عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأتبعوهم مشرقين} فأتبع فرعون وأصحابه بني إسرائيل، مشرقين حين أشرقت الشّمس، وقيل حين أصبحوا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فأتبعوهم مشرقين} قال: خرج موسى ليلاً، فكسف القمر وأظلمت الأرض، وقال أصحابه: إنّ يوسف أخبرنا أنّا سننجى من فرعون، وأخذ علينا العهد لنخرجنّ بعظامه معنا، فخرج موسى ليلته يسأل عن قبره، فوجد عجوزًا بيتها على قبره، فأخرجته له بحكمها، وكان حكمها أو كلمةٌ تشبه هذا، أن قالت: احملني فأخرجني معك، فجعل عظام يوسف في كسائه، ثمّ حمل العجوز على كسائه، فجعله على رقبته، وخيل فرعون هي ملء أعنّتها حضرًا في أعينهم، ولا تبرح حبست عن موسى وأصحابه حتّى تواروا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فأتبعوهم مشرقين} قال: فرعون وأصحابه، وخيل فرعون في ملء أعنّتها في رأي عيونهم، ولا تبرح حبست عن موسى وأصحابه حتّى تواروا). [جامع البيان: 17/579-580]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: عزّ وجل فأتبعوهم مشرقين
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيجٍ، عن مجاهدٍ قوله: مشرقين قال خرج أصحاب موسى ليلا فكسف القمر ليلا فأظلمت الأرض فقال أصحاب موسى إنّ يوسف أخبرنا أنا سينجّينا من فرعون، وأخذ علينا العهد لنخرجنّ بعظامه معنا فخرج موسى من ليلته يسأل، عن قبره فوجد عجوزًا بيتها على قبره فأخرجته له على حكمها قالت له احملني فأخرجني معك فجعل عظام يوسف في كسائه ثمّ حمل العجوز على كسائه فجعل على رقبته وخل فرعون في مثل أعنّتها خضرا في أعينهم لا تبرح، حبست، عن موسى وأصحابه حتّى تواروا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: فأتبعوهم مشرقين أتبع فرعون وجنوده موسى حين أشرقت الأرض). [تفسير القرآن العظيم: 8/2768-2769]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فأتبعوهم مشرقين قال خرج أصحاب موسى ليلا وكسف القمر تلك الليلة وأظلمت الأرض فقال أصحاب موسى إن يوسف صلى الله عليه وسلم أخبرنا أننا سننجي من فرعون وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره فوجد عجوزا بيتها على قبر يوسف فسألها عنه فأخبرته على حكمها فكان حكمها أن قالت احملني وأخرجني معك فجعل موسى عظام يوسف في كسائه ثم حمل العجوز على كسائه وحمله على رقبته وخرج به قال وخيل فرعون في ملء أعنتها حضرا في أعينهم ولا تبرح حبست عن موسى وأصحابه حتى برزوا). [تفسير مجاهد: 461-462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأتبعوهم مشرقين} قال: اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} قال موسى وكان أعلمهم بالله {كلا إن معي ربي سيهدين} ). [الدر المنثور: 11/254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ {فأتبعوهم مشرقين} مهموزة مقطوعة الألف). [الدر المنثور: 11/254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأتبعوهم مشرقين} قال: خرج أصحاب موسى ليلا فكسف القمر ليلا وأظلمت الأرض فقال أصحابه: إن يوسف كان أخبرنا: انا سننجى من فرعون وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره فوجد عجوزا سألها على قبره فأخرجته له بحكمها فكان حكمها ان قالت له: احملني فاخرجني معك فجعل عظام يوسف في كساء ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل فرعون في ملء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسه عن موسى وأصحابه حتى برزوا). [الدر المنثور: 11/254-255]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون (61) قال كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين (62) فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا تناظر الجمعان: جمع موسى وهم بنو إسرائيل، وجمع فرعون وهم القبط {قال أصحاب موسى إنّا لمدركون} أي إنّا لملحقون، الآن يلحقنا فرعون وجنوده فيقتلوننا، وذكر أنّهم قالوا ذلك لموسى تشاؤمًا بموسى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: قلت لعبد الرّحمن: {فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون}، قال: تشاءموا بموسى، وقالوا: {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا}.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فلمّا تراءى الجمعان} فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد رمقهم قالوا {إنّا لمدركون}. {قالوا} يا موسى، {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا، إنّا لمدركون؛ البحر بين أيدينا، وفرعون من خلفنا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكرٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا انتهى موسى إلى البحر، وهاجت الرّيح العاصف، فنظر أصحاب موسى خلفهم إلى الرّيح، وإلى البحر أمامهم قالوا يا موسى: {إنّا لمدركون}، قال: {كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين}.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار سوى الأعرج {إنّا لمدركون}، وقرأه الأعرج: (إنّا لمدّركون) كما يقال نزلت، وأنزلت.
والقراءة عندنا الّتي عليها قرّاء الأمصار؛ لإجماع الحجّة من القرّاء عليها). [جامع البيان: 17/580-581]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون (61)
قوله: فلمّا تراءا الجمعان
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن رجاءٍ أنبأ إسرائيل، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان سيماء خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها، وكانت جريدته مائة ألف حصانٍ.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال فحدّثني محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد اللّيثيّ قال: لقد ذكر لي أنّه خرج فرعون في طلب موسى على سبعين ألف من دهم الخيل سوى ما في جنده من شية الخيل، وخرج موسى ببني إسرائيل حتّى إذا قابله البحر ولم يكن عنه منصرفٌ، طلع فرعون في جنوده من خلفهم فلمّا تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون
- أخبرني أبي أخبرني عبيد اللّه بن حمزة بن إسماعيل، عن يحيى بن الضّريس أنبأ أبو سنانٍ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال كان طلائع فرعون الّذين بعثهم في أثرهم ستّمائة ألفٍ ليس فيهم أحدٌ إلا على بهيمٍ
قوله تعالى: قال أصحاب موسى إنّا لمدركون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال أصحاب موسى إنّا لمدركون قالوا يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا قال: كانوا يذبحون أبنائنا ويستحيون نسائنا ومن بعد ما جئتنا اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا إنّا لمدركون، البحر من بين أيدينا، وفرعون من خلفنا قال موسى كلا إنّ معي ربّي سيهدين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا الحسين بن الحسن المروزيّ، ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ القرظي، عن عبد اللّه بن شدّادٍ، عن كعب الأحبار قال: اجتمع آل يعقوب إلى يوسف هم ستّةٌ وثمانون إنسانًا ذكرهم وأنثاهم، فخرج بهم موسى يوم خرج وهم ستّمائةٍ ونيّفٌ وخرج فرعون على أثرهم يطلبهم على فرسٍ أدهم على لونه من الدّهم ثمانمائة ألف أدهم سوى ألوان الخيل وحالت الرّيح الشّمال، وتحت جبريل عليه السّلام فرسٌ وريقٌ، وميكائيل عليه السّلام يسوقهم لا يشذّ منهم شاذّةٌ إلا ضمّه، فقال القوم يا رسول اللّه قد كنّا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما نلقى فكيف إن صنعا ما ضعنا فأين الملجا قال: البحر.
- حدثنا علي الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا معتمرٌ، عن أبيه قال سمعت عبد الرّحمن صاحب السّقاية في قوله: فلمّا تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون قال تشاءموا بموسى قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2769-2770]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج كل ولد زنا في بني إسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم، ثم خرج موسى ببني إسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم فاصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألفا، لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره وانما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية، وتبعهم فرعون على مقدمة هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (53) إن هؤلاء لشرذمة قليلون} فكان موسى على ساقه بني إسرائيل وكان هرون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى: أين أمرت قال: البحر، فأراد ان يقتحم فمنعه موسى، فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا: يا موسى {إنا لمدركون} قال موسى {كلا إن معي ربي سيهدين} يقول: سيكفين، فتقدم هرون فضرب البحر فأبى البحر أن ينفتح وقال: من هذا الجبار الذي يضربني حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد وضربه {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يقول: كالجبل العظيم فدخلت بنو إسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط وكانت الطرق إذا انفلقت بجدران فقال كل سبط: قد قتل أصحابناز فلما رأى ذلك موسى عليه الصلاة والسلام دعا الله فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا قال: ألا ترون إلى البحر منفلقا قد فرق منى فانفتح لي حتى أدرك أعدائي فاقتلهم فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله ان تقتحم فنزل على ماذيانة فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم ان يخرج ودخل آخرهم، أمر الله البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسها في فيه). [الدر المنثور: 11/246-247] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأتبعوهم مشرقين} قال: اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} قال موسى وكان أعلمهم بالله {كلا إن معي ربي سيهدين} ). [الدر المنثور: 11/254] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله إلى موسى: إن اسر بعبادي ليلا انكم متبعون، فاسرى موسى ببني إسرائيل ليلا فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الاناث وكان موسى في ستمائة ألف فلما عاينهم فرعون قال {إن هؤلاء لشرذمة قليلون (54) وإنهم لنا لغائظون (55) وإنا لجميع حاذرون} الشعراء الآية 54 - 56 فاسرى موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا: يا موسى {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} الأعراف الآية 129 هذا البحر أمامنا وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه قال: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} الأعراف الآية 129 {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر}، وأوحى إلى البحر: إن اسمع لموسى وأطع إذا ضربك، فثاب البحر له أفكل يعني رعدة لا يدري من أي جوانبه يضرب، فقال يوشع لموسى: بماذا أمرت قال: أمرت أن أضرب البحر، قال: فاضربه: فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريق كل طريق كالطود العظيم فكان لكل سبط فيهم طريق يأخذون فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض: ما لنا لا نرى أصحابنا، فقالوا لموسى: إن أصحابنا لا نراهم قال: سيروا فانهم على طريق مثل طريقكم قالوا: لن نؤمن حتى نراهم قال موسى: اللهم أعني على أخلاقكم السيئة، فأوحى الله إليه: إن قل بعصاك هكذا وأومأ بيده يديرها على البحر، قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض فساروا حتى خرجوا من البحر، فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم حصان فلما هجم على البحر هاب الحصان ان يقتحم في البحر فتمثل له جبريل على فرس أنثى فلما رآها الحصان اقتحم خلفها وقيل لموسى {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 قال: طرقا على حاله، ودخل فرعون وقومه في البحر فلما دخل آخر قوم فرعون وجاز آخر قوم موسى أطبق البحر على فرعون وقومه فاغرقوا). [الدر المنثور: 11/260-261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى: إن اسر بعبادي، وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا، أن لنا عيدا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف، فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قوله {فأتبعوهم مشرقين (60) فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر، ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل، فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا: انا نخاف ان توحل فيه الخيل، فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا: انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر، وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: إن موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 يعني كما هو، فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر، وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك، حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم، التقى البحر عليهم فغرقوا، فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا قال موسى: غرق فرعون وأصحابه، فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل). [الدر المنثور: 11/265-267]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين} قال موسى لقومه: ليس الأمر كما ذكرتم، كلاّ لن تدركوا إنّ معي ربّي سيهدين، يقول: سيهدين لطريقٍ أنجو فيه من فرعون وقومه.
- كما حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، قال: لقد ذكر لي أنّه خرج فرعون في طلب موسى على سبعين ألفًا من دهم الخيل، سوى ما في جنده من شية الخيل، وخرج موسى حتّى إذا قابله البحر، ولم يكن عنه منصرفٌ، طلع فرعون في جنده من خلفهم {فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون قال كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين} أي للنّجاة، وقد وعدني ذلك، ولا خلف لموعوده.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {قال كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين} يقول: سيكفيني، وقال: {عسى ربّكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} ). [جامع البيان: 17/581-582]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال كلّا إنّ معي ربّي سيهدين (62)
قوله: قال كلا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو الجماهر أنبأ سعيد، عن قتادة قال حدّثني خليد بن عبد اللّه العصريّ أنّ مؤمن آل فرعون كان أمام القوم قال يا نبيّ اللّه أين أمرت قال أمامك قال: وهل أمامي إلا البحر قال واللّه ما كذبت، ولا كذبت ثمّ سار ساعةً فقال مثل ذلك فردّ عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم باللّه: كلا إنّ معي ربّي سيهدين
قوله: إنّ معي ربّي سيهدين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال فكان موسى على ساقة بني إسرائيل وكان هارون أمامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى: يا نبيّ اللّه أين أمرت قال البحر فأراد أن يقحم، فمنعه موسى، وخرج موسى في ستّمائة ألفٍ وعشرين ألف مقاتلٍ، وتبعهم فرعون على مقدّمته هامان في ألف ألفٍ وسبعمائة ألف حصانٍ ليس فيهم ماذيانةٌ قال فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا: يا موسى إنا لمدركون قال قال موسى: كلا إنّ معي ربّي سيهدين يقول: سيكفيني قال عسى ربّكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد اللّيثيّ قال أصحاب موسى إنّا لمدركون قال: كلا إنّ معي ربّي سيهدين إلى النّجاة قد وعدني ذلك ولا خلف لموعده.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا بقيّة، ثنا نصر بن شرحبيل، عن المشيخة قال لمّا لقي موسى فرعون قال: أمر موسى يوشع بن نونٍ وأصحابه أن يسوّدوا رؤوسهم ولحاهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/2770-2771]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج كل ولد زنا في بني إسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم، ثم خرج موسى ببني إسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم فاصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألفا، لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره وانما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية، وتبعهم فرعون على مقدمة هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (53) إن هؤلاء لشرذمة قليلون} فكان موسى على ساقه بني إسرائيل وكان هرون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى: أين أمرت قال: البحر، فأراد ان يقتحم فمنعه موسى، فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا: يا موسى {إنا لمدركون} قال موسى {كلا إن معي ربي سيهدين} يقول: سيكفين، فتقدم هرون فضرب البحر فأبى البحر أن ينفتح وقال: من هذا الجبار الذي يضربني حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد وضربه {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يقول: كالجبل العظيم فدخلت بنو إسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط وكانت الطرق إذا انفلقت بجدران فقال كل سبط: قد قتل أصحابناز فلما رأى ذلك موسى عليه الصلاة والسلام دعا الله فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا قال: ألا ترون إلى البحر منفلقا قد فرق منى فانفتح لي حتى أدرك أعدائي فاقتلهم فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله ان تقتحم فنزل على ماذيانة فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم ان يخرج ودخل آخرهم، أمر الله البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسها في فيه). [الدر المنثور: 11/246-247] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فأتبعوهم مشرقين} قال: اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} قال موسى وكان أعلمهم بالله {كلا إن معي ربي سيهدين} ). [الدر المنثور: 11/254] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن عبد الله القسري: إن مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال: يا نبي الله أين أمرت قال: امامك، قال: وهل امامي إلا البحر قال: والله ما كذبت ولا كذبت، ثم سار ساعة فقال مثل ذلك فرد عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم بالله: {كلا إن معي ربي سيهدين} ). [الدر المنثور: 11/255-256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى: إن اسر بعبادي، وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا، أن لنا عيدا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف، فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قوله: {فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر، ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل، فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا: انا نخاف ان توحل فيه الخيل، فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا: انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر، وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: إن موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 يعني كما هو، فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر، وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك، حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم، التقى البحر عليهم فغرقوا، فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا قال موسى: غرق فرعون وأصحابه، فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل). [الدر المنثور: 11/265-267] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {كالطّود} [الشعراء: 63] : «كالجبل»). [صحيح البخاري: 6/111]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله كالطّود كالجبل وقع هذا لأبي ذر منسوبا إلى بن عبّاسٍ ولغيره منسوبًا إلى مجاهدٍ والأوّل أظهر ووصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ وزاد على نشزٍ من الأرض ووصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ). [فتح الباري: 8/497]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني علّي ثنا أبو صالح حدثني معاوية عن علّي عن ابن عبّاس قوله 176 الشّعراء {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} يقول أصحاب الغيضة
وبه في قوله 63 الشّعراء {كالطود العظيم} أي كالجبل على نشز من الأرض). [تغليق التعليق: 4/273-274] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (كالطّود الجبل
أشار به إلى قوله تعالى: {فكان كل فرق كالطود العظيم} (الشّعراء: 63) وفسّر الطود بالجبل، ووقع هذا لأبي ذر منسوبا إلى ابن عبّاس، ولغيره منسوبا إلى مجاهد، وفي بعض النّسخ: كالطود الجبل). [عمدة القاري: 19/99]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({كالطود}) أي (الجبل) ولأبي ذر والأصيلي كالجبل بزيادة الكاف). [إرشاد الساري: 7/277]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} ذكر أنّ اللّه كان قد أمر البحر أن لا ينفلق حتّى يضربه موسى بعصاه.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: فتقدّم هارون فضرب البحر، فأبى أن ينفتح، وقال: من هذا الجبّار الّذي يضربني، حتّى أتاه موسى فكنّاه أبا خالدٍ، وضربه فانفلق.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، قال: أوحى اللّه فيما ذكر إلى البحر: إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له، قال: فبات البحر يضرب بعضه بعضًا فرقًا من اللّه، وانتظار أمره، وأوحى اللّه إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر، فضربه بها وفيها سلطان اللّه الّذي أعطاه، فانفلق.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عنّ سليمان التّيميّ، عن أبي السّليل، قال: لمّا ضرب موسى بعصاه البحر، قال: إيهًا أبا خالدٍ، فأخذه أفكل.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، وحجّاجٍ، عن أبي بكر بن عبد اللّه، وغيره، قالوا: لمّا انتهى موسى إلى البحر وهاجت الرّيح والبحر يرمي بنياره، ويموج مثل الجبال، وقد أوحى اللّه إلى البحر أن لا ينفلق حتّى يضربه موسى بالعصا، فقال له يوشع: يا كليم اللّه، أين أمرت؟ قال: ههنا، قال: فجاز البحر ما يواري حافره الماء، فذهب القوم يصنعون مثل ذلك، فلم يقدروا، وقال له الّذي يكتم إيمانه: يا كليم اللّه، أين أمرت؟ قال: ههنا، فكبح فرسه بلجامه حتّى طار الزّبد من شدقيه، ثمّ قحمه البحر فأرسب في الماء، فأوحى اللّه إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر، فضرب بعصاه موسى البحر فانفلق، فإذا الرّجل واقفٌ على فرسه لم يبتلّ سرجه ولا لبده.
