الموضوع: سورة الطور
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2 صفر 1434هـ/15-12-2012م, 09:07 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)}


قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (وجميعها محكم غير آية واحدة وهي قوله تعالى: {واصبر لحكم ربك
فإنك بأعيننا...} الآية [48 / الطور / 52] نسخ الصبر منها بآية السيف). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 58]

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (وفي الطّور {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} [الطور: 48]
للعلماء فيه أقوالٌ: فمن ذلك
ما حدّثناه أحمد بن الحجّاج، قال: حدّثنا يحيى الجعفيّ، قال: حدّثني ابن وهبٍ، قال: حدّثني أسامة بن زيدٍ، سمع محمّد بن كعبٍ القرظيّ، يقول في هذه الآية {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} قال: «حين تقوم إلى الصّلاة»
قال الجعفيّ، وحدّثني عمر بن هارون البلخيّ، قال: حدّثني أبو مصلحٍ، عن الضّحّاك، في هذه الآية {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} [الطور: 48] " إلى الصّلاة أن تكبّر وتقول: سبحانك اللّهمّ وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك "
فهذا قولٌ إنّ هذه الآية في افتتاح الصّلاة وردّ هذا بعض العلماء وقال: قد أجمع المسلمون أنّه من لم يستفتح الصّلاة بها فصلاته جائزةٌ فلو كان هذا أمرًا من اللّه تعالى لكان موجبًا فإن قيل: هو ندبٌ قيل: لو صحّ أنّه واجبٌ بما تقوم به الحجّة لجاز أن يكون ندبًا أو منسوخًا
وقال أبو الجوزاء " {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} [الطور: 48] من النّوم "
واختار هذا القول محمّد بن جريرٍ قال: يكون هذا فرضًا ويكون هذا النّوم القائلة، ويعنى به صلاة الظّهر؛ لأنّ صلاة الصّبح مذكورةٌ في الآية
والقول الثّالث قول أبي الأحوص: " أن يكون كلّما قام من مجلسٍ قال: سبحانك اللّهمّ وبحمدك "
وهذا القول أولاها من جهاتٍ أوكدها أنّه قد صحّ عن عبد اللّه بن مسعودٍ، وإذا تكلّم صحابيّ في آيةٍ ولم يعلم أحدٌ من الصّحابة خالفه لم تسع مخالفته لأنّهم أعلم بالتّنزيل والتّأويل كما قرئ على محمّد بن جعفر بن حفصٍ، عن يوسف بن موسى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} [الطور: 48] قال: «حين تقوم من المجلس تقول سبحان اللّه وبحمده»
قال أبو جعفرٍ: فيكون هذا ندبًا لجميع النّاس.
وقد صحّ عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قد رغّب في ذلك وكان يقول كلّما قام من مجلسٍ:
((سبحانك اللّهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت أستغفرك وأتوب إليك)).
وفي بعض الحديث يغفر له كلّ ما كان في ذلك المجلس
وقد يجوز أن يكون هذا لمّا كان مخاطبةً للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان فرضا عليه وحده وندبًا على قول قومٍ. وحجّةٌ ثالثةٌ: أنّ الكلام عامٌ فلا يخصّ
به القيام من النّوم إلّا بحجّةٍ، ثمّ قال جلّ وعزّ {ومن اللّيل فسبّحه} [ق: 40] فيه ثلاثة أقوالٍ من العلماء من قال: يعني به: المغرب والعشاء
وقال ابن زيدٍ: " يعني به: المغرب "
وحدّثنا عليّ بن الحسين، عن الحسن بن محمّدٍ، عن ابن عليّة، قال: حدّثنا ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {ومن اللّيل فسبّحه}[ق: 40] «هو التّسبيح في أدبار الصّلوات»
ثمّ قال عزّ وجلّ {وإدبار النّجوم} [الطور: 49] فيه قولان قال الضّحّاك وابن زيدٍ {إدبار النّجوم} [الطور: 49] «صلاة الصّبح»، واختار محمّد بن جريرٍ هذا القول؛ لأنّ صلاة الصّبح فرضٌ. والأولى أن تحمل الآية عليها وأولى من هذا القول؛ لأنّه جاء عن صحابيٍّ لا نعلم له مخالفًا
كما قرئ على محمّد بن جعفر بن حفصٍ، عن يوسف بن موسى، قال: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، قال: حدّثنا العلاء بن المسيّب، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، في قوله تعالى {وإدبار النّجوم} [الطور: 49] قال: «الرّكعتان بعد الفجر»
فإن قيل فالرّكعتان غير واجبتين والأمر من اللّه تعالى على الحتم إلّا أن تكون حجّةٌ تدلّ على أنّه على غير الحتم فالجواب عن هذا أنّه يجوز أن يكون حتمًا ثمّ نسخ؛ لأنّه لا فرض إلّا الصّلوات الخمس، ويجوز أن يكون ندبًا ويدلّ على ذلك ما أجمع العلماء عليه أنّ ركعتي الفجر ليستا بفرضٍ ولكنّهما مندوبٌ إليهما لا ينبغي تركهما ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/31-35] (م)

