). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عليهما من ورق الجنة} قال: أخذا من ورق تين الجنة، لأنه واسع). [ياقوتة الصراط: 354]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ثمّ اجتباه ربّه} [طه: 122] وهو قوله: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} [البقرة: 37] فقالا: {ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} [الأعراف: 23] قال: {فتاب عليه} [طه: 122] من ذلك الذّنب.
{وهدى} [طه: 122] مات على الهدى). [تفسير القرآن العظيم: 1/285]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ اجتباه ربّه...}

اختاره {فتاب عليه وهدى} أي هداه للتوبة). [معاني القرآن: 2/194]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ} [طه: 123] وقد فسّرناه في سورة البقرة.
قوله: {فمن اتّبع هداي} [طه: 123] يعني: رسلي وكتبي.
تفسير السّدّيّ.
{فلا يضلّ} [طه: 123] في الدّنيا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/285]
{ولا يشقى} [طه: 123] في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/286]

رد مع اقتباس