عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 05:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المنافقون

[ من الآية (5) إلى الآية (8) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) }

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لوّوا رءوسهم).
قرأ نافع وحده " لووا رءوسهم " خفيفًا.
وقرأ الباقون (لوّوا رءوسهم).
قال أبو منصور: (لوّوا) بالتشديد للتكثير والمبالغة، و(لووا) جائز). [معاني القراءات وعللها: 3/71]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لووا رءوسهم} [5].
قرأ نافع وحده: {لووا رءوسهم} مخففًا جعله من لوي يلوي والأصل: لويوا فحذفت الضمة من الياء، فالتقي ساكنان والواو فحذفوا الياء لالتقاء الساكنين.
وقرأ الباقون: {لووا} مشددًا، ومعناه: ينغضون رؤسهم أي: يحركون، استهزاء بقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمصدر من المخفف: لوي يلوي ليا فهو لاو، والأصل: لويًا فقلبوا من الواو ياء، وأدغموا الياء في الياء، ولويت غريمي ألوية ليا، وليانًا، وينشد:
تظلنين لياني وأنت مليئة = فأحسن يا ذات الوشاح التقاضيا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/368]
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لي الواجد ظلم يحل عرضه بعقوبته»، فالعرض نفسه يحل للرجل لزومها والعقوبة الحبس. والمصدر من المشدد لوي يلوي تلوية وتلويا فهو ملو والأمر من هذا: لو، ومن الآخر: ألو. قال أبو زيد تقول العرب مطله، ودالكه، ولواه بمعنى واحد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/369]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع: لووا* [المنافقون/ 5] خفيفة، وكذلك المفضل عن عاصم مثل نافع.
وقرأ الباقون لووا مشددة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/292]
التخفيف يصلح للقليل والكثير، والتثقيل يختصّ بالكثرة، وحجّة التخفيف: ليا بألسنتهم [النساء/ 46]، واللي: مصدر لوى، مثل: طوى طيّا، فالتخفيف أشبه بقوله: ليا والتثقيل، لأن الفعل للجماعة، فهو كقوله: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50] وقد جاء:
تلوية الخاتن زبّ المعذر أنشده أبو زيد). [الحجة للقراء السبعة: 6/293]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لووا رؤوسهم}
قرأ نافع {لووا رؤوسهم} بالتّخفيف جعله من لوى يلوي ليا وهو إذا أنكر الرجل شيئا لوى راسه وعنقه والأصل لويوا فحذفت الضمة من الياء فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وحجّة هذه القراءة قوله ليا بألسنتهم والأصل لويا فقلبوا الواو ياء
[حجة القراءات: 709]
وأدغموا الياء في الياء والأمر منه الو
وقرأ الباقون بالتّشديد من قولك لوى يلوي تلوية والأصل لويوا ثمّ عملوا فيها ما عملوا في التّخفيف وحجتهم في ذلك أن الرؤوس جماعة فوجهها التّشديد وكذلك كل فعل يكثر مرّة بعد مرّة ومعنى لووا أنهم ينغضون رؤوسهم أي يحركونها استهزاء باستغفار رسول الله صلى الله عليه والأمر من هذا لو). [حجة القراءات: 710]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {لووا رؤوسهم} قرأ نافع بالتخفيف في الواو الأولى، وقرأ الباقون بالتشديد في الواو الأولى، وفي التشديد معنى التكثير، أي: لووها مرة بعد مرة، وفي التخفيف معنى التقليل، يصلح للتكثير أيضًا، وقوله تعالى: {ليًا بألسنتهم} «النساء 46» يدل على التخفيف، لأن اللي مصدر لـ «لوى» مثل «طوى طيًا» وكذلك: {يلوون ألسنتهم} «آل عمران 78»، وقوله: {ولا تلوون على أحد} «آل عمران 153»، وقوله: {وإن تلوا أو تعرضوا} «النساء 135» كله يدل على التخفيف؛ لأنه كله من: لوى يلوي، ولولا الجماعة لاخترت التخفيف؛ إذ عليه أتى جميع ما في القرآن منه، ولو أتت هذه الألفاظ على «لوى» لقال: «يلويه ويُلوون ويَلوون» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/322]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [آية/ 5] بتخفيف الواو:-
قرأها نافع ويعقوب- ح- و- ان-.
والوجه أنه من قولهم لوى فلانٌ رأسه ولوى لسانه بالتخفيف، وهو يصلح للقليل والكثير، فقوله {لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} بالتخفيف فعل جماعة، واللي مصدر منه، ومعناه العطف والثني، قال الله تعالى {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ}.
[الموضح: 1270]
وقرأ الباقون ويعقوب يس- {لَوَّوْا} بتشديد الواو.
والوجه أن الفعل على فعل بالتثقيل، وهو بناءٌ يختص الكثرة، وإنما بُني لما يُفيد الكثرة؛ لأن الفعل لجماعةٍ، قال الله تعالى {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} ). [الموضح: 1271]

قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر: [آسْتَغْفَرْت]، بالمد.
وروى عنه: [اسْتَغْفَرْت]، بالوصل.
قال أبو الفتح: هاتان القراءتان كلتاهما مضعوفتان.
أما [آسْتَغْفَرْت]، بالمد فأنه أثبت همزة الوصل، وقد استغنى عنها بهمزة الاستفهام من قبلها، وليس كذلك طريق العربية. ألا ترى إلى قول ذي الرمة:
أستحدث الركب عن أشياعهم خبرا ... أم عاود القلب من أطرابه طرب؟
[المحتسب: 2/322]
وأما [استغفرتَ]، بالوصل ففي الطرف الآخر من الضعف، وذلك أنه حذف همزة الاستفهام، وهو يريدها. وهذا مما يختص بالتجوز فيه الشعر، لا القرآن، نحو قوله:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر). [المحتسب: 2/323]

قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) }
قوله تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس