عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:20 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عباس إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى}؛ قال: سبحان ربي الأعلى). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اختلفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِهِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}؛ فقالَ بعضُهُم: معناهُ: عظِّم ربَّكَ الأعْلَى، لا ربَّ أعلَى منه وأعظمُ. وكانَ بعضُهم إذا قرأَ ذلك قالَ: سُبحانَ ربِّيَ الأعْلَى.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قالَ: ثنا هُشَيمٌ، قالَ: أخبرنا أبو بِشْرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابنِ عمرَ أنَّهُ كانَ يقرأُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}: سبحانَ ربِّيَ الأعلَى {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى}؛ قالَ: وهي في قراءةِ أُبَيِّ بنِ كعبٍ كذلك.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن السُّدِّيِّ، عن عبدِ خيرٍ، قالَ: سمعْتُ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنه قرأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} فقالَ: سُبحانَ ربِّيَ الأعْلَى.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا حَكَّامٌ، عن عَنْبَسةَ، عن أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ، أنَّ ابنَ عبَّاسٍ كانَ إذا قرأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}؛ يقولُ: سبحانَ ربِّيَ الأعْلَى، وإذا قرأَ: {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}؛ فأتَى علَى آخرِها: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنِ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}؛ يقولُ: سبحانَك اللَّهُمَّ، وبَلَى.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}: ذُكِرَ لنا أنَّ نبيَّ اللَّهِ [صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ] كانَ إذا قرأَها قالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى
».
حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن خارجةَ، عن داودَ، عن زيادِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قالَ: سمعْتُ ابنَ عبَّاسٍ يقرأُ في صلاةِ المغربِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}: سبحانَ ربِّيَ الأعلَى.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: نزِّهْ يا محمَّدُ اسمَ ربِّك الأعْلَى أنْ تُسمِّيَ به شيئاً سواهُ؛ ينهاهُ بذلك أنْ يفعلَ ما فعلَ من ذلك المشركونَ، من تسميتِهِم آلهتَهم؛ بعضَها اللاَّتَ وبعضَها العُزَّى.
وقالَ غيرُهم: بل معنَى ذلك: نزِّهِ اللَّهَ عمَّا يقولُ فيهِ المشركونَ، كما قالَ: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ من دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ}. وقالوا: معنَى ذلك: سبِّحْ ربَّك الأعْلَى. قالوا: وليسَ الاسمُ مَعْنًى.
وقالَ آخرُونَ: نزِّهْ تسميتَك يا محمَّدُ ربَّك الأعْلَى وذِكْرَك إيَّاهُ، أنْ تذْكُرَه إلاَّ وأنتَ له خاشعٌ متذلِّلٌ. قالوا وإنَّما عُنِيَ بالاسمِ التسميَةُ، ولكنْ وُضِعَ الاسمُ مكانَ المصدرِ.
وقالَ آخرُونَ: معنَى قولِهِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}: صلِّ بذكْرِ ربِّكَ يا محمَّدُ، يعنى بذلك: صلِّ وأنت له ذاكرٌ، ومنه وَجِلٌ خائفٌ.
وأوْلَى الأقوالِ في ذلك عندَنا بالصوابِ قوْلُ مَن قالَ: معناهُ: نزِّهِ اسمَ ربِّك أنْ تدعوَ به الآلهةَ والأوثانَ، لِمَا ذكرْتُ من الأخبارِ، عن رسولِ اللَّهِ [صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ]، وعن الصحابةِ أنَّهم كانوا إذا قرءُوا ذلك قالوا: سبحانَ ربِّيَ الأعْلَى، فبيِّنٌ بذلك أنَّ معناهُ كانَ عندَهم: عظِّمِ اسْمَ ربِّكَ ونزِّهْهُ). [جامع البيان: 24/ 309-311]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن مرة الهمذاني، عن أبي هريرة، قال: قلنا يا رسول الله كيف نقول في سجودنا فأنزل الله -عز وجل- سبح اسم ربك الأعلى فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نقول في سجودنا سبحان ربي الأعلى وترا). [تفسير مجاهد: 2/ 751]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو الوليد الفقيه، ثنا الهيثم بن خلفٍ، ثنا يعقوب بن إبراهيم، وشريح بن يونس، قالا: ثنا هشيمٌ، أنبأ أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، أنّه كان إذا قرأ {سبّح اسم ربّك الأعلى} قال: «سبحان ربّي الأعلى الّذي خلق فسوّى» قال: وهي قراءة أبيّ بن كعبٍ «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأَخرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ بِإِسنَاٍد صَحِيحٍ عن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ، سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ يَقْرَأُ (سُبحانَ رَبِيَ الأعلَى الذي خَلَقَ فَسَوَّى) وهي قِراءةُ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ). [فتح الباري: 8/ 700]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} فَقَالَ:
«سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى» وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ [رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ] أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقَرَأُ: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى)، وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ). [عمدة القاري: 19/ 287]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ومَعْنَى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ}؛ أي: نَزِّهْ رَبَّكَ الأعْلَى عمَّا يَصِفُهُ الْمُلْحِدُونَ، فالاسمُ صِلَةٌ، وبه يَحْتَجُّ مَنْ جَعَلَ الاسْمَ والْمُسَمَّى وَاحِدًا لأنَّ أَحَدًا لا يَقُولُ: سُبْحَانَ اسْمِ اللَّهِ، بل سُبْحَانَ اللَّهِ، وَقَالَ قَوْمٌ: أي نَزِّهْ تَسْمِيَةَ رَبِّكَ بأن تَذْكُرَهُ وَأَنْتَ لَهُ مُعَظِّمٌ وَلِذِكْرِهِ مُحْتَرِمٌ، فَجَعَلُوا الاسْمَ بمَعْنَى التَّسْمِيَةِ، فَكَمَا أَنَّهُ يَجِبُ تَنْزِيهُ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ عن النَّقَائِصِ، يَجِبُ تَنْزِيهُ الأَلْفَاظِ الْمَوْضُوعَةِ لها عن سُوءِ الأَدَبِ. وقد سَبَقَ في أوَّلِ هذا الْمَجْمُوعِ مَزِيدٌ لذلك، واللَّهُ الْمُوَفِّقُ). [إرشاد الساري: 7/ 416]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى}؛ يقولُ: الذي خلقَ الأشياءَ فسوَّى خلْقَها وعدَلَها. والتسويَةُ: التعديلُ). [جامع البيان: 24/ 311]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقَالَ مُجَاهِدٌ: {قَدَّرَ فَهَدَى}: قدَّرَ للإنسانِ الشَّقَاءَ والسَّعَادَةَ، وهَدَى الأنعامَ لمَرَاتِعِهَا). [متن فتح الباري: 8/ 699]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) :
(قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: {قَدَّر فهَدَى}: قَدَّرَ للإنسانِ الشَّقاءَ والسَّعادةَ وهَدَى الأنعامَ لمَراتِعِها) ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ، وقد وصَلَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ). [فتح الباري: 8/ 700]

- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ مُجاهِدٌ: قَدَّرَ فَهَدَى قَدَّرَ لِلإِنْسَانِ الشَّقَاءَ وَالسَّعادَةَ، وَهَدَى الأنْعَامَ لِمَرَاتِعِهَا
هَذَا لِلنَّسَفِيِّ، وَالمَعْنَى ظَاهِرٌ). [عمدة القاري: 19/ 287]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ في قَوْلِهِ: {قَدَّرَ فَهَدَى} أي: قَدَّرَ للإنسانِ الشَّقَاءَ والسَّعَادَةَ وَهَدَى الأنعامَ لِمَرَاتِعِهَا) وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ، وَثَبَتَ للنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [إرشاد الساري: 7/ 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: والذي قدَّرَ خلْقَه فهدَى.
