الموضوع: تفسير سورة طه
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 03:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) }

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (

ترامين بالأجواز في كل صفصف = وأدنين من خلج البرين الذفاريا
...
والصفصف: القاع المستوي). [نقائض جرير والفرزدق: 176]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
ذرعن بنا ما بين عرضه = إلى الشأم تلقانا رعان وصفصف
...
والصفصف: المستوي من الأرض). [نقائض جرير والفرزدق: 559]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والنقاع واحدها نقع، وهي الأرض الحرة الطيبة ليست فيها حزونة ولا ارتفاع ولا انهباط. والقاع مثله وجمعه قيعان [وقيعة]). [الغريب المصنف: 1/388] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


فأضحى يسح الماء من كل فيقة = يحوز الضباب في صفاصف بيض
...
والصفاصف: جمع صفصف، وهي الصحاري المستوية التي لا نبات فيها، قال الله عز وجل: {فيذرها قاعا صفصفا} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 462-463]

تفسير قوله تعالى: (لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) )
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة ... قال: والعوج في الأرض إذا لم تكن مستوية وكذلك في الدين). [الغريب المصنف: 3/666]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول في العود عوج وتقول في دينه عوج وفي الأرض عوج قال الله جل وعز: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} وقال: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما} قال أبو محمد وسمعت أبا الحسن الطوسي يحكي عن أبي عمرو الشيباني قال يقال في كل شيء عوج إلا قولك عَوِج عَوَجا فإنه مفتوح). [إصلاح المنطق: 164]

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الأمت: الاختلاف والالتباس، ومنه أخذ الارتفاع. ومنه أيضًا قيل ليس في الخمر أمت أي اختلاف في تحريمها. العوج: ما رئي متعوجًا والعوج: ما لم ير ولم يكن له شخص قائم). [مجالس ثعلب: 85]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (قال الراجز:

لقد رأيت عجبا مذ أمسا = عجائزا مثل الأفاعي خمسا
يأكلن ما في رحلهن همسا = لا ترك الله لهن ضرسا
...
و«الهمس»: أن تأكل الشيء وأنت تخفيه. وجعل «مذ» من حروف الجر، ولم يصرف أمس، ففتح آخره وهو في موضع الجر. والرفع الوجه في أمس؛ وفي القرآن: {فلا تسمع إلا همسا}.
قالوا: الحس الخفي). [النوادر في اللغة: 257]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقال الأصمعي وأبو عمرو: ... غيرهما: الهمس صوت خفي). [الغريب المصنف: 1/67]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) }

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) }

تفسير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه قول الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم}. وقالوا: ما عنت الأرض شيئا، أي: ما أنبتت. ولم يعن زيد بشيء، أي: لم ينطق به. والعنوة تكون ضدا في القهر والطاعة. قال الشاعر:
هل أنت مطيعي أيها القلب عنوة = ولم تلح نفس لم تلم في اختيالها
وقال أبو محمد: عنت الوجوه: ذلت. هذا عن أبي عمرو الشيباني). [الأضداد: 137]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الفراء: ..... غيره: عنوت للحق خضعت ومنه قوله: {وعنت الوجوه للحي القيوم} وهي تعنو). [الغريب المصنف: 3/809]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان)).
قوله: عوان، واحدتها عانية، وهي الأسيرة.
يقول: إنما هن عندكم بمنزلة الأسراء.
ويقال للرجل من ذلك: هو عان، وجمعه عناة.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني)). يعني الأسير، ولا أظن هذا مأخوذا إلا من الذل والخضوع، لأنه يقال لكل من ذل واستكان: قد عنا يعنو. وقال الله تبارك وتعالى: {وعنت الوجوه للحي القيوم} والاسم من ذلك العنوة قال القطامي يذكر امرأة:

ونأت بحاجتنا وربت عنوة = لك من مواعدها التي لم تصدق
يقول: استكانة لك وخضوعا لمواعدها ثم لا تصدق.
ومنه قيل: أخذت البلاد عنوة أي هو بالقهر والإذلال.
وقد يقال للأسير: الهدي، قال المتلمس يذكر طرفة ومقتل عمرو بن هند إياه بعد أن كان سجنه:
كطريفة بن العبد كان هديهم = ضربوا صميم قذاله بمهند
وأظن المرأة إنما سميت هديا لهذا المعنى لأنها كالأسيرة عند زوجها قال عنترة:
ألا يا دار عبلة بالطوي = كرجع الوشم في كف الهدي
وقد يكون أن يكون سميت هديا: لأنها تهدى إلى زوجها، فهي هدى: فعيل في موضع مفعول، فقال: هدي يريد مهدية.
يقال منه: هديت المرأة إلى زوجها أهديها هداء بغير ألف قال زهير بن أبي سلمى المزني:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
بمعنى أن تهدى إلى زوجها. وليس هذا من الهدية في شيء.
لا يقال من الهدية إلا أهديت بالألف إهداء، ومن المرأة: هديت.
وقد زعم بعض الناس أن في المرأة لغة أخرى أيضا: أهديت والأولى أفشى في كلامهم وأكثر). [غريب الحديث: 1/407-409]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فيا رب مكروب كررت وراءه = وعان فككت الغل عنه ففداني
العاني: الأسير. يقال: قد عنا له يعنو؛ إذا خضع له.
والعنوة: القهر، والعنوة: الطاعة بلا قهر. قال الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 490]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وعنوة من الأضداد، يقال: أخذ الشيء عنوة، إذا أخذه وغلبة، وأخذه عنوة إذا أخذه بمحبة ورضا من المأخوذ منه؛ أخبرنا بهذا أبو العباس، وأنشدنا قول كثير:
فما أخذوها عنوة عن مودة = ولكن بحد المشرفي استقالها
وقال الآخر:

هل أنت مطيعي أيها القلب عنوة = ولم تلح نفس لم تلم في اختيالها
وقال الله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم}، فمعناه خضعت وذلت. وقال المفسرون: هو وضع المسلم يديه وركبتيه وجبهته على الأرض. ويقال: قد عنوت لفلان إذا خضعت له، ويقال: الأرض لم تعن بنبات ولم تعن بنبات، أي لم تظهر النبات، قال أمية بن أبي الصلت:

ملك على عرض السماء مهيمن = تعنو لعزته الوجوه وتسجد
وقال أمية أيضا:

الحمد لله الذي لم يتخذ = ولدا وقدر خلقه تقديرا
وعنا له وجهي وخلقي كله = في الخاشعين لوجهه مشكوا
ويقال للأسير: عان لخضوعه وذله، جاء في الحديث: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان))، أي أسراء). [كتاب الأضداد: 79-80]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}، أي ولا كسرا. يقال انهضم الطعام، إذا انكسر في بطنه؛ وهضمه: كسره). [مجالس ثعلب: 222]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أولئك قومي إن يلذ ببيوتهم = أخو حدث يوما فلن يتهضما
قال الضبي: يتهضم يتنقص: قال الله تعالى: {فلا يخاف ظلما ولا هضما}: ومنه سمي: الهاضوم دواء يهضم به الطعام عند الثقلة). [شرح المفضليات: 628]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} قال: شرفًا). [مجالس ثعلب: 325]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} قال: نسي العهد. {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}، العزم: الصبر على ما عهد إليه). [مجالس ثعلب: 120]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومن الأضداد نسيت؛ يكون بمعنى غفلت عن الشيء، ويكون بمعنى تركت متعمدا من غير غفلة لحقتني فيه. فأما كونه بمعنى الغفلة فلا يحتاج فيه إلى شاهد، وكونه بمعنى الترك على تعمد شاهده قول الله عز وجل: {نسوا الله فنسيهم}، معناه فترك إثابتهم ورحمتهم متعمدا، لأنه قد جل وعلا عن الغفلة والسهو، وتأويل {نسوا الله}، تركوا العمل لله تبارك وتعالى بتعمد لا بغفلة أيضا؛ لأن الله عز وجل لا يؤاخذ بالنسيان، ولا يعاقب عليه.
وقال الشاعر هذا المعنى:
كأنه خارجا من جنب صفحته = سفود شرب نسوه عند مفتأد
أي تركوه، وقال الله عز وجل: {فنسي ولم نجد له عزما}، فمعناه ترك ما أمرنا به متعمدا، فأخرج من الجنة لذلك). [كتاب الأضداد: 399] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) }

