عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون * يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين * يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون}
قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب} يريد به كفار قريش في قولهم: " فأتنا بما تعدنا " وغير ذلك من استعجالهم -على جهة التعجيز والتكذيب- عذاب الله تعالى الذي توعدهم محمد صلى الله عليه وسلم. ثم أخبر تعالى أنه يأتيهم بغتة، أي: فجأة، وهذا هو عذاب الدنيا، وهو الذي ظهر يوم بدر في السنين السبع. ثم ذكر تعالى أن تأخره إنما هو حسب الأجل المقدور السابق. وقال المفسرون عن الضحاك: أن الأجل المسمى بهذه الآية الآجال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف يرده النظر، والآجال لا محالة أجل مسمى، ولكن ليس هذا موضعها). [المحرر الوجيز: 6/ 655]

تفسير قوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعدهم تبارك وتعالى بعدُ بعذاب الآخرة في قوله: {يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم}، كرر فعلهم وقبحه، وأخبر أن وراءهم إحاطة جهنم بهم. وقال عكرمة -فيما حكى الطبري - أن جهنم ها هنا أراد بها البحر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف). [المحرر الوجيز: 6/ 655-656]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يوم يغشاهم} ظرف يعمل فيه قوله: "محيط". و"يغشاهم" معناه: يغطيهم من كل جهة من جهاتهم. وقرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي: "ويقول"، أي: ويقول الله. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: "ونقول" بالنون، فإما أن تكون نون العظمة، أو نون الجماعة، جماعة الملائكة، وقرأ ابن مسعود: "ويقال" بياء وألف، وهي قراءة ابن أبي عبلة.
وقوله تعالى: {ذوقوا} توبيخ، ويشبه مس العذاب بالذوق، ومنه قوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم}، ومنه قول أبي سفيان: "ذق عقق"، ونحو هذا كثير، وقوله: {ما كنتم تعملون}، أي: بما في أعمالكم من اكتسابكم). [المحرر الوجيز: 6/ 656]

تفسير قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون * كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون}
هذه الآيات نزلت في تحريض المؤمنين الذين كانوا بمكة على الهجرة، فأخبرهم تعالى بسعة أرضه، وأن البقاء في بقعة على أذى الكفار ليس بصواب، بل الصواب أن تلتمس عبادة الله تعالى في أرضه. وقال ابن جبير، وعطاء، ومجاهد: إن الأرض التي فيها الظلم والمنكر تترتب فيها هذه الآية، وتلزم الهجرة عنها إلى بلد حق، وقاله مالك، وقال مطرف بن الشخير: قوله: {إن أرضي واسعة} عدة بسعة الرزق في جميع الأرض.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر: "يا عبادي" بفتح الياء، وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي بسكونها، وكذلك قرأ نافع وعاصم: "أرضي" ساكنة. وقوله تعالى: {فإياي} منصوب بفعل مقدر يدل عليه الظاهر، تقديره: "فإياي اعبدوا فاعبدون"، على الاهتمام أيضا في التقدير). [المحرر الوجيز: 6/ 656-657]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} الآية، تحقير لأمر الدنيا ومخاوفها، كأن بعض المؤمنين نظر في عاقبة ما يلحقه في خروجه من وطنه أنه يموت أو يجوع ونحو هذا، فحقر الله تعالى شأن الدنيا، أي: أنتم لا محالة ميتون ومحشورون إلى الله تبارك وتعالى، فالبدار إلى طاعة الله تعالى والهجرة إليه أولى ما يمتثل.
وقرأ الجمهور: "ترجعون" بالتاء من فوق، ورويت عن عاصم بالياء من تحت، وذكرها أبو حاتم عن أبي عمرو، وقرأ أبو حيوة: "كل نفس ذائقة" بالتنوين "الموت" بالنصب). [المحرر الوجيز: 6/ 657]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وعد المؤمنين العاملين بسكنى الجنة تحريضا منه تعالى، وذكر الجزاء الذي ينالونه، وقرأ جمهور القراء: "لنبوئنهم" بالباء، أي: لننزلنهم ولنمكننهم ليدوموا فيها، و"غرفا" مفعول ثان; لأنه فعل يتعدى إلى مفعولين. وقرأ حمزة: "لنثوينهم"، من أثوى يثوي، وهو معدى ثوى بمعنى أقام، وهي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن مسعود، والربيع بن خيثم، وابن وثاب، وطلحة، وقرأها بعضهم بفتح الثاء وتشديد الواو معدى بالتضعيف لا بالهمزة، وقوله: "غرفا" نصب بإسقاط حرف الجر، والتقدير: في غرف، وقرأ يعقوب: "لنبوينهم" بالياء من تحت، وروي عن ابن عامر: "غرفا" بضم الغين والراء.
ثم وصفهم تعالى بالصبر والتوكل، وهاتان جماع الخير كله، أي: الصبر على الطاعات، وعن الشهوات). [المحرر الوجيز: 6/ 657]

رد مع اقتباس