واختلفَ أهلُ التأويلِ في المعنَى الذي عُنِيَ بقولِهِ: {فَهَدَى}؛ فقالَ بعضُهُم: هدَى الإنسانَ لسبيلِ الخيرِ والشرِّ، والبهائمَ للمراتعِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا محمدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {قَدَّرَ فَهَدَى}؛ قالَ: هدَى الإنسانَ للشقوةِ والسعادةِ، وهدَى الأنعامَ لمراتعِها.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: هدَى الذكورَ لمأتَى الإناثِ. وقد ذكرْنَا الروايَةَ بذلك فيما مضَى.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا أنَّ اللَّهَ عمَّ بقولِهِ: {فَهَدَى} الخبرَ عن هدايتِهِ خلْقَهُ، ولم يَخْصُصْ من ذلكِ معنًى دونَ معنًى، وقد هداهم لسبيلِ الخيرِ والشرِّ، وهدَى الذكورَ لمأتَى الإناثِ، فالخبرُ علَى عمومِهِ، حتَّى يأتيَ خبرٌ تقومُ به الحُجَّةُ، دالٌّ علَى خصوصِهِ. وأجمعت قرأَةُ الأمصارِ علَى تشديدِ الدَّالِ من {قَدَّرَ}، غيرَ الكِسائيِّ فإنَّه خفَّفها.
والصوابُ في ذلك التشديدُ؛ لإجماعِ الحجَّةِ عليهِ). [جامع البيان: 24/ 311-312]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أما قوله: {قدر}؛ فيقول: قدر للإنسان الشقاء والسعادة وأما قوله هدى فيقول هدى الأنعام لمراتعها). [تفسير مجاهد: 2/ 751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} قَالَ: هَدَى الإِنْسَانَ للشِّقْوَةِ والسَّعَادَةِ، وهَدَى الأَنْعَامَ لمَراتِعِهَا). [الدر المنثور: 15/ 365]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى}؛ يقولُ: والذي أخرجَ من الأرضِ مرعَى الأنعامِ، من صنوفِ النباتِ وأنواعِ الحشيشِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني يعقوبُ بنُ مُكَرَّمٍ، قالَ ثنا الحَفَرِيُّ، قالَ ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ: {أَخْرَجَ الْمَرْعَى}؛ قالَ: النباتَ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى}.. الآيَةَ: شَتِيتَ النباتِ كما رأيتُم، بينَ أصفرَ وأحمرَ وأبيضَ). [جامع البيان: 24/ 312-313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن إِبْرَاهِيمَ: {وَالَّذِي أخْرَجَ المَرْعَى}؛ قَالَ: النَّبَاتَ). [الدر المنثور: 15/ 365]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {غثاء}؛ قال: الغثاء الشيء البالي و {أحوى}؛ قال: أصفر وأخضر وأبيض ثم ييبس يكون يابسا بعد خضرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فجعلَ ذلكَ المرعَى غثاءً، وهو ما جفَّ من النبْتِ ويبِسَ، فطارتْ به الرِّيحُ؛ وإنَّما عُنِيَ به هاهنا أنَّهُ جعلَه هشيماً يابساً متغيِّراً إلَى الحُوَّةِ، وهي السوادُ من بعدِ البياضِ أو الخضرةِ؛ من شدَّةِ اليبسِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِهِ: {غُثَاءً أَحْوَى}؛ يقولُ: هَشِيماً متغيِّرًا.
-حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {غُثَاءً أَحْوَى}، قالَ: غثاءُ السيلِ، {أَحْوَى}؛ قالَ: أسودَ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ في قولِهِ: {غُثَاءً أَحْوَى}؛ قالَ: يعودُ يُبْساً بعدَ خُضْرةٍ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}؛ قالَ: كانَ بَقْلاً ونباتاً أخضرَ، ثم هاجَ فيبِسَ، فصارَ {غُثَاءً أَحْوَى}، تذهبُ به الرِّياحُ والسُّيولُ.
