عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:22 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون}.
يقول تعالى ذكره: {ونادى فرعون في قومه} من القبط، فقال: {يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون} يعني بقوله: {من تحتي}: من بين يديّ في الجنّان.
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: كانت لهم جنّاتٌ وأنهار ماءٍ.
وقوله: {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تبصرون أيّها القوم ما أنا فيه من النّعيم والخير، وما فيه موسى من الفقر وعيّ اللّسان، افتخر بملكه مصر عدوّ اللّه، وما قد مكّن له من الدّنيا استدراجًا من اللّه له، وحسب أنّ الّذي هو فيه من ذلك ناله بأيده وحوله، وأنّ موسى إنّما لم يصل إلى الّذي هو فيه لضعفه، فنسبه من أجل ذلك إلى المهانة محتجًّا على جهلة قومه بأنّ موسى عليه السّلام لو كان محقًّا فيما يأتي به من الآيات والعبر، ولم يكن ذلك سحرًا، لأكسب نفسه من الملك والنّعمة، مثل الّذي هو فيه من ذلك جهلاً باللّه واغترارًا منه بإملائه إيّاه). [جامع البيان: 20/610-611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ونادى فرعون في قومه} قال: ليس هو نفسه ولكن أمر أن ينادي). [الدر المنثور: 13/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد قال: قلت لعائشة: ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة قالت: وما تعجب من ذلك هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة). [الدر المنثور: 13/214-215]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ ولا يكاد يبين (52) فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهبٍ أو جاء معه الملائكة مقترنين}.
يقوله تعالى ذكره مخبرًا عن قيل فرعون لقومه بعد احتجاجه عليهم بملكه وسلطانه، وبيان لسانه وتمام خلقه وفضل ما بينه وبين موسى بالصّفات الّتي وصف بها نفسه وموسى: أنا خيرٌ أيّها القوم، وصفتي هذه الصّفة الّتي وصفت لكم، {أم هذا الّذي هو مهينٌ} لا شيء له من الملك والأموال مع العلّة الّتي في جسده، والآفة الّتي بلسانه، فلا يكاد من أجلها يبين كلامه؟
وقد اختلف في معنى قوله: {أم} في هذا الموضع، فقال بعضهم: معناها: بل أنا خيرٌ، وقالوا ذلك خبرٌ لا استفهامٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، قوله: {أم أنا خيرٌ، من هذا الّذي هو مهينٌ} قال: بل أنا خيرٌ من هذا.
وبنحو ذلك كان يقول بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة.
وقال بعض نحويّي الكوفة، هو من الاستفهام الّذي جعل بأم لاتّصاله بكلامٍ قبله قال: وإن شئت رددته على قوله: {أليس لي ملك مصر} وإذا وجّه الكلام إلى أنّه استفهامٌ، وجب أن يكون في الكلام محذوفٌ استغني بذكر ما ذكر ممّا ترك ذكره، ويكون معنى الكلام حينئذٍ: أنا خيرٌ أيّها القوم من هذا الّذي هو مهينٌ، أم هو؟
وذكر عن بعض القرّاء أنّه كان يقرأ ذلك: (أمّا أنا خيرٌ)
- حدّثت بذلك، عن الفرّاء قال: أخبرني بعض المشيخة، أنّه بلغه أنّ بعض القرّاء قرأ كذلك.
ولو كانت هذه القراءة قراءةً مستفيضةً في قراءة الأمصار لكانت صحيحةً، وكان معناها حسنًا، غير أنّها خلاف ما عليه قرّاء الأمصار، فلا أستجيز القراءة بها، وعلى هذه القراءة لو صحّت لا كلفة له في معناها ولا مئونة.
والصّواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار.
وأولى التّأويلات بالكلام إذ كان ذلك كذلك تأويل من جعل أم أنا {خيرٌ}؟ من الاستفهام الّذي جعل بـ{أم}؛ لاتّصاله بما قبله من الكلام، ووجّهه إلى أنّه بمعنى: أأنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ؟ أم هو؟ ثمّ ترك ذكر أم هو، لما في الكلام من الدّليل عليه.
وعنى بقوله: {من هذا الّذي هو مهينٌ} من هذا الّذي هو ضعيفٌ لقلّة ماله، وأنّه ليس له من الملك والسّلطان ما له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أم أنا خيرٌ، من هذا الّذي هو مهينٌ} قال: ضعيفٌ.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {من هذا الّذي هو مهينٌ} قال: المهين: الضّعيف.
وقوله: {ولا يكاد يبيّن} يقول: ولا يكاد يبيّن الكلام من عيّ لسانه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولا يكاد يبيّن} أي عييّ اللّسان.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {ولا يكاد يبيّن} الكلام). [جامع البيان: 20/611-613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ولا يكاد يبين} قال: كانت لموسى لثغة في لسانه). [الدر المنثور: 13/215]

تفسير قوله تعالى: (فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله معه الملائكة مقترنين قال أي متتابعين). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرءونها (أساورة من ذهب) [الآية: 53]). [تفسير الثوري: 272]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {مقترنين} [الزخرف: 53] : «يمشون معًا» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مقترنين يمشون معًا وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ في قوله أو جاء معه الملائكة مقترنين يمشون معًا وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة يعني متتابعين). [فتح الباري: 8/567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم
وفي قوله 13 الزخرف {وما كنّا له مقرنين} الإبل والخيل والبغال والحمير
وفي قوله 18 الزخرف {أو من ينشأ في الحلية} قال الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون
وفي قوله 20 الزخرف {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} قال الأوثان قال الله 20 الزخرف {ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون} ما يعلمون قدرة الله على ذلك
وبه في قوله 28 الزخرف {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال لا إله إلّا الله
وبه في قوله 53 الزخرف {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال يمشون معًا). [تغليق التعليق: 4/306-307] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مقترنين يمسون معا
أشار به إلى قوله تعالى: {أو جاء معه الملائكة مقترنين} (الزخرف: 53) وفسّر: (مقرنين) بقوله: (يمشون معًا) أي: يمشون مجتمعين معًا ويمشون متتابعين يعاون بعضهم بعضًا). [عمدة القاري: 19/159]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مقترنين}) أي (يمشون معًا) قاله مجاهد أيضًا). [إرشاد الساري: 7/333]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: (فلولا ألقي عليه أساورةٌ من ذهبٍ) يقول: فهلاّ ألقي على موسى إن كان صادقًا أنّه رسول ربّ العالمين أسورةٌ من ذهبٍ، وهو جمع سوارٍ، وهو القلب الّذي يجعل في اليد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أسورةٌ من ذهبٍ} يقول: أقلبةٌ من ذهبٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أسورةٌ من ذهبٍ} أي أقلبةٌ من ذهبٍ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة: (فلولا ألقي عليه أساورةٌ من ذهبٍ).
وذكر عن الحسن البصريّ أنّه كان يقرأه {أسورةٌ من ذهبٍ}.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب عندي ما عليه قرأة الأمصار، وإن كانت الأخرى صحيحة المعنى.
واختلف أهل العربيّة في واحد الأساورة، والأسورة، فقال بعض نحويّي البصرة: الأسورة جمع إسوارٍ قال: والأساورة جمع الأسورة؛ وقال: ومن قرأ ذلك أساورةٌ، فإنّه أراد أساوير واللّه أعلم، فجعل الهاء عوضًا من الياء، مثل الزّنادقة صارت الهاء فيها عوضًا من الياء الّتي في زناديق.
وقال بعض نحويّي الكوفة: من قرأ (أساورةٌ) جعل واحدها إسوارٍ؛ ومن قرأ {أسورةٌ} جعل واحدها سوارٌ؛ وقال: قد تكون الأساورة جمع أسورةٍ كما يقال في جمع الأسقية الأساقي، وفي جمع الأكرع الأكارع وقال آخر منهم قد قيل في سوار اليد: يجوز فيه أسوارٌ وإسوارٌ؛ قال: فيجوز على هذه اللّغة أن يكون أساورة جمعه وحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يقول: واحد الأساورة إسوارٌ؛ قال: وتصديقه في قراءة أبيّ بن كعبٍ (فلولا ألقي عليه أساورةٌ من ذهبٍ) فإن كان ما حكي من الرّواية من أنّه يجوز أن يقال في سوار اليد إسوارٌ، فلا مئونة في جمعه أساورةٌ، ولست أعلم ذلك صحيحًا عن العرب بروايةٍ عنها، وذلك أنّ المعروف في كلامهم من معنى الإسوار: الرّجل الرّامي، الحاذق بالرّمي من رجال العجم وأمّا الّذي يلبس في اليد، فإنّ المعروف من أسمائه عندهم سوارًا.
فإذا كان ذلك كذلك، فالّذي هو أولى بالأساورة أن يكون جمع أسورةٍ على ما قاله الّذي ذكرنا قوله في ذلك.
وقوله: {أو جاء معه الملائكة مقترنين} يقول: أو هلاّ إن كان صادقًا جاء معه الملائكة مقترنين قد اقترن بعضهم ببعضٍ، فتتابعوا يشهدون له بأنّه للّه رسولٌ إليهم؟
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل على اختلافٍ منهم في العبارة على تأويله، فقال بعضهم: يمشون معًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {الملائكة مقترنين} قال: يمشون معًا.
وقال آخرون: متتابعين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
وقال آخرون: يقارن بعضهم بعضًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال: يقارن بعضهم بعضًا). [جامع البيان: 20/614-616]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو جاء معه الملائكة مقترنين يقول يمشون معا). [تفسير مجاهد: 582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال: يمشون معا). [الدر المنثور: 13/215]

تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستخفّ قومه فأطاعوه إنّهم كانوا قومًا فاسقين (54) فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}.
يقول تعالى ذكره: فاستخفّ فرعون خلقًا من قومه من القبط بقوله الّذي أخبر اللّه تبارك وتعالى عنه أنّه قال لهم، فقبلوا ذلك منه فأطاعوه، وكذّبوا موسى قال اللّه: وإنّما أطاعوا فاستجابوا لما دعاهم إليه عدوّ اللّه من تصديقه وتكذيب موسى، لأنّهم كانوا قومًا عن طاعة اللّه خارجين بخذلانه إيّاهم، وطبعه على قلوبهم). [جامع البيان: 20/616-617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن عكرمة قال: لم يخرج فرعون من زاد على الأربعين سنة ومن دون العشرين فذلك قوله: {فاستخف قومه فأطاعوه} يعني استخف قومه في طلب موسى عليه السلام). [الدر المنثور: 13/216]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال مجاهد في قول الله: {فلما آسفونا}، قال: أغضبونا). [الجامع في علوم القرآن: 1/21]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلما آسفونا قال أغضبونا فجعلنهم سلفا قال إلى النار قال ومثلا للآخرين أي وعظة للآخرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبان قال يقول لولا أن يشق على عبدي المؤمن لجعلت على رأس الكافر إكليلا من حديد فلا يصدع ولا يحزن أبدا ولا يصيبه نكبه أبدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (سمعت ابن جريج يقول وغضبت في شيء فقيل له أتغضب يا أبا خالد قال قد غضب خالق الأحلام إن الله تعالى يقول فلما آسفونا يقول أغضبونا). [تفسير عبد الرزاق: 2/203]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلما آسفونا قال حدثني سماك بن الفضل قال كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه فأتي بعامل لعروة فشكي فأكثروا عليه فقالوا فعل وفعل وثبتت عليه البينة قال فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا فإذا دماؤه تشخب وقال أفي زمان عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا قال فاستهانها عروة وكان حليما أيضا فاستلقى على قفاه يضحك وقال يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب فقال وهب قد غضب خالق الأحلام إن الله يقول فلما آسفونا انتقمنا منهم يقول أغضبونا). [تفسير عبد الرزاق: 2/203-204]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {فلما آسفونا} أغضبونا [الآية: 55]). [تفسير الثوري: 272]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {آسفونا} [الزخرف: 55] : «أسخطونا» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أسفونا اسخطونا وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ في قوله فلمّا آسفونا قال أسخطونا وقال عبد الرّزّاق سمعت ابن جريجٍ يقول آسفونا أغضبونا وعن سماك بن الفضل عن وهب بن منبّهٍ مثله وأورده في قصّةٍ له مع عروة بن محمّدٍ السّعديّ عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن). [فتح الباري: 8/566]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس ولولا أن يكون النّاس أمة واحدة لولا أن أجعل النّاس كلهم كفّارًا لجعلت لبيوت الكفّار سقفا من فضّة ومعارج من فضّة وهي درج وسرر فضّة مقرنين مطيقين آسفونا أسخطونا يعش يعمى وقال مجاهد أفنضرب عنكم الذّكر أي تكذبون بالقرآن ثمّ لا تعاقبون عليه ومضى مثل الأوّلين سنة الأوّلين مقرنين يعني الإبل والخيل والبغال والحمير ينشأ في الحلية الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون لو شاء الرّحمن ما عبدناهم يعنون الأوثان يقول الله ما لهم بذلك من علم الأوثان إنّهم لا يعلمون في عقبه ولده مقترنين يمشون معًا سلفا قوم فرعون سلفا لكفار أمة محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ومثلا عبرة يصدون يضجون مبرمون مجمعون أول العابدين أول المؤمنين
أما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 33 الزخرف {ولولا أن يكون النّاس أمة واحدة} يقول الله تعالى لولا أن أجعل النّاس كلهم كفّارًا لجعلت للكفّار لبيوتهم سقفا من فضّة
وبه في قوله 33 الزخرف {من فضّة ومعارج} وهي الدرج
وبه في قوله 34 الزخرف {ولبيوتهم أبوابا وسررا} قال سررا من فضّة
وبه في قوله تعالى 55 الزخرف {فلمّا آسفونا} يقول أسخطونا). [تغليق التعليق: 4/305-306]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (آسفونا أسخطونا
أشار به إلى قوله تعالى: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} (الزخرف: 55) وفسره: (آسفونا) بقوله: (أسخطونا) كذا فسره ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما فيما رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلة، عنه وقيل: معناه أغضبونا. وقيل: خالفونا والكل متقارب). [عمدة القاري: 19/158]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({آسفونا}) أي (أسخطونا) قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم، وقيل أغضبونا بالإفراط في العناد والعصيان وهذا من المتشابهات فيؤوّل بإرادة العقاب). [إرشاد الساري: 7/332]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقول اللّه تبارك وتعالى: {فلمّا آسفونا} يعني بقوله: آسفونا: أغضبونا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {فلمّا آسفونا} يقول: أسخطونا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فلمّا آسفونا} يقول: لمّا أغضبونا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فلمّا آسفونا} أغضبونا.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلمّا آسفونا} قال: أغضبوا ربّهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فلمّا آسفونا} قال: أغضبونا.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {فلمّا آسفونا} قال: أغضبونا، وهو على قول يعقوب: {يا أسفى على يوسف} قال: يا حزني على يوسف.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم} قال: أغضبونا.