تفسير قوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وحدثني أبو حاتم أو غيره عن العُتْبي قال: سمعت ابن عُيَينة يقول: أربع ليس عليك في واحدةٍ منهنّ حسابٌ: سَدُ الجَوْعة، وبَرْدُ العَطْشة، وستر العورة، والاستكنان؛ ثم تلا: {إنّ لَكَ ألَّا تَجُوعَ فِيِهَا وَلَا تَعْرَى * وَأنك لاَ تَظْمَأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} ). [عيون الأخبار: 6/360]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإذا حذفت حروف الجر وصل الفعل فعمل، وكان حذفها حسناً لطول الصلة؛ كما قال عز وجل: {واختار موسى قومه} أي: من قومه، فهو مع الصلة والموصول حسنٌ جداً.و إن شئت جئت به؛ كما تقول: الذي ضربت زيدٌ، فتحذف الهاء من الصلة. ويحسن إثباتها؛ لأنها الأصل.
واعلم أنه لا يحسن أن يلي إن أن؛ لأن المعنى واحد؛ كما لا تقول لئن زيداً منطلق؛ لأن اللام في معنى إن، فإن فصلت بينهما بشيءٍ حسن واستقام، فقلت: إن في الدار لزيداً.
ولا تقول: إن لزيداً في الدار بل تقول كما قال عز وجل: {إن في ذلك لآيةٌ}. وعلى هذا لا تقول: إن أن زيداً منطلق بلغني. ولكن لو قلت: إن في الدار أنك منطلق، وإن في الدار أن لك ثوباً حسن؛ كما قال الله عز وجل: {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} ويجوز (وإنك لا تظمأ فيها) على القطع، والابتداء.
فالأولى على قولك: ضربت زيداً وعمراً قائماً. والقطع على قولك: ضربت زيداً وعمرو قائم). [المقتضب: 2/341-342] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألته عن قوله عز وجل: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} ما منعها أن تكون كقولك وما يدريك أنه لا يفعل فقال لا يحسن ذا في ذا الموضع إنما قال وما يشعركم ثم ابتدأ فأوجب فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون ولو قال وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كان ذلك عذراً لهم.
وأهل المدينة يقولون أنها فقال الخليل هي بمنزلة قول العرب ائت السوق أنك تشتري لنا شيئاً أي لعلك فكأنه قال لعلها إذا جاءت لا يؤمنون.
وتقول: إن لك هذا علي وأنك لا تؤذي كأنك قلت وإن لك أنك لا تؤذي وإن شئت ابتدأت ولم تحمل الكلام على إن لك وقد قرئ هذا الحرف على وجهين قال بعضهم: {وإنك لا تظمأ فيها} وقال بعضهم: (وأنك)
واعلم أنه ليس يحسن لأن أن تلي إن ولا أن كما قبح ابتداؤك الثقيلة المفتوحة وحسن ابتداؤك الخفيفة لأن الخفيفة لا تزول عن الأسماء والثقيلة تزول فتبدأه ومعناها مكسورة ومفتوحة سواء واعلم أنه ليس يحسن أن تلي إن أن ولا أن إن ألا ترى أنك لا تقول إن أنك ذاهبٌ في الكتاب ولا تقول قد عرفت أن إنك منطلقٌ في الكتاب وإنما قبح هذا ههنا كما قبح في الابتداء ألا ترى أنه يقبح أن تقول أنك منطلقٌ بلغني أو عرفت لأن الكلام بعد أن وإن غير مستغنٍ كما أن المبتدأ غير مستغن وإنما كرهوا ابتداء أن لئلا يشبهوها بالأسماء التي تعمل فيها إن ولئلا يشبهوها بأن الخفيفة لأن أن والفعل بمنزلة مصدر فعله الذي ينصبه والمصادر تعمل فيها إن وأن). [الكتاب: 3/123-124] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وحدثني أبو حاتم أو غيره عن العُتْبي قال: سمعت ابن عُيَينة يقول: أربع ليس عليك في واحدةٍ منهنّ حسابٌ: سَدُ الجَوْعة، وبَرْدُ العَطْشة، وستر العورة، والاستكنان؛ ثم تلا: {إنّ لَكَ ألَّا تَجُوعَ فِيِهَا وَلَا تَعْرَى * وَأنك لاَ تَظْمَأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} ). [عيون الأخبار: 6/360] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإذا حذفت حروف الجر وصل الفعل فعمل، وكان حذفها حسناً لطول الصلة؛ كما قال عز وجل: {واختار موسى قومه} أي: من قومه، فهو مع الصلة والموصول حسنٌ جداً.و إن شئت جئت به؛ كما تقول: الذي ضربت زيدٌ، فتحذف الهاء من الصلة. ويحسن إثباتها؛ لأنها الأصل.
