قوله تعالى: {إنّ الله يغفر الذّنوب جميعًا}
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {إنّ الله يغفر الذّنوب جميعًا}:
قيل إنه منسوخٌ بقوله: {ومن يقتل مؤمنًا} [النساء: 93] الآية.
وقيل هو منسوخٌ بقوله: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 48].
قال أبو محمد: وهذا خبرٌ لا يحسن نسخه ولا يجوز، والله يغفر للمؤمنين ذنوبهم جميعًا إذا شاء.
وقيل: يغفر الذّنوب جميعًا لمن تاب.
وفي قراءة ابن عباس: {يغفر الذّنوب جميعًا لمن شاء}. وعن النبي عليه السلام: ((يغفر الذنوب جميعًا ولا يبالي)).
وقد قال ابن عمر لمّا نزلت: {إن الله يغفر الذّنوب جميعًا}: قام رجل إلى النبيّ فقال: والشرك يا رسول الله؟ فنزلت: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 48] الآية فدلّ ذلك على أن الآية مخصوصةٌ فيما دون الشّرك من الذنوب يغفر الله لمن شاء من خلقه.
قال أبو محمد: والصواب أنها محكمةٌ عامّةٌ خطابٌ للمؤمنين فالمغفرة، لا تكون إلا مع الإيمان بالله وكتبه ورسله.
وقيل: هي خاصة في قوم بأعيانهم نزلت، وهي عامّةٌ لمن هو مثلهم وقد بينّا ذلك في كتاب الهداية). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 397-398]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقوله عز وجل: {إن الله يغفر الذنوب جميعا} الآية [الزمر: 53] قال قوم: هو منسوخ بقوله عز وجل: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} الآية [النساء: 48، 116] وليس كما زعموا، وإنما المعنى: لا تقنطوا من رحمة الله عز وجل للذنوب التي ارتكبتموها في حال الكفر، فإن الإسلام يمحوها). [جمال القراء:1/356-357]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين