عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّه أهلك عادًا الأولى} يعني تعالى ذكره بعادٍ الأولى: عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوحٍ، وهم الّذين أهلكهم اللّه بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ، وإيّاهم عنى بقوله: {ألم تر كيف فعل ربّك بعادٍ إرم}.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة وبعض قرّاء البصرة (عادًا لولى) بترك الهمز وجزم النّون، حتّى صارت اللاّم في الأولى، كأنّها لامٌ مثقّلةٌ، والعرب تفعل ذلك في مثل هذا، حكي عنها سماعًا منهم: قم لان عنّا، يريد: قم الآن، جزموا الميم لمّا حرّكت اللاّم الّتي مع الألف في الآن، وكذلك تقول: صم اثنين، يريدون: صم الاثنين وأمّا عامّة قرأة الكوفة وبعض المكّيّين، فإنّهم قرأوا ذلك بإظهار النّون وكسرها، وهمز الأولى على اختلافٍ في ذلك عن الأعمش، فروى أصحابه عنه غير القاسم بن معنٍ موافقة أهل بلده في ذلك وأمّا القاسم بن معنٍ فحكي عنه عن الأعمش أنّه وافق في قراءته ذلك قرأة المدنيّين.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا ما ذكرنا من قراءة الكوفيّين، لأنّ ذلك هو الفصيح من كلام العرب، وأنّ قراءة من كان من أهل السّليقة فعلى البيان والتّفخيم، وأنّ الإدغام في مثل هذا الحرف وترك البيان إنّما يوسّع فيه لمن كان ذلك سجيّته وطبعه من أهل البوادي فأمّا المولّدون فإنّ حكمهم أن يتحرّوا أفصح القراءات وأعذبها وأثبتها، وإن كانت الأخرى جائزةٌ غير مردودةٍ.
وإنّما قيل لعاد بن إرم: {عادًا الأولى}، لأنّ بني لقيم بن هزّال بن هزيل بن عتيلٍ بن صدّ بن عادٍ الأكبر، كانوا أيّام أرسل اللّه على عادٍ الأكبر عذابه سكّانًا بمكّة مع إخوانهم من العمالقة، ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوحٍ، ولم يكونوا مع قومهم من عادٍ بأرضهم، فلم يصبهم من العذاب ما أصاب قومهم، وهم عادٌ الآخرة، ثمّ هلكوا بعد.
- وكان هلاك عادٍ الآخرة ببغي بعضهم على بعضٍ، فتفانوا بالقتل، فيما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق.
فلما ذكرنا قيل لعادٍ الأكبرٍ الّذي أهلك اللّه ذرّيّته بالرّيح: عادًا الأولى، لأنّها أهلكت قبل عادٍ الآخرة.
وكان ابن زيدٍ يقول: إنّما قيل لعادٍ الأولى لأنّها أوّل الأمم هلاكًا.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أهلك عادًا الأولى} قال: يقال: هي من أوّل الأمم). [جامع البيان: 22/86-88]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وأنه أهلك عادا الأولى} قال: كانت الآخرة بحضرموت). [الدر المنثور: 14/55]

تفسير قوله تعالى: (وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وثمود فما أبقى} يقول تعالى ذكره: ولم يبق اللّه ثمود فيتركها على طغيانها وتمرّدها على ربّها مقيمةً، ولكنّه عاقبها بكفرها وعتوّها فأهلكها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وثمود فما أبقى}، فقرأته عامّة قرأة الأمصار: البصرة وبعض الكوفيّين (وثمودًا فما أبقى) بالإجراء إتباعًا لخطّ المصحف، إذ كانت الألف مثبتةً فيه، وقرأه بعد عامّة الكوفيّين بترك الإجراء. وذكر أنّه في مصحف عبد اللّه بغير ألفٍ.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ لصحّتهما في الإعراب والمعنى وقد بيّنّا قصّة ثمود وسبب هلاكها فيما مضى بما أغنى عن إعادته). [جامع البيان: 22/88-89]

تفسير قوله تعالى: (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إنهم كانوا هم أظلم وأطغى قال دعاهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما). [تفسير عبد الرزاق: 2/254]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقوم نوحٍ من قبل إنّهم كانوا هم أظلم وأطغى (52) والمؤتفكة أهوى (53) فغشّاها ما غشّى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وأنّه أهلك قوم نوحٍ من قبل عادٍ وثمود، إنّهم كانوا هم أشدّ ظلمًا لأنفسهم، وأعظم كفرًا بربّهم، وأشدّ طغيانًا وتمرّدًا على اللّه من الّذين أهلكهم من بعدهم من الأمم.
وكان طغيانهم الّذي وصفهم اللّه به، أنّهم كانوا بذلك أكثر طغيانًا على ربّهم من الأمم.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقوم نوحٍ من قبل إنّهم كانوا هم أظلم وأطغى} لم يكن قبيلٌ من النّاس هم أظلم وأطغى من قوم نوحٍ، دعاهم نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نوحٌ ألف سنةٍ إلاّ خمسين عامًا، كلّما هلك قرنٌ ونشأ قرنٌ دعاهم نبيّ اللّه حتّى ذكر لنا أنّ الرّجل كان يأخذ بيد ابنه فيمشي به، فيقول: يا بنيّ إنّ أبي قد مشى بي إلى هذا، وأنا مثلك يومئذٍ تتابعًا في الضّلالة، وتكذيبًا بأمر اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {إنّهم كانوا هم أظلم وأطغى} قال: دعاهم ألف سنةٍ إلاّ خمسين عامًا). [جامع البيان: 22/89-90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} قال: لم يكن قبيل من الناس هم أظلم وأطغى من قوم نوح دعاهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما كلما هلك قرن ونشأ قرن دعاهم حتى لقد ذكر لنا أن الرجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه فيقول: يا بني إن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ، تتابعا في الضلالة وتكذيبا بأمر الله عز وجل). [الدر المنثور: 14/55-56]

تفسير قوله تعالى: (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والمؤتفكة أهوى قال قوم لوط). [تفسير عبد الرزاق: 2/254]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أهوى} [النجم: 53] : «ألقاه في هوّةٍ»). [صحيح البخاري: 6/64] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أهوى ألقاه في هوّةٍ هذه اللّفظة لم تقع في سورة براءة وإنّما هي في سورة النّجم ذكرها المصنّف هنا استطرادًا من قوله والمؤتفكة أهوى). [فتح الباري: 8/314] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أهوى ألقاه في هوّةٍ
