عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) )

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {وعتوا} [الفرقان: 21] : طغوا وقال ابن عيينة: {عاتيةٍ} [الحاقة: 6] : «عتت عن الخزّان»). [صحيح البخاري: 6/109]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقال مجاهدٌ عتوا طغوا وصله عبد بن حميد من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله وعتوا عتوا كبيرا قال طغوا). [فتح الباري: 8/491]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عيينة عاتيةٌ عتت على الخزّان كذا في تفسيره وهذا في سورة الحاقّة وإنّما ذكره هنا استطرادًا لما ذكر قوله عتوا وقد تقدّم ذكر هذا في قصّة هودٍ من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/492]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {عتوا} طغوا وقال ابن عيينة {عاتية} عتت على الخزّان
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 166 الأعراف {فلمّا عتوا} قال طغوا
و أما قول ابن عيينة فتقدم في أحاديث الأنبياء). [تغليق التعليق: 4/272]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ وعتوا طغوا
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيرا} (الفرقان: 21) وقال: يعني عتوا طغوا، أخرجه ورقاء في (تفسيره) عن ابن أبي نجيح عنه.
وقال ابن عيينة: عاتيةٍ عتت على الخزّان
أي: قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية} (الحاقة: 6) هذه في سورة الحاقة، ذكرها هنا استطرادًا لقوله: وعتوا، قوله: (صرصر) هو الشّديد الصّوت، وقيل: الرّيح الباردة من الصر فتحرق من شدّة بردها. قوله: (عاتبة) ، شديدة العصف، وقال سفيان في تفسير عاتية: عتت على خزانها فخرجت بلا كيل ولا وزن، والخزان، بضم الخاء وتشديد الزّاي: جمع خازن، وأريد به خزان الرّيح الّذين لا يرسلون شيئا من الرّيح إلاّ بإذن الله بمقدار معلوم، ووقع في هذا التفاسير في النّسخ تقديم وتأخير وزيادة ونقصان). [عمدة القاري: 19/94-95]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما أخرجه ورقاء في تفسيره ({وعتوا}) أي (طغوا) وعتوّهم طلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا به.
(وقال ابن عيينة) سفيان في قوله تعالى بسورة الحاقة مما ذكره المؤلّف استطرادًا على عادته في مثله ({عاتية}) من قوله: {فأهلكوا بريح صرصر عاتية} [الحاقة: 6] (عتت عن الخزان) الذين هم على الريح فخرجت بلا كيل ولا وزن وفي نسخة وقال ابن عباس بدل ابن عيينة ووقع في هذه التفاسير تقديم وتأخير في بعض النسخ). [إرشاد الساري: 7/273]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (عتت) أي: عصت على الخزان). [حاشية السندي على البخاري: 3/62]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربّنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوًّا كبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: وقال المشركون الّذين لا يخافون لقاءنا، ولا يخشون عقابنا هلاّ أنزل اللّه علينا ملائكته، فتخبرنا أنّ محمّدًا محقٌّ فيما يقول أنّه محقٍّ، وأنّ ما جاءنا به صدقٌ، أو نرى ربّنا فيخبرنا بذلك، كما قال جلّ ثناؤه مخبرًا عنهم: {وقالوا لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} ثمّ قال بعد: {أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً} يقول اللّه: لقد استكبر قائلو هذه المقالة في أنفسهم وتعظّموا، {وعتوا عتوًّا كبيرًا} يقول: وتجاوزوا في الاستكبار بقيلهم ذلك حدّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال كفّار قريشٍ: {لولا أنزل علينا الملائكة} فيخبرونا أنّ محمّدًا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لقد استكبروا {وعتوا عتوًّا كبيرًا} قال: شدّة الكفر.
وقال: {وعتوا عتوًّا} لأنّ عتا من ذوات الواو، فأخرج مصدره على الأصل بالواو. وقيل في سورة مريم: {وقد بلغت من الكبر عتيًّا} وإنّما قيل ذلك كذلك لموافقة المصادر في هذا الوجه جمع الأسماء كقولهم: قعد قعودًا، وهم قومٌ قعودٌ، فلمّا كان ذلك كذلك، وكان العاتي يجمع عتيًّا بناءً على الواحد، جعل مصدره أحيانًا موافقًا لجمعه، وأحيانًا مردودًا إلى أصله). [جامع البيان: 17/426-427]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال الّذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربّنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوًّا كبيرًا (21)
قوله تعالى: وقال الّذين لا يرجون لقاءنا
- ذكر، عن محمّد بن مرزوقٍ، ثنا عبيد بن عقيلٍ، ثنا جرير بن حازمٍ، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ في قوله: وقال الّذين لا يرجون لقاءنا قال: لا يبالون وأنشدني جرير ابن حازمٍ قول خبيبٍ:
لعمرك ما أرجوك إذا كنت مسلمًا = على أيّ حالٍ كان في اللّه مصرعي.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: لولا أنزل علينا الملائكة أي فنراهم عيانًا أو نرى ربّنا.
