عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال لما ذكر الله أزواج النبي دخل نساء من المسلمات عليهن فقلن ذكرتن ولم نذكر ولو كان فينا خير ذكرنا فأنزل الله تعالى إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات). [تفسير عبد الرزاق: 2/116]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لا يكون الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا). [تفسير عبد الرزاق: 2/117]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال: قلت أمّ سلمة يا رسول اللّه يذكر الرّجال ولا تذكر النّساء فنزلت {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} إلى آخر الآية [الآية: 35]). [تفسير الثوري: 241-242]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا سليمان بن كثيرٍ، عن حصينٍ، عن عكرمة، عن أمّ عمارة الأنصاريّة، أنّها أتت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت: ما أرى كلّ شيءٍ إلاّ للرّجال وما أرى النّساء يذكرن بشيءٍ؟ فنزلت هذه الآية {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} الآية.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ وإنّما نعرف هذا الحديث من هذا الوجه). [سنن الترمذي: 5/207]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {إنّ المسلمين والمسلمات}
- أخبرنا محمّد بن حاتمٍ، حدّثنا سويدٌ، أخبرنا عبد الله، عن شريكٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أمّ سلمة، أنّها قالت: للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يا نبيّ الله، ما لي أسمع الرّجال يذكرون في القرآن والنّساء لا يذكرن؟»، فأنزل الله عزّ وجلّ {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} [الأحزاب: 35]
- أخبرنا محمّد بن معمرٍ، حدّثنا المغيرة بن سلمة أبو هشامٍ المخزوميّ، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عثمان بن حكيمٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن شيبة، قال: سمعت أمّ سلمة، زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تقول: قلت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرّجال؟»، قالت: " فلم يرعني ذات يومٍ ظهرًا إلّا نداؤه على المنبر، قالت: وأنا أسرّح رأسي، فلففت شعري، ثمّ خرجت إلى حجرة بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول على المنبر: " يا أيّها النّاس، إنّ الله يقول في كتابه: {إنّ المسلمين والمسلمات} [الأحزاب: 35] إلى آخر الآية {أعدّ الله لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا} [الأحزاب: 35]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/219]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والذّاكرين الله كثيرًا والذّاكرات}
- أخبرنا القاسم بن زكريّا، حدّثنا عبيد الله، عن شيبان، عن الأعمش، عن عليّ بن الأقمر، عن الأغرّ، عن أبي سعيدٍ، وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من استيقظ من اللّيل وأيقظ امرأته فصلّيا ركعتين جميعًا، كتبا ليلتهما من الذّاكرين الله كثيرًا والذّاكرات»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/219]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصّادقين والصّادقات والصّابرين والصّابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدّقين والمتصدّقات والصّائمين والصّائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذّاكرين اللّه كثيرًا والذّاكرات أعدّ اللّه لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا}.
يقول تعالى ذكره: إنّ المتذلّلين للّه بالطّاعة والمتذلّلات، والمصدّقين والمصدّقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما أتاهم به من عند اللّه، والقانتين والقانتات للّه، والمطيعين للّه والمطيعات له فيما أمرهم ونهاهم، والصّادقين للّه فيما عاهدوه عليه والصّادقات فيه، والصّابرين للّه في البأساء والضّرّاء على الثّبات على دينه، وحين البأس والصّابرات، والخاشعة قلوبهم للّه وجلاً منه ومن عقابه والخاشعات، والمتصدّقين والمتصدّقات، وهم المؤدّون حقوق اللّه من أموالهم والمؤدّيات، والصّائمين شهر رمضان الّذي فرض اللّه صومه عليهم والصّائمات، الحافظين فروجهم إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، والحافظات ذلك إلاّ على أزواجهنّ إنّ كنّ حرائر، أو من ملكهنّ إن كنّ إماء، والذّاكرين اللّه بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم والذّاكرات، كذلك أعدّ اللّه لهم مغفرةً لذنوبهم، وأجرًا عظيمًا: يعني ثوابًا في الآخرة على ذلك من أعمالهم عظيمًا، وذلك الجنّة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: دخل نساء على نساء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلن: قد ذكركنّ اللّه في القرآن، ولم نذكر بشيءٍ، أما فينا ما يذكر؟ فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات} أي المطيعين والمطيعات {والخاشعين والخاشعات} أي الخائفين والخائفات {أعدّ اللّه لهم مغفرةً} لذنوبهم {وأجرًا عظيمًا} في الجنّة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأجرًا عظيمًا} قال: الجنّة وفي قوله: {والقانتين والقانتات} قال: المطيعين والمطيعات.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن عامرٍ، قال: القانتات: المطيعات.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قالت أمّ سلمة: يا رسول اللّه يذكر الرّجال ولا نذكر، فنزلت: {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، أنّ يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطبٍ حدّثه عن أمّ سلمة قالت: قلت: يا رسول اللّه أيذكر الرّجال في كلّ شيءٍ، ولا نذكر؟ فأنزل اللّه: {إنّ المسلمين والمسلمات} الآية.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا سيّار بن مظاهرٍ العنزيّ، قال: حدّثنا أبو كدينة يحيى بن مهلّبٍ، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال نساء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما له يذكر المؤمنين، ولا يذكر المؤمنات؟ فأنزل اللّه: {إنّ المسلمين والمسلمات} الآية.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ المسلمين والمسلمات} قال: قالت أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما للنّساء لا يذكرن مع الرّجال في الصّلاح؟ فأنزل اللّه هذه الآية.
- حدّثني محمّد بن معمرٍ، قال: حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا عبد الواحد، قال: حدّثنا عثمان بن حكيمٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن شيبة، قال: سمعت أمّ سلمة، زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تقول: قلت للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا رسول اللّه، ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرّجال؟ قالت: فلم يرعني ذات يومٍ ظهرًا إلاّ نداؤه على المنبر وأنا أسرّح رأسي، فلففت شعري ثمّ خرجت إلى حجرةٍ من حجر بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول على المنبر: يا أيّها النّاس إنّ اللّه يقول في كتابه: {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} إلى قوله: {أعدّ اللّه لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا} ). [جامع البيان: 19/109-111]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الزّاهد الأصبهانيّ، ثنا أسيد بن عاصمٍ، ثنا الحسين بن حفصٍ، ثنا سفيان بن سعيدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: قلت: يا رسول اللّه، يذكر الرّجال ولا يذكر النّساء. فأنزل اللّه عزّ وجلّ {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} [الأحزاب: 35] الآية. وأنزل {أنّي لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى} [آل عمران: 195] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/451]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن عليّ بن الأقمر، عن الأغرّ، عن أبي سعيدٍ، وأبي هريرة رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا أيقظ الرّجل امرأته من اللّيل فصلّيا ركعتين كتبا من الذّاكرين اللّه كثيرًا والذّاكرات» لم يسنده أبو نعيمٍ ولم يذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الإسناد وأسنده عيسى بن جعفرٍ وهو ثقةٌ «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/452]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أمّ عمارة الأنصارية - رضي الله عنها -: قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما أرى كلّ شيءٍ إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيءٍ، فنزلت {إن المسلمين والمسلمات} - إلى قوله -: {أعدّ اللّه لهم مغفرةً وأجراً عظيماً} [الأحزاب: 35]. أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/307]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أم سلمة - رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، يغزو الرجال، ولا تغزو النساء، وإنما لنا نصف الميراث؟ فأنزل الله تعالى: {ولا تتمنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعضٍ} [النساء: 32].
قال مجاهد: وأنزل فيها: {إنّ المسلمين والمسلمات} [الأحزاب: 35] وكانت أمّ سلمة أوّل ظعينةٍ قدمت المدينة مهاجرة. أخرجه الترمذي، وقال: هو مرسلٌ.
[شرح الغريب]
(الظعينة) : المرأة، وهي في الأصل: ما دامت في الهودج، ثم صارت تطلق على المرأة وإن لم تكن في هودج). [جامع الأصول: 2/87-88] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّ المسلمين والمسلمات} [الأحزاب: 35]
- «عن ابن عبّاسٍ قال: قالت النّساء: يا رسول اللّه، ما باله يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات؟ فنزلت {إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} [الأحزاب: 35]»).
رواه الطّبرانيّ، وفيه قابوس وهو ضعيفٌ وقد وثّق، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظون فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.