هذه اللّفظة لم تقع في سورة براءة وإنّما هي في سورة النّجم ذكرها هنا البخاريّ استطرادًا لقوله: والمؤتفكة أهوى، والهوة بضم الهاء وتشديد الواو وهو المكان العميق). [عمدة القاري: 18/255] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أهوى}) يريد: {والمؤتفكة أهوى} بسورة النجم يقال: (ألقاه في هوّة) بضم الهاء وتشديد الواو أي مكان عميق وذكرها استطرادًا). [إرشاد الساري: 7/139] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والمؤتفكة أهوى} يقول تعالى: والمخسوف بها، المقلوب أعلاها أسفلها، وهي قرية سدوم قوم لوطٍ، أهوى اللّه بها، فأمر جبريل صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها من الأرض السّابعة بجناحه، ثمّ أهوى بها مقلوبةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {والمؤتفكة أهوى} قال: أهواها جبريل قال: رفعها إلى السّماء ثمّ أهواها.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي عيسى يحيى بن رافعٍ: {والمؤتفكة أهوى} قال قرية لوطٍ أهوى بها.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: قرية لوطٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: هم قوم لوطٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: قرية لوطٍ أهواها من السّماء، ثمّ أتبعها ذاك الصّخر، اقتلعت من الأرض، ثمّ هوى بها في السّماء ثمّ قلبت.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: المكذّبين أهلكهم اللّه). [جامع البيان: 22/90-91]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والمؤتفكة أهوى قال جبريل رفعها إلى السماء ثم قلبها والمؤتفكة قوم لوط). [تفسير مجاهد: 2/633]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ، وابن جرير عن مجاهد في قوله {والمؤتفكة أهوى} قال: أهوى بها جبريل بعد أن رفعها إلى السماء). [الدر المنثور: 14/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله {والمؤتفكة أهوى} قال: قوم لوط ائتفكت بهم الأرض بعد أن رفعها الله إلى السماء فالأرض تجلجل بها إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {والمؤتفكة أهوى} قال: قرى قوم لوط {فغشاها ما غشى} قال: الحجارة {فبأي آلاء ربك} قال: فبأي نعم ربك). [الدر المنثور: 14/56]

تفسير قوله تعالى: (فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فغشها ما غشى قال الحجارة). [تفسير عبد الرزاق: 2/255]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فغشّاها ما غشّى} يقول تعالى ذكره: فغشّى اللّه المؤتفكة من الحجارة المنضودة المسوّمة ما غشّاها، فأمطرها إيّاه من سجّيلٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فغشّاها ما غشّى} غشّاها صخرًا منضودًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فغشّاها ما غشّى} قال: الحجارة.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فغشّاها ما غشّى} قال: الحجارة الّتي رماهم بها من السّماء). [جامع البيان: 22/91-92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {والمؤتفكة أهوى} قال: قرى قوم لوط {فغشاها ما غشى} قال: الحجارة {فبأي آلاء ربك} قال: فبأي نعم ربك). [الدر المنثور: 14/56] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فبأي آلاء ربك تتمارى قال بأي نعم ربك تتمارى). [تفسير عبد الرزاق: 2/255]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({فتماروا} [القمر: 36] : «كذّبوا»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فتماروا كذّبوا كذا لهم ولم أر في هذه السّورة فتماروا وإنّما فيها أفتمارونه وقد تقدّم ما فيها وفي آخرها تتمارى ولعلّه انتقالٌ من بعض النّسّاخ لأنّ هذه اللّفظة في السّورة الّتي تلي هذه وهي قوله فتماروا بالنذر وحكى الكرمانيّ عن بعض النّسخ هنا تتمارى تكذّب ولم أقف عليه وهو بمعنى ما تقدّم ثمّ ظهر لي بعد ذلك أنّه اختصر كلام الفرّاء وذلك أنّه قال في قوله تعالى فبأى آلاء ربك تتمارى قال فبأيّ نعمة ربّك تكذّب أنّها ليست منه وكذلك قوله فتماروا بالنذر كذّبوا بالنّذر). [فتح الباري: 8/606]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فتماروا: كذبوا
هذا ليس في هذه السّورة بل في سورة القمر الّتي تلي هذه السّورة، ولعلّ هذا من تخبيط النساخ، ومعنى: (تماروا: كذبوا) وقال الكرماني: تتمارى تكذب، وقال بعضهم بعد أن نقل كلام الكرماني: ولم أقف عليه. قلت: لا حاجة إلى وقوفه عليه، بل هذه اللّفظة في هذه السّورة. وهو قوله تعالى: {فبأي آلاء ربك تمّارى} (النّجم: 55) أي: فبأي نعمائه عليك تتمارى أي: تشك وتجادل، والخطاب للإنسان على الإطلاق وفي (تفسير النّفسيّ) الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعجبني هذا. والله أعلم). [عمدة القاري: 19/197]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فتماروا}) في سورة القمر أي (كذبوا) ويحتمل وقوع ذلك هنا من ناسخ). [إرشاد الساري: 7/359]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فبأيٍّ آلاء ربّك تتمارى (55) هذا نذيرٌ من النّذر الأولى (56) أزفت الآزفة (57) ليس لها من دون اللّه كاشفةٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول: {فبأيّ آلاء ربّك تتمارى} يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعماء ربّك يا ابن آدم الّتي أنعمها عليك ترتاب وتشكّ وتجادل.
والآلاء: جمع إلى وفي واحدها لغاتٌ ثلاثةٌ: ألًي على مثال (علًي)، وإليٌ على مثال (عليٌ)، وإلًى على مثال (علًي).
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فبأيّ آلاء ربّك تتمارى} يقول: فبأيّ نعم اللّه تتمارى يا ابن آدم.
- وحدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فبأيّ آلاء ربّك تتمارى} قال: بأيّ نعم ربّك تتمارى). [جامع البيان: 22/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {والمؤتفكة أهوى} قال: قرى قوم لوط {فغشاها ما غشى} قال: الحجارة {فبأي آلاء ربك} قال: فبأي نعم ربك). [الدر المنثور: 14/56] (م)

تفسير قوله تعالى: (هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله هذا نذير من النذر الأولى قال أنذر محمد كما أنذرت الرسل قبله). [تفسير عبد الرزاق: 2/255]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} اختلف أهل التّأويل في معنى قوله جلّ ثناؤه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} ووصفه إيّاه بأنّه من النّذر الأولى وهو آخرهم، فقال بعضهم: معنى ذلك: أنّه نذيرٌ لقومه، كما كانت النّذر الّذين قبله نذرًا لقومهم، كما يقال: هذا واحدٌ من بني آدم، وواحدٌ من النّاس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} قال: أنذر محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم كما أنذرت الرّسل من قبله.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} إنّما بعث محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم كما بعث به الرّسل قبله.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن شريكٍ، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ، {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} قال: هو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك غير هذا كلّه، وقالوا: معناه هذا الّذي أنذرتكم به أيّها القوم من الوقائع الّتي ذكرت لكم أنّي أوقعتها بالأمم قبلكم من النّذر الّتي أنذرتها الأمم قبلكم في صحف إبراهيم وموسى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي مالكٍ، {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} قال: ممّا أنذروا به قومهم في صحف إبراهيم وموسى.
وهذا القول الّذي ذكر عن أبي مالكٍ أشبه بتأويل الآية، وذلك أنّ اللّه تعالى ذكره ذكر ذلك في سياق الآيات الّتي أخبر عنها أنّها في صحف إبراهيم وموسى نذيرٌ من النّذر الأولى الّتي جاءت الأمم قبلكم كما جاءتكم فقوله: {هذا} بأن يكون إشارةً إلى ما تقدّمه من الكلام أولى وأشبه منه بغير ذلك). [جامع البيان: 22/92-94]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي مالك الغفاري في قوله {ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله {هذا نذير من النذر الأولى} قال: محمد صلى الله عليه وسلم أنذر ما أنذر الأولون). [الدر المنثور: 14/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله {هذا نذير من النذر الأولى} قال: إنما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله وفي قوله {أزفت الآزفة} قال: الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} أي رادة). [الدر المنثور: 14/57]

تفسير قوله تعالى: (أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57) )

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أزفت الآزفة} [النجم: 57] : «اقتربت السّاعة»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أزفت الآزقة اقتربت السّاعة سقط هذا لأبي ذرٍّ هنا ويأتي في الرّقاق وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ كذلك وقال أبو عبيدة دنت القيامة). [فتح الباري: 8/605]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ذو مرّة ذو قوّة قاب قوسين حيث الوتر من القوس ضيزى عوجاء وأكدى قطع عطاءه ورب الشعرى هو مرزم الجوزاء الّذي وفى وفي ما فرض عليه أزفت الآزفة اقتربت السّاعة سامدون البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 النّجم {علمه شديد القوى} قال قوّة {ذو مرّة} فال جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} 9 النّجم حيث الوتر من القوس
وبه في قوله 22 النّجم {تلك إذا قسمة ضيزى} قال عوجاء
وفي قوله 34 النّجم {وأعطى قليلا وأكدى} قال اقتطع عطاءه
وبه في قوله 49 النّجم {وأنه هو رب الشعرى} قال مرزم الجوزاء
وبه في قوله 37 النّجم وإبراهيم الّذي وفى قال ما فرض عليه
وبه في قوله 57 النّجم {أزفت الآزفة} قال اقتربت السّاعة). [تغليق التعليق: 4/321-322]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أزفت الآزفة: اقتربت السّاعة
أشار به إلى قوله تعالى: {أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة} (النّجم: 75، 85) وفسّر قوله تعالى: {أزفت الآزفة} بقوله: (اقتربت السّاعة) وروي عن مجاهد كذلك، وسقط هذا هنا في رواية أبي ذر. ويأتي في التّوحيد إن شاء الله تعالى. قوله: (كاشفة) ، أي: مظهرة مقيمة، والهاء فيه للمبالغة). [عمدة القاري: 19/196]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أزفت الآزفة}) [النجم: 57] أي (اقتربت الساعة) التي كل يوم تزداد قربًا فهي كائنة قريبة وزادت في القرب وهذا ساقط لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/359]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {أزفت الآزفة} يقول: دنت الدّانية وإنّما يعني: دنت القيامة القريبة منكم أيّها النّاس يقال منه: أزف رحيل فلانٍ إذا دنا وقرب، كما قال نابغة بني ذبيان:
أزف التّرحّل غير أنّ ركابنا لمّا تزل برحالنا وكأن قد.
وكما قال كعب بن زهيرٍ:
بان الشّباب وأمسى الشّيب قد أزفا ولا أرى لشبابٍ ذاهبٍ خلفا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {أزفت الآزفة} من أسماء يوم القيامة، عظّمه اللّه، وحذّره عباده.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قالا: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أزفت الآزفة} قال: اقتربت السّاعة.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أزفت الآزفة} قال: السّاعة). [جامع البيان: 22/94-95]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (
ثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أزفت الآزفة يقول اقتربت الساعة). [تفسير مجاهد: 2/633]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله {هذا نذير من النذر الأولى} قال: إنما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله وفي قوله {أزفت الآزفة} قال: الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} أي رادة). [الدر المنثور: 14/57] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: الآزفة من أسماء يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {أزفت الآزفة} قال: اقتربت الساعة). [الدر المنثور: 14/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أزفت الآزفة} قال: اقتربت الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} قال: لا يكشف عنها إلا هو). [الدر المنثور: 14/58]

تفسير قوله تعالى: (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ليس لها من دون اللّه كاشفةٌ} يقول تعالى ذكره: ليس للآزفة الّتي قد أزفت، وهي السّاعة الّتي قد دنت من دون اللّه كشفٌ، يقول: ليس تنكشف فتقوم إلاّ بإقامة اللّه إيّاها، وكشفها دون من سواه من خلقه، لأنّه لم يطلع عليها ملكًا مقرّبًا، ولا نبيًّا مرسلاً.
