عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 4 جمادى الآخرة 1434هـ/14-04-2013م, 02:55 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي ما نزل مشيعا وما نزل مفردا

ما نزل مشيعا وما نزل مفردا

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما نزل مشيعا:
سورة الأنعام نزلت مرة واحدة شيعها سبعون ألف ملك طبقوا ما بين السموات والأرض لهم زجل بالتسبيح فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((سبحان الله )) وخر ساجدا
قلت: ذكر أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه أن الخبر المذكور جاء من حديث أبي ابن كعب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي إسناده ضعف ولم نر له إسنادا صحيحا وقد روي ما يخالفه فروي أنها لم ينزل جملة واحدة بل نزل منها آيات بالمدينة اختلفوا في عددها فقيل ثلاث هي قوله تعالى قل تعالوا إلخ الآيات وقيل ست وقيل غير ذلك وسائرها نزل بمكة
وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك
وآية الكرسي نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك
وسورة يونس نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك
{واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} نزلت ومعها عشرون ألف ملك وسائر القرآن نزل به جبريل بلا تشييع). [البرهان في علوم القرآن: 1/200-201]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( النوع الرابع عشر: ما نزل مشيعا وما نزل مفردا
- قال ابن حبيب وتبعه ابن النقيب: من القرآن ما نزل مشيعا؛ وهو سورة الأنعام شيعها سبعون ألف ملك، وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك، وآية الكرسي نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك، وسورة يس نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك، و{واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} نزلت ومعها عشرون ألف ملك، وسائر القرآن نزل به جبريل مفردا بلا تشييع.
قلت: أما سورة الأنعام فقد تقدم حديثها بطرقه.
ومن طرقه أيضا ما أخرجه البيهقي في الشعب والطبراني بسند ضعيف عن أنس مرفوعا: نزلت سورة الأنعام ومعها موكب من الملائكة يسد ما بين الخافقين لهم زجل بالتقديس والتسبيح والأرض ترتج.
- وأخرج الحاكم والبيهقي من حديث جابر قال: لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق قال الحاكم صحيح على شرط مسلم. لكن قال الذهبي فيه انقطاع وأظنه موضوعا
- وأما الفاتحة وسورة يس و{واسأل من أرسلنا} فلم أقف على حديث فيها بذلك ولا أثر.
- وأما آية الكرسي فقد ورد فيها وفي جميع آيات البقرة حديث؛
أخرج أحمد في مسنده عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش فوصلت بها.
- وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن الضحاك بن مزاحم قال: خواتيم سورة البقرة جاء بها جبريل ومعه من الملائكة ما شاء الله.
- وبقي سور أخرى؛ منها سورة الكهف.. قال ابن الضريس في فضائله: أخبرنا يزيد بن عبد العزيز الطيالسي: حدثنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بسورة ملء عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف)).

تنبيه:
لينظر في التوفيق بين ما مضى وبين ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: ما جاء جبريل بالقرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة.
- وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال :كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بعث ملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه مخافة أن يتشبه الشيطان على صورة الملك.

فائدة:
- قال ابن الضريس: أخبرنا محمود بن غيلان عن يزيد بن هارون: أخبرني الوليد يعني ابن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال: أربع آيات نزلت من كنز العرش لم ينزل منه شيء غيرهن؛ أم الكتاب، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة، والكوثر.
قلت: أما الفاتحة فأخرج البيهقي في الشعب من حديث أنس مرفوعا: ((إن الله أعطاني فيما من به علي إني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي)).
- وأخرج الحاكم عن معقل بن يسار مرفوعا: ((أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش)).
- وأخرج ابن راهويه في مسنده عن علي أنه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدثنا نبي الله صلى الله عليه وسلم أنها نزلت من كنز تحت العرش.
- وأما آخر البقرة فأخرج الدارمي في مسنده عن أيفع الكلاعي قال: قال رجل يا رسول الله أي آية تحب أن تصيبك وأمتك قال: ((آخر سورة البقرة فإنها من كنز الرحمة من تحت عرش الله)).
- وأخرج أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر مرفوعا: ((اقرؤوا هاتين الآيتين فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش)).
- وأخرج من حديث حذيفة: ((أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي)).
- وأخرج من حديث أبي ذر: ((أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي)).
وله طرق كثيرة عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم.
- وأما آية الكرسي فتقدمت في حديث معقل بن يسار السابق.
- وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ آية الكرسي ضحك وقال: ((إنها من كنز الرحمن تحت العرش)).
- وأخرج أبو عبيد عن علي قال: آية الكرسي أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش ولم يعطها أحد قبل نبيكم.
- وأما سورة الكوثر فلم أقف فيها على حديث، وقول أبي أمامة في ذلك يجري مجرى المرفوع، وقد أخرجه أبو الشيخ بن حيان والديلمي وغيرهما من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي عن يزيد بن هارون بإسناده السابق عن أبي أمامة مرفوعا ). [الإتقان في علوم القرآن:1/247-258]


رد مع اقتباس