عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2 ذو القعدة 1433هـ/17-09-2012م, 07:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في أسباب نزولها :
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (نزلت هذه الآيات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشّام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الرّوم، واضطرّ هرقل ملك الرّوم حتّى ألجأه إلى القسطنطينيّة، وحاصره فيها مدّةً طويلةً، ثمّ عادت الدّولة لهرقل، كما سيأتي). [تفسير القرآن العظيم: 6/297]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وروى الواحدي من حديث الأعمش: عن عطيّة عن أبي سعيد الخدريّ، قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون، فنزلت {الم * غلبت الرّوم} إلى أن قال: يفرح المؤمنون بظهور الرّوم على أهل فارس). [عمدة القاري: 19/155]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وروى التّرمذيّ عن أبي سعيدٍ الخدريّ: (أنّ هذه السّورة نزلت يوم بدرٍ) فتكون عنده مدنيّةً.
قال أبو سعيدٍ: (لمّا كان يوم بدرٍ ظهرت الرّوم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين وفرحوا بذلك فنزلت {الم * غلبت الرّوم} إلى قوله: {بنصر اللّه..})، وكان يقرؤها غلبت بفتح اللّام، وهذا قولٌ لم يتابعه أحدٌ، وأنّه قرأ {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} بالبناء للنّائب، ونسب مثل هذه القراءة إلى عليٍّ وابن عبّاسٍ وابن عمر.
وتأوّلها أبو السّعود في "تفسيره" آخذًا من "الكشّاف" بأنّها إشارةٌ إلى غلب المسلمين على الرّوم.
قال أبو السّعود: وغلبهم المسلمون في غزوة مؤتة سنة تسعٍ.
وعن ابن عبّاسٍ (كان المشركون يحبّون أن يظهر أهل فارس على الرّوم؛ لأنّهم وإيّاهم أهل أوثانٍ)). [التحرير والتنوير: 21/39] م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وسبب نزولها ما رواه التّرمذيّ عن ابن عبّاسٍ والواحديّ وغير واحدٍ: (أنّه لمّا تحارب الفرس والرّوم الحرب -الّتي سنذكرها عند قوله تعالى: {غلبت الرّوم * في أدنى الأرض..} وتغلّب الفرس على الرّوم-كان المشركون من أهل مكّة فرحين بغلب الفرس على الرّوم؛ لأنّ الفرس كانوا مشركين ولم يكونوا أهل كتابٍ فكان حالهم أقرب إلى حال قريشٍ؛ ولأنّ عرب الحجاز والعراق كانوا من أنصار الفرس، وكان عرب الشّام من أنصار الرّوم، فأظهرت قريشٌ التّطاول على المسلمين بذلك، فأنزل اللّه هذه السّورة مقتًا لهم وإبطالًا لتطاولهم بأنّ اللّه سينصر الرّوم على الفرس بعد سنين).
فلذلك لمّا نزلت الآيات الأولى من هذه السّورة خرج أبو بكرٍ الصّدّيق يصيح في نواحي مكّة {الم * غلبت الرّوم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين}، وراهن أبو بكرٍ المشركين على ذلك كما سيأتي). [التحرير والتنوير: 21/40]


رد مع اقتباس