وقال: {كاشفةٌ}، فأنّثت، وهي بمعنى الانكشاف؛ كما قيل: {فهل ترى لهم من باقيةٍ} بمعنى: فهل ترى لهم من بقاءٍ؛ وكما قيل: العاقبة وماله من ناهيةٍ، وكما قال: {ليس لوقعتها كاذبةٌ} بمعنى تكذيبٍ، {ولا تزال تطّلع على خائنةٍ منهم} بمعنى خيانةٍ). [جامع البيان: 22/95-96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله {هذا نذير من النذر الأولى} قال: إنما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله وفي قوله {أزفت الآزفة} قال: الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} أي رادة). [الدر المنثور: 14/57] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أزفت الآزفة} قال: اقتربت الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} قال: لا يكشف عنها إلا هو). [الدر المنثور: 14/58] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: ليس لها من دون الله من آلهتهم كاشفة). [الدر المنثور: 14/58]

تفسير قوله تعالى: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، أنه قرأ: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون} [سورة النجم: 59-60] قال: والله إن كان أكيس القوم في هذا الأمر من بكى، فأبكوا هذه القلوب، وابكوا هذه الأعمال، فإن الرجل لتبكي عيناه وإنه لقاسي القلب). [الزهد لابن المبارك: 2/54]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن زياد بن أبي مسلمٍ، عن صالحٍ أبي الخليل، قال: ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكًا، أو متبسّمًا منذ نزلت: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 86]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون (60) وأنتم سامدون (61) فاسجدوا للّه واعبدوا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لمشركي قريشٍ: أفمن هذا القرآن أيّها النّاس تعجبون، أن نزّل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وتضحكون منه استهزاءً به، ولا تبكون ممّا فيه من الوعيد لأهل معاصي اللّه، وأنتم من أهل معاصيه {وأنتم سامدون} يقول: وأنتم لاهون عمّا فيه من العبر والذّكر، معرضون عن آياته؛ يقال للرّجل: دع عنّا سمودك، يراد به: دع عنّا لهوك، يقال منه: سمد فلانٌ يسمد سمودًا). [جامع البيان: 22/96-97] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أفمن هذا الحديث تعجبون يقول أفمن هذا القرآن تعجبون). [تفسير مجاهد: 2/633]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله النّجم {أفمن هذا الحديث تعجبون} قال من هذا القرآن). [تغليق التعليق: 4/322] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 59 - 62.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {أفمن هذا الحديث} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن صالح أبي الخليل قال: لما نزلت هذه الآية {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون} فما ضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يبتسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤي النّبيّ صلى الله عليه وسلم ضاحكا ولا متبسما حتى ذهب من الدنيا). [الدر المنثور: 14/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية على النّبيّ صلى الله عليه وسلم {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون} فما رؤي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعدها ضاحكا حتى ذهب من الدنيا). [الدر المنثور: 14/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة قال: لما نزلت {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون} بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلج النار من بكى من خشية الله ولا يدخل الجنة مصر على معصية الله ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم). [الدر المنثور: 14/59]

تفسير قوله تعالى: (وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، أنه قرأ: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون} [سورة النجم: 59-60] قال: والله إن كان أكيس القوم في هذا الأمر من بكى، فأبكوا هذه القلوب، وابكوا هذه الأعمال، فإن الرجل لتبكي عيناه وإنه لقاسي القلب). [الزهد لابن المبارك: 2/54](م)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن زياد بن أبي مسلمٍ، عن صالحٍ أبي الخليل، قال: ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكًا، أو متبسّمًا منذ نزلت: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 86](م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن صالح أبي الخليل قال: لما نزلت هذه الآية {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون} فما ضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يبتسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤي النّبيّ صلى الله عليه وسلم ضاحكا ولا متبسما حتى ذهب من الدنيا). [الدر المنثور: 14/58] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية على النّبيّ صلى الله عليه وسلم {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون} فما رؤي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعدها ضاحكا حتى ذهب من الدنيا). [الدر المنثور: 14/58] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة قال: لما نزلت {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون} بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلج النار من بكى من خشية الله ولا يدخل الجنة مصر على معصية الله ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم). [الدر المنثور: 14/59] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سامدون قال غافلون). [تفسير عبد الرزاق: 2/255]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن إسماعيل بن شروس عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس في قوله سامدون قال هو الغناء كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا وهي بلغة أهل اليمن يقول اليماني إذا تغنى اسمد). [تفسير عبد الرزاق: 2/255]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى سامدون قال: لاهون معرضون عنه). [تفسير عبد الرزاق: 2/255]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سامدون} [النجم: 61] : «البرطمة» وقال عكرمة: «يتغنّون، بالحميريّة»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سامدون البرطمة كذا لهم وفي رواية الحمويّ والأصيليّ والقابسيّ البرطنة بالنّون بدل الميم وقال عكرمة يتغنّون بالحميريّة وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله أفمن هذا الحديث تعجبون قال من هذا القرآن وأنتم سامدون قال البرطمة قال وقال عكرمة السّامدون يتغنّون بالحميريّة ورواه الطّبريّ من هذا الوجه عن مجاهدٍ قال كانوا يمرّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم غضابًا مبرطمين قال وقال عكرمة هو الغناء بالحميرية وروى بن عيينة في تفسيره عن بن أبي نجيحٍ عن عكرمة في قوله وأنتم سامدون هو الغناء بالحميريّة يقولون اسمد لنا أي غنّ لنا وأخرجه أبو عبيدٍ في فضائل القرآن وعبد الرّزّاق من وجهين آخرين عن عكرمة عن بن عبّاس في قوله وأنتم سامدون قال الغناء قال عكرمة وهي بلغة أهل اليمن إذا أراد اليمانيّ أن يقول تغنّ قال اسمد لفظ عبد الرّزّاق وأخرجه من وجه آخر عن عكرمة عن بن عبّاسٍ قال لاهون وعن معمرٍ عن قتادة قال غافلون ولابن مردويه من طريق محمّد بن سوقة عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ قال معرضون تنبيهٌ البرطمة بفتح الموحّدة وسكون الرّاء وفتح الطّاء المهملة الإعراض وقال بن عيينة البرطمة هكذا ووضع ذقنه في صدره). [فتح الباري: 8/605]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله النّجم {أفمن هذا الحديث تعجبون} قال من هذا القرآن {وأنتم سامدون} الحجر قال البرطمة). [تغليق التعليق: 4/322]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عكرمة السامدون يغنون بالحميرية
وقال ابن عيينة في تتفسيره عن ابن أبي نجيح عن عكرمة في قوله وأنتم سامدون قال هذا الغناء بالحميرية يقول اسمد لنا أي غن لنا
وقد روي ذلك عن ابن عبّاس
أخبرنا إبراهيم بن محمّد الدّمشقي قراءة عليه بالمسجد الحرام قلت له أخبركم أحمد بن أبي طالب عن أنجب بن أبي السعادات وغيره أن طاهر بن محمّد أخبرهم أنا محمّد بن الحسين أنا الزبير بن محمّد أنا علّي بن مهرويه ثنا علّي بن عبد العزيز ثنا القاسم بن سلام عن سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 61 النّجم {وأنتم سامدون} قال الغناء وهي يمانية اسمدي لنا تغني لنا
وكذا رواه عبد بن حميد عن عبد الرّزّاق عن معمر عن إسماعيل بن شروس عن عكرمة عن ابن عبّاس وأنتم سامدون قال الغناء قال عكرمة عن ابن عبّاس وأنتم سامدون قال الغناء قال عكرمة وهي بلغة أهل اليمن إذا أراد اليمانيّ أن يقول تغن قال اسمد). [تغليق التعليق: 4/322-323]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سامدون البرطمة، وقال عكرمة يتغنّون بالحميرية أشار به إلى قوله عز وجل: {تضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون} (النّجم: 01، 16) وقال: (سامدون البرطمة) بفتح الباء الموحدة وسكون الرّاء وفتح الطّاء المهملة والميم، كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الحمويّ والأصيلي والقابسي، البرطنة، بالنّون بدل الميم، ومعناه الإعراض، وقال ابن عيينة: البرطمة هكذا ووضع ذقنه في صدره، وعن مجاهد: سامدون غضاب متبرطمون، فقيل له: ما البرطمة، فقال الإعراض، ويقال: البرطمة الانتفاخ من الغضب، ورجل مبرطم متكبر، وقيل: هو الغناء الّذي لا يفهم، وفي التّفسير: سامدون لاهون غافلون، يقال: دع عنك سمودك. أي: لهوك، وهو لغة أهل اليمن للاّهي، وعن الضّحّاك: أشرون بطرون. قوله: (وقال عكرمة) ، هو مولى ابن عبّاس: معنى سامدون يتغنون بلغة الحمير، رواه ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي نجيح عن عكرمة). [عمدة القاري: 19/196-197]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({سامدون}) قال مجاهد هي (البرطمة) بالموحدة المفتوحة والراء الساكنة والطاء المهملة والميم المفتوحتين، ولأبي ذر عن الكشميهني البرطنة بالنون بدل الميم الغناء فكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا، وقيل: السامد اللاهي وقيل الهائم. (وقال عكرمة يتغنون بـ) اللغة (الحميرية) يقولون يا جارية اسمدي لنا أي غني). [إرشاد الساري: 7/359]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون (60) وأنتم سامدون (61) فاسجدوا للّه واعبدوا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لمشركي قريشٍ: أفمن هذا القرآن أيّها النّاس تعجبون، أن نزّل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وتضحكون منه استهزاءً به، ولا تبكون ممّا فيه من الوعيد لأهل معاصي اللّه، وأنتم من أهل معاصيه {وأنتم سامدون} يقول: وأنتم لاهون عمّا فيه من العبر والذّكر، معرضون عن آياته؛ يقال للرّجل: دع عنّا سمودك، يراد به: دع عنّا لهوك، يقال منه: سمد فلانٌ يسمد سمودًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنهم، فقال بعضهم: معناه لاهون، وقال بعضهم: غافلون، وقال بعضهم: مغنّون، وقال بعضهم: مبرطمون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {سامدون} قال: هو الغناء، كانوا إذا سمعوا القرآن تغنّوا ولعبوا، وهي لغة أهل اليمن قال اليمانيّ: اسمد.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {سامدون} يقول: لاهون.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنتم سامدون} يقول: لاهون.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ قال: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: هي يمانيةٌ اسمدٍ تغنّ لنا.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: هو الغناء، وهي يمانيةٌ، يقولون: اسمد لنا: تغنّ لنا.
- قال: حدّثنا عبيد اللّه الأشجعيّ، عن سفيان، عن حكيم بن الدّيلم، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {وأنتم سامدون} قال: كانوا يمرّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شامخين، ألم تروا إلى الفحل في الإبل يخطر شامخًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن، في قوله: {وأنتم سامدون} قال: غافلون.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وأنتم سامدون} قال: كانوا يمرّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم غضابًا مبرطمين.
وقال عكرمة: هو الغناء بالحميريّة.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا الأشجعيّ، ووكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: هي البرطمة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {سامدون} قال: البرطمة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وأنتم سامدون} قال: البرطمة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: السّامدون: المغنّون بالحميريّة.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، قال: كان عكرمة يقول: السّامدون يغنّون بالحميريّة، ليس فيه ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {سامدون} أي غافلون
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {سامدون} قال: غافلون.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وأنتم سامدون} السّمود: اللّهو واللّعب.
- حدّثنا حميد بن مسعدة قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ قال: حدّثنا سفيان بن سعيدٍ، عن فطرٍ، عن أبي خالدٍ الوالبيّ، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه قال: رآهم قيامًا ينتظرون الإمام، فقال: ما لكم سامدين.
- وحدّثني أحمد بن منصورٍ، قال: حدّثنا يزيد بن أبي يحيى، قال: حدّثنا سفيان، عن فطرٍ، قال: حدّثني زائدة بن نشيطٍ، عن أبي خالدٍ الرّاسبيٍّ، قال: خرج علينا عليٌّ رحمة الله عليه ونحن قيامٌ، فقال: ما لكم سامدين.
- حدّثني ابن سنانٍ القزّاز قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عمران بن زائدة بن نشيطٍ، عن أبيه، عن أبي خالدٍ قال: خرج علينا عليٌّ رضي اللّه عنه ونحن قيامٌ، فقال: مالي أراكم سامدين.
- حدّثنا ابن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: أخبرنا سفيان، عن فطرٍ، عن زائدة، عن أبي خالدٍ بمثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سعيدٍ، عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم، في قوله: {وأنتم سامدون} قال: قيام القوم قبل أن يجيء الإمام.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن عمران الخيّاط عن إبراهيم في القوم ينتظرون الصّلاة قيامًا؛ قال: كان يقال: ذاك السّمود.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن ليثٍ والعزرميّ، عن مجاهدٍ {وأنتم سامدون} قال: البرطمة، قلت: ما البرطمة؟ قال الإعراض.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: {وأنتم سامدون} قال: البرطمة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ {وأنتم سامدون} قال: الغناء باليمانيّة: اسمد لنا.
- حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأنتم سامدون} قال: السّامد: الغافل.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يقوموا إذا أقام المؤذّن الصّلاة وليس عندهم الإمام، وكانوا يكرهون أن ينتظروه قيامًا، وكان يقال: ذلك السّمود، أو من السّمود). [جامع البيان: 22/96-101]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عكرمة وأنتم سامدون قال يعني تتغنون وهي بالحميرية). [تفسير مجاهد: 2/633]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأنتم سامدون قال البرطمة وهو العابس وجهه). [تفسير مجاهد: 2/633-634]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وأنتم سامدون} [النجم: 61].
- عن ابن عبّاسٍ {وأنتم سامدون} [النجم: 61] قال: كانوا يمرّون على النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - شامخين، ألم تر إلى العجل كيف يخطر شامخًا.
رواه أبو يعلى، وفيه الضّحّاك بن مزاحمٍ وقد وثّق وفيه ضعفٌ، وبقيّة رجاله ثقاتٌ، لكنّه لم يسمع من ابن عبّاسٍ.
- وعن ابن عبّاسٍ {وأنتم سامدون} [النجم: 61] قال: الغناء.
رواه البزّار، ورجاله رجال الصّحيح.