وكانَ بعضُ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ يرَى أنَّ ذلك من المؤخَّرِ الذي معناهُ التقديمُ، وأنَّ معنَى الكلامِ: والذي أخرجَ المرعَى أحوَى, أي: أخضرَ إلَى السوادِ، فجعلَهُ غثاءً بعدَ ذلك، ويعتلُّ لقولِهِ ذلك بقولِ ذي الرُّمَّةِ:
حَوَّاءُ قَرْحَاءُ أشْراطيَةٌ وكفتْ ....... فيها الذهابُ وحفَّتْها البراعيمُ
وهذا القولُ - وإنْ كانَ غيرَ مدفوعٍ أنْ يكونَ ما اشتدَّتْ خضرتُهُ من النباتِ، قد تسمِّيهِ العربُ أسودَ - غيرُ صوابٍ عندي؛ لخلافِهِ تأويلَ أهلِ التأويلِ في أنَّ الحرفَ إنَّما يُحتالُ لمعناهُ المخرَجِ بالتقديمِ والتأخيرِ، إذا لم يكنْ له وجهٌ مفهومٌ إلاَّ بتقديمِهِ عن موضعِهِ أو تأخيرِهِ، فأمَّا وله في موضعِهِ وجهٌ صحيحٌ، فلا وجْهَ لطلبِ الاحتيالِ لمعناهُ بالتقديمِ والتأخير). [جامع البيان: 24/ 313-314]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الغثاء غثاء السيل والأحوى اليابس). [تفسير مجاهد: 2/ 751]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {غُثَاءً أَحوَى}: هَشيمًا مُتغيِّرًا، ثَبَتَ أيضًا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ ووَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنه). [فتح الباري: 8/ 700]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {غُثَاءً أحْوَى}: هَشِيمًا مُتَغَيِّرًا
هَذَا أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ، ويُقَالُ: غُثَاءً أَيْ بِالْيَاءِ([1]) أَحْوَى أَيْ: أَسْوَدَ إِذَا هَاجَ وَعَتُقَ). [عمدة القاري: 19/ 287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً}؛ قَالَ: هَشِيماً، {أَحْوَى}. قَالَ: مُتَغَيِّراً). [الدر المنثور: 15/ 365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}؛ قَالَ: الغُثَاءُ: الشَّيْءُ البَالِي، {أَحْوَى}؛ قَالَ: أَصْفَرَ وأَخْضَرَ وأَبْيَضَ، ثُمَّ يَيْبَسُ حَتَّى يَكُونَ يَابِساً بَعْدَ خُضْرَةٍ). [الدر المنثور: 15/ 365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}؛ قَالَ: غُثَاءُ السَّيْلِ، و {أَحْوَى}؛ قَالَ: أَسْوَدَ). [الدر المنثور: 15/ 365]

[1] كذا بالأصل ولعلها بالثاء.



تفسير قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني مالك في قول الله: {سنقرئك فلا تنسى}، قال: تأويل ذلك أن سنقرئك، فتحفظ). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 138]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}؛ قال: كان الله ينسي نبيه ما يشاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {يعلم الجهر وما يخفى}؛ قال: الوسوسة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: سنقرئُكَ يا محمَّدُ هذا القرآنَ فلا تنساهُ، إلاَّ ما شاءَ اللَّهُ.
ثم اختلفَ أهلُ التأويلِ في معنَى قولِهِ: {فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}؛ فقالَ بعضُهُم: هذا إخبارٌ من اللَّهِ نبيَّهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أنَّهُ يُعلِّمُه هذا القرآنَ، ويحفَظُهُ عليهِ، ونهْيٌ منه أنْ يعْجَلَ بقراءتِهِ، كما قالَ جلَّ ثناؤُهُ: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}؛ قالَ: كانَ يتذَكَّرُ القرآنَ في نفسِهِ مخافةَ أنْ ينْسَى.
فقالَ قائِلُو هذه المقالةِ: معنَى الاستثناءِ في هذا الموضعِ علَى النسيانِ، ومعنَى الكلامِ: فلا تنْسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ أنْ تنساهُ ولا تذْكُرَهُ. قالوا: وذلك هو ما نسخَهُ اللَّهُ من القرآنِ، فرفعَ حُكْمَهُ وتلاوتَهُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى}: كانَ رسولُ الله [صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ] لا ينْسَى شيئاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ.
وقالَ آخرُونَ: معنَى النسيانِ في هذا الموضعِ: الترْكُ. وقالوا: معنَى الكلامِ: سنقرئُكَ يا محمَّدُ فلا تتركِ العملَ بشيءٍ منه، إلاَّ ما شاءَ اللَّهُ أنْ تتركَ العملَ به، ممَّا ننسخُهُ.
