عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12 رمضان 1433هـ/30-07-2012م, 02:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يَسألونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ للهِ وَالرَسولِ} الآية.
أخبرنا أبو سعد النضروي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكيفة فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اذهب فاطرحه في القبض)) قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا قريبًا حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اذهب فخذ سيفك)).
وقال عكرمة عن ابن عباس: لما كان يوم بدر وقال رسول الله
[أسباب النزول:227]
صلى الله عليه وسلم: من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا فذهب شبان الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات فلما كانت الغنيمة جاء الشبان يطلبون نفلهم فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرايات ولو انهزمتم لكنا لكم ردءًا فأنزل الله تعالى: {يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قل الأنفال لله والرسول} فقسمها بينهما بالسوية.
أخبرنا أبو بكر بن الحارث قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام الباهلي عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت قال: لما هزم العدو يوم بدر واتبعتهم طائفة يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله عليه السلام واستولت طائفة على العسكر والنهب فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم قالوا: لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم الله وهزمهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما أنتم بأحق به منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينال العدو منه غرة فهو لنا وقال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق به منا نحن أخذناه واستولينا عليه فهو لنا فأنزل الله تعالى: {يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ} فقسمه رسول الله عليه السلام بالسوية). [أسباب النزول:228]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)}
روى أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قتل قتيلا فله كذا وكذا، ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا))، فأما المشيخة فثبتوا تحت الريات، وأما الشبان فسارعوا إلى القتل والغنائم، فقالت: المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردءا ولو كان منكم شيء للجأتم إلينا، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول}.
وروى أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم يدر قتل أخي عمير فقتلت به سعيد بن العاص، وأخذت سيفه فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اذهب فاطرحه في القبض))، فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي، وأخذ سلبي فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((اذهب فخذ سيفك)).
وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن سعد قال: لما كان يوم بدر جئت بسيف، فقلت يا رسول الله إن الله شفى صدري من المشركين هب لي هذا السيف، فقال: ((هذا ليس لي ولا لك)) فقلت: عسى أن يعطى هذا من لا يبلي بلائي، فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنك سألتني وليس لي، وإنه قد صار لي وهو لك)). قال: فنزلت: {يسألونك عن الأنفال} الآية.
(ك). وأخرج ابن جرير عن مجاهد: أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن
[لباب النقول:121]
الخمس بعد الأربعة الأخماس، فنزلت: {يسألونك عن الأنفال} الآية). [لباب النقول:122]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الآية: 1].
الترمذي [4 /110] حدثنا أبو كريب نا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت يا رسول الله إن الله قد شفى صدري من المشركين أو نحو هذا، هب لي هذا السيف فقال: ((هذا ليس لي ولا لك))، فقلت: عسى أن يعطى هذا من لا يبلي بلائي فجاءني الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: ((إنك سألتني وليس لي وإنه قد صار لي وهو لك)) قال فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الآية هذا حسن صحيح وقد رواه سماك عن مصعب بن سعد أيضا.
الحديث أخرجه مسلم مطولا كما سيأتي في سورة العنكبوت إن شاء الله ومختصرا [12/53 -54] وأخرجه أبو داود [3 /30 -31] والطيالسي [1 /239] وابن أبي حاتم [3 /222].
والحاكم [2 /132] والبيهقي [6/ص229] وابن جرير [9 /173] وأبو نعيم [8 /312] وصححه الحاكم وسكت عليه الذهبي.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 110]
سبب آخر:
أخرج الإمام أحمد [5 /324] وقال الهيثمي [6 /92]: رجاله ثقات وكذا [7 /26] قال رجال الطريقين ثقات وابن حبان [410] كما في الموارد وابن جرير [9 /172] والحاكم [2 /135-136، 326] وقال: صحيح على شرط مسلم وسكت عليه الذهبي في الموضعين والبيهقي [6 /292 ]عن عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله تبارك وتعالى العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون فأكبت طائفة على المعسكر يحوونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا، نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} فقسمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على وفاق بين المسلمين، الحديث هذا لفظ أحمد.
تنبيه:
حديث عبادة بن الصامت من طريق مكحول عن أبي أمامة ومكحول لم يسمع من أبي أمامة، وفي بعض الطرق التصريح بالواسطة بينهما وهو أبو سلام ممطور وفي بعضها ليس فيها مكحول كما عند الإمام أحمد في بعض الطرق من غير طريق مكحول، لكنها من طريق أبي سلام ممطور الحبشي وهو لم يسمع من أبي أمامة
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 111]
وأخرج أبو داود [3 /29] وابن حبان [431] كما في موارد الظمآن والحاكم في [المستدرك:2/132، 221 ،326] وصححه في الثلاثة مواضع، وابن جرير [9 /171] والبيهقي [6/291]، وصححه الحاكم [2 /171] صوابه وسكت عليه الذهبي. وابن كثير [2 /284] وزاد نسبته إلى النسائي وابن مردويه كل هؤلاء أخرجوه عن ابن عباس نحو حديث عبادة.
قل أبو داود رحمه الله [3 /29]: حدثنا وهب بن بقية قال: نا خالد عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم بدر: ((من فعل كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا)) قال: فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها فلما فتح الله عليهم قالت المشيخة: كنا ردءا لكم لو انهزمتم فئتم إلينا فلا تذهبون بالمغنم ونبقى فأبى الفتيان وقالوا جعله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لنا فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول} إلى قوله: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون} يقول: فكان ذلك خيرا لهم فكذلك أيضا فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم.
حدثنا زياد بن أيوب نا هشيم قال: نا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال يوم بدر: ((من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا)) ثم ساق نحوه وحديث خالد أتم وقد تقدم.
ولا تنافي بين السببين إذ لا مانع أن تكون الآية نزلت في الجميع والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 112]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس