عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:58 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا (41) وسبّحوه بكرةً وأصيلاً (42) هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيمًا (43) تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ وأعدّ لهم أجرًا كريمًا}.
يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله، اذكروا اللّه بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرًا كثيرًا، فلا تخلو أبدانكم من ذكره في حالٍ من أحوال طاقتكم ذلك). [جامع البيان: 19/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} يقول: لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حدا معلوما ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر فان الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله فقال: اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر في السفر والحضر في الغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية وعلى كل حال وقد سبحوه بكرة وأصيلا فاذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته، قال الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} ). [الدر المنثور: 12/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} قال: باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول: صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشى). [الدر المنثور: 12/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال: الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله: ومن الغازي في سبيل الله قال: لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة). [الدر المنثور: 12/66-67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله قال: الذاكرون الله كثيرا). [الدر المنثور: 12/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا سأله فقال: أي المجاهدين أعظم أجرا قال: أكثرهم لله ذكرا قال: فأي الصائمين أعظم أجرا قال: أكثرهم لله ذكرا، الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل). [الدر المنثور: 12/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف بين حمدان قال يا معاذ أين السابقون قلت مضى ناس قال: اين السابقون الذين يستهترون بذكر الله من أحب ان يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله). [الدر المنثور: 12/67-68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أم أنس رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله أوصني قال: اهجري المعاصي فانها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فانها أفضل الجهاد واكثري من ذكر الله فانك لا تأتين الله بشيء أحب الله بشيء أحب اليه من كثرة ذكره). [الدر المنثور: 12/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكثر ذكر الله فقد برى ء من الايمان). [الدر المنثور: 12/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو يعلى، وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون). [الدر المنثور: 12/68-69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا الله حتى يقول المنافقون: انكم مراؤون). [الدر المنثور: 12/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر الله حتى يقول المنافقون: انكم مراؤون). [الدر المنثور: 12/69]

تفسير قوله تعالى: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وسبحوه بكرة وأصيلا قال صلاة الصبح وصلاة العصر). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وسبّحوه بكرةً وأصيلاً} يقول: صلّوا له غدوةً صلاة الصّبح، وعشيًّا صلاة العصر). [جامع البيان: 19/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} قال: باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول: صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشى). [الدر المنثور: 12/66] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وسبحوه بكرة واصيلا.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وسبحوه بكرة وأصيلا} قال: صلاة الصبح وصلاة العصر). [الدر المنثور: 12/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن أبي العالية في قوله: (وأصيلا) قال: صلاة العصر). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأن أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب الي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد اسمعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب الي من ان أعتق أربع رقاب من ولد اسمعيل). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدع رجل منكم ان يعمل لله ألف حسنه حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة فانها ألف حسنة فانه لن يعمل ان شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم يقول سبحان الله وبحمده انهما القريبتان). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله العظيم غرس له نخلة أو سجرة في الجنة). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر). [الدر المنثور: 12/71-72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن هلال بن يسار رضي الله عنه قال: كانت امرأة من همدان تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فقال لها عبد الله: ألا أدلك على خير من ذلك تقولين: الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا). [الدر المنثور: 12/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا يعجز أحدكم ان يكسب في اليوم ألف حسنة فقال رجل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال: يسبح الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف خطيئة). [الدر المنثور: 12/72]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الحسن في قوله هو الذي يصلي عليكم وملائكته إن بني إسرائيل سألوا موسى هل يصلي ربك فكأن ذلك كبر في صدره فأوحى الله إليه أن أخبرهم أني أصلي وأن صلاتي أن رحمتي سبقت غضبي). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته} يقول تعالى ذكره: ربّكم الّذي تذكرونه الذّكر الكثير، وتسبّحونه بكرةً وأصيلاً إذا أنتم فعلتم ذلك الّذي يرحمكم، ويثني عليكم هو، ويدعو لكم وملائكته. وقيل: إنّ معنى قوله: {يصلّي عليكم وملائكته} يشيع عنكم الذّكر الجميل في عباد اللّه.
وقوله: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} يقول: تدعو ملائكة اللّه لكم، فيخرجكم اللّه من الضّلالة إلى الهدي، ومن الكفر إلى الإسلام.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا} يقول: لا يفرض على عباده فريضةً إلاّ جعل لها حدًّا معلومًا، ثمّ عذر أهلها في حال عذرٍ، غير الذّكر، فإنّ اللّه لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه ولم يعذر أحدًا في تركه إلاّ مغلوبًا على عقله قال: {اذكروا اللّه قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم} باللّيل والنّهار في البرّ والبحر، وفي السّفر والحضر، والغنى والفقر، والسّقم والصّحّة، والسّر والعلانية، وعلى كلّ حالٍ، وقال: {سبّحوه بكرةً وأصيلاً} فإذا فعلتم ذلك صلّى عليكم هو وملائكته قال اللّه عزّ وجلّ {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وسبّحوه بكرةً وأصيلاً} صلاة الغداة، وصلاة العصر.
وقوله: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} أي من الضّلالات إلى الهدى.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} قال: من الضّلالة إلى الهدى، قال: والضّلالة: الظّلمات، والنّور: الهدى.
وقوله: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} يقول تعالى ذكره: وكان بالمؤمنين به ورسوله ذا رحمةٍ أن يعذّبهم وهم له مطيعون، ولأمره متّبعون). [جامع البيان: 19/123-124]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عوفٍ الطّائيّ، ثنا عبد القدّوس بن الحجّاج، حدّثني صفوان بن عمرٍو، حدّثني سليم بن عامرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى أبي أمامة رضي اللّه عنه، فقال: يا أبا أمامة، إنّي رأيت في منامي أنّ الملائكة تصلّي عليك كلّما دخلت، وكلّما خرجت، وكلّما قمت، وكلّما جلست. قال أبو أمامة: " اللّهمّ غفرًا دعونا عنكم وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة، ثمّ قرأ: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا (41) وسبّحوه بكرةً وأصيلًا (42) هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 42] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا أشركنا فيه فنزلت {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} ). [الدر المنثور: 12/72-73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى أبي امامة فقال: اني رأيت في منامي ان الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست قال: وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة ثم قرأ {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} ). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاة الله: ثناؤه، وصلاة الملائكة عليهم: الصلام الدعاء). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: صلاة الرب: الرحمة، وصلاة الملائكة: الاستغفار). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: الله يغفر لكم وتستغفر لكم ملائكته، وخ ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه انه سئل عن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم قال: أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء فقال {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} ). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم} قال: ان بني اسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلي ربك فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام فأوحى الله اليه أخبرهم اني أصلي وأن صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال: اذا قال العبد: سبحان الله، قالت الملائكة: وبحمده، واذ قال: سبحان الله وبحمده، صلوا عليه). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في الآية قال: قال بنو اسرائيل: يا موسى سل لنا ربك هل يصلي فتعاظم عليه ذلك فقال يا موسى ما يسألك قومك فأخبره قال: نعم، أخبرهم اني أصلي وان صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي ولولا ذلك لهلكوا). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاته على عباده سبوح قدوس تغلب رحمتي غضبي). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لجبريل عليه السلام: هل يصلي ربك قال: نعم، قلت: وما صلاته قال: سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي). [الدر المنثور: 12/74-75]

تفسير قوله تعالى: (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تحيتهم يوم يلقونه سلام قال تحية أهل الجنة السلام). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، عن محمّد بن مالكٍ، عن البراء بن عازبٍ: {تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ} قال: يوم يلقون ملك الموت، ليس من مؤمنٍ يقبض روحه إلاّ سلّم عليه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 239]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {تحيّتهم يوم يلقونه سلاّمٌ} يقول جلّ ثناؤه: تحيّة هؤلاء المؤمنين يوم القيامة في الجنّة سلاّمٌ، يقول بعضهم لبعضٍ: أمنةً لنا ولكم بدخولنا هذا المدخل من اللّه أن يعذّبنا بالنّار أبدًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تحيّتهم يوم يلقونه سلاّمٌ} قال: تحيّة أهل الجنّة السّلام.
وقوله: {وأعدّ لهم أجرًا كريمًا} يقول: وأعدّ لهؤلاء المؤمنين ثوابًا لهم على طاعتهم إيّاه في الدّنيا كريمًا، وذلك هو الجنّة.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وأعدّ لهم أجرًا كريمًا} أي الجنّة). [جامع البيان: 19/125]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد الدّورقيّ، ثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، عن أبي رجاءٍ عبد اللّه بن واقدٍ، عن محمّد بن مالكٍ، عن البراء رضي الله عنه في قوله تعالى: {تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ}، قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمنٍ يقبض روحه إلّا سلّم عليه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {تحيتهم يوم يلقونه سلام} تحية أهل الجنة: السلام {وأعد لهم أجرا كريما} أي الجنة). [الدر المنثور: 12/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه في المصنف، وابن أبي الدنيا في ذكر الموت عبد بن حميد وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله {تحيتهم يوم يلقونه سلام} قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه). [الدر المنثور: 12/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج المروزي في الجنائز، وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام). [الدر المنثور: 12/76]


رد مع اقتباس