عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2 ذو القعدة 1433هـ/17-09-2012م, 07:48 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في أسباب نزولها:
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أتاه اليهود فقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} أفعنيتنا أم عنيت قومك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((عنيت الجميع)). فقالوا: يا محمد، أما تعلم أن الله عز وجل أنزل التوراة على موسى عليه السلام، وخلفها موسى فينا، وفي التوراة أنباء كل شيء؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ((التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله تعالى)). فأنزل الله عز وجل: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} إلى آخر الآيات الثلاث، وباقيها مكي.). [جمال القراء:1/15]م
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقوله: {إن الله عنده علم السّاعة} [لقمان: 34] نزلت في رجل من محارب بالمدينة). [عمدة القاري: 19/159]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وأمّا القول باستثناء آيتين وثلاثٍ فمستندٌ إلى ما رواه ابن جريرٍ عن قتادة وعن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: (أنّ قوله تعالى: {ولو أنّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ} إلى آخر الآيتين أو الثّلاث نزلت بسبب مجادلةٍ كانت من اليهود أنّ أحبارهم قالوا: يا محمّد أرأيت قوله: {وما أوتيتم من العلم إلّا قليلًا} إيّانا تريد أم قومك؟ فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((كلًّا أردت)) قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنّا قد أوتينا التّوراة فيها تبيان كلّ شيءٍ، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّها في علم اللّه قليلٌ))، فأنزل اللّه عليه: {ولو أنّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ} الآيات).
وذلك مرويٌّ بأسانيد ضعيفةٍ وعلى تسليمها فقد أجيب بأنّ اليهود جادلوا في ذلك ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بمكّة بأن لقّنوا ذلك وفدًا من قريشٍ وفد إليهم إلى المدينة، وهذا أقرب للتّوفيق بين الأقوال.
وهذه الرّوايات وإن كانت غير ثابتةٍ بسندٍ صحيحٍ إلّا أنّ مثل هذا يكتفى فيه بالمقبول في الجملة.
قال أبو حيّان: سبب نزول هذه السّورة أنّ قريشًا سألوا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عن قصّة لقمان مع ابنه، أي سألوه سؤال تعنّتٍ واختبارٍ.
وهذا الّذي ذكره أبو حيّان يؤيّده تصدير السّورة بقوله تعالى: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث}). [التحرير والتنوير: 21/137-138]م


رد مع اقتباس