عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12 رمضان 1433هـ/30-07-2012م, 02:27 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

ما ورد في أسباب نزولها:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة، قال: "تلك الفاضحة، ما زالت تنزل {ومنهم} ... {ومنهم} حتى خشينا أن لا تدع أحدا"،

قال: قلت: فسورة الأنفال؟، قال: "نزلت في قتال بدر"،
قلت: فسورة الحشر؟، قال: "نزلت في بني النضير"). [فضائل القرآن:]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، أخبرنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: سورة الأنفال، قال: "نزلت في بدرٍ " ). [صحيح البخاري: 6/61]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عاصم ابن بهدلة، عن مصعب بن سعدٍ، عن أبيه، قال: (لمّا كان يوم بدرٍ جئت بسيفٍ، فقلت: يا رسول الله، إنّ اللّه قد شفى صدري من المشركين، أو نحو هذا، هب لي هذا السّيف، فقال: ((هذا ليس لي ولا لك)) فقلت: عسى أن يعطى هذا من لا يبلي بلائي، فجاءني الرّسول فقال: ((إنّك سألتني وليس لي، وإنّه قد صار لي وهو لك، قال: فنزلت: {يسألونك عن الأنفال}الآية [الأنفال: 1] )) ).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقد رواه سماك بن حربٍ، عن مصعبٍ، أيضًا.وفي الباب عن عبادة بن الصّامت). [سنن الترمذي: 5/119]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، ثنا وهب بن جرير بن حازمٍ، حدّثني أبي قال: سمعت محمّد بن إسحاق، يقول: حدّثني الحارث بن عبد الرّحمن، عن مكحولٍ، عن أبي أمامة، عن عبادة بن الصّامت رضي اللّه عنه، قال: سألته عن الأنفال، قال: فينا يوم بدرٍ نزلت كان النّاس على ثلاث منازلٍ، ثلثٌ يقاتل العدوّ، وثلثٌ يجمع المتاع، ويأخذ الأسارى، وثلثٌ عند الخيمة، يحرس رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا جمع المتاع اختلفوا فيه، فقال الّذين جمعوه وأخذوه، قد نفل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كلّ امرئٍ منّا ما أصاب فهو لنا دونكم. وقال الّذين يقاتلون العدوّ ويطلبونه: واللّه لولا نحن ما أصبتموه، فنحن شغلنا القوم، وقال الحرس: واللّه ما أنتم بأحقّ به منّا لقد رأينا أن نقاتل العدوّ حين منحنا اللّه أكتافهم أن نأخذ المتاع حين لم يكن أحدٌ يمنع دونه ولكنّا خفنا غرّة العدوّ على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقمنا دونه قال: فانتزعها اللّه من أيدينا، فجعله إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم «فقسمه على السّواء، لم يكن فيه يومئذٍ خمسٌ، فكان فيه تقوى اللّه وطاعته وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم وصلاح ذات البين» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/356]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (ولاخلاف في هذه السورة أنها نزلت في يوم بدر وأمر غنائمه). [المحرر الوجيز: 9/126]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يوم بدر من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن اسر أسيرا فله كذا وكذا)) فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات وأما الشبان فسارعوا إلى القتل والغنائم فقال المشيخة للشبان: أشركونا معكم فانا كنا لكم ردءا فأبوا فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنزلت سورة الأنفال) رواه عكرمة عن ابن عباس...). [زاد المسير: 3/316]

قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م) سعيد بن جبير -رحمه الله -: قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدرٍ. أخرجه البخاري ومسلم). [جامع الأصول: 2/145]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م ت د) عن مصعب بن سعد - رضي الله عنهما -: عن أبيه قال: لمّا كان يوم بدرٍ، جئت بسيفٍ، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد شفى صدري من المشركين - أو نحو هذا - هب لي هذا السيف، فقال: «هذا ليس لي ولا لك»، فقلت: عسى أن يعطى هذا من لا يبلي بلائي، فجاءني الرسول صلى الله عليه وسلم [فقال] : «إنك سألتني وليس لي، وإنه قد صار لي، وهو لك، قال: فنزلت {يسألونك عن الأنفال... } الآية» [الأنفال: 1]. أخرجه الترمذي، وأبو داود.
وقد أخرجه مسلم في جملة حديث طويل، يجيء في فضائل سعد، في كتاب الفضائل من حرف الفاء.
[شرح الغريب]
(يبلي بلائي) أبليت بلاءاً حسناً، أي: صنعت، والأصل فيه: الابتلاء والاختبار، أي: فعلت فعلاً اختبرت فيه، وظهر به خيري وشري). [جامع الأصول: 2/145-146]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وسأل سعيد بن جبير ابن عباس رحمه الله عن سورة الأنفال فقال: نزلت في بدر). [جمال القراء:1/ 62 ]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت هذه السورة في غزوة بدر وغنائمها). [التسهيل: 1/320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال البخاريّ: قال ابن عبّاسٍ: (الأنفال: الغنائم) حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، أخبرنا هشيم، أخبرناأبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة الأنفال؟ قال: (نزلت في بدرٍ)). [تفسير القرآن العظيم: 4/5]

قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ) : (قوله (سعيد بن سليمان) البغدادي المشهور بسعدويه و(هشيم) مصغر الهشم بن أبي خازم بالمعجمة والزاي و(أبو بشر) بالموحدة المكسورة جعفر). [شرح الكرماني: 17/121]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن عبادة بن الصّامت قال: «خرجنا مع رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فشهدنا معه بدرًا، فالتقى النّاس، فهزم اللّه - عزّ وجلّ - العدوّ، فانطلقت طائفةٌ في آثارهم يهزمون ويقتلون، وأكبّت طائفةٌ على العسكر يحوزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفةٌ برسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - لا يصيب العدوّ منه غرّةً، حتّى إذا كان اللّيل وفاء النّاس بعضهم إلى بعضٍ قال الّذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها فليس لأحدٍ فيها نصيبٌ، وقال الّذين خرجوا في طلب العدوّ: لستم بأحقّ بها منّا، نحن نفينا عنها العدوّ وهزمناهم، وقال الّذين أحدقوا برسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: لستم بأحقّ بها منّا، نحن أحدقنا برسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - وخفنا أن يصيب العدوّ منه غرّةً واشتغلنا به، فنزلت {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرّسول فاتّقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم} [الأنفال: 1]، فقسّمها رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - على فواقٍ بين المسلمين.
وكان رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - إذا أغار في أرض العدوّ نفل الرّبع، وإذا أقبل راجعًا وكلّ النّاس نفل الثّلث. وكان يكره الأنفال ويقول: " ليردّ قويّ المؤمنين على ضعيفهم».
قلت: روى التّرمذيّ وابن ماجه منه: كان ينفل في البداءة الرّبع، وفي القفول الثّلث فقط.
رواه أحمد.
- وفي روايةٍ عنده: «سألت عبادة بن الصّامت - رحمه اللّه - عن الأنفال، فقال: فينا معشر أصحاب بدرٍ نزلت حين اختلفنا في النّفل وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه اللّه من أيدينا وجعله إلى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقسّمه رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بين المسلمين عن بواءٍ. يقول: على السّواء». ورجال الطّريقين ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/26]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: ثنا أبو معاوية، ثنا أبو إسحاق الشّيبانيّ، عن محمّد بن عبيد اللّه الثّقفيّ، عن سعدٍ قال: "لمّا كان يوم بدرٍ قتل أخي عميرٍ وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه وكان يسمّى ذا الكثيفة فأتيت به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: اذهب فاطرحه في القبض فخرجت وبي ما لا يعلمه إلّا اللّه من قتل أخي وأخذ سلبي، فما مكثت إلّا قليلًا حتّى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: اذهب فخذ سيفك".
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ رواته ثقاتٌ.
وتقدّم لفظه في باب ما جاء في غنيمة بدرٍ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/211-212]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا زهيرٌ، ثنا هشام بن عبد الملك، ثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن مصعب بن سعدٍ، عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: "أخذ أبي، من الخمس سيفًا فأتى به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: هب لي هذا. فأنزل اللّه- عزّ وجلّ- (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرسول) .
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/212]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عيسى بن يونس، ثنا واصل بن السّائب، عن عطاءٍ وأبي سورة عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال: "بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سريّةً، فنصرها اللّه وفتح عليها، وكان من أتاه بشيءٍ نفله من بعد الخمس، فرجع رجاله وكانوا يستقدمون، ويأسرون، ويقتلون، وتركوا الغنائم خلفهم ولم ينالوا من الغنائم شيئًا، فقالوا: يا رسول اللّه، ما بال رجالٍ منّا يستقدمون ويأسرون، وتخلف رجال لم يصلوا بالقتال، فتنفلهم من الغنيمة. فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فنزل جبريل- عليه السّلام-: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرّسول فاتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: ردّوا ما أخذتم، واقتسموه بينكم بالعدل والسوية. فقالوا: يا رسول الله، قد أنفقنا وأكلنا قال: فاحتسبوا بذلك".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف واصل بن السّائب). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/212]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم كذا ثبت هذا الحديث في آخر هذه التّفاسير عند أبي ذرٍّ وثبت عند غيره في أثنائها والخطب فيه سهلٌ والحديث المذكور سيأتي بأتمّ من هذا في تفسير سورة الحشر ويأتي شرحه هناك وقد تقدّم طرفٌ منه أيضا في المغازي). [فتح الباري: 8/307]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن مردويه في التّفسير ثنا محمّد بن علّي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنا عبد الله بن محمّد ثنا عبد الأعلى عن داود عن عكرمة عن ابن عبّاس قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم من صنع كذا وكذا فله كذا وكذا فتسارع شبّان الرّجال وبقي الشّيوخ تحت الرّايات فلمّا كانت الغنائم جاءوا يطلبون الّذي جعل لهم فقال الشّيوخ لا تستأثروا علينا فإنّا كنّا ردءًا لكم لو انكشفتم انكشفتم إلينا فسارعوا فأنزل الله تعالى الأنفال {يسألونك عن الأنفال} إلى قوله {إن كنتم مؤمنين}
ورواه أبو داود من حديث داود بن أبي هند والنّسائيّ في التّفسير من طريقه أيضا). [تغليق التعليق: 4/215-216]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا عيسى بن يونس ثنا واصل (بن) السّائب، عن عطاءٍ، وأبي سورة، عن أبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سريّةً، فنصرها اللّه تعالى، وفتح عليها، وكان من أتاه بشيءٍ نفله (من بعد الخمس) فرجع رجالٌ، وكانوا يستقدمون ويأسرون ويقتلون، وتركوا الغنائم خلفهم، ولم ينالوا من الغنائم خلفهم، ولم ينالوا من الغنائم شيئًا، فقالوا: يا رسول اللّه: ما بال رجالٍ منّا يستقدمون ويأسرون، وتخلّف رجالٌ لم يصلوا بالقتال، فنفلتهم من الغنيمة، فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزل جبريل (عليه السّلام): {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرّسول فاتّقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم}.
فدعاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال لهم: ردّوا ما أخذتم، واقسموه بينكم بالعدل والسّويّة، فقالوا: يا رسول اللّه، قد أنفقنا وأكلنا، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: فاحتسبوا بذلك.
- وقال مسدّدٌ: حدثنا يحيى، عن مالكٍ، عن الزّهريّ، عن القاسم، قال، قال: إنّ رجلًا سأل ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما، عن النّفل؟ فقال: الفرس من النّفل، والسّلب من النّفل، فأعاد عليه فقال: هذا مثل صنيع صبيغ الّذي ضربه عمر رضي الله عنه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/672-674]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍالعَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وروى أبو داود والنّسائيّ وبن حبّان من طريق داود بن أبي هندٍ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ قال: " لمّا كان يوم بدرٍ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ((من صنع كذا فله كذا ...)) الحديث" فنزلت {يسألونك عن الأنفال}). [فتح الباري: 8/306]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم حدّثنا سعيد بن سليمان أخبرنا هشيمٌ أخبرنا أبو بشرٍ عن سعيد بن جبيرٍ قال قلت لابن عبّاسٍ رضي الله عنهما سورة الأنفال قال: " نزلت في بدرٍ ".
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ومحمّد بن عبدالرّحيم أبو يحيى كان يقال له صاعقة، وسعيد بن سليمان البغداديّ المشهور بسعدويه، وهشيم مصغر الهشم بن بشير الو اسطي، وأبو بشر، بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة: جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس الواسطيّ.
