الموضوع: دراسة للظروف
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 07:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أمس - أمام

أمس

في [المقتضب: 3/ 173]: «ومن المبنيات {أمس} تقول: مضى أمس بما فيه، ولقيتك أمس يا فتى. وإنما بني، لأنه اسم لا يخص يوما بعينه وقد ضارع الحروف، وذلك أنك إذا قلت: فعلت هذا أمس يا فتى فإنما تعني اليوم الذي يلي يومك، فإذا انتقلت عن يومك انتقل اسم أمس عن ذلك اليوم، فإنما هي بمنزلة {من} التي لابتداء الغاية فيما وقعت عليه، وتنتقل من شيء إلى شيء، وليس حد الأسماء إلا لزوم ما وضعت علامات عليه... فأما كسر آخر أمس فلالتقاء الساكنين».
وانظر [سيبويه: 4/ 43]، و[أمالي الشجري: 2/ 260]، و[أسرار العربية: 32]، [ابن يعيش: 4/ 106]، [شرح الرضي للكافية: 2/ 117]، و[الهمع: 1/ 208 209].
1- {فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس} [10: 24]
في [الكشاف: 2/ 341]: «والأمس مثل في الوقت القريب، كأنه قيل: لم تغن آنفا» ليس الأمس عبارة عن مطلق الوقت، ولا مرادفًا لقوله: أنفا، لأن {أنفا} معناه الساعة، والمعنى: كأن لم يكن لها وجود فيما مضى من الزمان.
[البحر: 5/ 144]، [العكبري: 2/ 14].
2- {فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه} [28: 18]
الأمس معرب، لأنه دخلته أل، بخلاف ما إذا عرى عنها: فالحجاز تبنيه إذا كان معرفة، وتميم تمنعه الصرف حالة الرفع فقط، ومنهم من يمنعه الصرف مطلقًا، وقد يبنى مع {أل} على سبيل الندور. قال الشاعر:

وإني حبست اليوم والأمس قبله = إلى الليل حتى كادت الشمس تغرب
[البحر: 7/ 110].
3- {يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس} [28: 19]
4- {وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون} [28: 82]
من هذا يتضح لنا أن كل ما جاء في القرآن كان مقترنًا بأل {الأمس} فهو معرب لا مبني وجاء مجرورًا بالباء {بالأمس}.

أمام

في [المقتضب: 4/ 335]: «فمثل خلف وأمام وقدام يجوز أن تقع أسماء غير ظروف».
وفي [المقتضب: 4/ 341]: «ألا ترى أن خلف وأمام وقدام ونحو ذلك يتصرفن، لأن الأشياء لا تخلو منها، وليس الوجه مع ذلك رفعها حتى تصنيفها... ».
وفي [سيبويه: 1/ 204]: «فأما الخلف والأمام والتحت فهن أقل استعمالاً في الكلام أن تجعل أسماء وقد جاءت على ذلك في الكلام والأشعار».
وفي [سيبويه: 1/ 207]: «وأما الخلف والأمام والتحت والدون فتكون أسماء وكينونة تلك أسماء أكثر وأجرى في كلامهم».
ويخيل إلي أن كلام سيبويه يعارض بعضه بعضًا.
وقال [الشجري في أماليه: 2/ 252]: «فأما ظروف المكان فمنها أيضًا ما يتصرف وينصرف خلف وأمام ووراء وقدام».
بل يريد الإنسان ليفجر أمامه [75: 5]
الأمام ظرف مكان استعير هنا للزمان أي ليفجر فيما بين يديه ويستقبله من زمان حياته. [البحر: 8/ 385].
وفي [العكبري: 2/ 145]: «أي ليكفر فيما يستقبل».
وفي [الكشاف: 2/ 660]: «ليدوم عي فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان».
ليس في القرآن من {أمام} إلا هذه الآية.


رد مع اقتباس