- وعن ابن عبّاسٍ {وأنتم سامدون} [النجم: 61] قال: معرضون لاهون. [عنه] رواه الطّبرانيّ، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/117]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثني أبي، عن سفيان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {وأنتم سامدون} [النجم: 61] قال: الغناء). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/72]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى: وثنا أبو كريبٍ، ثنا عبيد اللّه الأشجعيّ، عن سفيان، عن حكيم ابن الدّيلميّ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما-: " (وأنتم سامدون) قال: كانوا يمرّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شامخين، ألم تر إلى العجل كيف يخطر شامخًا"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/279]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (حدّثنا أبو كريبٍ، ثنا عبيد اللّه الأشجعيّ، عن سفيان، عن حكيم بن الدّيلم، عن الضّحّاك عن ابن عباس رضي الله عنهما {وأنتم سامدون}، قال: كانوا يمرّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شامخين. ألم تر إلى الفحل كيف يخطر شامخًا). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {سامدون} قال: لاهون معرضون عنه). [الدر المنثور: 14/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {وأنتم سامدون} قال: غافلون). [الدر المنثور: 14/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبزار، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس في قوله {وأنتم سامدون} قال: الغناء باليمانية كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا). [الدر المنثور: 14/59-60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير عن عكرمة في قوله {سامدون} قال: هو الغناء بالحميرية). [الدر المنثور: 14/60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {سامدون} قال: كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي شامخين ألم تر إلى البعير كيف يخطر شامخا). [الدر المنثور: 14/60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {سامدون} قال: السمود اللهو والباطل قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم عاد:
ليت عادا قبلوا الحق * ولم يبدوا حجودا
قيل قم فانظر إليهم * ثم دع عنك السمودا). [الدر المنثور: 14/60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {سامدون} قال: غضاب مبرطمون). [الدر المنثور: 14/61]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير من طريق منصور عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يقوم القوم ينتظرون الإمام وكان يقال ذاك من السمود أو هو السمود وقال منصور: حين يقوم المؤذن فيقومون ينتظرون). [الدر المنثور: 14/61]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن النخعي أنه كان يكره أن يقوم إذا أقيمت الصلاة حتى يجيء الإمام ويقرأ هذه الآية {وأنتم سامدون} قال سعيد: وكان قتادة يكره أن يقوم حتى يجيء الإمام ولا يفسر هذه الآية على ذا). [الدر المنثور: 14/61]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن أبي خالد الوالبي قال: خرج علي بن أبي طالب علينا وقد أقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدم فقال: ما لكم سامدون لا أنتم في صلاة ولا أنتم جلوس منتظرون). [الدر المنثور: 14/61]

تفسير قوله تعالى: (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {فاسجدوا للّه واعبدوا} [النجم: 62]
- حدّثنا أبو معمرٍ، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا أيّوب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «سجد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالنّجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس» تابعه إبراهيم بن طهمان، عن أيّوب، ولم يذكر ابن عليّة ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: " أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم، قال: فسجد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وسجد من خلفه إلّا رجلًا رأيته أخذ كفًّا من ترابٍ فسجد عليه "، فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا، وهو أميّة بن خلفٍ). [صحيح البخاري: 6/141-142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب فاسجدوا لله واعبدوا)
في رواية الأصيليّ واسجدوا وهو غلطٌ
- قوله سجد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالنّجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس تابعه بن طهمان عن أيّوب في رواية أبي ذرٍّ إبراهيم بن طهمان قوله ولم يذكر بن علية بن عبّاسٍ أمّا متابعة إبراهيم بن طهمان فوصلها الإسماعيليّ من طريق حفص بن عبد اللّه النّيسابوريّ عنه بلفظ أنّه قال حين نزلت السّورة الّتي يذكر فيها النّجم سجد لها الإنس والجنّ وقد تقدّم ذكرها في سجود التّلاوة وأما حديث بن عليّة فالمراد به أنّه حدّث به عن أيّوب فأرسله وأخرجه بن أبي شيبة عنه وهو مرسلٌ وليس ذلك بقادحٍ لاتّفاق ثقتين عن أيّوب على وصله وهما عبد الوارث وإبراهيم بن طهمان قوله والجنّ والإنس إنّما أعاد الجنّ والإنس مع دخولهم في المسلمين لنفي توهّم اختصاص ذلك بالإنس وسأذكر ما فيه في الكلام على الحديث الّذي بعده قال الكرمانيّ سجد المشركون مع المسلمين لأنّها أوّل سجدةٍ نزلت فأرادوا معارضة المسلمين بالسّجود لمعبودهم أو وقع ذلك منهم بلا قصدٍ أو خافوا في ذلك المجلس من مخالفتهم قلت والاحتمالات الثّلاثة فيها نظرٌ والأوّل منها لعياضٍ والثّاني يخالفه سياق بن مسعودٍ حيث زاد فيه أنّ الّذي استثناه منهم أخذ كفًّا من حصًى فوضع جبهته عليه فإنّ ذلك ظاهرٌ في القصد والثّالث أبعد إذ المسلمون حينئذٍ هم الّذين كانوا خائفين من المشركين لا العكس قال وما قيل من أنّ ذلك بسبب إلقاء الشّيطان في أثناء قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا صحّة له عقلًا ولا نقلًا انتهى ومن تأمّل ما أوردته من ذلك في تفسير سورة الحجّ عرف وجه الصّواب في هذه المسألة بحمد اللّه تعالى قوله عن عبد الله هو بن مسعودٍ وأبو أحمد المذكور في إسناده هو محمّد بن عبد اللّه بن الزّبير الزّبيريّ