وقوله: {فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم} يقول تعالى ذكره: فكان كلّ طائفةٍ من البحر لمّا ضربه موسى كالجبل العظيم. وذكر أنّه انفلق اثنتى عشرة فلقةً على عدد الأسباط، لكلّ سبطٍ منهم فرقٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فانفلق فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم} يقول: كالجبل العظيم، فدخلت بنو إسرائيل، وكان في البحر اثنا عشر طريقًا، في كلّ طريقٍ سبطٌ، وكان الطّريق كما إذا انفلقت الجدران، فقال كلّ سبطٍ: قد قتل أصحابنا؛ فلمّا رأى ذلك موسى دعا اللّه فجعلها قناطر كهيئة الطّيقان، فنظر آخرهم إلى أوّلهم حتّى خرجوا جميعًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، وحجّاجٍ، عن أبي بكر بن عبد اللّه، وغيره، قالوا: انفلق البحر، فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم، اثنا عشر طريقًا، في كلّ طريقٍ سبطٌ، وكان بنو إسرائيل اثني عشر سبطًا، وكانت الطّرق بجدرانٍ، فقال كلّ سبطٍ: قد قتل أصحابنا؛ فلمّا رأى ذلك موسى، دعا اللّه فجعلها لهم بقناطر كهيئة الطّيقان، ينظر بعضهم إلى بعضٍ، وعلى أرضٍ يابسةٍ كأنّ الماء لم يصبها قطّ حتّى عبر.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: لمّا انفلق البحر لهم صار فيه كوًى ينظر بعضهم إلى بعضٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق: {فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم} أي كالجبل على نشزٍ من الأرض.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم} يقول: كالجبل.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {كالطّود العظيم} قال: كالجبل العظيم.
ومنه قول الأسود بن يعفر:
حلّوا بأنقرةٍ يسيل عليهم = ماء الفرات يجيء من أطواد
يعني بالأطواد: جمع طودٍ، وهو الجبل). [جامع البيان: 17/582-585]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم (63)
قوله تعالى: فأوحينا إلى موسى
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا محمّد بن حمزة بن يوسف بن عبد اللّه بن سلامٍ أنّ موسى- عليه السّلام- لمّا انتهى إلى البحر قال يا من كان قبل كلّ شيءٍ والمكوّن لكلّ شيءٍ والكائن بعد كلّ شيءٍ اجعل لنا مخرجًا فأوحى اللّه إليه أن اضرب بعصاك البحر
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سعدٍ الأعور، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال خرج فرعون في ألف ألف حصانٍ سوى الإناث، وخرج موسى عليه السّلام في بني إسرائيل في ستّمائة ألفٍ قال فرعون إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون فلمّا بلغ موسى البحر واتّبعه فرعون قال له فتاه أين تريد؟ وكان اللّه عزّ وجلّ أوحى إليه أن اضرب بعصاك البحر وأوحى اللّه إلى البحر أنّ موسى سيضربك فإذا ضربك فاسمع له وأطع فبات البحر تلك اللّيلة وله أفكلٌ يعنى رعدةً لا يدري من أيّ جوانبه يضرب موسى، فقال له فتاه يوشع بن نونٍ: يا موسى أين أمرك ربّك قال: أمرني أن أضرب البحر قال: فاضربه.
- حدّثنا أبو بجيرٍ محمّد بن جابرٍ المحاربيّ، ثنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي أميّة، عن يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: كان البحر ساكنًا لا يتحرّك فلمّا كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمدّ ويزجر.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه رجاءٍ أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ قال لمّا انتهى موسى إلى البحر قال له وصيّه يا نبيّ اللّه أين أمرت قال: هاهنا قال: واللّه ما كذبت ولا كذبت مرّتين ثمّ إنّ موسى قال للبحر: أتعرفني فقال: لقد استكبرت يا موسى ما انفرقت لأحدٍ من بني إسرائيل إلا لك فأوحى اللّه إليه: اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم.
- حدّثنا أبي، ثنا مؤمّل بن هشامٍ، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي السّليل، عن قيس بن عبادة قال لمّا انتهى موسى عليه السّلام ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنوا إسرائيل أين ما وعدتنا هذا البحر بين أيدينا وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا فقال موسى للبحر انفرق أبا خالدٍ فقال لن أنفرق لك يا موسى أنا أقدم منك وأشدّ خلقًا قال: فنودي أن اضرب بعصاك البحر
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال فتقدّم هارون فضرب البحر، فأبى البحر أن ينفتح وقال من هذا الجبّار الّذي يضربني حتّى أتاه موسى فكنّاه أبا خالدٍ وضربه فانفلق.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق فأوحى اللّه عزّ وجلّ فيما ذكر لي إلى البحر أن إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له قال فبات البحر يضرب بعضه بعضًا خوفًا من اللّه انتظارًا لما أمره اللّه وأوحى اللّه إلى موسى أن اضرب البحر، فضربه بها فيها سلطان اللّه الّذي أعطاه فانفلق.
قوله: فانفلق
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ ويزيد بن هارون اللّفظ لمحمّدٍ، عن أصبغ بن زيدٍ الورّاق، عن القاسم بن أبي أيّوب، ثنا سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال وأوحى اللّه عز جل إلى البحر إذا ضربك عبدي فانفلق له اثنا عشر فرقًا حتّى يجوز موسى ومن معه ثمّ التقى على من بقي بعد من فرعون وأشياعه فنسي موسى أن يضرب البحر فدفع إلى البحر وله قصيفٌ مخافة أن يضربه موسى بعصاه وهو غافلٌ فيصير عاصيًا له فلما تراءا الجمعان وتقاربا قال قوم موسى: إنّا لمدركون افعل ما أمرك ربّك فإنّك لم تكذب ولم تكذّب قال وعدني إذا انتهيت إلى البحر أن ينفرق لي حتّى أجاوزه ثمّ ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بالعصا حين دنى أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى فانفرق البحر كما أمر اللّه وكما وعد موسى صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبي، ثنا المؤمّل بن هشامٍ، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي السّليل، عن قيس بن عبّادٍ قال: فضرب يعنى موسى البحر فانفلق البحر
- قال أبو مسعودٍ الجريريّ كانوا اثنا عشر سبطًا فأحسب أنّه كان لكلّ سبطٍ طريقٌ.
قوله تعالى فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: كالطّود يقول: كالجبل.
وروى، عن عبد اللّه بن مسعود ومحمّد بن كعبٍ والضّحّاك وقتادة وعبد اللّه بن عبيدٍ مثل ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سعدٍ الأعور، عن عكرمة، عن ابن عبّادٍ قال أوحى اللّه إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم، قال: فضرب فصار اثنا عشر طريقا، وكانوا اثنا عشر سبط لكلّ سبطٍ طريقٌ.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم يقول كالجبل العظيم فدخل بنوا إسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقًا في كلّ طريقٍ سبطٌ، وكانت الطّرق إذا انفلقت بجدران فقال كلّ سبطٍ: قد قتل أصحابنا فلمّا رأى ذلك موسى دعا اللّه عز وجل فجعلها لهم قناطر كهيئة الطّيقان ينظر آخرهم إلى أوّلهم حتّى خرجوا جميعًا.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق: فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم أي كالجبل العظيم، عن يبسٍ من الأرض يقول عزّ وجلّ لموسى فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا لا تخاف دركًا ولا تخشى فلمّا أسفر له البحر، عن طريقٍ قائمةٍ يبسٍ سلك فيه موسى ببني إسرائيل وأتبعه فرعون بجنوده.
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه عطاءٍ قال وأمّا كالطّود العظيم الفسح العظيم بين الجبلين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2771-2774]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج كل ولد زنا في بني إسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم، ثم خرج موسى ببني إسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم فاصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألفا، لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره وانما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية، وتبعهم فرعون على مقدمة هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (53) إن هؤلاء لشرذمة قليلون} فكان موسى على ساقه بني إسرائيل وكان هرون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى: أين أمرت قال: البحر، فأراد ان يقتحم فمنعه موسى، فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا: يا موسى {إنا لمدركون} قال موسى {كلا إن معي ربي سيهدين} يقول: سيكفين، فتقدم هرون فضرب البحر فأبى البحر أن ينفتح وقال: من هذا الجبار الذي يضربني حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد وضربه {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يقول: كالجبل العظيم فدخلت بنو إسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط وكانت الطرق إذا انفلقت بجدران فقال كل سبط: قد قتل أصحابنا فلما رأى ذلك موسى عليه الصلاة والسلام دعا الله فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا قال: ألا ترون إلى البحر منفلقا قد فرق منى فانفتح لي حتى أدرك أعدائي فاقتلهم فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله أن تقتحم فنزل على ماذيانة فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم ان يخرج ودخل آخرهم، أمر الله البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسها في فيه). [الدر المنثور: 11/246-247] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كالطود} قال: كالجبل). [الدر المنثور: 11/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله {كالطود} قال: كالجبل). [الدر المنثور: 11/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال الطود الجبل). [الدر المنثور: 11/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر قلت: بلى، قال: اللهم لك الحمد واليك المتكل وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله قال ابن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 11/256-257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام: إن موسى لما انتهى إلى البحر قال: يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء والكائن بعد كل شيء اجعل لنا مخرجا، فأوحى الله إليه {أن اضرب بعصاك البحر} ). [الدر المنثور: 11/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان البحر ساكنا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمد ويجزر). [الدر المنثور: 11/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد قال: لما انتهى موسى ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو إسرائيل لموسى: أين ما وعدتنا هذا البحر بين أيدينا وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا، فقال موسى للبحر: انفرق أبا خالد فقال: لن أفرق لك يا موسى انا أقدم منك وأشد خلقا فنودي {أن اضرب بعصاك البحر}). [الدر المنثور: 11/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو العباس محمد بن اسحاق السراج في تاريخه، وابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو والثاني، والثالث، والرابع، وعن أكرم الخلق على الله وأكرم الأنبياء على الله وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم وعن قبر سار بصاحبه وعن المجرة وعن القوس وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فلما قرأ معاوية الكتاب قال: أخزاه الله وما علمي ما ههنا فقيل له: اكتب إلى ابن عباس فسله، فكتب إليه يسأله، فكتب إليه ابن عباس: إن أفضل الكلام لا إله إلا الله كلمة الاخلاص لا يقبل عمل إلا بها والتي تليها سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله والتي تليها الحمد لله كلمة الشكر والتي تليها الله أكبر فاتحة الصلوات والركوع والسجود وأكرم الخلق على الله آدم عليه السلام وأكرم اماء الله مريم.
وأمّا الأربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم وحواء والكبش الذي فدى به اسمعيل وعصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانا مبينا.
وأمّا القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس وأما المجرة فباب السماء وأما القوس فانها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح وأما المكان الذي طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فالمكان الذي انفرج من البحر لبني اسرائيل، فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم فقال: لقد علمت ان معاوية لم يكن له بهذا علم وما أصاب هذا إلا رجل من أهل بيت النبوة). [الدر المنثور: 11/258-259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من صوف ومعه عصا فضحك فرعون، فالقى عصاه فانطلقت نحوه كانها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز، فجعل فرعون يتأخر وهو على سريره فقال فرعون: خذها واسلم، فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرا، فأمر موسى أن يسير إلى البحر فسار بهم في ستمائة ألف فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق منه اثنا عشر طريقا لكل سبط منهم طريق وجعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض، واقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر، فلما رآه هابه وهو على حصان له وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بني اسرائيل وولج أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فاطبق عليهم فغرق فرعون بأصحابه). [الدر المنثور: 11/259-260] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله إلى موسى: إن اسر بعبادي ليلا انكم متبعون، فاسرى موسى ببني إسرائيل ليلا فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الاناث وكان موسى في ستمائة ألف فلما عاينهم فرعون قال {إن هؤلاء لشرذمة قليلون (54) وإنهم لنا لغائظون (55) وإنا لجميع حاذرون} الشعراء الآية 54 - 56 فاسرى موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا: يا موسى {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} الأعراف الآية 129 هذا البحر أمامنا وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه قال: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} الأعراف الآية 129 {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر}، وأوحى إلى البحر: إن اسمع لموسى وأطع إذا ضربك، فثاب البحر له أفكل يعني رعدة لا يدري من أي جوانبه يضرب، فقال يوشع لموسى: بماذا أمرت قال: أمرت أن أضرب البحر، قال: فاضربه: فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريق كل طريق كالطود العظيم فكان لكل سبط فيهم طريق يأخذون فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض: ما لنا لا نرى أصحابنا، فقالوا لموسى: إن أصحابنا لا نراهم قال: سيروا فانهم على طريق مثل طريقكم قالوا: لن نؤمن حتى نراهم قال موسى: اللهم أعني على أخلاقكم السيئة، فأوحى الله إليه: إن قل بعصاك هكذا وأومأ بيده يديرها على البحر، قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض فساروا حتى خرجوا من البحر، فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم حصان فلما هجم على البحر هاب الحصان ان يقتحم في البحر فتمثل له جبريل على فرس أنثى فلما رآها الحصان اقتحم خلفها وقيل لموسى {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 قال: طرقا على حاله، ودخل فرعون وقومه في البحر فلما دخل آخر قوم فرعون وجاز آخر قوم موسى أطبق البحر على فرعون وقومه فاغرقوا). [الدر المنثور: 11/260-261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان موسى حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاة فذبحت ثم قال: لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع الي ستمائة ألف من القبط، فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له: انفرق، فقال له البحر: لقد استكثرت يا موسى وهل انفرقت لأحد من ولد آدم ومع موسى رجل على حصان له فقال أين أمرت يا نبي الله بهؤلاء قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه، فاقتحم فرسه فسبح به ثم خرج فقال: اين أمرت يا نبي الله قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه، قال: ما كذبت ولا كذبت، فأوحى الله إلى موسى: إن اضرب بعصاك البحر، فضربه موسى بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقا لكل سبط طريق يترأون فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم). [الدر المنثور: 11/261-262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى: إن اسر بعبادي، وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا، أن لنا عيدا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف، فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قوله {فأتبعوهم مشرقين (60) فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر، ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل، فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا: انا نخاف ان توحل فيه الخيل، فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا: انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر، وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: إن موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 يعني كما هو، فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر، وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك، حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم، التقى البحر عليهم فغرقوا، فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا قال موسى: غرق فرعون وأصحابه، فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل). [الدر المنثور: 11/265-267] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم، وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان جبريل بين الناس، بين بني إسرائيل وبين آل فرعون فيقول: رويدكم ليلحقكم آخركم، فقالت بنو إسرائيل: ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا، وقال آل فرعون: ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا، فلما انتهى موسى وبنو إسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون، يا نبي الله أين أمرت هذا البحر أمامك وقد غشينا آل فرعون فقال: أمرت بالبحر، فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه فرده التيار فجعل موسى لا يدري كيف يصنع وكان الله قد أوحى إلى البحر: إن أطع موسى وآية ذلك إذا ضربك بعصا فأوحى الله إلى موسى: إن اضرب بعصاك البحر، فضربه {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} فدخل بنو إسرائيل واتبعهم آل فرعون فلما خرج آخر بني إسرائيل ودخل آخر آل فرعون أطبق الله عليهم البحر). [الدر المنثور: 11/267-268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن أبي الدرداء قال جعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصفق بيديه ويعجب من بني إسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر وحضرهم عدوهم، جاؤا موسى فقالوا: قد حضرنا العدو فماذا أمرت قال: إن أنزل ههنا فاما ان يفتح لي ربي ويهزمهم وأما ان يفرق لي هذا البحر، فضربه فتاطط كما تتاطط الفرش ثم ضربه الثانية فانصدع فقال: هذا من سلطان ربي، فاجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا ولا أسرع توبة منهم). [الدر المنثور: 11/268]

تفسير قوله تعالى: (وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة وأزلفنا ثم الآخرين قال هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر). [تفسير عبد الرزاق: 2/74]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأزلفنا ثمّ الآخرين (64) وأنجينا موسى ومن معه أجمعين (65) ثمّ أغرقنا الآخرين (66) إنّ في ذلك لآيةً، وما كان أكثرهم مؤمنين (67) وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم}.
يعني بقول تعالى ذكره: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} وقرّبنا هنالك آل فرعون من البحر، وقدّمناهم إليه، ومنه قوله: {وأزلفت الجنّة للمتّقين} بمعنى: قرّبت وأدنيت؛ ومنه قول العجّاج:
طيّ اللّيالي زلفًا فزلفا = سماوة الهلال حتّى احقوقفا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} قال: قرّبنا.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} قال: هم قوم فرعون، قرّبهم اللّه حتّى أغرقهم في البحر.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: دنا فرعون وأصحابه بعد ما قطع موسى ببني إسرائيل البحر من البحر؛ فلمّا نظر فرعون إلى البحر منفلقًا، قال: ألا ترون البحر فرق منّي، قد تفتّح لي حتّى أدرك أعدائي فأقتلهم، فذلك قول اللّه {وأزلفنا ثمّ الآخرين} يقول: قرّبنا ثمّ الآخرين، هم آل فرعون؛ فلمّا قام فرعون على أفواه الطّرق، وأبت خيله أن تقتحم، فنزل جبرائيل صلّى اللّه عليه وسلّم على ماذيانة، فتشامّت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتّى إذا همّ أوّلهم أن يخرج ودخل آخرهم أمر البحر أن يأخذهم، فالتطم عليهم، وتفرّد ج‍برائيل بمقلةٍ من مقل البحر، فجعل يدسّها في فيه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكر بن عبد اللّه، قال: أقبل فرعون فلمّا أشرف على الماء، قال أصحاب موسى: يا مكلّم اللّه، إنّ القوم يتّبعوننا في الطّريق، فاضرب بعصاك البحر فاخلطه، فأراد موسى أن يفعل، فأوحى اللّه إليه: أن {اترك البحر رهوًا} يقول: أقرّه على سكناته {إنّهم جندٌ مغرقون} إنّما أمكر بهم، فإذا سلكوا طريقكم غرّقتهم؛ فلمّا نظر فرعون إلى البحر قال: ألا ترون البحر فرق منّي حتّى تفتّح لي حتّى أدرك أعدائي فأقتلهم؛ فلمّا وقف على أفواه الطّرق وهو على حصانٍ، فرأى الحصان البحر فيه أمثال الجبال هاب وخاف، وقال فرعون: أنا راجعٌ، فمكر به جبرائيل عليه السّلام، فأقبل على فرسٍ أنثى، فأدناها من حصان فرعون، فطفق فرسه لا يقرّ، وجعل جبرائيل يقول: تقدّم، ويقول: ليس أحدٌ أحقّ بالطّريق منك، فتشامّت الحصن الماذيانة، فما ملك فرعون فرسه أن ولج على أثره؛ فلمّا انتهى فرعون إلى وسط البحر أوحى اللّه إلى البحر: خذ عبدي الظّالم وعبادي الظّلمة، سلطاني فيك، فإنّي قد سلّطتك عليهم، قال: فتغطغطت تلك الفرق من الأمواج كأنّها الجبال، وضرب بعضها بعضًا؛ فلمّا أدركه الغرق {قال آمنت أنّه لا إله إلاّ الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين}، وكان جبرائيل صلّى اللّه عليه وسلّم شديد الأسف عليه لما ردّ من آيات اللّه، ولطول علاج موسى إيّاه، فدخل في أسفل البحر فأخرج طينًا فحشاه في فم فرعون لكي لا يقولها الثّانية، فتدركه الرّحمة، قال: فبعث اللّه إليه ميكائيل يعيّره: {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} وقال جبرائيل: يا محمّد، ما أبغضت أحدًا من خلق اللّه ما أبغضت اثنين، أحدهما من الجنّ وهو إبليس، والآخر فرعون {قال أنا ربّكم الأعلى} ولقد رأيتني يا محمّد وأنا أحشو في فيه مخافة أن يقول كلمةً يرحمه اللّه بها.
وقد زعم بعضهم أنّ معنى قوله: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} وجمعنا، قال: ومنه ليلة المزدلفة، قال: ومعنى ذلك: أنّها ليلة جمعٍ. وقال بعضهم: وأزلفنا ثمّ: وأهلكنا). [جامع البيان: 17/585-587]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وأزلفنا ثمّ الآخرين (64)
قوله تعالى: وأزلفنا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: ثمّ دنا فرعون وأصحابه، فلمّا نظر فرعون إلى البحر منفلق قال: ألا ترون إلى البحر فرق منّي فانفتح لي حتّى أدرك أعدائي فأقتلهم، فذلك قول الله عز وجل أزلفنا يقول: قرّبنا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وأزلفنا ثمّ الآخرين يقول: وأدنينا فرعون وجنوده إلى البحر
قوله: ثمّ الآخرين
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءةً، ثنا محمّد بن شعيب بن شابور، حدّثني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه عطاءٍ وأمّا أزلفنا ثمّ الآخرين فقدّمنا إلى البحر آل فرعون.
وروي، عن السّدّيّ وقتادة نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2774]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وأزلفنا ثم الآخرين} قال: هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر). [الدر المنثور: 11/256]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنجينا موسى ومن معه أجمعين} يقول تعالى ذكره: وأنجينا موسى ممّا أشقينا به فرعون وقومه من الغرق في البحر ومن مع موسى من بني إسرائيل أجمعين). [جامع البيان: 17/588]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وأنجينا موسى ومن معه أجمعين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شبابة، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد اللّه أنّ موسى صلّى الله عليه وسلّم حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاةٍ فذبحت ثمّ قال: لا يفرغ من سلخها حتّى تجتمح إليّ ستّمائة ألفٍ من القبط فانطلق موسى حتّى انتهى إلى البحر فقال له: انفرق فقال له البحر لقد استكبرت يا موسى وهل انفرقت لأحدٍ من ولد آدم فأفرق لك قال ومع موسى رجلٌ على حصانٍ له فقال له ذلك الرّجل أين أمرت يا نبيّ اللّه قال ما أمرت إلا بهذا الوجه هذا البحر فأقحم فرسه فسبح به فخرج فقال أين أمرت يا نبيّ اللّه قال ما أمرت إلا بهذا الوجه قال واللّه ما كذبت ولا كذبت ثمّ أقحم الثّانية فسبح ثمّ خرج ثمّ قال أين أمرت يا نبيّ اللّه؟ قال ما أمرت إلا بهذا الوجه قال واللّه ما كذبت ولا كذبت قال فأوحى اللّه إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه موسى بعصاه فانفلق، فكان فيه اثنا عشر سبطًا لكلّ سبطٍ طريقٌ يتراءون فيه فلمّا خرج أصحاب موسى تتامّ أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/2774-2775]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى: إن اسر بعبادي، وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا، أن لنا عيدا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف، فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قوله {فأتبعوهم مشرقين (60) فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر، ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل، فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا: انا نخاف ان توحل فيه الخيل، فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا: انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر، وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: إن موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 يعني كما هو، فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر، وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك، حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم، التقى البحر عليهم فغرقوا، فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا قال موسى: غرق فرعون وأصحابه، فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل). [الدر المنثور: 11/265-267] (م)

