عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} آية تفضل ونعمة ووعد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالإجابة عند الدعاء، وهذا الوعد مقيد بشرط المشيئة لمن شاء تعالى، لا أن الاستجابة عليه حتم لكل داع، لا سيما لمن تعدى في دعائه، فقد عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء الذي قال: اللهم أعطني القصر الأبيض الذي عن يمين الجنة. وقالت فرقة: معنى [ادعوني]: اعبدوني، و[أستجب] معناه: بالثواب والنصر، ويدل على هذا التأويل قوله تعالى: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي}، ويحتج له لحديث النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة"، وقرأ هذه الآية. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: وحدوني أغفر لكم، وقيل للثوري: ادع الله تعالى فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء.
وقرأ ابن كثير، وأبو جعفر، "سيدخلون" بضم الياء وفتح الخاء، وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، والحسن، وشيبة: [سيدخلون] بفتح الياء وضم الخاء، واختلف عن أبي عمرو، وعن عاصم، و"الداخر": هو الصاغر الذليل). [المحرر الوجيز: 7/ 452]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون * كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون * الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين}
هذا تنبيه على آيات الله تعالى، وعبر متى تأملها العاقل أدته إلى توحيد الله تبارك وتعالى والإقرار بربوبيته، وقوله تعالى: {والنهار مبصرا} مجازه: يبصر فيه، كما تقول: نهار صائم وليل قائم).[المحرر الوجيز: 7/ 453]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {خالق كل شيء} خالق كل شيء مخلوق، وما يستحيل أن يكون مخلوقا كالقرآن والصفات فليس يدخل في هذا العموم، وهذا كما قال تعالى: {تدمر كل شيء} معناه: كل شيء مبعوث لتدميره. وقرأت فرقة: "تؤفكون" بالتاء، وفرقة: "يؤفكون" بالياء، والمعنى في القراءة الأولى: قل لهم، و"تؤفكون" معناه: تصرفون على طريق النظر والهدى، وهذا تقرير بمعنى التوبيخ والتقريع). [المحرر الوجيز: 7/ 453]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {كذلك يؤفك} أي: على هذه الهيئة وبهذه الصفة صرف الله تعالى الكفار الجاحدين بآيات الله سبحانه وتعالى من الأمم المتقدمة على طريق الهدى). [المحرر الوجيز: 7/ 453]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين نعمته سبحانه وتعالى في أن جعل الأرض قرارا ومهادا للعباد، والسماء بناء وسقفا. وقرأ الناس: "صوركم" بضم الصاد، وقرأ أبو رزين بكسرها، وقرأت فرقة: "صوركم" بسكون الواو على نحو بسرة وبسر.
وقوله تعالى: {من الطيبات} يريد: من المستلذات طعما ولبسا ومكاسب وغير ذلك، ومتى جاء ذكر الطيبات بقرينة "رزقكم" ونحو فهو المستلذ، ومتى جاء بقرينة تحليل أو تحريم - كما قال تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}، وكما قال: {ويحل لهم الطيبات} - فالطيبات في مثل هذا: الحلال، وعلى هذا النظر يخرج مذهب مالك رحمه الله تعالى في الطيبات والخبائث، وقول الشافعي رحمه الله تعالى: إن الطيبات هي المستلذات والخبائث هي المستقذرات ضعيف ينكسر بمستلذات محرمة ومستقذرات محللة لا رد له في صدرها، وأما حيث وقعت الطيبات مع الرزق فإنما هي تعديد نعمة فيما يستحسنه البشر لا سيما هذه الآية التي هي مخاطبة للكفار، فإنما عددت عليهم النعمة التي يعتقدونها نعمة. وباقي الآية بين).[المحرر الوجيز: 7/ 453-454]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين * قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين * هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون}
لما سردت الآيات صفات الله تعالى التي تبين فساد حال الأصنام كان من أبينها أن الأصنام موات جماد، وأنه عز وجل الحي القيوم، وصدور الأمر من لدنه، وإيجاد الأشياء وتدبير الأمر كله وعلمه بالكل، دليل قاطع على أنه حي لا إله إلا هو.
وقوله: {فادعوه مخلصين له الدين}، الحمد لله رب العالمين كلام متصل مقتضاه: ادعوه مخلصين بالحمد، وبهذه الألفاظ قال ابن عباس رضي الله عنهما: من قال: "لا إله إلا الله" فليقل أثرها: "الحمد لله رب العالمين"، وقال نحو هذا سعيد بن جبير ثم قرأ هذه الآية). [المحرر الوجيز: 7/ 454]

رد مع اقتباس