قوله: (سورة الأنفال) أي: ما سبب نزول سورة الأنفال؟ قوله: (قال: "نزلت في بدر" ) أي: قال ابن عبّاس: نزلت سورة الأنفال في قضيّة بدر، وهذا أحد الأقوال وهو ما رواه أحمد بإسناده عن سعد بن أبي وقاص قال: " لما كان يوم بدر وقتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكثيفة، فأتيت به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((اذهب فاطرحه في القبض)). قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلاّ الله من قتل أخي وأخذ سلبي، قال: فما جاوزت إلاّ يسيرا حتّى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اذهب فخذ سيفك)) " ، قلت: الكثيفة، بضم الكاف وفتح الثّاء المثلّثة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء، والقبض، بفتحتين: بمعنى المقبوض وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن يقسم،
وقيل: إنّها نزلت هذه الآية لأن بعض الصّحابة سأل النّبي صلى الله عليه وسلم من المغنم شيئا قبل قسمته فلم يعطه إيّاه إذ كان شركا بين الجيش، وقال مقاتل: نزلت في أبي اليسر إذ قال للنّبي صلى الله عليه وسلم: أعطنا ما وعدتنا من الغنيمة، وكان قتل رجلين وأسر رجلين: العبّاس بن عبد المطلب وآخر يقال له سعد بن معاذ، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: إنّهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الخمس بعد الأربعة أخماس، فنزلت {يسألونك} [الأنفال: 1] ). [عمدة القاري: 18/332]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟ قال: (نزلت في بدر)، وفي لفظ: (تلك سورة بدر)). [الدر المنثور: 7/5]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍالقَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان أخبرنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت لابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما- سورة الأنفال قال: " نزلت في بدرٍ" .
...وبه قال: (حدّثني) بالإفراد (محمد بن عبدالرحيم) صاعقة قال: (حدثنا سعيد بن سليمان) سعدويه البغدادي قال: (أخبرناهشيم) بضم الهاء وفتح المعجمة مصغرًا ابن بشير الواسطي قال: (أخبرنا أبوبشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية إياس الواسطي (عن سعيد بن جبير) أنه (قال: قلت لابن عباس -رضي الله عنهما- سورة الأنفال) ما سبب نزولها؟ (قال: "نزلت في" ) غزوة ( "بدر" ).
وروى أبو داود والنسائي وابن جرير وابن مردويه واللفظ له وابن حيان والحاكم من طرق عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: " لما كان يوم بدر قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: (( من صنع كذا وكذا فله كذا وكذا )) فتسارع في ذلك شبان الرجال وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنائم جاؤوا يطلبون الذي جعل لهم فقال الشيوخ لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءًا لو انكشفتم فئتم فتنازعوا ، فأنزل الله {يسألونك عن الأنفال} إلى قوله: {إن كنتم مؤمنين} "). [إرشاد الساري: 7/132-133]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج سعيد بن منصورٍ والبخاريّ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت في بدرٍ). وفي لفظٍ: (تلك سورة بدرٍ.)). [فتح القدير: 2/406]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقد اتّفق رجال الأثر كلّهم على أنّها نزلت في غزوة بدرٍ: قال ابن إسحاق: أنزلت في أمر بدرٍ سورة الأنفال بأسرها، وكانت غزوة بدرٍ في رمضان من العام الثّاني للهجرة بعد عامٍ ونصفٍ من يوم الهجرة، وذلك بعد تحويل القبلة بشهرين، وكان ابتداء نزولها قبل الانصراف من بدرٍ، فإنّ الآية الأولى منها نزلت والمسلمون في بدرٍ قبل قسمة مغانمها، كما دلّ عليه حديث سعد بن أبي وقّاصٍ، والظّاهر أنّها استمرّ نزولها إلى ما بعد الانصراف من بدرٍ.
وفي كلام أهل أسباب النّزول ما يقتضي أنّ آية{الآن خفّف اللّه عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفاً} - إلى- {مع الصّابرين}[الأنفال: 66] نزلت بعد نزول السّورة بمدّةٍ طويلةٍ، كما روي عن ابن عبّاسٍ، وسيأتي تحقيقه هنالك.
وقال جماعةٌ من المفسّرين: إنّ آيات{يا أيّها النّبي حسبك اللّه} -إلى- {لا يفقهون} [الأنفال: 64، 65] نزلت بالبيداء في غزوة بدرٍ قبل ابتداء القتال، فتكون تلك الآية نزلت قبل نزول أوّل السّورة). [التحرير والتنوير: 9/245-246]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (ونزولها بسبب اختلاف أهل بدرٍ في غنائم يوم بدرٍ وأنفاله، وقيل: بسبب ما سأله بعض الغزاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم أن يعطيهم من الأنفال، كما سيأتي عند تفسير أوّل آيةٍ منها). [التحرير والتنوير: 9/246]


رد مع اقتباس