عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 05:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومنهم من يستمعون إليك} أي: يسمعون كلامك الحسن، والقرآن العظيم، والأحاديث الصّحيحة الفصيحة النّافعة في القلوب والأبدان والأديان، وفي هذا كفايةٌ عظيمةٌ، ولكن ليس ذلك إليك ولا إليهم، فإنّك لا تقدر على إسماع الأصمّ -وهو الأطرش -فكذلك لا تقدر على هداية هؤلاء، إلّا أن يشاء اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 270]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ومنهم من ينظر إليك} أي: ينظرون إليك وإلى ما أعطاك اللّه من التّؤدة، والسّمت الحسن، والخلق العظيم، والدّلالة الظّاهرة، على نبوءتك لأولي البصائر والنّهى، وهؤلاء ينظرون كما ينظر غيرهم، ولا يحصل لهم من الهداية شيءٌ ممّا يحصل لغيرهم، بل المؤمنون ينظرون إليك بعين الوقار، والكافرون ينظرون إليك بعين الاحتقار، {وإذا رأوك إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا * إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلا} [الفرقان: 41، 42]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 270-271]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبر تعالى أنّه لا يظلم أحدًا شيئًا، وإن كان قد هدى به من هدى [من الغيّ] وبصّر به من العمى، وفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، وأضلّ به عن الإيمان آخرين، فهو الحاكم المتصرّف في ملكه بما يشاء، الّذي لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون، لعلمه وحكمته وعدله؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه لا يظلم النّاس شيئًا ولكنّ النّاس أنفسهم يظلمون} وفي الحديث عن أبي ذرٍّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيما يرويه عنه ربّه عزّ وجلّ: "يا عبادي، إنّي حرّمت الظّلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّمًا فلا تظالموا -إلى أن قال في آخره: يا عبادي، إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثمّ أوفّيكم إيّاها، فمن وجد خيرًا فليحمد اللّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه". رواه مسلمٌ بطوله). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 271]


رد مع اقتباس