أخرج أحمد والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فلم يرعني منه ذات يوم إلا نداؤه على المنبر وهو يقول: يا أيها الناس ان الله يقول {إن المسلمين والمسلمات} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 12/46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن سعد، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أم سلمة، رضي الله عنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرن فانزل الله {إن المسلمين والمسلمات} ). [الدر المنثور: 12/46-47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والطبراني، وابن مردويه عن أم عمارة الانصارية رضي الله عنها: انها أتت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الآية {إن المسلمين والمسلمات} ). [الدر المنثور: 12/47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والطبراني، وابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت النساء: يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنون ولم يذكر المؤمنات فنزل {إن المسلمين والمسلمات} ). [الدر المنثور: 12/47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: دخل نساء على نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلن: قد ذكركن الله في القرآن ولم نذكر بشيء أما فينا ما يذكر فأنزل الله {إن المسلمين والمسلمات} ). [الدر المنثور: 12/47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعيد عن عكرمة ومن وجه آخر عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال النساء: لو كان فينا خير لذكرن، فأنزل الله {إن المسلمين والمسلمات} ). [الدر المنثور: 12/47-48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال النساء للرجال: أسلمنا أسلمتم وفعلنا كما فعلتم فتذكرون في القرآن ولا نذكر وكان الناس يسمون المسلمين فلما هاجروا سموا المؤمنين فأنزل الله {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات} يعني المطيعين والمطيعات {والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات} شهر رمضان {والحافظين فروجهم والحافظات} يعني من النساء {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات} يعني ذكر الله وذكر نعمه {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} ). [الدر المنثور: 12/48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إن المسلمين والمسلمات} يعني المخلصين لله من الرجال والمخلصات من النساء {والمؤمنين والمؤمنات} يعني المصدقين والمصدقات {والقانتين والقانتات} يعني المطيعين والمطيعات {والصادقين والصادقات} يعني الصادقين في ايمانهم {والصابرين والصابرات} يعني على أمر الله {والخاشعين} يعني المتواضعين لله في الصلاة من لا يعرف عن يمينه ولا من عن يساره ولا يلتفت من الخشوع لله {والخاشعات} يعني المتواضعات من النساء {والصائمين والصائمات} قال: من صام شهر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر فهو من أهل هذه الآية {والحافظين فروجهم والحافظات} قال: يعني فروجهم عن الفواحش ثم أخبر بثوابهم فقال {أعد الله لهم مغفرة} يعني لذنوبهم و{أجرا عظيما} يعني جزاء وافر في الجنة). [الدر المنثور: 12/48-49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات). [الدر المنثور: 12/49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: لا يكتب الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا). [الدر المنثور: 12/49]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال خطب النبي زينب وهي ابنة عمته وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم فرضيت وسلمت). [تفسير عبد الرزاق: 2/117]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص اللّه ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبينًا}.
يقول تعالى ذكره: لم يكن لمؤمنٍ باللّه ورسوله، ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله في أنفسهم قضاءً أن يتخيّروا من أمرهم غير الّذي قضى فيهم، ويخالفوا أمر اللّه وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما، ومن يعص اللّه ورسوله فيما أمرا أو نهيا {فقد ضلّ ضلالاً مبينًا} يقول: فقد جار عن قصد السّبيل، وسلك غير سبيل الهدي والرّشاد.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت في زينب بنت جحشٍ حين خطبها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على فتاه زيد بن حارثة، فامتنعت من إنكاحه نفسها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا} إلى آخر الآية، وذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم انطلق يخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحشٍ الأسديّة فخطبها، فقالت: لست بناكحته، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فانكحيه، فقلت: يا رسول اللّه أؤامر في نفسي فبينما هما يتحدّثان أنزل اللّه هذه الآية على رسوله: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ} إلى قوله: {ضلالاً مبينًا} قالت: قد رضيته لي يا رسول اللّه منكحًا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا أعصي رسول اللّه، قد أنكحته نفسي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} قال: زينب بنت جحشٍ وكراهتها نكاح زيد بن حارثة حين أمرها به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} قال: نزلت هذه الآية في زينب بنت جحشٍ، وكانت بنت عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فخطبها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فرضيت، ورأت أنّه يخطبها على نفسه؛ فلمّا علمت أنّه يخطبها على زيد بن حارثة أبت وأنكرت، فأنزل اللّه: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} قال: فتابعته بعد ذلك ورضيت.
- حدّثني أبو عبيدٍ الوصابيّ، قال: حدّثنا محمّد بن حميرٍ، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن ابن أبي عمرة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زينب بنت جحشٍ لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه وقالت: أنا خيرٌ منه حسبًا، وكانت امرأةً فيها حدّةٌ، فأنزل اللّه: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا} الآية كلّها.