قوله تعالى: لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوًّا كبيرًا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ أنبأ الحسين بن واقدٍ، ثنا يزيد النّحويّ، عن عكرمة قال: العتو في كتاب اللّه التّجبّر). [تفسير القرآن العظيم: 8/2676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} قال: هذا قول كفار قريش {لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا} فيخبرنا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 11/152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} قال لا يسألون). [الدر المنثور: 11/152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {لولا أنزل علينا الملائكة} أي نراهم عيانا). [الدر المنثور: 11/152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وعتوا عتوا كبيرا} قال: شدة الكفر). [الدر المنثور: 11/152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال العتو في كتاب الله التجبر). [الدر المنثور: 11/152]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الحسن و قتادة في قوله تعالى حجرا محجورا قال هي كلمة كانت العرب تقولها كان الرجل إذا نزلت به شديدة قال حجرا محجورا يقول حراما محرما). [تفسير عبد الرزاق: 2/67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين، ويقولون حجرًا محجورًا}.
يقول تعالى ذكره: يوم يرى هؤلاء الّذين قالوا: {لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربّنا} بتصديق محمّدٍ الملائكة، فلا بشرى لهم يومئذٍ بخيرٍ {يقولون حجرًا محجورًا} يعني أنّ الملائكة يقولون للمجرمين حجرًا محجورًا، حرامًا عليكم اليوم البشرى أن تكون لكم من اللّه، ومن الحجر قول المتلمّس:
حنّت إلى نخلة القصوى فقلت لها = حجرٌ حرامٌ ألا تلك الدّهاريس
ومنه قولهم: حجر القاضي على فلانٍ، وحجر فلانٌ على أهله ومنه، حجر الكعبة، لأنّه لا يدخل إليه في الطّواف، وإنّما يطاف من ورائه، ومنه قول الآخر:
فهممت أن ألقي إليها محجرًا = فلمثلها يلقى إليه المحجر
أي: مثلها يركب منه المحرم.
واختلف أهل التّأويل في المخبر عنهم بقوله {ويقولون حجرًا محجورًا} ومن قائلوه؟ فقال بعضهم: قائلو ذلك الملائكة للمجرمين نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن الأجلح، قال: سمعت الضّحّاك بن مزاحمٍ، وسأله، رجلٌ عن قول اللّه: {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: تقول الملائكة: حرامًا محرّمًا أن تكون لكم البشرى.
- حدّثني عبد الوارث بن عبد الصّمد، قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن الحسن، عن قتادة: {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: هي كلمةٌ كانت العرب تقولها، كان الرّجل إذا نزل به شديدة قال: حجرًا، يقول: حرامًا محرّمًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجرًا محجورًا}: لمّا جاءت زلازل السّاعة، فكان من زلازلها أنّ السّماء انشقّت {فهي يومئذٍ واهيةٌ، والملك على أرجائها} على شفة كلّ شيءٍ تشقّقٌ من السّماء، فذلك قول: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون} يعني: الملائكة تقول للمجرمين: حرامًا محرّمًا أيّها المجرمون أن تكون لكم البشرى اليوم حين رأيتمونا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {يوم يرون الملائكة} قال: يوم القيامة {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: عوذًا معاذًا.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله، وزاد فيه: الملائكة تقوله.
وقال آخرون: ذلك خبرٌ من اللّه عن قيل المشركين إذا عاينوا الملائكة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم قال: حدّثني الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريج: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجرًا محجورًا} قال ابن جريجٍ: كانت العرب إذا كرهوا شيئًا قالوا: حجرًا، فقالوا حين عاينوا الملائكة.
قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: {حجرًا} عوذًا، يستعيذون من الملائكة.
قال أبو جعفرٍ: وإنّما اخترنا القول الّذي اخترنا في تأويل ذلك من أجل أنّ الحجر هو الحرام، فمعلومٌ أنّ الملائكة هي الّتي تخبر أهل الكفر أنّ البشرى عليهم حرامٌ. وأمّا الاستعاذة فإنّها الاستجارة، وليست بتحريمٍ، ومعلومٌ أنّ الكفّار لا يقولون للملائكة حرامٌ عليكم، فيوجّه الكلام إلى أنّ ذلك خبرٌ عن قيل المجرمين للملائكة). [جامع البيان: 17/427-430]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجرًا محجورًا (22)
قوله تعالى: يوم يرون الملائكة
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يوم يرون الملائكة قال: يوم القيامة.
قوله تعالى: لا بشرى يومئذٍ للمجرمين
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة قوله: لا بشرى يومئذٍ للمجرمين قال: إذا كان يوم القيامة تلقى المؤمن بالبشرى فإذا رأى ذلك الكفّار قالوا للملائكة بشّرونا، قالوا: حجرًا محجورًا قال: حرامًا محرّمًا أن نتلقّاكم بالبشرى.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر العدنيّ ثنا سفيان، عن فطرٍ، عن مجاهدٍ: لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجرًا محجورًا قال: تقول الملائكة: حرامًا محرّمًا أن تكون البشرى اليوم إلا للمؤمنين.
قوله تعالى: ويقولون حجرًا محجورًا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا موسى بن قيسٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ: ويقولون حجرًا محجورًا قال: حرامًا محرّمًا أن نبشّركم بما نبشّر به المتّقين.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة: ويقولون حجرًا محجورًا قال: حرامًا محرّمًا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا محمّد بن عبيدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: ويقولون حجرًا محجورًا قال: تقول لهم الملائكة حرامًا أن تكون لكم البشرى.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ، عن عبيدٍ، عن الضّحّاك قوله: لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجرًا محجورًا لمّا جاءت زلازل السّاعة فكان من زلازلها أنّ السّماء انشقّت فهي يومئذٍ واهيةٌ والملك على أرجائها على شقّة كلّ شيءٍ يشّقّق من السّماء فذلك قوله: يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين حرامًا محرّمًا أيّها المجرمون أن تكون لكم البشرى اليوم حيث رأيتمونا-
وروى، عن مجاهدٍ والحسن وعطاءٍ الخراسانيّ وخصيفٍ أنّه حرامًا محرّمًا.
- حدّثني أبو عبد اللّه الطّهرانيّ أنبأ حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم ابن أبان، عن عكرمة في قوله: ويقولون حجرًا محجورًا قال يقولون يوم القيامة إنّا لا نصل إلى شيءٍ من الخير.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: حجرًا محجورًا عوذًا معاذ اللّه الملائكة تقوله.
- أخبرنا الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن الحسن وقتادة في قوله: حجرًا محجورا قال: هي كلمةٌ كانت العرب تقولها كان الرّجل إذا نزلت به شديدةٌ قال: حجرًا محجورًا يقول: حرامًا محرّمًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2676-2678]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يوم يرون الملائكة يعني يوم القيامة). [تفسير مجاهد: 449]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل حجرا محجورا يعني عوذا معاذا الملائكة تقوله). [تفسير مجاهد: 449]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال مسدّدٌ: ثنا هشيمٌ، عن يونس بن عبيدٍ، عن الحسن "في قوله عزّ وجلّ: (حجراً محجوراً) قال: كانت المرأة إذا رأت شيئًا تكرهه قالت: حجرًا"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/249]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال مسدّدٌ: حدثنا هشيمٌ، عن يونس، عن الحسن: {حجرًا محجورًا} قال: كانت المرأة إذا رأت شيئًا تكرهه، قالت: حجرًا). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {يوم يرون الملائكة} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله {لا بشرى يومئذ للمجرمين} قال: إذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى فإذا رأى ذلك الكفار قالوا للملائكة: بشرونا قالوا: حجرا محجورا، حراما محرما أن نتلقاكم بالبشرى). [الدر المنثور: 11/152-153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {ويقولون حجرا محجورا} قال: عوذا معاذا الملائكة تقوله، وفي لفظ قال: حراما محرما أن تكون البشرى اليوم إلا للمؤمنين). [الدر المنثور: 11/153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {ويقولون حجرا محجورا} قال: تقول الملائكة: حراما محرما على الكفار البشرى يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك {ويقولون حجرا محجورا} قال: تقول الملائكة: حراما محرما على الكفار البشرى حين رأيتمونا). [الدر المنثور: 11/153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري {ويقولون حجرا محجورا} قال: حراما محرما أن نبشركم بما نبشر به المتقين). [الدر المنثور: 11/153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله {ويقولون حجرا محجورا} قال: هي كلمة كانت العرب تقولها، كان الرجل إذا نزلت به شدة قال: حجرا محجورا حراما محرما). [الدر المنثور: 11/154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: كانت المرأة إذا رأت الشيء تكرهه تقول: حجر من هذا). [الدر المنثور: 11/154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال: لما جاءت زلازل الساعة فكان من زلازلها أن السماء انشقت فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها: على سعة كل شيء تشقق، فهي من السماء فذلك قوله {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا} حراما محرما أيها المجرمون أن تكون لكم البشرى اليوم حين رأيتمونا). [الدر المنثور: 11/154]

تفسير قوله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عاصم بن حكيم، عن أبي شريح عن [عـ (؟) .. ... .. ]
...
وإن الهباء الرماد). [الجامع في علوم القرآن: 1/4] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيبٍ أنّه بلغه عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقول: الهباء هو الغبار). [الجامع في علوم القرآن: 1/4]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الحسن في قوله فجعلنه هباء منثورا قال أما رأيت شيئا يدخل البيت من الشمس يدخله من الكوة فهو الهباء). [تفسير عبد الرزاق: 2/67]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة هباء منثورا قال هو ما تذري الريح من حطام هذا الشجر). [تفسير عبد الرزاق: 2/67]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل} قال: عمدنا إلى ما عملوا من عملٍ من خيرٍ فلم نقبل منهم [الآية: 23]). [تفسير الثوري: 226]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن الحرث عن عليّ في قوله: {هباءً منثورا} قال: الشّعاع الّذي يخرج من الكوة [الآية: 23]). [تفسير الثوري: 226]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {هباءً منثورًا} [الفرقان: 23] : «ما تسفي به الرّيح»). [صحيح البخاري: 6/109]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقال ابن عبّاس هباء منثورا ما يسفى به الرّيح وصله بن جرير من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عبّاسٍ مثله وزاد في آخره ويبثّه ولابن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ قال وقال أبو عبيدة في قوله هباء منثورا هو الّذي يدخل البيت من الكوّة يدخل مثل الغبار مع الشّمس وليس له مسٌّ ولا يرى في الظل وروى بن أبي حاتمٍ من طريق الحسن البصريّ نحوه وزاد لو ذهب أحدكم يقبض عليه لم يستطع ومن طريق الحارث عن عليٍّ في قوله هباءً منثورًا قال ما ينثر من الكوة). [فتح الباري: 8/490]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هباء منثورا} ما تسفي به الرّيح {مد الظل} ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس {ساكنا} دائما {عليه دليلا} طلوع الشّمس {خلفه} من فاته من اللّيل عمل أدركه بالنّهار أو فاته بالنّهار أدركه باللّيل
قال ابن جرير ثنا القاسم ثنا الحسين حدثني حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس قوله 23 الفرقان {هباء منثورا} قال ما يسفي الرّيح ويبثه
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله {هباء منثورا} يقول الماء المهراق). [تغليق التعليق: 4/270] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: هباءً منثوراً ما تسفي به الرّيح
أي: قال عبد الله بن عبّاس في تفسير: هباءً. منثوراً. في قوله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنا هباء منثوراً} (الفرقان: 23) ما تسفي به الرّيح أي تذريه وترميه، ووصله ابن المنذر من حديث عطاء عن ابن عبّاس بلفظ: ما تسفي به الرّيح وتثبته، وقال الثّعلبيّ: هباءً منثوراً، أي: باطلا لا ثواب له لأنهم لم يعملوه لله، وإنّما عملوه للشّيطان. واختلف المفسّرون في الهباء فقال مجاهد وعكرمة والحسن: هو الّذي يرى في الكوى من شعاع الشّمس كالغبار ولا يمس بالأيدي ولا يرى في الظل، وقال ابن زيد: هو الغبار، وقال مقاتل: هو ما يسطع من حوافر الدّوابّ، ويقال: الهباء جمع هباة، والمنثور المتفرق). [عمدة القاري: 19/93]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال) ولأبي ذر وقال (ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله ابن جرير في قوله: ({هباء منثورًا}) هو (ما تسفي به الريح). وتذريه من التراب والهباء والهبوة التراب الدتيق قاله ابن عرفة. وقال الخليل والزجاج: هو مثل الغبار الداخل في الكوة يتراءى مع ضوء الشمس فلا يمس بالأيدي ولا يرى في الظل ومنثورًا صفته شبه به عملهم المحيط في حقارته وعدم نفعه ثم بالمنثور منه في انتشاره بحيث لا يمكن نظمه فجيء بهذه الصفة لتفيد ذلك. وقال الزمخشري: أو مفعول ثالث لجعلناه لم جعلناه جامعًا لحقارة الهباء والتناثر كقوله: {كونوا قردة خاسئين} [البقرة: 65] أي جامعين للمسخ والخسء وسقط للأصيلي لفظ به من قوله تسفي به الريح). [إرشاد الساري: 7/271]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (ما تسفي به الريح) وهو بمعنى ما قاله غير معناه ما يرى في الكوى التي عليها الشمس). [حاشية السندي على البخاري: 3/62]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا (23) أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مّستقرًّا وأحسن مقيلاً}.
يقول تعالى ذكره: {وقدمنا} وعمدنا إلى ما عمل هؤلاء المجرمون {من عملٍ}، ومنه قول الرّاجز:
وقدم الخوارج الضّلاّل = إلى عباد ربّهم وقالوا
إنّ دماءكم لنا حلال
يعني بقوله قدم: عمد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وقدمنا} قال: عمدنا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقوله: {فجعلناه هباءً منثورًا} يقول: فجعلناه باطلاً، لأنّهم لم يعملوه للّه، وإنّما عملوه للشّيطان.
والهباء: هو الّذي يرى كهيئة الغبار إذا دخل ضوء الشّمس من كوّةٍ، يحسبه النّاظر غبارًا، ليس بشيءٍ، تقبض عليه الأيدي ولا تمسّه، ولا يرى ذلك في الظّلّ.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة، أنّه قال في هذه الآية: {هباءً منثورًا} قال: الغبار الّذي يكون في الشّمس.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا} قال: الشّعاع في كوّة أحدهم، إن ذهب يقبض عليه لم يستطع.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {هباءً منثورًا} قال: شعاع الشّمس من الكوّة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن في قوله: {هباءً منثورًا} قال: ما رأيت شيئًا يدخل البيت من الشّمس تدخله من الكوّة، فهو الهباء.
وقال آخرون: بل هو ما تسفيه الرّياح من التّراب، وتذروه من حطام الأشجار، ونحو ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {هباءً منثورًا} قال: ما تسفي الرّيح وتبثّه.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {هباءً منثورًا} قال: هو ما تذرو الرّيح من حطام هذا الشّجر.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن يزيد في قوله: {هباءً منثورًا} قال: الهباء: الغبار.
وقال آخرون: هو الماء المهراق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {هباءً منثورًا} يقال: الماء المهراق). [جامع البيان: 17/430-433]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وقدمنا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وقدمنا عمدنا- وروى، عن السّدّيّ وسفيان الثّوريّ مثل ذلك.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسن بن عليّ بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ يقول: عمدنا وبعضهم يقول: أتينا عليه.
قوله تعالى وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ
- حدّثنا أبي، ثنا عبيد اللّه بن موسى أنبأ سفيان ، عن عيسى، عن قيس بن سعدٍ، عن مجاهدٍ قوله: وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ قال: قدمنا إلى ما عملوا من خيرٍ لا يتقبّل منهم.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن عبيد اللّه الرّازيّ قال: سمعت ابن المبارك يقول: في قوله: وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا قال: كلّ عملٍ صالحٍ لا يراد به وجه اللّه.
قوله تعالى: فجعلناه هباء منثورا
[الوجه الأول]
- حدّثني أبي ثنا قبيصة، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ رضي اللّه عنه هباء منثورا قال: ينتثر من الكوة: وهباء منبثًّا قال: رهج الدّوابّ.
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ في قوله: هباءً منثورًا قال: الهباء رهج الدّوابّ- وروى، عن ابن عبّاس في بعض الرّوايات وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم والضّحّاك نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا مسدّدٌ، ثنا محمّد بن جابرٍ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن عقيلٍ الجزريّ، عن عليٍّ رضي الله عنه في قوله: هباءٍ منثورًا قال: شعاع الشّمس إذا دخل في الكوّة- وروى عن ابن عبّاسٍ في بعض الرّوايات ومجاهدٍ وأبي مالكٍ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ والضحاك في أحد الرّوايات نحو ذلك
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن: وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا قال: الشّعاع في كوّة أحدكم لو ذهب يقبض عليه لم يستطع.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: هباءً منثورا يقول: الماء المهراق.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ أخبرني أبي، عن خالد بن قيسٍ، عن قتادة في قوله: هباءً منثورًا قال: أما رأيت يبس الشّجر إذا ذرته الرّيح فهو ذلك يعني الورق.
والوجه الخامس:
- ذكر، عن ابن وهبٍ أخبرني عاصم بن حكيمٍ، عن أبي سريعٍ الطّائيّ، عن عبيد بن تعلى قال: وإنّ الهباء الرّماد). [تفسير القرآن العظيم: 8/2678-2680]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقدمنا إلى ما عملوا يقول وعمدنا). [تفسير مجاهد: 449]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد هباء منثورا قال هو شعاع الشمس من الكوة). [تفسير مجاهد: 449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
أخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل} قال: قدمنا إلى ما عملوا من خير ممن لا يتقبل منه في الدنيا). [الدر المنثور: 11/154-155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في قوله {هباء منثورا} قال: الهباء: شعاع الشمس الذي يخرج من الكوة). [الدر المنثور: 11/155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال: الهباء: ريح الغبار يسطع ثم يذهب فلا يبقى منه شيء فجعل الله أعمالهم كذلك). [الدر المنثور: 11/155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الهباء: الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا). [الدر المنثور: 11/155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {هباء منثورا} قال: الماء المهراق). [الدر المنثور: 11/155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {هباء منثورا} قال: الشعاع في كوة أحدهم، لو ذهبت تقبض عليه لم تستطع). [الدر المنثور: 11/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {هباء منثورا} قال: شعاع الشمس من الكوة). [الدر المنثور: 11/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة {هباء منثورا} قال: شعاع الشمس الذي في الكوة). [الدر المنثور: 11/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك وعامر في الهباء المنثور: شعاع الشمس). [الدر المنثور: 11/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {هباء منثورا} قال: الغبار). [الدر المنثور: 11/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {هباء منثورا} قال: هو ما تذروه الرياح من حطام هذا الشجر). [الدر المنثور: 11/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن معلى بن عبيدة قال: الهباء: الرماد). [الدر المنثور: 11/157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سمويه في فوائده عن سالم مولى أبي حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثال جبال تهامة حتى إذا جيء بهم جعل الله تعالى أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار قال سالم: بأبي وأمي يا رسول الله حل لنا هؤلاء القوم قال: كانوا يصلون ويصومون ويأخذون سنة من الليل ولكن كانوا إذا عرض عليهم شيء من الحرام وثبوا عليه فادحض الله تعالى أعمالهم). [الدر المنثور: 11/157]

تفسير قوله تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ميسرة بن حبيبٍ النّهديّ عن المنهال بن عمرٍو عن أبي عبيدة قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: لا ينتصف النّهار حتّى يقيل أهل الجنّة وأهل النّار ثمّ قرأ {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا} ثمّ قرأ {إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} [الآية: 24]). [تفسير الثوري: 226]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله جلّ ثناؤه: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً} يقول تعالى ذكره: أهل الجنّة يوم القيامة خيرٌ مستقرًّا، وهو الموضع الّذي يستقرّون فيه من منازلهم في الجنّة من مستقرّ هؤلاء المشركين الّذين يفتخرون بأموالهم وما أوتوا من عرض هذه الدّنيا في الدّنيا، وأحسن منهم فيها مقيلاً.
فإن قال قائلٌ: وهل في الجنّة قائلةٌ؟ فيقال {وأحسن مقيلاً} فيها؟
قيل: معنى ذلك وأحسن فيها قرارًا في أوقات قائلتهم في الدّنيا، وذلك أنّه ذكر أنّ أهل الجنّة لا يمرّ بهم في الآخرة إلاّ قدر ميقات النّهار من أوّله إلى وقت القائلة، حتّى يسكنوا مساكنهم في الجنّة، فذلك معنى قوله: {وأحسن مقيلاً}.
ذكر الرّواية عمّن قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً} يقول: قالوا في الغرف في الجنّة، وكان حسابهم أن عرضوا على ربّهم عرضةً واحدةً، وذلك الحساب اليسير، وهو مثل قوله: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه. فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا. وينقلب إلى أهله مسرورًا}.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، في قوله: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً} قال: كانوا يرون أنّه يفرغ من حساب النّاس يوم القيامة في نصف النّهار، فيقيل هؤلاء في الجنّة وهؤلاء في النّار.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً} قال: لم ينتصف النّهار حتّى يقضي اللّه بينهم، فيقيل أهل الجنّة في الجنّة، وأهل النّار في النّار. قال: وفي قراءة ابن مسعودٍ: (ثمّ إنّ مقيلهم لإلى الجحيم).
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً} قال: قال ابن عبّاسٍ: كان الحساب من ذلك في أوّله، وقال القوم حين قالوا في منازلهم من الجنّة، وقرأ: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أنّ سعيدًا الصّوّاف حدّثه أنّه بلغه: أنّ يوم القيامة يقضي على المؤمنين حتّى يكون كما بين العصر إلى غروب الشّمس، وأنّهم يقيلون في رياض الجنّة حتّى يفرغ من النّاس، فذلك قول اللّه: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً}.
قال أبو جعفرٍ: وإنّما قلنا: معنى ذلك خيرٌ مستقرًّا في الجنّة منهم في الدّنيا، لأنّ اللّه تعالى ذكره عمّ بقوله: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلاً} جميع أحوال الجنّة في الآخرة أنّها خيرٌ في الاستقرار فيها والقائلة من جميع أحوال أهل النّار، ولم يخصّ بذلك أنّه خيرٌ من أحوالهم في النّار دون الدّنيا، ولا في الدّنيا دون الآخرة، فالواجب أن يعمّ كما عمّ ربّنا جلّ ثناؤه، فيقال: أصحاب الجنّة يوم القيامة خيرٌ مستقرًّا في الجنّة من أهل النّار في الدّنيا والآخرة، وأحسن منهم مقيلاً، وإذا كان ذلك معناه، صحّ فساد قول من توهّم أنّ تفضيل أهل الجنّة بقول اللّه: {خيرٌ مستقرًّا} على غير الوجه المعروف من كلام النّاس بينهم في قولهم: هذا خيرٌ من هذا، وهذا أحسن من هذا). [جامع البيان: 17/433-436]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلًا (24)
قوله تعالى: أصحاب الجنّة
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلمٍ أنبأ فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إنّ أوّل زمرةٍ تدخل الجنّة يوم القيامة وجوههم على مثل صورة القمر ليلة البدر والزّمرة الثّانية على لون أحسن كوكبٍ درّيٍّ في السّماء.
قوله تعالى: يومئذٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: يومئذٍ يعنى يوم القيامة.
قوله تعالى: خيرٌ مستقرًّا
- حدّثنا أبي، ثنا عبيد اللّه بن حمزة بن إسماعيل حدّثني يحيى بن الضّريس قال: سمعت أبي حمزة بن إسماعيل، ثنا أبو سنانٍ في قوله: خيرٌ مستقرًّا قال: المستقرّ الجنّة والمقيل دونهما.
قوله تعالى: وأحسن مقيلا
- حدّثنا أسيد بن عاصمٍ، ثنا الحسين بن حفصٍ، ثنا سفيان ، عن ميسرة، عن المنهال، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعودٍ في قول اللّه: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا قال: لا ينتصف النّهار حتّى يقيل هؤلاء وهؤلاء ثمّ قرأ: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا ثمّ إنّ مقيلهم لإلى الجحيم.
- حدّثنا أبي، ثنا عيسى بن يونس الرّمليّ، ثنا داود بن الجرّاح، عن نهشلٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا قال: إنّما هي ضحوةٌ فيقيل أولياء اللّه على الأسرّة مع الحور العين ويقيل أعداء اللّه مع الشياطين المقرنين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا قال: يفرغ اللّه من حساب النّاس نصف النّهار فيقيل أهل الجنّة في الجنّة وأهل النّار في النّار فيقول اللّه يومئذٍ (أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا).