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ أغرقنا الآخرين} يقول: ثمّ أغرقنا فرعون وقومه من القبط في البحر بعد أن أنجينا موسى منه ومن معه). [جامع البيان: 17/588]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ثمّ أغرقنا الآخرين (66)
قوله: ثمّ أغرقنا الآخرين
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ ثنا محمّد بن الحسن الواسطي ويزيد ابن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم بن أبي أيّوب، حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: فلمّا جاز أصحاب موسى كلّهم دخل أصحاب فرعون كلّهم فالتقى البحر عليهم كما أمر فلمّا جاوز البحر موسى قال أصحابه إنّا نخاف ألا يكون فرعون غرق ولا نؤمن بهلاكه، فدعا ربّه فأخرجه ببدنه حتّى استيقنوا.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: فلمّا قام فرعون على أفواه الطّريق أبت خيله أن تقتحم، فنزل جبريل على ماذيانةٍ فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتّى إذا همّ أوّلهم أن يخرج ودخل آخرهم أمر البحر أن يأخذهم، فالتطم عليهم، وتفرّد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسّها في فيه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة يعنى قوله: ثمّ أغرقنا الآخرين وذكر لنا أنّه لمّا خرج آخر بني إسرائيل من البحر ودخل البحر آل فرعون أطبق عليهم البحر فغرّقهم
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شبية ثنا عبيد اللّه بن موسى أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد اللّه قال: فلمّا خرج أصحاب موسى، وتكامل أصحاب فرعون اضطمّ عليهم البحر فما رؤي سوادٌ أكثر من يومئذ، قال: وغرق فرعون.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن كعبٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ قال، ثنا إنّه لمّا دخلت بنو إسرائيل البحر فلم يبق منهم أحدٌ، أقبل فرعون على حصانٍ له من الخيل حتّى وقف على شفير البحر وهو قائمٌ على حاله فهاب الحصان أن يتقدّم، فعرض له جبريل عليه السّلام على فرسٍ أنثى وريقٍ فقرّبها منه فشمّها الفحل فلمّا شمّها قدمها فتقدّم الحصان عليه فرعون، فلمّا رأى جند فرعون، قد دخل دخلوا معه قال وجبريل أمامه وميكائيل على فرسٍ من خلف القوم يشحذهم على فرسه، ذلك يقول الحقوا بصاحبكم حتّى إذا فصل جبريل من البحر ليس أمامه أحدٌ وقف ميكائيل على ناحيته الأخرى ليس خلفه أحدٌ أطبق عليهم البحر، ونادى فرعون حين رأى من سلطان اللّه وقدرته ما رأى وعرف له وخذلته نفسه نادى: آمنت أنّه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2775-2776]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى: إن اسر بعبادي، وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا، أن لنا عيدا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف، فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قوله: {فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر، ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل، فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا: انا نخاف ان توحل فيه الخيل، فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا: انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر، وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: إن موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 يعني كما هو، فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر، وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك، حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم، التقى البحر عليهم فغرقوا، فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا قال موسى: غرق فرعون وأصحابه، فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل). [الدر المنثور: 11/265-267] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى: إن اسر بعبادي، وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا، أن لنا عيدا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف، فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قوله {فأتبعوهم مشرقين (60) فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر، ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل، فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا: انا نخاف ان توحل فيه الخيل، فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا: انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر، وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: إن موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله {واترك البحر رهوا} الدخان الآية 24 يعني كما هو، فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر، وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك، حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم، التقى البحر عليهم فغرقوا، فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا قال موسى: غرق فرعون وأصحابه، فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل). [الدر المنثور: 11/265-267] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء). [الدر المنثور: 11/268]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلك لآيةً} يقول تعالى ذكره: إنّ فيما فعلت بفرعون ومن معه تغريقي إيّاهم في البحر إذ كذّبوا رسولي موسى، وخالفوا أمري بعد الإعذار إليهم، والإنذار لدلالةٍ بيّنةٍ يا محمّد لقومك من قريشٍ على أنّ ذلك سنّتي فيمن سلك سبيلهم من تكذيب رسلي، وعظةً لهم وعبرةً أن ادّكروا واعتبروا، أن يفعلوا مثل فعلهم من تكذيبك مع البرهان والآيات الّتي قد آتيتهم، فيحلّ بهم من العقوبة نظير ما حلّ بهم، ولك آيةٌ في فعلي بموسى، وتنجيتي إيّاه بعد طول علاجه فرعون وقومه منه، وإظهاري إيّاه وتوريثه وقومه دورهم وأرضهم وأموالهم، على أنّي سالكٌ فيك سبيله، إن أنت صبرت صبره، وقمت من تبليغ الرّسالة إلى من أرسلتك إليه قيامه، ومظهرك على مكذّبيك، ومعليك عليهم. {وما كان أكثرهم مؤمنين} يقول: وما كان أكثر قومك يا محمّد مؤمنين بما آتاك اللّه من الحقّ المبين، فسابقٌ في علمي أنّهم لا يؤمنون). [جامع البيان: 17/588]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين (67)
قوله تعالى: إنّ في ذلك لآيةً
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قوله: إنّ في ذلك لآيةً أي عبرةً وبيّنةً أنّك لم تكن كما كنت تقول لنفسك، وكان يقال: لو لم يخرجه اللّه تعالى ببدنه حين أغرقه لشك فيه بعض النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 8/2776]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وما كان أكثرهم مؤمنين (67) وإنّ ربّك لهو العزيز الرحيم
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2776]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإنّ ربّك لهو العزيز} في انتقامه ممّن كفر به وكذّب رسله من أعدائه، {الرّحيم} بمن أنجي من رسله وأتباعهم من الغرق والعذاب الّذي عذّب به الكفرة). [جامع البيان: 17/588]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وما كان أكثرهم مؤمنين (67) وإنّ ربّك لهو العزيز الرحيم
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2776] (م)


رد مع اقتباس