عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:27 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه قول الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم}. وقالوا: ما عنت الأرض شيئا، أي: ما أنبتت. ولم يعن زيد بشيء، أي: لم ينطق به. والعنوة تكون ضدا في القهر والطاعة. قال الشاعر:
هل أنت مطيعي أيها القلب عنوة = ولم تلح نفس لم تلم في اختيالها
وقال أبو محمد: عنت الوجوه: ذلت. هذا عن أبي عمرو الشيباني). [الأضداد: 137]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الفراء: ..... غيره: عنوت للحق خضعت ومنه قوله: {وعنت الوجوه للحي القيوم} وهي تعنو). [الغريب المصنف: 3/809]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان)).
قوله: عوان، واحدتها عانية، وهي الأسيرة.
يقول: إنما هن عندكم بمنزلة الأسراء.
ويقال للرجل من ذلك: هو عان، وجمعه عناة.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني)). يعني الأسير، ولا أظن هذا مأخوذا إلا من الذل والخضوع، لأنه يقال لكل من ذل واستكان: قد عنا يعنو. وقال الله تبارك وتعالى: {وعنت الوجوه للحي القيوم} والاسم من ذلك العنوة قال القطامي يذكر امرأة:

ونأت بحاجتنا وربت عنوة = لك من مواعدها التي لم تصدق
يقول: استكانة لك وخضوعا لمواعدها ثم لا تصدق.
ومنه قيل: أخذت البلاد عنوة أي هو بالقهر والإذلال.
وقد يقال للأسير: الهدي، قال المتلمس يذكر طرفة ومقتل عمرو بن هند إياه بعد أن كان سجنه:
كطريفة بن العبد كان هديهم = ضربوا صميم قذاله بمهند
وأظن المرأة إنما سميت هديا لهذا المعنى لأنها كالأسيرة عند زوجها قال عنترة:
ألا يا دار عبلة بالطوي = كرجع الوشم في كف الهدي
وقد يكون أن يكون سميت هديا: لأنها تهدى إلى زوجها، فهي هدى: فعيل في موضع مفعول، فقال: هدي يريد مهدية.
يقال منه: هديت المرأة إلى زوجها أهديها هداء بغير ألف قال زهير بن أبي سلمى المزني:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
بمعنى أن تهدى إلى زوجها. وليس هذا من الهدية في شيء.
لا يقال من الهدية إلا أهديت بالألف إهداء، ومن المرأة: هديت.
وقد زعم بعض الناس أن في المرأة لغة أخرى أيضا: أهديت والأولى أفشى في كلامهم وأكثر). [غريب الحديث: 1/407-409]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فيا رب مكروب كررت وراءه = وعان فككت الغل عنه ففداني
العاني: الأسير. يقال: قد عنا له يعنو؛ إذا خضع له.
والعنوة: القهر، والعنوة: الطاعة بلا قهر. قال الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 490]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وعنوة من الأضداد، يقال: أخذ الشيء عنوة، إذا أخذه وغلبة، وأخذه عنوة إذا أخذه بمحبة ورضا من المأخوذ منه؛ أخبرنا بهذا أبو العباس، وأنشدنا قول كثير:
فما أخذوها عنوة عن مودة = ولكن بحد المشرفي استقالها
وقال الآخر:

هل أنت مطيعي أيها القلب عنوة = ولم تلح نفس لم تلم في اختيالها
وقال الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم}، فمعناه خضعت وذلت. وقال المفسرون: هو وضع المسلم يديه وركبتيه وجبهته على الأرض. ويقال: قد عنوت لفلان إذا خضعت له، ويقال: الأرض لم تعن بنبات ولم تعن بنبات، أي لم تظهر النبات، قال أمية بن أبي الصلت:

ملك على عرض السماء مهيمن = تعنو لعزته الوجوه وتسجد
وقال أمية أيضا:

الحمد لله الذي لم يتخذ = ولدا وقدر خلقه تقديرا
وعنا له وجهي وخلقي كله = في الخاشعين لوجهه مشكوا
ويقال للأسير: عان لخضوعه وذله، جاء في الحديث: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان))، أي أسراء). [كتاب الأضداد: 79-80]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}، أي ولا كسرا. يقال انهضم الطعام، إذا انكسر في بطنه؛ وهضمه: كسره). [مجالس ثعلب: 222]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أولئك قومي إن يلذ ببيوتهم = أخو حدث يوما فلن يتهضما
قال الضبي: يتهضم يتنقص: قال الله تعالى: {فلا يخاف ظلما ولا هضما}: ومنه سمي: الهاضوم دواء يهضم به الطعام عند الثقلة). [شرح المفضليات: 628]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} قال: شرفًا). [مجالس ثعلب: 325]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) }

رد مع اقتباس