وقيل: نزلت في أمّ كلثومٍ بنت عقبة بن أبي معيطٍ، وذلك أنّها وهبت نفسها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فزوّجها زيد بن حارثة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا} إلى آخر الآية، قال: نزلت في أمّ كلثومٍ بنت عقبة بن أبي معيطٍ، وكانت من أوّل من هاجر من النّساء، فوهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فزوّجها زيد بن حارثة، فسخطت هي وأخوها، وقالا: إنّما أردنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فزوّجنا عبده قال: فنزل القرآن: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} إلى آخر الآية قال: وجاء أمرٌ أجمع من هذا: {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم}. قال: فذاك خاصٌّ، وهذا إجماعٌ). [جامع البيان: 19/112-114]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ} [الأحزاب: 36]
- عن قتادة قال: «خطب النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - زينب وهي بنت عمّته وهو يريدها لزيدٍ، فظنّت أنّه يريدها لنفسه فلمّا علمت أنّه يريدها لزيدٍ أبت، فأنزل اللّه - تعالى - {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} [الأحزاب: 36] فرضيت وسلّمت».
رواه الطّبرانيّ بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/91-92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلال مبينا.
أخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاة زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها قالت: لست بناكحته قال: بلى، فانكحيه قالت: يا رسول الله أوامر في نفسي، فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا، الآية، قالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكحا قال: نعم، قالت: اذن لا أعصي رسول الله قد أنكحته نفسي). [الدر المنثور: 12/49-50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت: أنا خير منه حسبا وكانت امرأة فيها حدة، فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة} ). [الدر المنثور: 12/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني عن قتادة رضي الله عنه قال: خطب النّبيّ صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها لزيد رضي الله عنه فظنت انه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا}، فرضيت وسلمت). [الدر المنثور: 12/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} قال: زينب بنت جحش وكراهتها زيد بن حارثة حين أمرها به محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/50-51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب رضي الله عنها اني أن أزوجك زيد بن حارثة فاني قد رضيته لك، قالت: يا رسول الله لكني لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت عمتك فلم أكن لأفعل، فنزلت هذه الآية {وما كان لمؤمن} يعني زيدا {ولا مؤمنة} يعني زينب {إذا قضى الله ورسوله أمرا} يعني النكاح في هذا الموضع {أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} يقول: ليس لهم الخيرة من أمرهم خلاف ما أمر الله به {ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} قالت: قد أطعتك فاصنع ما شئت فزوجها زيدا ودخل عليها). [الدر المنثور: 12/51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالت: إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها عبده فنزلت). [الدر المنثور: 12/51-52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في "سننه"، عن طاووس أنه سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن ركعتين بعد العصر فنهاه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} ). [الدر المنثور: 12/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والبيهقي في "سننه"، وابن عساكر من طريق الكميت بن يزيد الأسدي قال: حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأرسلت اليه أخي يشاوره في ذلك قال: زيد بن حارثة، فغضبت وقالت: تزوج بنت عمتك مولاك ثم أتتني فأخبرتني بذلك فقلت: أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها فأنزل الله تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فأرسلت اليه زوجني من شئت فزوجني منه فأخذته بلساني فشكاني إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له: اذن طلقها فطلقني فبت طلاقي فلما انقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي صلى الله عليه وسلم وأنا مكشوفة الشعر فقلت: هذا أمر من السماء دخلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة قال: الله المزوج وجبريل الشاهد). [الدر المنثور: 12/60-61] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ان النّبيّ صلى الله عليه وسلم اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ بحلى امرأته خديجة فاتخذه ولدان فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم مكث ما شاء الله أن يمكثن ثم أراد أن يزوجه زينب بنت جحش فكرهت ذلك فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فقيل لها: ان شئت الله ورسوله وان شئت ضلالا مبينا فقالتك بل الله ورسول، فزوجه رسول الله إياها فمكثت ما شاء الله أن تمكث ثم ان النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهي بنت عمته فكأنها وقعت في نفسه قال عكرمة: رضي الله عنه فأنزل الله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} يعني زيدا بالإسلام {وأنعمت عليه} يا محمد بالعتق {أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} قال: عكرمة رضي الله عنه فكان النساء يقولون: من شدة ما يرون من حب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه انه ابنه فأراد الله أمرا قال الله {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} يا محمد {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم} وأنزل الله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} فلما طلقها زيد تزوجها النّبيّ صلى الله عليه وسلم فعذرها قالوا: لو كان زيد بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوج امرأة ابنه). [الدر المنثور: 12/61-62]


رد مع اقتباس