عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:31 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمًّى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون}.
يقول تعالى ذكره: ويستعجلك يا محمّد هؤلاء القائلون من قومك: لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه بالعذاب، ويقولون: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء} ولولا أجلٌ سمّيته لهم فلا أهلكهم حتّى يستوفوه ويبلغوه، لجاءهم العذاب عاجلاً.
وقوله: {وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون} يقول: وليأتينّهم العذاب فجأةً وهم لا يشعرون بوقت مجيئه قبل مجيئه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ويستعجلونك بالعذاب} قال: قال ناسٌ من جهلة هذه الأمّة {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} ). [جامع البيان: 18/430-431]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمًّى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون (53)
قوله تعالى: ويستعجلونك بالعذاب
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: ويستعجلونك بالعذاب قال: قد قال أناسٌ من جهلة هذه الأمّة: اللّهمّ إن هذا هو الحقّ من، عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ.
قوله تعالى: ولولا أجل مسمى
[الوجه الأول]
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: أجلٌ مسمًّى قال: يوم القيامة. وروي عن عطيّة والضّحّاك وعكرمة والسّدّيّ وعطاءٍ الخراسانيّ والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
الوجه الثّاني
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أجلٍ مسمي يقول: أجل حياتك إلى يوم تموت وأجل موتك إلى يوم تبعث، فأنت بين أجلين من اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبانة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: بغتةً فجأةً.
- حدّثنا الحسن بن الحسين، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن أبي جريجٍ، عن مجاهدٍ وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون قال: قريش). [تفسير القرآن العظيم: 9/3074]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون * يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين * يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون.
أخرج ابن جرير عن قتادة {ويستعجلونك بالعذاب} قال: قال ناس من جهلة هذه الأمة {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} ). [الدر المنثور: 11/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون} قال: يوم بدر). [الدر المنثور: 11/565]

تفسير قوله تعالى: (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين}.
يقول تعالى ذكره: يستعجلك يا محمّد هؤلاء المشركون بمجيء العذاب ونزوله بهم، والنّار بهم محيطةٌ، لم يبق إلاّ أن يدخلوها.
وقيل: إنّ ذلك هو البحر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، قال: سمعت عكرمة، يقول في هذه الآية {وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين} قال: البحر.
- أخبرنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة، مثله). [جامع البيان: 18/431-432]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين (54)
قوله تعالى: يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن سعيد بن عطيّة الخزاعيّ، ثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين قال: البحر.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالدٍ، ثنا أبي، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين وجهنّم: هو هذا البحر الأخضر، تنتشر الكواكب فيه ويكون الشّمس فيه والقمر، ثمّ يستوقد فيكون هو جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3075]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} قال: جهنم هو هذا البحر الأخضر تنتثر الكواكب فيه ويكون فيه الشمس والقمر ثم تستوقد ثم يكون هو جهنم). [الدر المنثور: 11/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وإن جهنم لمحيطة} قال: البحر). [الدر المنثور: 11/566]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره: {وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين} يوم يغشى الكافرين العذاب من فوقهم في جهنّم، ومن تحت أرجلهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم} أي في النّار.
وقوله: {ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} يقول جلّ ثناؤه: ويقول اللّه لهم: ذوقوا ما كنتم تعملون في الدّنيا من معاصي اللّه، وما يسخطه فيها. وبالياء في {ويقول ذوقوا} قرأت عامّة قرّاء الأمصار خلا أبي جعفرٍ، وأبي عمرٍو، فإنّهما قرآ ذلك بالنّون: (ونقول). والقراءة الّتي هي القراءة عندنا بالياء لإجماع الحجّة من القرّاء عليها). [جامع البيان: 18/432]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشامٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن أبي العالية في قوله: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم قال: الرّجم ومن تحت أرجلهم. قال: الخسف.
قوله تعالى: ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون أي في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 9/3075]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {يوم يغشاهم العذاب} قال: النار). [الدر المنثور: 11/566]

تفسير قوله تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن مالك بن مغول عن الربيع بن أبي راشد عن سعيد بن جبير في قوله تعالى يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة قال هو الرجل يكون بين ظهراني قوم يعملون بالمعاصي). [تفسير عبد الرزاق: 2/99]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن إسماعيل عن قيس قال كان رجل بين قوم أو قرية يعمل فيها بالمعاصي وإلى جنبه قرية صالحة قال قد أنى لي أن أترك هذه القرية فخرج يريد القرية الصالحة فمات قبل أن يصل إليها فاحتج فيه الملك والشيطان قال فقيض الله له بعض جنوده فقال قيسوا ما بين القريتين فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة بشبر). [تفسير عبد الرزاق: 2/99]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعة} فإذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا [الآية: 56]). [تفسير الثوري: 236]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن مالك بن مغولٍ، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ} قال: من أمر بمعصيةٍ فليهرب). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 406]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون}.

يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا عبادي الّذين وحّدوني وآمنوا بي وبرسولي محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {إنّ أرضي واسعةٌ}.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي أريد من الخبر عن سعة الأرض، فقال بعضهم: أريد بذلك أنّها لم تضق عليكم فتقيموا بموضعٍ منها لا يحلّ لكم المقام فيه، ولكن إذا عمل بمكانٍ منها بمعاصي اللّه فلم تقدروا على تغييره، فاهربوا منه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: إذا عمل فيها بالمعاصي، فاخرج منها.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: إذا عمل فيها بالمعاصي، فاخرج منها.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: اهربوا فإنّ أرضي واسعةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن منصورٍ، عن عطاءٍ، قال: إذا أمرتم بالمعاصي فاهربوا، فإنّ أرضي واسعةٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن عطاءٍ، {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: مجانبة أهل المعاصي.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {إنّ أرضي واسعةٌ} فهاجروا وجاهدوا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون} فقلت: يريد بهذا من كان بمكّة من المؤمنين؟ فقال: نعم.
وقال آخرون: معنى ذلك: إنّ ما أخرج من أرضي لكم من الرّزق واسعٌ لكم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثني زيد بن الحباب، عن شدّاد بن سعيد بن مالكٍ أبي طلحة الرّاسبيّ، عن غيلان بن جريرٍ المعوليّ، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير العامريّ، في قول اللّه: {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: إنّ رزقي لكم واسعٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن شدّادٍ، عن غيلان بن جريرٍ، عن مطرّف بن الشّخّير، {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: رزقي لكم واسعٌ.
وأولى القولين بتأويل الآية قول من قال: معنى ذلك: إنّ أرضي واسعةٌ، فاهربوا ممّن منعكم من العمل بطاعتي لدلالة قوله {فإيّاي فاعبدون} على ذلك، وأنّ ذلك هو أظهر معنييه، وذلك أنّ الأرض إذا وصفها بسعةٍ، فالغالب من وصفه إيّاها بذلك، أنّها لا تضيق جميعها على من ضاق عليه منها موضعٌ، لا أنّه وصفها بكثرة الخير والخصب.
وقوله: {فإيّاي فاعبدون} يقول: فأخلصوا لي عبادتكم وطاعتكم، ولا تطيعوا في معصيتي أحدًا). [جامع البيان: 18/432-435]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون
[الوجه الأول]
- حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمّار بن محمد، عن الأعمش، عن ربيع ابن أبي راشدٍ، عن سعيدٍ في قول اللّه: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون
قال: إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا.