واعلم أنه لا يحسن أن يلي إن أن؛ لأن المعنى واحد؛ كما لا تقول لئن زيداً منطلق؛ لأن اللام في معنى إن، فإن فصلت بينهما بشيءٍ حسن واستقام، فقلت: إن في الدار لزيداً.
ولا تقول: إن لزيداً في الدار بل تقول كما قال عز وجل: {إن في ذلك لآيةٌ}. وعلى هذا لا تقول: إن أن زيداً منطلق بلغني. ولكن لو قلت: إن في الدار أنك منطلق، وإن في الدار أن لك ثوباً حسن؛ كما قال الله عز وجل: {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} ويجوز (وإنك لا تظمأ فيها) على القطع، والابتداء.
فالأولى على قولك: ضربت زيداً وعمراً قائماً. والقطع على قولك: ضربت زيداً وعمرو قائم). [المقتضب: 2/341-342] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: فيضحى يقول: يظهر للشمس، ويخصر، يقول: في البردن، فإذا ذكر العشي فقد دل على عقيب العشي، قال الله تبارك وتعالى: {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}، والضح: الشمس، وليس من: "ضحيت"، يقال: "جاء فلان بالضح والريح" يراد به الكثرة، قال علقمة:
أغر أبرزه للضح راقبه = مقلد قضب الريحان مفغوم
له فغمة، أي رائحة طيبة، يعني إبريقًا فيه شراب؛ وفي الحديث: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما توجه إلى تبوك جاء أبو خيثمة، وكانت له امرأتان، وقد أعدت كل واحدة منهما من طيب ثمر بستانه، ومهدت له في ظل، فقال: أظل ممدود، وثمرة طيبة، وماء بارد، وامرأة حسناء، ورسول الله في الضح والريح! ما هذا بخير! فركب ناقته ومضى في أثره، وقد قيل لرسول الله في نفر تخلفوا، أبو خيثمة أحدهم، فجعل لا يذكر له أحد منهم إلا قال: "دعوه فإن يرد الله به خيرًا يلحقه بكم"، فقيل ذات يوم: يا رسول الله، ترى رجلاً يرفعه الآل، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كن أبا خيثمة"، فكانه.
وإذا انبسطت الشمس فهو الضحى مقصور، فإذا امتد النهار وبينهما مقدار ساعة أو نحو ذلك فذلك الضحاء، ممدود مفتوح الأول). [الكامل: 3/1154-1155]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} تضحي: تصيبك الشمس). [مجالس ثعلب: 430]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول غويت أغوي غيا وغواية قال الأصمعي: لا يقال غيره وأنشد للمرقش:
(فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره = ومن يغو لا يعدم على الغي لائما)
وقد غوي الفصيل والسخلة يغوى غوى وهو أن لا يروى من لبإ أمه ولا لبنها حتى يموت هزالا وأنشد الفراء في صفة قوس:
(معطفة الأثناء ليس فصيلها = برازئها درا ولا ميت غوى)
والغوى ها هنا مصدر غوي الفصيل يغوى غوى). [إصلاح المنطق: 203]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من كتاب الله جل وعز تفاسير متضادة قوله جل اسمه: {ولقد همت به وهم بها}، فيقول بعض الناس: ما هو يوسف بالزنا قط؛ لأن الله جل وعز قد أخلصه وطهره، فقال: {إنه من عبادنا المخلصين} ومن أخلصه الله وطهره فغير جائز أن يهم بالزنا، وإنما أراد الله جل وعز: وهم بضربها ودفعها عن نفسه، فكان البرهان الذي رآه من ربه أن الله أوقع في نفسه أنه متى ضربها كان ضربه إياها حجة عليه، لأنها تقول: راودني عن نفسي، فلما لم أجبه ضربني.
وقال آخرون: همها يخالف هم يوسف عليه السلام لأنها همت بعزم وإرادة وتصميم على إرادة الزنا، ولم يكن هم يوسف عليه السلام على هذه السبيل، ولا من هذا الطريق، بل همه من جهة حديث النفس، وما يخطر في
القلب ويغلب على البشريين بطبائعهم المائلة إلى اللذات، الساكنة إلى الشهوات، فلما خطر بقلبه وحدثته نفسه بما لم يهم به بتصحيح عزم عليه، كان غير ملوم على ذلك، ولا معيب به.
وقال آخرون: ما هم يوسف بالزنا طرفة عين. وفي الآية معنى تقديم وتأخير، يريد الله بها: ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها، فلما رأى البرهان لم يقع منه هم. وقالوا: هذا كما يقول القائل لمن يخاطبه: قد كنت من الهالكين لولا أن فلانا أنقذك؛ معناه لولا أنه أنقذك لهلكت، فلما أنقذك لم تهلِك.
قال أبو بكر: والذي نذهب إليه ما أجمع عليه أصحاب الحديث وأهل العلم، وصحت به الرواية عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وابن عباس رحمه الله، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، وأبي صالح، ومحمد بن كعب القرظي، وقتادة، وغيرهم، من أن يوسف عليه السلام هم هما صحيحا على ما نص الله عليه في كتابه، فيكون الهم خطيئة من الخطايا وقعت من يوسف عليه السلام، كما وقعت الخطايا من غيره من الأنبياء، ولا وجه لأن نؤخر ما قدم الله، ونقدم ما أخر الله، فيقال: معنى {وهم بها}
التأخير معه قوله جل وعز: {لولا أن رأى برهان ربه}. إذا كان الواجب علينا، واللازم لنا أن نحمل القرآن على لفظه، وألا نزيله عن نظمه؛ إذا لم تدعنا إلى ذلك ضرورة، وما دعتنا إليه في هذه الآية ضرورة، فإذا حملنا الآية على ظاهرها ونظمها كان {هم بها} معطوفا على {همت به}، و{لولا} حرف مبتدأ جوابه محذوف بعده؛ يراد به: لولا أن رأى برهان ربه لزنا بها بعد الهم، فلما رأى البرهان زال الهم ووقع الانصراف عن العزم. وقد خبر الله جل وعز عن أنبيائه بالمعاصي التي غفرها، وتجاوز عنهم فيها، فقال تبارك وتعالى: {وعصى آدم ربه فغوى}، وقال لنبيه محمد عليه السلام: {ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك}، وخبر بمثل هذا عن يونس وداود عليهما السلام، وقال النبي صلى الله عليه: ((ما من نبي إلا قد عصى أو هم إلا يحيى بن زكريا)).
وقال أبو عبيد: قال الحسن: إن الله جل وعز لم يقصص عليكم ذنوب الأنبياء تغييرا منه لهم، ولكنه قصها عليكم، لئلا تقنطوا من رحمته.
قال أبو عبيد: يذهب الحسن إلى أن الحجج من الله جل وعز على أنبيائه أوكد، ولهم ألزم، فإذا قبل التوبة منهم، كان إلى قبولها منكم أسرع.
وإلى مذهبنا هذا كان يذهب علماء اللغة: الفراء وأبو عبيد، وغيرهما). [كتاب الأضداد: 411-414] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
ومولى على ضنك المقام نصرته = إذا النكس أكبى زنده فتذبذبا
قال الضبي: المولى ههنا الولي. والضنك: الضيق أي: نصرته على ضيقٍ من الأمر وشدة حتى دفعت عنه الظلم. والنكس الرديء من الرجال. وهو مأخوذ من السهام وهو المقلوب جعل رعظه في موضع فوقه لانكسار يكون فيه وفسادٍ. وأكبى لم يأت بشيء مأخوذ من قولهم قد كبا الزند إذا لم تكن فيه نار. وكذلك هذا النكس لم تكن عنده نصرة فتذبذب لم يثبت على شيء ومنه قولهم رجل مذبذب. و{مذبذبين بين ذلك} منه. قال الله عز وجل في الضنك: {فإن له معيشةً ضنكًا} أي: ضيقة. ويروى: أكدى نصره: لم ينصره.
وروى أحمد: أكرى نصره: أي: أبطأ. ومنه الحديث أكرينا الحديث أي أخرناه والمولى: ابن العم والمولى: الولي والمولى: المعتق والمولى: المعتق والمولى: الحليف). [شرح المفضليات: 733]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) }

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والزهرة زهرة الدنيا غضارتها وحسنها). [إصلاح المنطق: 429]

تفسير قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) }


رد مع اقتباس