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبد اللّه بن ميسرة، ثنا رجلٌ قد سمّاه قال: عكرمة: إنّي لأعرف السّاعة الّتي يدخل فيها أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار السّاعة الّتي تكون في الدّنيا ارتفاع الضّحى الأكبر إذا انقلب النّاس إلى أهليهم للقيلولة فينصرف أهل النّار إلى النّار، وأمّا أهل الجنّة فينطلق بهم إلى الجنّة فكانت قيلولتهم في الجنّة وأطعموا كبد حوتٍ فأشبعهم ذلك كلّهم. فذلك قوله: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي عن أبيه في قوله: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا قالوا في الغرف من الجنّة وكان حسابهم أن عرضوا على ربّهم عرضةً واحدةً وذلك الحساب اليسير وهو مثل قوله: فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا وينقلب إلى أهله مسرورًا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا أي مأوًى ومنزلا.
- قال قتادة حدّث صفوان بن محرزٍ أنه قال: يجئ يوم القيامة برجلين كان أحدهما ملكًا في الدّنيا إلى الحمرة والبياض فيحاسب فإذا عبدٌ لم يعمل خيرًا فيؤمر به إلى النّار والآخر صاحب كساءٍ في الدّنيا فيحاسب فيقول: يا ربّ ما أعطيتني من شيءٍ فتحاسبني به فيقول صدق عبدي فأرسلوه فيؤمر به إلى الجنّة ثمّ يتركان ما شاء اللّه ثمّ يدعى صاحب النّار فإذا هو مثل الحممة السّوداء فيقال له كيف وجدت؟
فيقول: شرّ مقيلٍ فيقال له: عد ثمّ يدعى بصاحب الجنّة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر فيقال له: كيف وجدت؟ فيقول ربّ: خير مقيل، فيقال له: عد). [تفسير القرآن العظيم: 8/2680-2681]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا.
أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} قال: أحسن منزلا وخير مأوى). [الدر المنثور: 11/157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وأحسن مقيلا} قال: مصيرا). [الدر المنثور: 11/157-158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {خير مستقرا وأحسن مقيلا} قال: في الغرف من الجنة، وكان حسابهم أن عرضوا على ربهم عرضة واحدة وذلك الحساب اليسير وذلك مثل قوله {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا} ). [الدر المنثور: 11/158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء، ثم قرأ {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} وقرأ (ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم) ). [الدر المنثور: 11/158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: إنما هي ضحوة فيقيل أولياء الله على الاسرة مع الحور العين ويقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين). [الدر المنثور: 11/158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يرون أنه يفرغ من حساب الناس يوم القيامة نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار فذلك قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} ). [الدر المنثور: 11/159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن الصواف قال: بلغني أن يوم القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس وإنهم ليقيلون في رياض الجنة حين يفرغ الناس من الحساب، وذلك قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} ). [الدر المنثور: 11/159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} أي مأوى ومنزلا قال قتادة: حدث صفوان ابن محرز قال: إنه ليجاء يوم القيامة برجلين، كان أحدهما ملكا في الدنيا فيحاسب فإذا عبد لم يعمل خيرا فيؤمر به إلى النار، والآخر كان صاحب كساه في الدنيا فيحاسب فيقول: يا رب ما أعطيتني من شيء فتحاسبني به فيقول: صدق عبدي فارسلوه فيؤمر به إلى الجنة ثم يتركان ما شاء الله ثم يدعى صاحب النار فإذا هو مثل الحممة السوداء فيقال له: كيف وجدت مقيلك فيقول: شر مقيل، فيقال له: عد، ثم يدعى صاحب الجنة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر فيقال له: كيف وجدت مقيلك فيقول رب خير مقيل فيقال: عد). [الدر المنثور: 11/159-160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: اني لاعرف الساعة التي يدخل فيها أهل الجنة الجنة وأهل النار النار: الساعة التي يكون فيها ارتفاع الضحى الاكبر إذا انقلب الناس إلى أهليهم للقيلولة، فينصرف أهل النار إلى النار وأما أهل الجنة فينطلق بهم الجنة فكانت قيلولتهم في الجنة وأطعموا كبد الحوت فاشبعهم كلهم فذلك قوله {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} ). [الدر المنثور: 11/160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عكرمة أنه سئل عن يوم القيامة أمن الدنيا هو أم من الآخرة فقال: صدر ذلك اليوم من الدنيا وآخرة من الآخرة). [الدر المنثور: 11/160-161]


رد مع اقتباس