وكانَ بعضُ أهلِ العربيةِ يقولُ في ذلك: لم يشأِ اللَّهُ أنْ ينْسَى شيئاً، وهو كقولِهِ: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ}، ولا يشاءُ. قالَ: وأنتَ قائلٌ في الكلامِ: لأُعْطِيَنَّكَ كلَّ ما سألْتَ إلاَّ ما شئْتُ، وإلا أنْ أشاءَ أنْ أمنعَكَ، والنيَّةُ أنْ لا تمنعَهُ، ولا تشاءَ شيئاً. قالَ: وعلَى هذا مجاري الأيمانِ، يُستثْنَى فيها، ونيَّةُ الحالفِ التَّمامُ.
والقولُ الذي هو أوْلَى بالصوابِ عندي قولُ مَن قالَ: معنَى ذلك: فلا تنْسَى إلاَّ أنْ نشاءَ نحنُ أنْ نُنْسِيَكَهُ بِنسخِهِ ورفعِهِ.
وإنَّما قلْنَا: ذلك أوْلَى بالصوابِ؛ لأنَّ ذلك أظهرُ معانيهِ.
وقولُهُ: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}؛ يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّ اللَّهَ يعلمُ الجهرَ يا محمَّدُ من عملِكَ، ما أظهرْتَه وأعلنْتَه، {وَمَا يَخْفَى}؛ يقولُ: وما تخفِي منه فلم تُظهِرْهُ ممَّا كتمْتَه. يقولُ: هو يعلمُ جميعَ أعمالِكَ، سرَّها وعلانيتَها. يقولُ: فاحذَرْهُ أنْ يطَّلعَ عليك وأنتَ عاملٌ في حالٍ من أحوالِك بغيرِ الذي أذِنَ لك بهِ). [جامع البيان: 24/ 314-316]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى فقال الله عز وجل سنقرئك فلا تنسى). [تفسير مجاهد: 2/ 752]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (وحدّثناه أبو الوليد، ثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا هشيمٌ، أنبأ يعلى بن عطاءٍ، عن القاسم بن ربيعة، قال: كان سعد بن أبي وقّاصٍ رضي اللّه عنه، إذا قرأ سبّح اسم ربّك الأعلى قال: {سنقرئك فلا تنسى} قال: «يتذكّر القرآن مخافة أن ينسى» قال: وسمعت سعدًا يقرأ: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها} [البقرة: 106] قلت: فإنّ سعيد بن المسيّب يقرأ: أو ننساها فقال سعدٌ: إنّ القرآن لم ينزل على المسيّب، ولا على آل المسيّب قال اللّه عزّ وجلّ: {سنقرئك فلا تنسى} وقال: {واذكر ربّك إذا نسيت} [الكهف: 24] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 567]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}
عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: كانَ النبيُّ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] إذا أتاه جِبْرِيلُ عليه السلامُ بالوَحْيِ لم يَفْرُغْ حتى يَزَمَّلَ مِنَ الوَحْيِ، حتى يَتَكَلَّمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بأوَّلِه؛ مَخافَةَ أنْ يُغْشَى عليه، فقالَ له جِبريلُ: لِمَ تَفْعَلُ ذلك؟ قالَ:
«مَخَافَةَ أَنْ أَنْسَى»؛ فأنْزَلَ اللهُ تَبارَكَ وتعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}.
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه جُوَيْبِرٌ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}؛ قَالَ: كَانَ يَتَذَكَّرُ القُرْآنَ فِي نَفْسِه مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَى). [الدر المنثور: 15 / 365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ بالوَحْيِ لَمْ يَفْرُغْ جِبْرِيلُ مِن الوَحْيِ حَتَّى يَزَّمَّلَ مِنْ ثِقَلِ الوَحْيِ، حَتَّى يَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] بأَوَّلِه مَخَافَةَ أَنْ يُغْشَى عليهِ فيَنْسَى؛ فقَالَ له جِبْرِيلُ: لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ قَالَ:
«مَخَافَةَ أَنْ أَنْسَى»؛ فأَنْزَلَ اللَّهُ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إَلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}. فالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ نَسِيَ آياتٍ مِنَ القُرْآنِ لَيْسَ بحَلالٍ ولا حَرَامٍ، ثمَّ قَالَ له جِبْرِيلُ: إِنَّه لَمْ يُنَزَّلْ عَلَى نَبِيٍّ قَبْلَكَ إِلاَّ نَسِيَ وإِلاَّ رُفِعَ بَعْضُه؛ وذَلِكَ أَنَّ مُوسَى أَهْبَطَ اللَّهُ عليهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ سِفْراً، فَلَمَّا أَلْقَى الأَلْوَاحَ انْكَسَرَتْ، وكَانَتْ مِنْ زُمُرُّدٍ؛ فذَهَبَ أَرْبَعَةُ أَسْفَارٍ، وبَقِيَ تِسْعَةٌ). [الدر المنثور: 15 / 366]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كانَ النَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] يَسْتَذْكِرُ القُرْآنَ مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَاهُ؛ فقِيلَ لَهُ: كَفَيْنَاكَ ذَلِكَ، ونزَلتْ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}.