- حدّثنا أبي ثنا ابن الأصبهانيّ، ثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن عطاءٍ في قوله: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ قال: إذا دعيتم إلى المعصية فاهربوا ثمّ قرأ ألم تكن أرض اللّه واسعةً فتهاجروا فيها
الوجه الثّاني
- حدّثنا محمّد بن أيّوب قال: وجدت في كتاب جدّي يحيى بن الضّريس قال: سفيان، وبلغني، عن أبي العالية في قوله: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ قال: ظهور أولياء اللّه، يعني ما عملوا، عند ظهورهم.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي ثنا بعض الرّازيّين، ثنا إبراهيم بن المختار، ثنا شدّاد بن سعيدٍ أبو طلحة حدّثني غيلان بن جرير، عن مطرف بن عبد اللّه في قوله: إنّ أرضي واسعةٌ قال: إنّ رحمتي إيّاكم واسعةٌ.
الوجه الرّابع
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أرضي واسعةٌ فهاجروا
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون فيقل: يريد هؤلاء من ظلم بمكّة من المؤمنين.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، عن أبي بكرٍ عثمان بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة بن غيلان بن جريرٍ، عن مطرف بن عبد الله ابن الشّخّير في قول اللّه: إنّ أرضي واسعةٌ
قال: رزقي واسعٌ عليكم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد بن مسلمٍ، عن الأوزاعيّ قال: سمعت بلال بن سعدٍ: فإيّاي فارهبون: يرهبهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3075-3076]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون يقول هاجروا وجاهدوا). [تفسير مجاهد: 497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون.
أخرج الفريابي، وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة} قال: إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا منها). [الدر المنثور: 11/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن سعد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إن أرضي واسعة} قال: من أمر بمعصية فليهرب). [الدر المنثور: 11/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير عن مجاهد في قوله {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون} قال: فهاجروا وجاهدوا). [الدر المنثور: 11/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في العزلة، وابن جرير عن عطاء في الآية قال: إذا أمرتم بالمعاصي فاذهبوا فان أرضي واسعة). [الدر المنثور: 11/566-567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما أصبت خيرا فأقم). [الدر المنثور: 11/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والقضاعي والشيرازي في الألقاب والخطيب، وابن النجار والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سافروا وتصحوا وتغنموا). [الدر المنثور: 11/567]

تفسير قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون (57) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين (58) الّذين صبروا وعلى ربّهم يتوكّلون}.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أصحاب نبيّه: هاجروا من أرض الشّرك من مكّة، إلى أرض الإسلام إلى المدينة؛ فإنّ أرضي واسعةٌ، فاصبروا على عبادتي، وأخلصوا طاعتي، فإنّكم ميّتون، وصائرون إليّ، لأنّ كلّ نفسٍ حيّةً ذائقة الموت، ثمّ إلينا بعد الموت تردّون). [جامع البيان: 18/435]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون (57)
قوله تعالى: كلّ نفسٍ ذائقة الموت
- حدّثنا أبي ثنا عبد العزيز الأويس، ثنا أبي عليٍّ الهاشميّ يعني اللّهبيّ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أخسف، عن أبيه أنّ عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه، عنه قال لمّا توفّي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم وجاءت التعزية فجاهم آتٍ يسمعون حسّه ولا يرون شخصه فقال: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته كل نفس ذائقة الموت
إنّ في اللّه عزاءً من كلّ مصيبةٍ، وخلفًا من كلّ ما فات فباللّه فثقوا وإيّاه فارجوا فإنّ المصاب من حرم الثّواب، والسّلام عليكم ورحمة اللّه. قال جعفر بن محمّدٍ أخبرني أبي أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال: تدرون من هذا؟ هذا الخضر صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: ثمّ إلينا ترجعون
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3076-3077]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون.
أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية انك ميت وإنهم ميتون) قلت: يا رب أيموت الخلائق كلهم وتبقى الأنبياء نزلت {كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون} ). [الدر المنثور: 11/567]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ أخبرهم جلّ ثناؤه عمّا أعدّ للصّابرين منهم على طاعته، من كرامته عنده، فقال: {والّذين آمنوا} يعني: صدّقوا اللّه ورسوله، فيما جاء به من عند اللّه، {وعملوا الصّالحات} يقول: وعملوا بما أمرهم اللّه فأطاعوه فيه، وانتهوا عمّا نهاهم عنه {لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا} يقول: لننزلنّهم من الجنّة علالي.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: {لنبوّئنّهم} بالباء، وقرأته عامّة قرّاء الكوفة بالثّاء: (لنثوّينّهم).
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماءٌ من القرّاء، متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وذلك أنّ قوله: {لنبوّئنّهم} من بوّأته منزلاً: أي أنزلته، وكذلك، (لنثوّينّهم)؛ إنّما هو من أثويته مسكنًا، إذا أنزلته منزلاً، من الثّواء، وهو المقام.
وقوله: {تجري من تحتها الأنهار} يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار. {خالدين فيها} يقول: ماكثين فيها إلى غير نهايةٍ {نعم أجر العاملين} يقول: نعم جزاء العاملين بطاعة اللّه هذه الغرف الّتي يثوّيهموها اللّه في جنّاته، تجري من تحتها الأنهار). [جامع البيان: 18/435-436]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين (58)
قوله تعالى: والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبد الرّحمن الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك لنبوّئنّهم من الجنّة يقول: من الجنّة..
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا مخلدٌ أبو جلاسٍ حدّثني أبانٌ بن تغلب قال: كان الرّبيع بن خيثمٍ يقول: هذا الحرف في النّحل. الّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا لنبوّئنّهم في الدّنيا حسنةً، ونقرأ في العنكبوت: لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا:
الثّواب في الآخرة والتّبوّء في الدّنيا.
قوله تعالى: من الجنّة غرفًا
- حدّثنا أبي ثنا صفوان المؤذّن، ثنا الوليد بن مسلمٍ، ثنا معاوية بن سلامٍ أبي سلامٍ، عن الجنة زيدٍ يعني ابن سلامٍ، عن جدّه أبي سلامٍ الأسود حدّثني أبو معانقٍ الأشعريّ أنّ أبا مالكٍ الأشعريّ حدّثه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثه أنّ في الجنّة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدّها إله لمن أطعم الطعام وأطاب الكلام، وتابع الصّلاة والصّيام وقام باللّيل والنّاس نيامٌ.
قوله تعالى: تجري من تحتها الأنهار
تقدّم تفسيره [17409]
حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ تجري من تحتها الأنهار يعني تحتها الأنهار تحت الشّجر في البساتين.
قوله تعالى: خالدين فيها نعم أجر العاملين
تقدّم تفسيره.
- قرأت على محمّد بن المفضّل بن موسى، ثنا محمّد بن عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، عن بكيرٍ بن معروفٍ، عن مقاتلٍ قوله: نعم أجر العاملين يقول: أجر العاملين بطاعة اللّه الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن العباس مولى بن هاشم، محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة بن الفضل قال: محمّد بن إسحاق نعم أجر العاملين قال: هي ثواب المطيعين). [تفسير القرآن العظيم: 9/3077-3078]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الّذين صبروا} على أذى المشركين في الدّنيا، وما كانوا يلقون منهم، وعلى العمل بطاعة اللّه وما يرضيه، وجهاد أعدائه {وعلى ربّهم يتوكّلون} يقول: وعلى ربّهم يتوكّلون في أرزاقهم وجهاد أعدائهم، فلا ينكلون عنهم ثقةً منهم بأنّ اللّه معلي كلمته، وموهن كيد الكافرين، وأنّ ما قسم لهم من الرّزق فلن يفوتهم). [جامع البيان: 18/436]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الّذين صبروا وعلى ربّهم يتوكّلون (59)
قوله تعالى: الّذين صبروا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ الّذين صبروا يعني على أمر اللّه.
تقدّم تفسيره.
قول عمر (الصّبر صبران
وقول سعيد بن جبيرٍ الصّبر اعتراف العبد.
الحديث.
قوله تعالى: وعلى ربّهم يتوكّلون
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وعلى ربّهم يتوكّلون قال: لا يرجون غيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3078]


رد مع اقتباس