عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 03:21 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأتبعهم فرعون} مجازه: تبعهم، هما سواء.
{بغياً وعدواً} مجازه: عدواناً). [مجاز القرآن: 1/281]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن "بغيا وعدوا" يثقل؛ كأنه مصدر عدا عليه عدوا؛ أي اعتدى عليه.
الأعمش {بغيا وعدوا} يكون المصدر: عدا عليه عدوا، وقالوا أيضًا: عدا عليه عدوا وعداءً.
أبو عمرو وأهل المدينة والحسن {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} كأنه قال: آمنت بأنه.
وأصحاب عبد الله ويحيى بن وثاب {آمنت إنه} بالكسر؛ قالوا: ذاك خبر من فرعون؛ وكأن المعنى والله أعلم: إن فرعون قال آمنت، ثم حكى الله عز وجل ذلك فقال {إنه لا إله إلا الذي آمنت}.
ووجه آخر: يكون على أن يكون الله قد قال: {إنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} مبتدئًا، كقوله {إني أنا الله}؛ وكل لا بأس به). [معاني القرآن لقطرب: 662]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أتبعهم}: مثل تبعهم). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأتبعهم فرعون} لحقهم. يقال: أتبعت القوم، أي لحقتهم. وتبعتهم: كنت في أثرهم.
{وعدواً} أي ظلما). [تفسير غريب القرآن: 199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتّى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين}
جعله الله يبسا حتى جاوزوه). [معاني القرآن: 3/31-32]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجاورنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا}
وقرأ قتادة فاتبعهم فرعون وجنوده بوصل الألف
قال الأصمعي يقال أتبعه بقطع الألف إذا لحقه وأدركه واتبعه بوصل الألف إذا اتبع أثره أدركه أو لم يدركه وكذلك قال أبو زيد
وقيل اتبعه بوصل الآلف في الأمر اقتدى به واتبعه بقطع الآلف خيرا أو شرا هذا قول أبي عمرو
وقيل هما واحد
وقرأ قتادة بغيا وعدوا والعدو الظلم
وقوله جل وعز: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل}
روى شعبة عن عدي بن ثابت وعطاء بن السائب قالا:
سمعنا سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال شعبة رفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبرائيل عليه السلام كان يدس الطين فيجعله في فيّ فرعون قال مخافة أن يقول لا إله إلا أنت فيغفر له
وقال عون بن عبد الله بلغني أن جبرائيل قال للنبي عليه السلام ما ولد إبليس ولدا قط أبغض إلي من فرعون وأنه لما أدركه الغرق قال آمنت الآية فخشيت أن يقولها فيرحم فأخذت تربة أو طينة فحشوتها في فيه
وقيل إن جبرائيل إنما فعل هذا به عقوبة له على عظيم ما كان يأتي). [معاني القرآن: 3/312-314]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَغْيًا وَعَدْوًا} أي ظلما). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَدْوًا}: من العدوان). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الآن
الآن: هو الوقت الذي أنت فيه، وهو حدّ الزّمانين: حدّ الماضي من آخره، وحدّ الزمان المستقبل من أوله.
قال الفراء: «هو حرف بني على الألف واللام، ولم يخلعا منه، وترك على مذهب الصّفة، لأنه في المعنى واللفظ، كما رأيتهم فعلوا بالذي، فتركوه على مذهب الأداة، والألف واللام له لازمة غير مفارقة.
وأرى أصله: أوان، حذفت منه الألف، وغيّرت واوه إلى الألف، كما قالوا في الرّاح: الرّياح. وأنشد:
كأنّ مكاكيّ الجواء غديّة =نشاوى تساقوا بالرّياح المفلفل
قال: فهي مرّة على تقدير (فعل) ومرّة على تقدير (فعال) كما قالوا: زمن، وزمان.
وإن شئت جعلتها من قولك: آن لك أن تفعل كذا وكذا، أدخلت عليها الألف واللام ثم تركتها على مذهب (فعل) منصوبة، كما قالوا:
«نهى رسول الله، صلّى الله عليه وسلم عن قيل وقال، وكثرة السّؤال»
فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان، ولو خفضتا على النّقل لهما من حدّ الأفعال إلى الأسماء في النّية- كان صوابا.
وسمعت العرب تقول: من شبّ إلى دبّ، ومن شبّ إلى دبّ، مخفوض منون، يذهبون به مذهب الأسماء. والمعنى: مذ كان صغيرا فشبّ إلى أن دبّ كبيرا.
قال الله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} {آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} أي أفي هذا الوقت وفي هذا الأوان تتوب وقد عصيت قبل؟).
[تأويل مشكل القرآن: 523-524] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاليوم ننجّيك ببدنك} مجازه: نلقيك على نجوة، أي ارتفاع ليصر علماً أنه قد غرق.
{لتكون لمن خلفك آية} أي علامة، ومجاز خلفك: بعدك.
{إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ} ). [مجاز القرآن: 1/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيةً وإنّ كثيراً مّن النّاس عن آياتنا لغافلون}
وقال: {فاليوم ننجّيك ببدنك} وقال بعضهم {ننجيك} وقوله: {ببدنك} أيّ: لا روح فيه.
وقال بعضهم: {ننجّيك}: نرفعك على نجوة من الأرض. وليس قولهم: "أنّ البدن ههنا" "الدرع" بشيء ولا له معنى). [معاني القرآن: 2/38]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة بعضهم {فاليوم ننجيك ببدنك} من نجاه تنجئة؛ وحكي لنا {ننجيك ببدنك} قال: نرفعك على نجوة من الأرض). [معاني القرآن لقطرب: 662]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ننجيك ببدنك}: نلقيك على نجوة من الأرض أي ارتفاع.
{لمن خلفك آية}: لمن بعدك). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاليوم ننجّيك ببدنك} قال أبو عبيدة: نلقيك على نجوة من الأرض، أي ارتفاع. والنّجوة والنّبوة: ما ارتفع من الأرض.
{ببدنك} أي [بجسدك] وحدك {لتكون لمن خلفك آيةً}: لمن بعدك). [تفسير غريب القرآن: 199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإنّ كثيرا من النّاس عن آياتنا لغافلون}
{ننجّيك ببدنك} نلقيك عريانا وقيل ننجيك ببدنك نلقيك على نجوة من الأرض، وإنما كان ذلك آية لأنه كان يدّعي أنّه إله وكان يعبده قومه، فبيّن اللّه أمره وأنه عبد.
وفيه من الآية أنه غرق القوم وأخرج هو من بينهم فكان في ذلك آية). [معاني القرآن: 3/32]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية}
قال قتادة لم تصدق طائفة من الناس أنه غرق فأخرج لهم
ليكون عظة وآية
وقال غيره الآية فيه أنه يدعي أنه رب وكان قومه يعبدونه فأراهم الله إياه بعدما غرقه
ومن الآية فيه أنه غرق هو وقومه فأخرج دونهم
قال أبو عبيدة معنى ننجيك نلقيك على نجوة من الأرض
وقال غيره النجوة والنبوة ما ارتفع من الأرض
وقرئ {ننجيك} والمعنى واحد
وروي عن يزيد المكي أنه قرأ فاليوم ننحيك بالحاء
ببدنك قيل أي وحدك وقيل بدرعك
وقال مجاهد بجسدك وهذا أحسن الأقوال
قيل معناه بجسدك فقط أي عريانا بغير روح). [معاني القرآن: 3/314-315]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فاليوم}: واحد الأيام). [ياقوتة الصراط: 257]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ننجيك ببدنك} ننجيك من النجاة، ببدنك، أي: بجسمك، وننجيك من: النجوة، وهي: الدكة.
ببدنك، أي: بدرعك. قال أبو عبد الله: وذلك أن بني إسرائيل شكوا في غرق فرعون، فأمر الله البحر أن يقذفه على دكة في البحر ببدنه، أي: بدرعه، وكانت من لؤلؤ منظوم،
فلما قذفه البحر رأته بنو إسرائيل، فقالوا: نعم يا موسى، هذا فرعون قد غرق، فخرج الشك من قلوبهم، وابتلع البحر فرعون كما كان). [ياقوتة الصراط: 257-258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} أي نلقيك على نجوة من الأرض، أي ارتفاع. {بِبَدَنِكَ} بدرعك الذي تعرف به).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نُنَجِّيكَ}: نلقيك نجوة من الأرض
{خَلْفَكَ}: لمن تبعك
{آيَةً}: علامة ونكالاً). [العمدة في غريب القرآن: 153]


رد مع اقتباس