- وأخْرَجَ الحَاكِمُ، عن سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ نَحْوَه). [الدر المنثور: 15 / 366]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}؛ يقولُ: إِلاَّ مَا شِئْتُ أَنَا فأُنْسِيكَ). [الدر المنثور: 15/ 366-367]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}؛ قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] لا يَنْسَى شَيْئاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ، {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}؛ قَالَ: الوَسْوَسَةَ). [الدر المنثور: 15 / 367]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مجاهدٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}. قَالَ: الوَسْوَسَةَ). [الدر المنثور: 15 / 367]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المنذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}؛ قَالَ: مَا أَخْفَيْتَ فِي نَفْسِكَ). [الدر المنثور: 15 / 367]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}. قَالَ: الوَسْوَسَةَ). [الدر المنثور: 15 / 367]

تفسير قوله تعالى: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: ونسهِّلُك يا محمَّدُ لعملِ الخيرِ وهو اليُسرَى. واليُسرَى هو الفُعلَى من اليُسْرِ). [جامع البيان: 24 / 317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}؛ قَالَ: للخَيْرِ). [الدر المنثور: 15 / 367]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ في قولِه: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}؛ قَالَ: الجنةِ). [الدر المنثور: 15 / 367]

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَذَكِّرْ إِن نَفَعَتِ الذِّكْرَى}. يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فذكِّرْ عبادَ اللَّهِ يا محمَّدُ عظمَتَهُ، وعِظْهُم، وحذِّرْهم عقوبَتَهُ، {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}؛ يقولُ: إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى الذين قد آيسْتُكَ من إيمانِهم، فلا تنفعُهم الذِّكرَى.
وقولُهُ: {فَذَكِّرْ}؛ أمْرٌ من اللَّهِ لنبيِّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ بتذكيرِ جميعِ النَّاسِ. ثم قالَ: إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى هؤلاءِ الذين قد آيسْتُكَ من إيمانِهمْ). [جامع البيان: 24 / 317]


تفسير قوله تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}؛ يقولُ جلَّ ثناؤُهُ: سيذَّكَّر يا محمَّدُ، إذا ذَكَّرْتَ الذين أمرْتُك بتذكيرِهم، مَن يخشَى اللَّهَ ويخافُ عقابَه). [جامع البيان: 24 / 317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَيَتَجَنَّبُهَا}؛ يقولُ: ويتجنَّبُ الذكرَى {الأَشْقَى}؛ يعني: أشقَى الفريقينِ،
{الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}؛ وهم الذين لم تنفعْهُم الذِّكرَى.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىِ}: فاتقوا اللَّهَ، ما خشِيَ اللَّهَ عبدٌ قطُّ إلاَّ ذكَّرَهُ). [جامع البيان: 24 / 317-318] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) ويَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى}؛ قَالَ: واللَّهِ مَا خَشِيَ اللَّهَ عَبْدٌ قَطُّ إِلاَّ ذَكَرَهُ، ولا يَتَنَكَّبُ عَبْدٌ هذا الذِّكْرَ زُهْداً فيه وبُغْضاً لأَهْلِه إِلاَّ شَقِيٌّ بَيِّنُ الشقاءِ). [الدر المنثور: 15 / 368]


رد مع اقتباس