عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 11:45 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أنه الخالق، وحض على التصديق على وجه التقريع، ثم ساق تعالى الحجة الموحية للتصديق، كان معترضا من الكفار قال: ولم أصدق؟ فقيل له: أفرأيت كذا وكذا؟ الآيات، وليس يوجد مفطور يخفى عليه أن المني الذي يخرج منه ليس له فيه عمل ولا إرادة ولا قدرة،
و"أم" في قوله تعالى: {أم نحن الخالقون} ليست المعادلة عند سيبويه؛ لأن الفعل قد تكرر، وإنما المعادلة عنده: أقام زيد أم عمرو؟ وهذه التي في هذه الآية معادلة عند قوم من النحاة. وأما إذا تغاير الفعلان فليست بمعادلة إجماعا،
وقرأ الجمهور: "تمنون" بضم التاء، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما، وأبو السمال: "تمنون" بفتح التاء، ويقال: "أمنى الرجل ومنى" بمعنى واحد). [المحرر الوجيز: 8/ 204]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: "نحن قدرنا" بشد الدال، وقرأ كثير وحده: "نحن قدرنا" بتخفيف الدال، والمعنى فيهما يحتمل أن يكون بمعنى: قضينا وأثبتنا، ويحتمل أن يكون بمعنى: سوينا وعدلنا التقدم والتأخر، أي: جعلنا الموت رتبا، ليس يموت العالم دفعة واحدة، بل بترتيب لا يعدوه أحد، وقال الطبري: معنى الآية: قدرنا بينكم الموت على أن نبدل أمثالكم، أي: تموت طائفة ونبدلها بطائفة، هكذا قرنا بعد قرن. وقوله تعالى: {وما نحن بمسبوقين} على تبديلكم إن أردناه، وإن ننشئكم بأوصاف لا يصلها عملكم ولا تحيط بها فكركم، قال الحسن: من كونهم قردة وخنازير.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
تأول الحسن هذا لأن الآية تنحو إلى الوعيد، وجاءت لفظة السبق هنا على نحو قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا لا تفوتنكم"). [المحرر الوجيز: 8/ 204]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "النشأة" بسكون الشين، وقرأ قتادة وأبو الأشهب، وأبو عمرو بخلاف-: "النشاءة" بفتحها وبالمد، وقال أكثر المفسرين: أشار إلى خلق آدم ووقف عليه لأنك لا تجد أحدا ينكر أنه من ولد آدم عليه السلام، وأنه من طين، وقال بعضهم: أراد بالنشأة الأولى نشأة إنسان في طفولته، فيعلم المرء نشأته كيف كانت بما يرى من نشأة غيره.
ثم حضض تعالى على التذكر والنظر المؤدي إلى الإيمان، وقرأ الجمهور: "فلولا تذكرون" مشددة الذال، وقرأ طلحة: "فلولا تذكرون" بسكون الذال وضم الكاف، وهذه الآية نص في استعمال القياس والحض عليه). [المحرر الوجيز: 8/ 204-205]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون * أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون * أفرأيتم النار التي تورون * أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون * نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين * فسبح باسم ربك العظيم}
وقف تعالى الكفار على أمر الزرع الذي هو قوام العيش، وبين لكل مفطور أن الحراث الذي يثير الأرض ويفرق الحب ليس يفعل في نبات الزرع شيئا، وقد يسمى الإنسان زارعا، ومنه قوله تعالى: "يعجب الزراع"، لكن معنى هذه الآية: أأنتم تزرعونه زرعا يتم أم نحن؟ وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقولنَّ زرعت، ولكن قل: حَرَثْتُ"، ثم تلا أبو هريرة رضي الله عنه هذه الآية).[المحرر الوجيز: 8/ 205]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(و"الحطام": اليابس المتفتت من النبات الصائر إلى ذهاب، وبه شبه حطام الدنيا، وقيل: المعنى: تبتا لا قمح فيه، "تفكهون" قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: معناه: تعجبون، وقال عكرمة: تلاومون، وقال الحسن: معناه: تعجبون، وقال ابن زيد: تتفجعون، وهذا كله تفسير لا يخص اللفظة، والذي يخص اللفظ، هو: تطرحون الفاكهة عن أنفسكم، وهي المسرة والجزل، ورجل فكه إذا كان منبسط النفس غير مكترث بالشيء، و"تفكه" من أخوات "تحرج" و"تحوب. وقرأ الجمهور: "فظلتم" بفتح الظاء، وروى سفيان الثوري في قراءة عبد الله كسر الظاء، قال أبو حاتم: طرحت عليها حركة اللام المحزوفة، وذلك رديء في القياس، وهي قراءة أبو حيوة، وروى أحمد بن موسى: "فظللتم" بلامين الأولى مفتوحة عن الجحدري، ورويت عن ابن مسعود رضي الله عنه بكسر اللام الأولى). [المحرر الوجيز: 8/ 206]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنا لمغرمون} قبله حذف تقديره: "يقولون"، وقرأ الأعمش، وعاصم الجحدري: "أئنا لمغرمون" بهمزتين على الاستفهام، والمعنى يحتمل أن يكون: إنا لمعذبون من الغرام، وهو أشد العذاب، ومنه قوله تعالى: {إن عذابها كان غراما}، ومنه قول الأعشى:
إن يعذب يكن غراما وإن يعـ ... ـط جزيلا فإنه لا يبالي
ويحتمل أن يكون المعنى: إنا لمحملون الغرام، أي: غرمنا في النفقة وذهاب زرعنا، تقول: "غرم الرجل وأغرمته فهو مغرم"). [المحرر الوجيز: 8/ 206]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وتقدم تفسير "المحروم" وأنه المحدود والمحارف). [المحرر الوجيز: 8/ 206]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) }

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المزن": السحاب بلا خلاف، ومنه قول الشاعر:
ونحن كماء المزن ما في نصابنا ... كهام ولا فينا يعد بخيل
). [المحرر الوجيز: 8/ 206-207]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الأجاج" أشد المياه ملوحة، وهو ماء البحر الأخضر).[المحرر الوجيز: 8/ 207]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تورون" معناه: تقتدحون من الأزند، تقول: أوريت النار من الزناد، وروى الزناد نفسه، والزناد قد يكون من حجرين ومن حجر وحديدة ومن شجر لا سيما في بلاد العرب، فإن أزندهم من شجر ولا سيما في الشجر الرخو كالمرخ والعفار والكلخ وما أشبه، ولعادة العرب في أن زنادهم من شجر قال تعالى: {أأنتم أنشأتم شجرتها}، وقال بعض أهل النظر: أراد بالشجرة نفس النار، كأنه تعالى يقول: نوعها أو جنسها، فاستعار الشجرة لذلك، وهو قول فيه تكلف. وقرأ الجمهور: "آنتم" بالمد، وروي عن أبي عمرو، وعيسى: "أنتم" بغير مد، وضعفها أبو حاتم). [المحرر الوجيز: 8/ 207]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تذكرة" معناه: تذكر نار جهنم، قاله مجاهد وقتادة، و"المتاع" ما ينتفع به، و"المقوين" بأشياء ضعيفة، كقول ابن زيد: الخائفون ونحوه، ولا يقوم منها إلا ما ذكرناه، ومن قال معناه: المسافرون فهو نحو ما قلناه، وهي عبارة ابن عباس رضي لله عنهما، تقول: "أصبح الرجل" دخل في الصباح، و"أصحر" دخل في الصحراء، و"أقوى" دخل في الأرض القواء، ومنه "أقوت الدار، أقوى الطلل" أي: صار قواء، ومنه قول النابغة:
... ... ... ... .... أقوت وطال عليها سالف الأبد
وقول الآخر:
... ... ... ... ... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
والفقير والغني إذا أقويا، سواء في الحاجة إلى النار، ولا شيء يغني غناها في البرد، ومن قال: "إن أقوى من الأضداد من حيث يقال أقوى الرجل إذا قويت دابته" فقد أخطأ، وذلك فعل آخر كأترب إذا أثرى). [المحرر الوجيز: 8/ 207-208]

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر تبارك تعالى نبيه بتنزيه ربه عز وجل وتنزيه أسمائه العلى عما يقوله الكفرة الذين حجوا في هذه الآيات). [المحرر الوجيز: 8/ 208]

رد مع اقتباس