وقوله: {انتقمنا منهم} يقول: انتقمنا منهم بعاجل العذاب الّذي عجّلناه لهم، فأغرقناهم جميعًا في البحر). [جامع البيان: 20/617-618]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فلما آسفونا يعني أغضبونا). [تفسير مجاهد: 582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {فلما آسفونا} قال: أغضبونا). [الدر المنثور: 13/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلما آسفونا} قال: أغضبونا، وفي قوله: {سلفا} قال: أهواء مختلفة). [الدر المنثور: 13/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: هم قوم فرعون كفارهم {سلفا} لكفار أمة محمد {ومثلا للآخرين} قال: عبرة لمن بعدهم). [الدر المنثور: 13/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب، وابن أبي حاتم عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الله يعطي العبد ما شاء وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له ثم تلا {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} ). [الدر المنثور: 13/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن طارق بن شهاب قال: كنت عند عبد الله فذكر عند موت الفجأة فقال: تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر {فلما آسفونا انتقمنا منهم} ). [الدر المنثور: 13/217]

تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن سعد بن عياضٍ عن عبد اللّه أنّه كان يقرؤها (فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) [الآية: 56]). [تفسير الثوري: 272-273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {سلفًا} [الزخرف: 56] : «قوم فرعون سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم» . {ومثلًا} [الزخرف: 56] : «عبرةً» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سلفًا قوم فرعون سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ قال هم قوم فرعون كفّارهم سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ قوله ومثلًا عبرةً وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ بلفظه وزاد لمن بعدهم). [فتح الباري: 8/567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم
وفي قوله 13 الزخرف {وما كنّا له مقرنين} الإبل والخيل والبغال والحمير
وفي قوله 18 الزخرف {أو من ينشأ في الحلية} قال الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون
وفي قوله 20 الزخرف {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} قال الأوثان قال الله 20 الزخرف {ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون} ما يعلمون قدرة الله على ذلك
وبه في قوله 28 الزخرف {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال لا إله إلّا الله
وبه في قوله 53 الزخرف {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال يمشون معًا
وفي قوله 56 الزخرف {فجعلناهم سلفا} قال هم قوم فرعون كفارهم سلفا لكفار أمة محمّد
وفي قوله 56 الزخرف {مثلا} قال عبرة لمن بعدهم). [تغليق التعليق: 4/306-307] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سلفا قوم فرعون سلفا لكفّار أمّة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. ومثلاً عبرةً.
أشار به إلى قوله تعالى: {فجعلناهم سلفا ومثلاً للآخرين} قوله: (جعلناهم) ، أي: جعلنا قوم فرعون سلفا لكفار هذه الأمة، وفي التّفسير: سلفا: هم الماضون المتقدمون من الأمم. قوله: (ومثلاً) ، أي: عبرة للآخرين أي؛ لمن يجيء بعدهم، وقرئ بضم السّين واللّام وفتحهما). [عمدة القاري: 19/159]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({سلفًا}) في قوله: {فجعلناهم سلفًا ومثلًا للآخرين} [الزخرف: 56] هم (قوم فرعون سلفًا لكفار أمة محمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- {ومثلًا}) أي (عبرة) لهم). [إرشاد الساري: 7/333]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال قتادة: {مثلًا للآخرين} [الزخرف: 56] : «عظةً لمن بعدهم» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة مثلًا للآخرين عظةً لمن بعدهم قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله فلمّا أسفونا قال أغضبونا فجعلناهم سلفًا قال إلى النّار ومثلًا للآخرين قال عظةً للآخرين). [فتح الباري: 8/568]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال قتادة مثلا للآخرين عظة
قال عبد بن حميد أنا عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة فجعلناهم سلفا قال إلى النّار ومثلا للآخرين قال عظة للآخرين). [تغليق التعليق: 4/308]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة مثلاً للآخرين عظة لمن بعده
أي: قال قتادة في قوله تعالى: {فجعلناهم سلفا ومثلاً للآخرين} (الزخرف: 56) أي: عظة لمن يأتي بعدهم، والعظة الموعظة أصلها وعظة، حذفت الواو تبعا للحذف في فعلها). [عمدة القاري: 19/160]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة) في قوله تعالى: ({مثلًا}) من قوله تعالى: {فجعلناهم سلفًا ومثلًا} ({للآخرين}) أي (عظة لمن بعدهم) والعظة الموعظة وثبت قوله لمن بعدهم لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/333]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله تعالى: {فجعلناهم سلفًا ومثلا للآخرين} قال: جعلوا سلفًا في النّاس ومثلا لمن بعدهم من القرون). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فجعلناهم سلفًا ومثلاً للآخرين (56) ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدّون}.
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الكوفة غير عاصمٍ (فجعلناهم سلفًا) بضمّ السّين واللاّم، توجيهًا ذلك منهم إلى جمع سليفٍ من النّاس، وهو المتقدّم أمام القوم وحكى الفرّاء أنّه سمع القاسم بن معنٍ يذكر أنّه سمع العرب تقول: مضى سليفٌ من النّاس.
وقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وعاصمٌ: {فجعلناهم سلفًا} بفتح السّين واللاّم وإذا قرئ كذلك احتمل أن يكون مرادًا به الجماعة والواحد والذّكر والأنثى، لأنّه يقال للقوم: أنتم لنا سلفٌ، وقد يجمع فيقال: هم أسلافٌ؛ ومنه الخبر الّذي روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: يذهب الصّالحون أسلافًا.
وكان حميدٌ الأعرج يقرأ ذلك: (فجعلناهم سلفًا) بضمّ السّين وفتح اللاّم توجيهًا منه ذلك إلى جمع سلفةٍ من النّاس، مثل أمّةٍ منهم وقطعةٍ.
وأولى القراءات في ذلك بالصّواب قراءة من قرأه بفتح السّين واللاّم، لأنّها اللّغة الجوداء، والكلام المعروف عند العرب، وأحقّ اللّغات أن يقرأ بها كتاب اللّه من لغات العرب أفصحها وأشهرها فيهم فتأويل الكلام إذن: فجعلنا هؤلاء الّذين أغرقناهم من قوم فرعون في البحر مقدّمةً يتقدّمون إلى النّار، كفّار قومك يا محمّد من قريشٍ، وكفّار قومك لهم بالأثر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فجعلناهم سلفًا ومثلاً للآخرين} قال: قوم فرعون كفّارهم سلفًا لكفّار أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فجعلناهم سلفًا} في النّار.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فجعلناهم سلفًا} قال: سلفًا إلى النّار.
وقوله: {ومثلاً للآخرين} يقول: وعبرةً وعظةً يتّعظ بهم من بعدهم من الأمم، فينتهوا عن الكفر باللّه.
وبمثل الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ومثلاً للآخرين} قال: عبرةً لمن بعدهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {ومثلاً للآخرين} أي عظةً للآخرين.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ومثلاً للآخرين} أي عظةً لمن بعدهم.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {فجعلناهم سلفًا ومثلاً} قال: عبرةً). [جامع البيان: 20/618-621]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فجعلناهم سلفا يعني قوم فرعون يقول جعلنا قوم فرعون سلفا لها ولا يقول كفار قوم فرعون سلف لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومثلا للآخرين يقول عبرة لمن بعدهم). [تفسير مجاهد: 582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال: قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين} قال: ضعيف {ولا يكاد يبين} قال: عيي اللسان {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} قال: أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي متتابعين، {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: إلى النار {ومثلا} قال: عظة {للآخرين} ). [الدر المنثور: 13/215] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فلما آسفونا} قال: أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال: هم قوم فرعون كفارهم {سلفا} لكفار أمة محمد {ومثلا للآخرين} قال: عبرة لمن بعدهم). [الدر المنثور: 13/216] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه كان يقرأ {فجعلناهم سلفا} بنصب السين واللام). [الدر المنثور: 13/217]


رد مع اقتباس