عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 10:49 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) )

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {استجيبوا لله} مجازه: أجيبوا الله؛ ويقال استجبت له واستجبته، وقال كعب بن سعد الغنويّ:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النّدى.=.. فلم يتجبع عند ذاك مجيب
). [مجاز القرآن: 1/245]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إذا دعاكم لما يحييكم} مجازه: للذي يهديكم ويصلحكم وينجيكم من الكفر والعذاب). [مجاز القرآن: 1/245]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لما يحييكم} أي يهديكم ويصلحكم). [معاني القرآن لقطرب: 621]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يحول بين المرء وقلبه} بين المؤمن والمعصية، وبين الكافر والطاعة. ويكون: يحول بين الرجل وهواه). [تفسير غريب القرآن: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، أي إلى الجهاد الذي يحيي دينكم ويعليكم). [تأويل مشكل القرآن: 151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تحشرون}
أي لما يكون سببا للحياة وهو العلم. وجائز أن يكون لما يكون سببا للحياة الدائمة، في نعيم الآخرة.
ومعنى استجيبوا في معنى أجيبوا.
قال الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا..=. فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي فلم يجبه.
وقوله: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}.
قيل فيه ثلاثة أقوال، قال بعضهم يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر والإيمان بالموت، أي يحول بين الإنسان وما يسوف به نفسه بالموت، وقيل: {يحول بين المرء وقلبه} معناه: واعلموا أن الله مع المرء في القرب بهذه المنزلة.
كما قال: جلّ وعزّ: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
وقيل إنهم كانوا يفكرون في كثرة عدوهم وقلّة عددهم فيدخل في
[معاني القرآن: 2/409]
قلوبهم الخوف، فأعلم اللّه جلّ ثناؤه أنه يحول بين المرء وقلبه بأن يبدله بالخوف الأمن، ويبدّل عدوّهم - بظنهم أنهم قادرون عليه - الجبن والخور). [معاني القرآن: 2/410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول} [آية: 24]
أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى استجيبوا أجيبوا وأنشد:
[معاني القرآن: 3/143]
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى = فلم يستجبه عند ذاك مجيب
27- ثم قال جل وعز: {إذا دعاكم لما يحييكم} [آية: 24]
أي لما تصيرون به إلى الحياة الدائمة في الآخرة
28 - ثم قال جل وعز: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} [آية: 24]
قال سعيد بن جبير يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان
وقال الضحاك يحول بين المؤمن والمعصية وبين الكافر والطاعة
قال أبو جعفر وأول هذا القول بعض أهل اللغة أن
[معاني القرآن: 3/144]
معناه يحول بينهما وبين ذنبك بالموت
وقيل هو تمثيل أي هو قريب كما قال جل وعز: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
وقيل كانوا ربما خافوا من عدوهم فأعلمهم الله جل وعز أنه يحول بين المرء وقلبه فيبدلهم من الخوف أمنا ويبدل عدوهم من الأمن خوفا). [معاني القرآن: 3/145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} أي بين المؤمن والمعصية، وبين الكافرين وبين الطاعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 92]

تفسير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ...}
أمرهم ثم نهاهم، وفيه طرف من الجزاء وإن كان نهيا. ومثله قوله: {يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم} أمرهم ثم نهاهم، وفيه تأويل الجزاء). [معاني القرآن: 1/407]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً واعلموا أنّ اللّه شديد العقاب}
[معاني القرآن: 2/25]
وقال: {واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً} فليس قوله - والله أعلم - {تصيبنّ} بجواب ولكنه نهيٌ بعد أمر، ولو كان جوابا ما دخلت النون). [معاني القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واتّقوا فتنةً لا تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً} يقول: لا تصيبن الظالمين خاصة، ولكنها تعم فتصيب الظالم وغيره). [تفسير غريب القرآن: 178]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {واتّقوا فتنة لا تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أنّ اللّه شديد العقاب}
أي اتقوا أن يبدل الظالمون بنقمة من اللّه، يعنى بهذا مردة المنافقين الذين كانوا يصدّون عن الإيمان باللّه.
وزعم بعض النحويين أنّ الكلام جزاء فيه طرف من النهي، فإذا قلت: أنزل عن الدابة لا تطرحك ولا تطرحنك، فهذا جواب الأمر بلفظ النهي، فالمعنى: إن تنزل عنها لا تطرحك فإذا أتيت بالنون الخفيفة أو الثقيلة كان أوكد للكلام.
ومثله: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم}
إنها أمرت بالدخول ثم نهتهم أن يحطمهم سليمان فقالت: {لا يحطمنكم سليمان وجنوده}. فلفظ النهي لسليمان، ومعناه للنمل، كما تقول:
لا أرينك ههنا، فلفظ النهي لنفسك ومعناه: " لا تكونن ههنا فإني أراك "). [معاني القرآن: 2/410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} [آية: 25]
قيل إنها تعم الظالم وغيره
وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر
[معاني القرآن: 3/145]
بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب
وقال الضحاك هي في أصحاب محمد خاصة
وروي عن الزبير أنه قال يوم الجمل لما لقي ما توهمت أن هذه الآية نزلت فينا أصحاب محمد إلا اليوم {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}
وقول آخر وهو قول أبي العباس محمد بن يزيد أنه نهي بعد أمر نهي الفتنة والمعنى في النهي للظالمين أي لا تقربن الظلم وحكى سيبويه لا أرينك ههنا أي لا تكن ههنا فإنه من كان ههنا رأيته
وأبو إسحاق يذهب إلى أن معناه الخبر وجاز دخول النون في الخبر لأن فيه قوة الجزاء
قال أبو جعفر ورأيت علي بن سليمان يذهب إلى أنه
[معاني القرآن: 3/146]
دعاء). [معاني القرآن: 3/147]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}قال: تصيب الظالمين والمؤمنين، فالظالمون معذبون، والمؤمنين ممتحنون ممحصون). [ياقوتة الصراط: 237]

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واذكروا إذ أنتم قليلٌ مّستضعفون...}
نزلت في المهاجرين خاصّة.
وقوله: {فآواكم} يعني إلى المدينة، {وأيّدكم بنصره} أي قوّاكم). [معاني القرآن: 1/407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس} [آية: 26]
قال وهب بن منبه يعني بالناس فارس
وقال عكرمة كفار قريش
قال السدي فآواكم إلى المدينة). [معاني القرآن: 3/147]


رد مع اقتباس