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّانية قوله تعالى {واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا} نسخ معنى الصّبر الأمر بآية السّيف وقد قيل والله أعلم أنه قوله {فذرهم حتّى يلاقوا يومهم الّذي فيه يصعقون} نسخ بآية السّيف). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 169]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) :(قوله تعالى: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم ومن اللّيل فسبّحه وإدبار النّجوم}:
من قال: إنّ إدبار النجوم ركعتا الفجر - وهو قول علي رضي الله عنه قال: هو منسوخٌ بالفرائض، لأنه أتى على الأمر والحتم، ثم نسخ بالصّلوات الخمس، فصارت ركعتا الفجر ندبًا، إذ قد أجمع المسلمون على أنهما غير فرض، وهما ندبٌ مرغّبٌ فيه مؤكد ولا يلزم من فاتتاه قضاؤهما بعد صلاة الصّبح، إلا أن يشاء بعد طلوع الشمس.
ومن قال: إن إدبار النّجوم يراد به صلاة الصّبح بعينها، فالآية محكمةٌ غير منسوخةٍ - وهو قول الضّحاك وابن زيد، وهو اختيار الطبري -.
فأما قوله تعالى: {وسبّح بحمد ربّك حين تقوم} [الطور: 48]، فمعناه: حين تقوم إلى الصّلاة، وقيل: من النّوم، وقيل: من مجلسك، وكله ندبٌ للإجماع على أنه غير فرض.
وقوله تعالى: {ومن اللّيل فسبّحه} قيل: يراد به صلاة المغرب والعشاء، وقيل: المغرب، فهو فرضٌ.
وقال ابن عباس: هو التّسبيح في إدبار الصّلوات، وهو ندب مرغّب فيه على هذا القول). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 422]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا} زعم بعض المفسّرين:
أنّ معنى الصّبر منسوخٌ بآية السّيف وليس بصحيحٍ، لأنّه يجوز أن يصبر لحكم ربّه ويقاتلهم، ولا تضادّ بين الآيتين).[نواسخ القرآن: 474]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثالثة: {واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا} قال بعضهم يعني الصبر منسوخ بآية السيف وإنما يصح هذا لو كان المراد الصبر عن القتال والصبر هنا مطلق يمكن أن يشار به إلى الصبر على أوامر الله). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 55]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال قوم: فيها ثلاث آيات نسخت بآية السيف: {قل تربصوا فإني معكم} الآية [الطور: 31]، {واصبر لحكم ربك} الآية [الطور: 48]، {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون} [الطور: 45] وقد تقدم قولي في رد هذا وشبهه.وقالوا في قوله عز وجل: {وسبح بحمد ربك حين تقوم} الآية [الطور: 48] إنه فرض عليه صلى الله عليه وسلم حين يكبر تكبيرة الإحرام "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك" ثم إن ذلك منسوخ بالإجماع على أنه ليس بفرض، وما ادعوه من ذلك فلا دليل عليه، ومن أين علم أن ذلك كان مفروضا عليه وقد قال العلماء: حين تقوم من نومك.
وقال سفيان: حين تقوم إلى الصلاة المكتوبة.
وقيل: التسبيح أريد به الصلاة.
وقيل: هو تكبيرة الإحرام). [جمال القراء:1/371]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس