عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11 شعبان 1433هـ/30-06-2012م, 09:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ترتيب نزول سورة التوبة :
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: "آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ "). [صحيح البخاري: 6/64]
- قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): (قوله (البراء) أي ابن عازب ولا ينافي ما تقدم آخر سورة البقرة من قول ابن عباس أن آخر الآية آية الربا إذ لم ينقلاه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بل قالاه عن اجتهادهما أو أرادا تخصيصا). [شرح الكرماني: 17/129]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍالعَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ثمّ ذكر حديث البراء في آخر آيةٍ نزلت وآخر سورةٍ نزلت.
فأمّا الآية فتقدّم حديث ابن عبّاسٍ في سورة البقرة وأنّ آخر آيةٍ نزلت آية الرّبا ويجمع بأنّهما لم ينقلاه وإنّما ذكراه عن استقراء بحسب ما اطّلعا عليه وأولى من ذلك أنّ كلًّا منهما أراد آخريّةً مخصوصةً.
وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل {اليوم أكملت لكم دينكم} وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ فالظّاهر أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وسيأتي في تفسير {إذا جاء نصر اللّه} أنّها آخر سورةٍ نزلت وأذكر الجمع هناك إن شاء اللّه تعالى وقد قيل في آخريّة نزول براءة أنّ المراد بعضها فقيل قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية ، وقيل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} ، وأصح الأقوال في آخريّة الآية قوله تعالى: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} كما تقدم في البقرة ونقل ابن عبدالسّلام آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة فعاش بعدها خمسين يومًا ثمّ نزلت آية البقرة والله أعلم). [فتح الباري: 8/316-317]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حدّثنا أبو الوليد حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول: " آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} [النّساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ".
مطابقته للتّرجمة في آخر الحديث. وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطّيالسيّ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي والبراء بن عازب.
والحديث مضى في آخر سورة النّساء فإنّه أخرجه هناك عن سليمان بن حرب عن شعبة عن أبي إسحاق: سمعت البراء قال: " آخر سورة نزلت براءة وآخر آية نزلت: {يستفتونك}"، ومضى الكلام فيه هناك، وقد تقدم في تفسير سورة البقرة عن ابن عبّاس أن آخر آية نزلت آية الرّبا ، وقيل: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} [البقرة: 281] بعدها وقال الدّاوديّ: لم يختلفوا في أن أول براءة نزلت سنة تسع لما حج أبو بكر الصّديق بالنّاس وأنزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] عام حجّة الوداع فكيف تكون براءة آخر سورة أنزلت؟
ولعلّ البراء أراد بعض سورة براءة. قلت: المراد الآخرية المخصوصة لأن الأولية والآخرية من الأمور النسبية، والمراد بالسورة بعضها أو معظمها، ولا شكّ أن غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبي صلى الله عليه وسلم،
وقال بعضهم: ويجمع بين حديثي البراء وابن عبّاس بأنّهما لم ينقلاه وإنّما ذكراه عن اجتهاد. قلت: لا محل للاجتهاد في مثل ذلك على ما لا يخفى على المتأمل). [عمدة القاري: 18/352-353]
- قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( (آخر آية نزلت) أي: في المواريث). [التوشيح: 7/2860]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍالقَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء -رضي الله عنه- يقول: " آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ".
وبه قال: (حدّثنا أبو الوليد) هشام بن عبدالملك الطيالسي قال: (حدّثنا شعبة) بن الحجاج (عن أبي إسحاق) عمرو بن عبدالله السبيعي أنه (قال: سمعت البراء) بن عازب (رضي الله عنه يقول: " آخرآية نزلت ") عليه -صلّى اللّه عليه وسلّم- ({يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}) في آخر سورة النساء ( "وآخر سورة نزلت" ) عليه عليه الصلاة والسلام ( "براءة ").
فإن قلت: سبق في آخر سورة البقرة من حديث ابن عباس أن آخر آية الربا وعند النسائي من حديث ابن عباس أن سورة النصرآخر سورة نزلت. أجيب: بأن المراد آخرية مخصوصة لأن الأولية والآخرية من الأمور النسبية، وأما السورة فإن آخرية النصر باعتبار نزولها كاملة بخلاف براءة فالمراد أوّلها أو معظمها، وإلاّ ففيها آيات كثيرة نزلت قبل سنة الوفاة النبوية وسيكون لنا عودة إلى الإلمام بشيء من مبحث ذلك بسورة النصر إن شاء الله تعالى بعون الله وقوته). [إرشاد الساري: 7/141]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، أخبرنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة، وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/111]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (وهي من أواخر ما نزل من القرآن). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 40]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قال أبو جعفرٍ: لا أعلم خلافًا أنّها من آخر ما نزل بالمدينة ولذلك قلّ المنسوخ فيها ويدلّك على ذلك ما حدّثنا به، أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى، وعمرٌو بن عليٍّ، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا عوفٌ الأعرابيّ، عن يزيد الفارسيّ، قال: حدّثنا ابن عبّاسٍ، قال: قلنا لعثمان بن عفّان
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396]
رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم»
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/397]
قال وقرئ على محمّد بن جعفر بن حفصٍ، عن يوسف بن موسى، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا عوفٌ، وذكر بإسناده نحوه غير أنّه زاد فيه قال عثمان فظننت أنّها منها قال: وكانتا تدعيان في زمان رسول اللّه صلّى الله
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/398]
عليه وسلّم القرينتين فلذلك جعلتهما في السّبع الطّوال.
قال أبو جعفرٍ: ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أنّ الأنفال من براءة وتحقيق ابن عبّاسٍ أنّها ليست منها
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/399]
وفيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/400]
«تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان»
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/401]
وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا كما حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن جعفر بن محمّدٍ الأنباريّ، قال: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ» قال قتادة: قلت لأنسٍ من أبو زيدٍ؟ قال: أحد عمومتي.
قال أبو جعفرٍ: وهؤلاء الأربعة من الأنصار هم الّذين كانوا يقرءون وأبو زيدٍ سعد بن عبيدٍ من بني عمرو بن عوفٍ من الأنصار.
وقال الشّعبيّ، وأبو الدّرداء: «حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومجمّع بن جارية بقيت عليه سورتان أو ثلاثٌ قال ولم يحفظ
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/402]
القرآن أحدٌ من الخلفاء إلّا عثمان، وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ».
فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه ولكن فيه دليلٌ على أمانته
وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل»
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/403]
قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم
وقد أشكل على بعض أصحاب الحديث ما طعن به بعض أهل الأهواء بالحديث أنّ عثمان أمر زيد بن ثابتٍ أن يجمع القرآن وضمّ إليه جماعةً
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/404]
فتوهّم أنّ هذا هو التّأليف وهذا غلطٌ عظيمٌ وقد تكلّم العلماء في معنى هذا بأجوبةٍ فمنهم من قال إنّما أمر بجمعه وإن كان مجموعًا لأنّهم كانوا يقرءونه على سبعة أحرفٍ فوقع بينهم الشّرّ والخلاف فأراد عثمان رحمه اللّه أن يختار من السّبعة حرفًا واحدًا هو أفصحها ويزيل السّتّة وهذا من أصحّ ما قيل فيه لأنّه مرويٌّ عن زيد بن ثابتٍ أنّه قال هذا ويدلّك على صحّته أنّ زيد بن ثابتٍ كان يحفظ القرآن فلا معنى لجمعه إيّاه إلّا على هذا أو ما أشبهه وقد قيل إنّما جمعه وإن كان يحفظه لتقوم حجّته عند أمير المؤمنين عثمان أنّه لم يستبدّ برأيه
وقد عارض بعض النّاس في هذا فقال: لم خصّ زيد بن ثابتٍ بهذا وفي الصّحابة من هو أكبر منه منهم عبد اللّه بن مسعودٍ، وأبو موسى الأشعريّ وغيرهما واحتجّ
بما حدّثناه إبراهيم بن محمّد بن عرفة، قال: حدّثنا شعيب بن أيّوب، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، أنّ أبا بكرٍ، وعمر، رضي اللّه عنهما بشّراه بأنّ رسول اللّه صلّى الله
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/405]
عليه وسلّم قال: «من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبدٍ»
قال أبو جعفرٍ: والجواب عن هذا أنّ زيد بن ثابتٍ قدّم لأشياء لم تجتمع لغيره منها أنّه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومنها
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/406]
أنّه كان يحفظ القرآن في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومنها أنّ قراءته كانت على آخر عرضةٍ عرضها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السّلام وقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبد اللّه بن مسعودٍ ما قال قد تأوّله هذا المعارض على غير تأويله وليس التّأويل على ما ذهب إليه ولو كان على ما ذهب إليه ما وسع أحدًا أن يقرأ إلّا بحرف عبد اللّه
والتّأويل عند أهل العلم منهم الحسين بن عليٍّ الجعفيّ أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يرتّل القرآن فحضّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ترتيلٍ مثل ترتيله لا غير ويدلّك على ذلك الحديث
أنّه سئل عن طسم، فقال: لا أحفظها سل خبّابًا عنها
فإن قيل فقد حضر ابن مسعودٍ العرضة الآخرة
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/407]
قيل قد ذكرنا ما لزيد بن ثابتٍ سوى هذا على أنّ حرف عبد اللّه الصّحيح أنّه موافقٌ لمصحفنا يدلّك على ذلك
أنّ أبا بكر بن عيّاشٍ قال: قرأت على عاصمٍ وقرأ عاصمٌ على زرٍّ وقرأ زرٌّ على عبد اللّه
وقرئ على أحمد بن شعيب بن عليٍّ، عن محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازبٍ، يقول: «آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة وآخر سورةٍ نزلت براءة»). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/408]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ):
(وهي من آخر التّنزيل من القرآن). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 97]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ
): (وقال يحيى بن جعدة: قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): (لا تثبت آية في المصحف حتى يشهد عليها رجلان، فجاء رجل من الأنصار بالآيتين من آخر سورة التوبة {لَقَدْ جاءَكُمْ}) ، فقال عمر: (والله لا أسألك عليها بيّنة، كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم) فأثبتهما.
وهي آخر آية نزلت من السماء في قول بعضهم، وآخر سورة كاملة نزلت سورة براءة.
أخبرنا أبو عبد الله بن حامد، عن محمد بن الحسن عن علي بن عبد العزيز عن حجاج عن همام عن قتادة قال: إن آخر القرآن عهدا بالسماء هاتان الآيتان خاتمة براءة:
{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى قوله {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}[التوبة: 128-129].
أبي بن كعب: (إن أحدث القرآن عهدا بالله تعالى {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ} إلى آخر السورة)). [الكشف والبيان: 5/115]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ([نزلت بعد المائدة]). [الكشاف: 3/5]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وقال أبو مالك الغفاري: أول آية نزلت من براءة {انفروا خفافاً وثقالًا} [التوبة: 41] ). [المحرر الوجيز:10/251]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (روى البخاري في "صحيحه" من حديث البراء قال: (آخر سورة نزلت براءة).
وقد نقل عن بعض العرب أنه سمع قارئا يقرأ هذه السورة فقال الأعرابي: إني لأحسب هذه من آخر ما نزل من القرآن، قيل له: ومن أين علمت؟
فقال: إني لأسمع عهودا تنبذ ووصايا تنفذ). [زاد المسير: 3/388]م
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل
واختلفوا في أول ما نزل من براءة على ثلاثة أقوال:
أحدها: (أن أول ما نزل منها قوله: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة}الآية [التوبة: 25]) قاله مجاهد.
والثاني: {انفروا خفافا وثقالا}الآية[التوبة: 41] قاله أبو الضحى وأبو مالك.
والثالث: ({إلا تنصروه}الآية [التوبة: 40]) قاله مقاتل.
وهذا الخلاف إنما هو في أول ما نزل منها بالمدينة، فإنهم قد قالوا: نزلت الآيتان اللتان في آخرها بمكة). [زاد المسير: 3/388-389]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال عطاء بن أبي مسلم: نزلت سورة المائدة، ثم سورة التوبة.
وعن ابن عباس رحمه الله: " أول شيء نزل من سورة التوبة {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} ثم أنزلت السورة كلها بعد ذلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وتلك آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض" ). [جمال القراء:1/10]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد المائدة). [التسهيل: 1/331]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال البخاريّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/101]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (حدّثنا [أبو] الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}الآية [النّساء: 176]، وآخر سورةٍ نزلت براءة)). [تفسير القرآن العظيم: 4/101]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخرَج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت براءة بعد فتح مكة)). [الدر المنثور: 7/222]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرجابن أبي شيبة والبخاري والنسائي، وَابن الضريس، وَابن المنذر والنحاس في "ناسخه" وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن البراء رضي الله عنه قال: (آخر آية نزلت {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} الآية [النساء: 176] وآخر سورة نزلت تامة براءة)). [الدر المنثور: 7/223]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وهي من آخر ما نزل). [إرشاد الساري: 7/138]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت براءةٌ بعد فتح مكّة)
وأخرج ابن المنذر عن قتادة نحوه أيضًا.). [فتح القدير: 2/475]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاريّ والنّسائيّ وابن الضّريس وابن المنذر والنّحّاس وأبو الشّيخ وابن مردويه عن البراء قال: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورة نزلت تامّةٍ: براءةٌ)). [فتح القدير: 2/475]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وقال مجاهد: هي آخر سورة نزلت بالمدينة، ونزلت بعد سورة الفتح وقيل: بعد أواخر سورة الفرقان ولم تنزل بعدها سورة). [القول الوجيز: 199]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ
): (وهذه السّورة آخر السّور نزولًا عند الجميع، نزلت بعد سورة الفتح، في قولجابر بن زيدٍ، فهي السّورة الرّابعة عشرة بعد المائة في عداد نزول سورالقرآن. وروي: أنّها نزلت في أوّل شوّالٍ سنة تسعٍ، وقيل آخر ذي القعدة سنة تسعٍ، بعد خروج أبي بكرٍ الصّدّيق من المدينة للحجّة الّتي أمّره عليها النّبي صلّى الله عليه وسلّم وقيل: قبيل خروجه.والجمهور على أنّها نزلت دفعةً واحدةً، فتكون مثل سورة الأنعام بين السّور الطّوال.
وفسّر كثيرٌ من المفسّرين بعض آيات هذه السّورة بما يقتضي أنّها نزلت أوزاعًا في أوقاتٍ متباعدةٍ،كما سيأتي، ولعلّ مراد من قال إنّها نزلت غير متفرّقةٍ: أنّه يعني أنّها لم يتخلّلها ابتداء نزول سورةٍ أخرى.والّذي يغلب على الظّنّ أنّ ثلاث عشرة آيةً من أوّلها إلى قوله تعالى: {فاللّه أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين}[التّوبة: 13] نزلت متتابعةً، كما سيأتي في خبر بعث عليّ بن أبي طالبٍ ليؤذّن بها في الموسم. وهذا ما اتّفقت عليه الرّوايات. وقد قيل: إنّ ثلاثين آيةً منها، من أوّلها إلى قوله تعالى: {قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون} [التّوبة: 30] أذّن بها يوم الموسم، وقيل: أربعين آيةً: من أوّلها إلى قوله: {وكلمة اللّه هي العليا واللّه عزيزٌ حكيمٌ}[التّوبة: 40] أذّن به في الموسم، كما سيأتي أيضًا في مختلف الرّوايات، فالجمع بينهايغلّب الظّنّ بأنّ أربعين آيةً نزلت متتابعةً، على أنّ نزول جميع السّورة دفعةً واحدةً ليس ببعيدٍ عن الصّحّة). [التحرير والتنوير: 10/97-98]

وقت نزولها
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( مقدمة سورة التوبة.
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت براءة بعد فتح مكة). [الدر المنثور: 7/223]


رد مع اقتباس