- قوله أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم قال فسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أي لمّا فرغ من قراءتها وقد قدمت في تفسير الحج من حديث بن عبّاسٍ بيان ذلك والسّبب فيه ووقع في رواية زكريّا عن أبي إسحاق في أوّل هذا الحديث أنّ أوّل سورةٍ استعلن بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ على النّاس النّجم وله من رواية زهير بن معاوية أوّل سورةٍ قرأها على النّاس النّجم قوله إلّا رجلًا في رواية شعبة في سجود القرآن فما بقي أحدٌ من القوم إلّا سجد فأخذ رجلٌ من القوم كفًّا من حصًى وهذا ظاهره تعميم سجودهم لكن روى النّسائيّ بإسنادٍ صحيحٍ عن المطّلب بن أبي وداعة قال قرأ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة والنّجم فسجد وسجد من عنده وأبيت أن أسجد ولم يكن يومئذٍ أسلم قال المطّلب فلا أدع السّجود فيها أبدًا فيحمل تعميم بن مسعودٍ على أنّه بالنّسبة إلى من اطّلع عليه قوله كفًّا من ترابٍ في رواية شعبة كفًّا من حصًى أو ترابٍ قوله فسجد عليه في رواية شعبة فرفعه إلى وجهه فقال يكفيني هذا قوله فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا في رواية شعبة قال عبد اللّه بن مسعودٍ فلقد رأيته بعد قتل كافرًا قوله وهو أميّة بن خلفٍ لم يقع ذلك في رواية شعبة وقد وافق إسرائيل على تسميته زكريّا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عند الإسماعيليّ وهذا هو المعتمد وعند بن سعدٍ أنّ الّذي لم يسجد هو الوليد بن المغيرة قال وقيل سعيد بن العاص بن أميّة قال وقال بعضهم كلاهما جميعًا وجزم بن بطّالٍ في باب سجود القرآن بأنّه الوليد وهو عجيبٌ منه مع وجود التّصريح بأنّه أميّة بن خلفٍ ولم يقتل ببدرٍ كافرًا من الّذين سمّوا عنده غيره ووقع في تفسير بن حبّان أنّه أبو لهبٍ وفي شرح الأحكام لابن بزيزة أنّه منافقٌ وردّ بأنّ القصّة وقعت بمكّة بلا خلافٍ ولم يكن النّفاق ظهر بعد وقد جزم الواقديّ بأنّها كانت في رمضان سنة خمسٍ وكانت المهاجرة الأولى إلى الحبشة خرجت في شهر رجبٍ فلمّا بلغهم ذلك رجعوا فوجدوهم على حالهم من الكفر فهاجروا الثّانية ويحتمل أن يكون الأربعة لم يسجدوا والتعميم في كلام بن مسعودٍ بالنّسبة إلى ما اطّلع عليه كما قلته في المطلب لكن لا يفسّر الّذي في حديث بن مسعودٍ إلّا بأميّة لما ذكرته واللّه أعلم). [فتح الباري: 8/614-615]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
- ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا أيّوب عن عكرمة عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال سجد النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم بالنّجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس
تابعه ابن طهمان عن أيّوب ولم يذكر ابن علية ابن عبّاس
أما حديث إبراهيم بن طهمان فأنبئت عن سليمان بن حمزة عن عبد العزيز بن باقا أن يحيى بن ثابت بن بندار أخبرهم أنا أبي أنا أحمد بن محمّد بن غالب أنا أحمد بن إبراهيم الجرجانيّ ثنا أبو حامد بن الشّرقي ثنا أحمد بن حفص وقطر بن إبراهيم والفراء قالوا ثنا حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن أيّوب عن عكرمة عن ابن عبّاس أنه قال حين قرئت السّورة الّتي يذكر فيها النّجم سجد لها الإنس والجنّ
وأما حديث ابن علية ............). [تغليق التعليق: 4/326]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {فاسجدوا لله واعبدوا} (النّجم: 62)
أي: هذا باب في قوله تعالى: (فاسجدوا لله واعبدوا) وهو آخر سورة النّجم. قيل: وقع للأصيلي، واسجدوا، بالواو وهو غلط. قلت: لا ينسب الغلط للأصيلي بل للناسخ لعدم تمييزه.
- حدّثني أبو معمرٍ حدّثنا الوارث حدّثنا أيّوب عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال سجد النبيّ صلى الله عليه وسلم بالنّجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وأبو معمر بفتح الميمين عبد الله بن عمرو المنقري المقعد البصريّ، وعبد الوارث بن سعيد، وأيوب هو السّختيانيّ.
والحديث قد مضى في أبواب سجود القرآن في: باب سجود المسلمين مع المشركين فإنّه أخرجه هناك عن مسدّد عن عبد الوارث إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (المسلمون) ، يتناول الجنّ والإنس، وفائدة ذكر قوله: (والجنّ والإنس) لدفع وهم اختصاصه بالمسلمين. قوله: (والمشركون) أي: وسجد معه المشركون. قال الكرماني: سجد المشركون لأنّها أول سجدة نزلت فأرادوا معارضة المسلمين بالسّجدة لمعبودهم أو وقع ذلك منهم بلا قصد أو خافوا في ذلك المجلس من مخالفتهم، وما قيل كان ذلك بسبب ما ألقي الشّيطان في أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(تلك الغرانيق العلى ... منها الشّفاعة ترتجى)
فلا صحة له نقلا وعقلاً وقال بعضهم: الاحتمالات الثّلاثة فيها نظر، والأول منها لعياض، والثّاني: يخالفه سياق ابن مسعود حيث زاد فيه أن الّذي استثناه منهم أخذ كفا من حصا فوضع جبهته عليه فإن ذلك ظاهر في القصد، والثّالث أبعد إذ المسلمون حينئذٍ هم الّذين كانوا خائفين من المشركين لا العكس. قلت: ادّعى هذا القائل أن في هذه الاحتمالات نظرا، فقال في الأول: إنّه لعياض، يعني: مسبوق فيه بالقاضي عياض، فبين أنه لعياض ولم يبين وجه النّظر، وذكر وجه النّظر في الثّاني: بقوله: يخالفه سياق ابن مسعود، وهذا غير دافع لبقاء الاحتمال في عدم القصد من الّذي أخذ كفا من حصا فوضع جبهته عليه، وقال في الثّالث: أبعد. إلى آخره فالّذي ذكره أبعد ممّا قاله لأن المسلمين كانوا خائفين من المشركين وقت سجودهم لم يكونوا يتمكنون من السّجود لأن السّجود موضع الجبهة على الأرض ومن يتمكّن من ذلك وراءه من يخاف منه خصوصا أعداء الدّين، وقصدهم هلاك المسلمين؟ .
تابعه ابن طهمان عن أيّوب ولم يذكر ابن عليّة ابن عبّاسٍ
أي: تابع عبد الوارث، إبراهيم بن طهمان في روايته عن أيّوب عن عكرمة عن ابن عبّاس إلى آخره، وفي رواية أبي ذر، إبراهيم مذكور وأخرج الإسماعيليّ هذه المتابعة من طريق حفص بن عبد الله النّيسابوري عن ابن طهمان بلفظ أنه قال حين نزلت السّورة الّتي يذكر فيها النّجم سجد لها الإنس والجنّ. قوله: (ولم يذكر ابن علية ابن عبّاس) أي: لم يذكر إسماعيل بن علية عبد الله بن عبّاس أراد به أنه حدث به عن أيّوب فأرسله، وأخرجه ابن أبي شيبة عنه وليس هذا بقادح لاتّفاق ثقتين وهما عبد الوارث وإبراهيم بن طهمان على وصله.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ أخبرني أبو أحمد يعني الزّبيري حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه قال أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم قال فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلاّ رجلاً رأيته أخذ كفّا من ترابٍ فسجد عليه فرأيته بعذ ذلك قتل كافرا وهو أميّة بن خلفٍ..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ونصر بن عليّ الجهضمي الأزديّ البصريّ، مات بالبصرة سنة خمسين ومائتين، قاله أبو العبّاس السراج، وهو شيخ مسلم أيضا. وأبو أحمد محمّد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، يروي عن جده أبي إسحاق عمرو السبيعي عن الأسود بن يزيد بن قيس النّخعيّ خال إبراهيم النّخعيّ عن عبد الله بن مسعود، وهذا الحديث مر في أبواب سجود القرآن في: باب سجدة والنجم، فإنّه أخرجه هناك عن حفص بن عمر عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد إلى آخره، ومر الكلام فيه هناك.
قوله: (فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: بعد فراغه من قراءتها. قوله: (إلاّ رجلا) بيّنه في الحديث أنه أميّة بن خلف. قوله: (أخذ كفا من تراب) ، وفي رواية كفا من حصا أو تراب. قوله: (فسجد عليه) وفي رواية شعبة: (فرفعه إلى وجهه. فقال: يكفيني هذا) قوله: (وهو) أي: الرجل المذكور (هو أميّة بن خلف) ولم يذكر هو، وفي رواية شعبة، وفي رواية بن سعد أن الّذي لم يسجد هو الوليد بن المغيرة. قال: وقيل: سعيد بن العاص بن أميّة، قال: وقال بعضهم: كلاهما جميعًا وجزم ابن بطال في: باب سجود القرآن أنه الوليد، وهذا مستغرب منه مع وجود التّصريح بأنّه أميّة بن خلف. ولم يقتل كافرًا ببدر من الّذين سموا عنده غيره). [عمدة القاري: 19/203-204]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {فاسجدوا للّه واعبدوا}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله: ({فاسجدوا لله واعبدو} [النجم: 62]) أي واعبدوه دون الآلهة وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا أبو معمرٍ، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا أيّوب عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: سجد النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بالنّجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس. تابعه ابن طهمان عن أيّوب. ولم يذكر ابن عليّة ابن عبّاسٍ.
وبه قال: (حدّثنا أبو معمر) عبد الله بن عمرو المنقري البصري قال: (حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد قال: (حدّثنا أيوب) السختياني (عن عكرمة) مولى ابن عباس (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه (قال: سجد النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- وسجد معه المسلمون) لله (والمشركون) لأنها أوّل سجدة نزلت، فأرادوا معارضة المسلمين بالسجود لمعبودهم، وأما قول من قال إن ذلك وقع منهم بلا قصد فمعارض بما زاده ابن مسعود من أن الذي استثناه منهم أخذ كفًّا من حصى فوضع جبهته عليه، فإذًا ذلك ظاهر في القصد وكذا قوله إنهم خافوا في ذلك المجلس من مخالفتهم لأن المسلمين حينئذٍ هم الذين كانوا خائفين من المشركين لا العكس، والظاهر أن سبب سجودهم ما أخرجه ابن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة عن أبي بشر عن ابن جبير عن ابن عباس قال: قرأ رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- بمكة: والنجم فلما بلغ {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} [النجم: 19] ألقى الشيطان في أمنيته لم تلاوته تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فقال المشركون ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا فنزلت آية {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى} [الحج: 52] الآية. وقد روي من طرق ضعيفة ومنقطعة لكن كثرة الطرق تدل على أن لها أصلًا مع أن لها طريقين مرسلين رجالهما على شرط الصحيح يحتج بهما من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وحينئذٍ فيتعين تأويل ما ذر وأحسن ما قيل إن الشيطان قال ذلك محاكيًا نغمة النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- عندما سكت -صلّى اللّه عليه وسلّم- بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأشاعها، ويؤيده تفسير ابن عباس تمنى بتلا، وأما قول الكرماني وما قيل أن ذلك كان سببًا لسجودهم لا صحة له عقلًا ولا نقلًا فهو مبني على القول ببطلان القصة من أصلها وأنها موضوعة وقد سبق ما في ذلك والله الموفق (و) سجد معه (الجن والإنس) ذكر الجن والإنس بعد المسلمون الصادق بهما ليدفع توهم اختصاصه بالإنس.
(تابعه) أي تابع عبد الوارث (ابن طهمان) بفتح المهملة وسكون الهاء ولأبي ذر إبراهيم بن طهمان فيما وصله الإسماعيلي (عن أيوب) السختياني (ولم يذكر ابن علية) بضم العين المهملة وفتح اللام والتحتية المشددة إسماعيل في تحديثه عن أيوب (ابن عباس) بل أرسله. ولا يقدح ذلك في الحديث لاتفاق عبد الوارث وابن طهمان على وصله وهما ثقتان وسبق الحديث في أبواب السجود في باب سجود المسلمين مع المشركين.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبو أحمد يعني الزّبيريّ، حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد اللّه -رضي الله عنه- قال: أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم، قال: فسجد رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- وسجد من خلفه، إلاّ رجلًا رأيته أخذ كفًّا من ترابٍ فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا، وهو أميّة بن خلفٍ.
وبه قال: (حدّثنا نصر بن علي) بالصاد المهملة الجهضمي البصر قال: (أخبرني) بالإفراد ولأبي ذر أخبرنا (أبو أحمد) محمد بن عبد الله (يعني الزبيري) بضم الزاي وفتح الموحدة قال:
(حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني بالإفراد (إسرائيل) بن يونس (عن) جده (أبي إسحاق) عمرو السبيعي (عن الأسود بن يزيد) بن قيس النخعي خال إبراهيم النخعي (عن عبد الله) بن مسعود (-رضي الله عنه-) أنه (قال: أوّل سورة أنزلت فيها سجدة {والنجم} قال) ابن مسعود: (فسجد رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) بعد فراغه من قراءتها (وسجد) معه (من خلفه إلا رجلًا رأيته أخذ كفًّا من تراب فسجد عليه) وفي رواية شعبة في أبواب السجود فرفعه إلى وجهه فقال يكفيني هذا (فرأيته بعد ذلك قتل كفرًا) ببدر (وهو أمية بن خلف).
وعند ابن سعد أنه الوليد بن المغيرة وقيل سعيد بن العاص بن أمية وقيل غير ذلك والمعتمد الأول، وعند النسائي بإسناد صحيح أنه المطلب بن أبي وداعة وأنه أبى أن يسجد وأنه كان قبل أن يسلم فلما أسلم قال فلا أدع السجود فيها أبدًا فتعيين ابن مسعود محمول على ما اطّلع عليه). [إرشاد الساري: 7/362-363]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فاسجدوا للّه واعبدوا}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا خالدٌ يعني ابن الحارث، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «قرأ النّجم، فسجد بهم»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/280]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فاسجدوا للّه واعبدوا} يقول تعالى ذكره: فاسجدوا للّه أيّها النّاس في صلاتكم دون من سواه من الآلهة والأنداد، وإيّاه فاعبدوا دون غيره، فإنّه لا ينبغي أن تكون العبادة إلاّ له، فأخلصوا له العبادة والسّجود، ولا تجعلوا له شريكًا في عبادتكم إيّاه). [جامع البيان: 22/102]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فاسجدوا لله واعبدوا} قال: أعنتوا هذه الوجوه لله وعفروها في طاعة الله). [الدر المنثور: 14/62]


رد مع اقتباس