عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:35 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلاّ من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النّاس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة اللّه فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا}
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {لا خير في كثيرٍ من نجواهم} لا خير في كثيرٍ من نجوى النّاس جميعًا {إلاّ من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ} والمعروف: هو كلّ ما أمر اللّه به أو ندب إليه من أعمال البرّ والخير {أو إصلاحٍ بين النّاس} وهو الإصلاح بين المتباينين أو المختصمين بما أباح اللّه الإصلاح بينهما ليتراجعا إلى ما فيه الألفة واجتماع الكلمة على ما أذن اللّه وأمر به.
ثمّ أخبر جلّ ثناؤه بما وعد من فعل ذلك، فقال: {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة اللّه} يقول: ومن يأمر بصدقةٍ أو معروفٍ من الأمر، أو يصلح بين النّاس ابتغاء مرضاة اللّه، يعني طلب رضا اللّه بفعله ذلك {فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا} يقول: فسوف نعطيه جزاءً لما فعل من ذلك أجر عظيمًا، ولا حدّ لمبلغ ما سمّى اللّه عظيمًا يعلمه سواه.
واختلف أهل العربيّة في معنى قوله: {لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلاّ من أمر بصدقةٍ} فقال بعض نحويّي البصرة: معنى ذلك: لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلاّ في نجوى من أمر بصدقةٍ. كأنّه عطف {من} على الهاء والميم الّتي في {نجواهم} وذلك خطأٌ عند أهل العربيّة لأنّ إلاّ لا تعطف على الهاء والميم في مثل هذا الموضع من أجل أنّه لم ينله الجحد.
وقال بعض نحويّي الكوفة: قد تكون {من} في موضع خفضٍ ونصبٍ؛ وأمّا الخفض فعلى قولك: {لا خير في كثيرٍ من نجواهم} إلاّ فيمن أمر بصدقةٍ، فتكون النّجوى على هذا التّأويل هم الرّجال المناجون، كما قال جلّ ثناؤه: {ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلاّ هو رابعهم} وكما قال: {وإذ هم نجوى} وأمّا النّصب، فعلى أن تجعل النّجوى فعلا فيكون نصبًا؛ لأنّه حينئذٍ يكون استثناءً منقطعًا، لأنّه من خلاف النّجوى، فيكون ذلك نظير قول الشّاعر:
وقفت فيها أصيلانًا أسائلها عيّت جوابًا
وما بالرّبع من أحد.
إلاّ الأواريّ لايًا ما أبيّنها = والنّؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
وقد يحتمل {من} على هذا التّأويل أن يكون رفعًا، كما قال الشّاعر:
وبلدةٍ ليس بها أنيس = إلاّ اليعافير وإلاّ العيس
قال أبو جعفرٍ: وأولى هذه الأقوال بالصّواب في ذلك، أن تجعل من في موضع خفضٍ بالرّدّ على النّجوى، وتكون النّجوى بمعنى جمع المتناجين، خرج مخرج السّكرى والجرحى والمرضى، وذلك أنّ ذلك أظهر معانيه، فيكون تأويل الكلام: لا خير في كثيرٍ من المتناجين يا محمّد من النّاس، إلا في من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ، أو إصلاحٍ بين النّاس، فإنّ أولئك فيهم الخير). [جامع البيان: 7/481-483]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلّا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النّاس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة اللّه فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا (114)
قوله تعالى: لا خير في كثيرٍ من نجواهم.
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ، قال: ثمّ ذكر مناجاتهم فيما يريدون أن يكذبوا عن طعمة، فقال: لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلّا من أمر بصدقةٍ.
وروي عن مقاتل بن حيّان أنّه قال: تناجوا في شأن طعمة بن أبيرقٍ
والوجه الثّاني:
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى، أنبأ ابن وهبٍ قال: قال عبد الرّحمن ابن زيد بن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ: لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلّا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النّاس من جاء يناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت ذلك عنه لا تناجيه.
قوله تعالى: أو معروفٍ.
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان إلا من أمر بصدقة أو معروف يعني:
المعروف: القرض. وروي عن سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك.
قوله تعالى: أو إصلاحٍ بين النّاس.
- حدّثنا أحمد بن عصامٍ، أبو أحمد، ثنا عبد اللّه بن حبيبٍ قال: كنت عند محمّد بن كعبٍ فقال له محمّدٌ: أين كنت؟ قال: كان بين قومي شيءٌ فأصلحت بينهم. قال: أصبحت لك مثل أجر المجاهدين في سبيل اللّه، ثمّ قرأ لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلّا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النّاس.
قوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات اللّه.
- قرأت على محمّد بن الفضيل، ثنا محمّد بن علي، ثنا أبو هب محمد ابن مزاحمٍ، عن بكير بن معروفٍ عن مقاتل بن حيّان ومن يفعل ذلك تصدّق أو أقرض أو أصلح بين النّاس ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا). [تفسير القرآن العظيم: 4/1065]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد أسلم في قوله {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} من جاءك يناجيك في هذا فاقبل مناجاته ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت عنه ذاك لا تناجيه.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان {إلا من أمر بصدقة أو معروف} قال: المعروف القرض.
وأخرج الترمذي، وابن ماجه وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن أبي الدنيا في الصمت، وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد بن حنيش قال: دخلنا على سفيان الثوري نعوده ومعنا سعيد بن حسان المخزومي فقال له سفيان: أعد علي الحديث الذي كنت حدثتنيه عن أم صالح، قال: حدثتني أم صالح بنت صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله عز وجل، فقال محمد بن يزيد: ما أشد هذا الحديث فقال سفيان: وما شدة هذا الحديث إنما جاءت به امرأة عن امرأة هذا في كتاب الله الذي أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم أما سمعت الله يقول {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} فهذا هو بعينه أوما سمعت الله يقول (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) (النبأ الآية 38) فهو هذا بعينه أوما سمعت الله يقول (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (العصر: السورة كلها) فهو هذا بعينه.
وأخرج مسلم والبيهقي عن ابن شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.
وأخرج البخاري والبيهقي عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة.
وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي عن سهل بن سعد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان: الفم والفرج.
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجه والبيهقي عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله مرني بأمر أعتصم به في الإسلام قال: قل آمنت بالله ثم استقم، قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي قال: هذا وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه.
وأخرج البيهقي عن أبي عمر والشيباني قال: حدثني صاحب هذه الدار - يعني عبد الله بن مسعود - قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال: الصلاة على ميقاتها، قلت: ثم ماذا يا
رسول الله قال: بر الوالدين، قلت: ثم ماذا يا رسول الله قال: أن يسلم الناس من لسانك، قال: ثم سكت ولو استزدته لزادني.
وأخرج الترمذي والبيهقي عن عقبة بن عامر قال: قلت يا نبي الله ما النجاة قال: أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك.
وأخرج البخاري في تاريخه، وابن أبي الدنيا في الصمت والبيهقي عن أسود بن أبي أصرم المحاربي قال: قلت يا رسول الله أوصني، قال: هل تملك لسانك قلت: فما أملك إذا لم أملك لساني، قال: فهل تملك يدك قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي قال: فلا تقل بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير.
وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار: رحم الله امرأ تكلم فغنم أو سكت فسلم.
وأخرج البيهقي عن الحسن قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم
وأخرج البيهقي عن ابن مسعود أنه أتى على الصفا فقال: يا لسان قل خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل أن تندم قالوا: يا أبا عبد الرحمن هذا شيء تقوله أو سمعته قال: لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه.
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن سعيد بن جبير قال: رأيت ابن عباس آخذا بثمرة لسانه وهو يقول: يا لساناه قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم قبل أن تندم، فقال له رجل: ما لي أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا وكذا قال: إنه بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو عن شيء أحنق منه على لسانه.
وأخرج أبو يعلى والبيهقي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يسلم فليلزم الصمت.
وأخرج البيهقي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي أبا ذر فقال ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال: بلى يا رسول الله، قال: عليك بحسن الخلق وطول الصمت والذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما
وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله فإنه أزين لأمرك كله، قلت: زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، قلت: زدني، قال: عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك، قلت: زدني، قال: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، قلت: زدني، قال: قل الحق ولو كان مرا، قلت: زدني، قال: لا تخف في الله لومة لائم، قلت: زدني، قال: ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك.
وأخرج البيهقي عن ركب المصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله.
وأخرج الترمذي والبيقهي عن أبي سعيد الخدري رفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا أصبح ابن آدم فإن كل شيء من الجسد يكفر اللسان يقول: ننشدك الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.
وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه قال: ما تصنع يا خليفة رسول الله قال: إن هذا الذي أوردني الموارد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته.
وأخرج البيهقي عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله قال: فسكتوا فلم يجبه أحد، قال: هو حفظ اللسان.
وأخرج البيهقي عن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مقام الرجل بالصمت أفضل من عبادة ستين سنة.
وأخرج البيهقي عن معاذ بن جبل قال: كنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصاب الناس ريح فتقطعوا فضربت ببصري فإذا أنا أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لأغتنمن خلوته اليوم فدنوت منه فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يقربني - أو قال - يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال: لقد سألت عن عظيم وأنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتحج البيت وتصوم رمضان وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير، قلت: أجل يا رسول الله، قال: الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام العبد في جوف الليل يبتغي به وجه الله ثم قرأ الآية (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) (ألم السجدة الآية 16) ثم قال: إن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه، قلت أجل يا رسول الله، قال: أما رأس الأمر فالإسلام وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد وإن شئت أنبأتك بأملك الناس من ذلك كله، قلت: ما هو يا رسول الله فأشار بإصبعه إلى فيه، فقلت: وإنا لنؤاخذ بكل ما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم وهل تتكلم إلا ما عليك أو لك.
وأخرج البيهقي عن عطاء بن أبي رباح قال: إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها أتذكرون أن عليكم حافظين (كراما كاتبين) (الانفطار الآية 11) (عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (ق الآية 18) أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته.
وأخرج ابن سعد عن أنس بن مالك قال: لا يتقي الله عبد حتى يخزن من لسانه.
وأخرج أحمد عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي الدرداء قال: ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله من لسانه به يدخله الجنة وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله من لسانه به يدخله النار.
وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما تخزن درهمك
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان الفارسي قال: أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما في معصية الله.
وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال: أكثر الناس خطايا أكثرهم خوضا في الباطل.
وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال: والذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.
وأخرج ابن عدي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: الرجل يرضي امرأته وفي الحرب وفي صلح بين الناس.
وأخرج البيهقي عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكذب لا يصلح إلا في ثلاث: الحرب فإنها خدعة والرجل يرضي امرأته والرجل يصلح بين اثنين.
وأخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: الرجل يكذب لامرأته لترضى عنه أو إصلاح بين الناس أو يكذب في الحرب.
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما عمل ابن آدم شيء أفضل من الصدقة وصلاح ذات البين وخلق حسن.
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقة صلاح ذات البين.
وأخرج البيهقي عن أبي أيوب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا أيوب ألا أخبرك بما يعظم الله به الأجر ويمحو به الذنوب تمشي في إصلاح الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا فإنها صدقة يحب الله موضعها.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا وقالت: لم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: في الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والبيهقي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجات الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، قال: وفساد ذات البين هي الحالقة.
وأخرج البيهقي عن أبي أيوب أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها قال: بلى، قال: أن تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا.
وأخرج البزار عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب: ألا أدلك على تجارة قال: بلى، قال: تسعى في صلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت قال: كنت جالسا مع محمد بن كعب القرظي فأتاه رجل فقال له القوم: أين كنت فقال: أصلحت بين القوم فقال محمد بن كعب: أصبت لك مثل أجر المجاهدين ثم قرأ {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}، واخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله {ومن يفعل ذلك} تصدق أو أقرض أو أصلح بين الناس.
وأخرج أبو نصر السجري في الإبانة عن أنس قال: جاء أعرابي إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن الله أنزل علي في القرآن يا أعرابي {لا خير في كثير من نجواهم} إلى قوله {فسوف نؤتيه أجرا عظيما} يا أعرابي الأجر العظيم: الجنة، قال الأعرابي: الحمد لله الذي هدانا للإسلام). [الدر المنثور: 5/5-17]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) )

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيبٍ أبو مسلمٍ الحرّانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة الحرّانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جدّه قتادة بن النّعمان، قال: كان أهل بيتٍ منّا يقال لهم: بنو أبيرقٍ بشرٌ وبشيرٌ ومبشّرٌ، وكان بشيرٌ رجلاً منافقًا يقول الشّعر يهجو به أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ ينحله بعض العرب ثمّ يقول: قال فلانٌ كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ذلك الشّعر قالوا: واللّه ما يقول هذا الشّعر إلاّ هذا الخبيث، أو كما قال الرّجل، وقالوا: ابن الأبيرق قالها، قال: وكانوا أهل بيت حاجةٍ وفاقةٍ، في الجاهليّة والإسلام، وكان النّاس إنّما طعامهم بالمدينة التّمر والشّعير، وكان الرّجل إذا كان له يسارٌ فقدمت ضافطةٌ من الشّام من الدّرمك، ابتاع الرّجل منها فخصّ بها نفسه، وأمّا العيال فإنّما طعامهم التّمر والشّعير، فقدمت ضافطةٌ من الشّام فابتاع عمّي رفاعة بن زيدٍ حملاً من الدّرمك فجعله في مشربةٍ له، وفي المشربة سلاحٌ ودرعٌ وسيفٌ، فعدي عليه من تحت البيت، فنقبت المشربة، وأخذ الطّعام والسّلاح، فلمّا أصبح أتاني عمّي رفاعة، فقال: يا ابن أخي إنّه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا. قال: فتحسّسنا في الدّار وسألنا فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرقٍ استوقدوا في هذه اللّيلة، ولا نرى فيما نرى إلاّ على بعض طعامكم، قال: وكان بنو أبيرقٍ قالوا ونحن نسأل في الدّار: واللّه ما نرى صاحبكم إلاّ لبيد بن سهلٍ، رجلٌ منّا له صلاحٌ وإسلامٌ، فلمّا سمع لبيدٌ اخترط سيفه وقال: أنا أسرق؟ فواللّه ليخالطنّكم هذا السّيف أو لتبيّننّ هذه السّرقة، قالوا: إليك عنها أيّها الرّجل فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدّار حتّى لم نشكّ أنّهم أصحابها، فقال لي عمّي: يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فذكرت ذلك له، قال قتادة: فأتيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: إنّ أهل بيتٍ منّا أهل جفاءٍ، عمدوا إلى عمّي رفاعة بن زيدٍ فنقبوا مشربةً له، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردّوا علينا سلاحنا، فأمّا الطّعام فلا حاجة لنا فيه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: سآمر في ذلك، فلمّا سمع بنو أبيرقٍ أتوا رجلاً منهم يقال له: أسير بن عروة فكلّموه في ذلك، فاجتمع في ذلك ناسٌ من أهل الدّار، فقالوا: يا رسول الله إنّ قتادة بن النّعمان وعمّه عمدا إلى أهل بيتٍ منّا أهل إسلامٍ وصلاحٍ، يرمونهم بالسّرقة من غير بيّنةٍ ولا ثبتٍ، قال قتادة: فأتيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فكلّمته، فقال: عمدت إلى أهل بيتٍ ذكر منهم إسلامٌ وصلاحٌ ترميهم بالسّرقة على غير ثبتٍ وبيّنةٍ قال: فرجعت، ولوددت أنّي خرجت من بعض مالي ولم أكلّم رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك، فأتاني عمّي رفاعة فقال: يا ابن أخي ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: اللّه المستعان، فلم يلبث أن نزل القرآن {إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين النّاس بما أراك اللّه ولا تكن للخائنين خصيمًا} بني أبيرقٍ {واستغفر اللّه} أي ممّا قلت لقتادة {إنّ اللّه كان غفورًا رحيمًا} {ولا تجادل عن الّذين يختانون أنفسهم إنّ اللّه لا يحبّ من كان خوّانًا أثيمًا (107) يستخفون من النّاس ولا يستخفون من الله وهو معهم}، إلى قوله: {غفورًا رحيمًا} أي: لو استغفروا اللّه لغفر لهم {ومن يكسب إثمًا فإنّما يكسبه على نفسه}، إلى قوله: {وإثمًا مبينًا} قولهم للبيدٍ {ولولا فضل الله عليك ورحمته}، إلى قوله: {فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا} فلمّا نزل القرآن أتى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّلاح فردّه إلى رفاعة، فقال قتادة: لمّا أتيت عمّي بالسّلاح، وكان شيخًا قد عشا، أو عسا، في الجاهليّة، وكنت أرى إسلامه مدخولاً، فلمّا أتيته بالسّلاح قال: يا ابن أخي، هو في سبيل الله، فعرفت أنّ إسلامه كان صحيحًا، فلمّا نزل القرآن لحق بشيرٌ بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد ابن سميّة فأنزل اللّه {ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرًا (115) إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باللّه فقد ضلّ ضلالاً بعيدًا} فلمّا نزل على سلافة رماها حسّان بن ثابتٍ بأبياتٍ من شعرٍ، فأخذت رحله فوضعته على رأسها ثمّ خرجت به فرمت به في الأبطح، ثمّ قالت: أهديت لي شعر حسّان؟ ما كنت تأتيني بخيرٍ.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعلم أحدًا أسنده غير محمّد بن سلمة الحرّانيّ.
وروى يونس بن بكيرٍ، وغير واحدٍ هذا الحديث عن محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلاً، لم يذكروا فيه عن أبيه، عن جدّه. وقتادة بن النّعمان هو: أخو أبي سعيدٍ الخدريّ لأمّه، وأبو سعيدٍ الخدريّ: سعد بن مالك بن سنانٍ). [سنن الترمذي: 5/94-97] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرًا}
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {ومن يشاقق الرّسول} ومن يباين الرّسول محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم معاديًا له، فيفارقه على العداوة له {من بعد ما تبيّن له الهدى} يعني: من بعد ما تبيّن له أنّه رسول اللّه، وأنّ ما جاء به من عند اللّه يهدي إلى الحقّ، وإلى طريقٍ مستقيمٍ. {ويتّبع غير سبيل المؤمنين} يقول: ويتّبع طريقًا غير طريق أهل التّصديق، ويسلك منهاجًا غير منهاجهم، وذلك هو الكفر باللّه، لأنّ الكفر باللّه ورسوله غير سبيل المؤمنين وغير منهاجهم {نولّه ما تولّى} يقول: نجعل ناصره ما استنصره واستعان به من الأوثان والأصنام، وهي لا تغنيه ولا تدفع عنه من عذاب اللّه شيئًا ولا تنفعه. كما:.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {نولّه ما تولّى} قال: من آلهة الباطل.
- حدّثني ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
{ونصله جهنّم} يقول: ونجعله صلاء نار جهنّم، يعني نحرّقه بها، وقد بيّنّا معنى الصّلى فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع {وساءت مصيرًا} يقول: وساءت جهنّم مصيرًا: موضعًا يصير إليه من صار إليه، ونزلت هذه الآية في الخائنين الّذين ذكرهم اللّه في قوله: {ولا تكن للخائنين خصيمًا} لمّا أبى التّوبة من أبى منهم، وهو طعمة بن الأبيرق، ولحق بالمشركين من عبدة الأوثان بمكّة مرتدًّا مفارقًا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ودينه). [جامع البيان: 7/483-484]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرًا (115)
قوله تعالى: ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن أبي شعيبٍ الحرّانيّ، ثنا محمّد بن سلمة عن محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جدّه قال: فلمّا نزل القرآن أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّلاح، فردّ إلى رفاعة فلمّا نزل القرآن بالمشركين، فأنزل اللّه تعالى: ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق ، أنبأ معمرٌ، عن قتادة قال: أختان رجلٌ عمًّا له درعًا فقذف بها هوديا كان يغشاهم، فتجادل عمّ الرّجل قومه فكأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عذّره، ثمّ لحق بأرض الشّرك، فنزلت فيه ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى الآية. وهو طعمة بن أبيرقٍ.
قوله تعالى: ويتّبع غير سبيل المؤمنين.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد اللّه بن عبد الملك بن الرّبيع بن أبي راشدٍ بالكوفة، ثنا عمرو بن عطيّة، عن عطيّة قال: قال ابن عمر: دعاني معاوية فقال: بايع لابن أخيك، فقلت: يا معاوية: ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرًا فأسكتّه عنّي.
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، عن أسباط بن نصرٍ عن السّدّيّ قال: فلمّا فضح اللّه طعمة في المدينة، فنقب بيت الحجّاج، فأراد أن يسرقه فسمع الحجّاج خشخشةً في بيته وقعقعة جلودٍ كانت عنده، فنظر فإذا هو طعمة، فقال: ضيفي وابن عمّي وأردت سرقتي، فأخرجه فمات بحرّة بني سليمٍ كافرًا، فأنزل اللّه تعالى فيه ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرًا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: نوله ما تولى من آلهة الباطل.
قوله تعالى: ونصله جهنّم.
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، أنبأ ابن وهبٍ أنّ مالكًا حدّثه قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وولاة الأمر من بعده سننًا، الأخذ بها تصديقٌ لكتاب اللّه واستكمالٌ لطاعة اللّه وقوّةٌ على دين اللّه، ليس لأحدٍ تغييرها ولا تبديلها ولا النّظر فيما خالفها، من اقتدى بها مهتدٍ ومن استنصر بها منصورٌ، ومن خالفها اتّبع غير سبيل المؤمنين، ولاه اللّه ما تولّى وصلاه جهنّم وساءت مصيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 3/1066-1067]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله نوله ما تولى يقول نوله في الآخرة ما تولى من إلهه الباطل في الدنيا). [تفسير مجاهد: 173-174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: دعاني معاوية فقال: بايع لابن أخيك، فقلت: يا معاوية {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} فأسكته عني.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {نوله ما تولى} من آلهة الباطل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر فيما خالفها من اقتدى بها مهتد ومن استنصر بها منصور ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وصلاه جهنم وساءت مصيرا). [الدر المنثور: 5/17-18]


رد مع اقتباس