عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 06:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أن والفعل

أن والفعل
المصدر المؤول من (أن والفعل) يقع مفعولاً لأجله على تقدير حذف مضاف عند البصريين كراهة أن، مخافة أن، وعلى تقدير حذف {لا} عند الكوفيين.
1- {يبين الله لكم أن تضلوا} [4: 176]
أن تضلوا. مفعول من أجله، ومفعول {يبين} محذوف، أي الحق، وقدره البصريون والمبرد وغيرهم: كراهة أن تضلوا، وقدر الكوفي والفراء والكسائي: لئلا تضلوا، وحذف {لا}. ومثله عندهم قول القطامي:
فآلينا عليها أن تباعا
أي لا تباع.
وحكى أبو عبيدة قال: حدثت الكسائي بحديث رواه ابن عمر فيه: لا يدعون أحدكم على ولده أن يوافق من الله إجابة، فاستحسنه، أي لئلا يوافق.
وقال الزجاج: هو مثل قوله {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} أي لئلا تزولا.
ورجح أبو علي قول المبرد بأن قال: حذف المضاف أسوغ وأشيع من حذف {لا}.
وقيل: أن تضلوا: مفعول به، أي يبين الله لكم الضلالة أن تضلوا فيها.
[البحر: 3/ 409].
وفي [معاني القرآن للفراء: 1/ 297]: «ومعناه ألا تضلوا، ولذلك صلحت {لا} في موضع {أن} وهذه محنة لـ {أن} إذا صلحت في موضعها لئلا، وكيلا صلحت {لا}».
وفي [معاني القرآن للزجاج: 2/ 149 150]: «وقيل: فيها قولان: قال بعضهم: المعنى: يبين الله لكم ألا تضلوا، فأضمرت {لا}.
وقال البصريون: إن {لا} لا تضمر، وإن المعنى: يبين الله لكم كراهة أن تضلوا، لكن حذفت كراهة، لأن في الكلام دليلاً عليها، وإنما جاء الحذف عندهم على حد قوله: {واسأل القرية} والمعنى: واسأل أهل القرية».
ذكر الوجهين في [البيان: 1/ 281] ورجح مذهب البصريين.
وفي [المغني: 35]: «الراجح أنها بمعنى لئلا قيل به في {يبين الله لكم أن تضلوا} وقوله:

نزلتم منزل الأضياف منا = فعجلنا القرى أن تشتمونا
والصواب: أنها مصدرية، والأصل: كراهية أن تضلوا، ومخافة أن تشتمونا، وهو قول البصريين».
2- {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا} [2: 224]
ذهب الجمهور إلى أن المصدر المؤول مفعول لأجله، ثم اختلفوا في التقدير، فقيل: كراهة أن تبروا، أو لترك أن تبروا، وقيل: لئلا تبروا، أو إرادة أن تبروا.
وتقدير {لا} غير ظاهر، لما فيه من تعليل امتناع الحلف بانتفاء البر.
[البحر: 2/ 177 179].
3- {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} [4: 135]
من العدول عن الحق، أو من العدل، وهو القسط، فعلى الأول يكون التقدير: إرادة أن تجوروا وعلى الثاني: كراهة أن تعدلوا بين الناس وتقسطوا، وهو مفعول لأجله على التقديرين، وجوز أبو البقاء أن يكون التقدير: ألا تعدلوا، فحذف {لا} أي لا تتبعوا الهوى في ترك العدل وقيل: المعنى: لا تتبعوا الهوى لتعدلوا.
[البحر: 3/ 370 371]، [العكبري: 1/ 110].
4- {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} [6: 25]
التقدير: كراهة أن يفقهوه، وقيل: المعنى: ألا يفقهوه.
[البحر: 4/ 97]، [العكبري: 1/ 133].
5- {وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت} [6: 70]
اتفقوا على أن {أن تبسل}في موضع المفعول من أجله، وقدروا كراهة أن تبسل، ومخافة أن تبسل، ولئلا تبسل. [البحر: 4/ 155].
التقدير: لئلا تبسل. [البيان: 1/ 325].
6- {لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا} [6: 156]
{أن تقولوا}: مفعول من أجله، فقدره الكوفيون: لئلا تقولوا، ولأجل ألا تقولوا، وقدره البصريون كراهة أن تقولوا. [البحر: 4/ 256 257].
7- {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز} [11: 12]
أي كراهة أن يقولوا، أو لئلا يقولوا، أو بأن يقولوا، أقوال ثلاثة.
[البحر: 5/ 207]، [العكبري: 2/ 19].
8- {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [16: 15]
أي مخافة أن تميد. [العكبري: 2/ 42].
التقدير الثاني: لئلا تميد. [البيان: 2/ 76].
9- {تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة} [16: 92]
أي مخافة أن تكون.
[العكبري: 2/ 45].
في موضع نصب على تقدير: كراهة أن تكون، أو لئلا تكون أمة.
[البيان: 2/ 83].
10- {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم} [21: 31]
أي مخافة أن تميد، أو لئلا تميد. [العكبري: 2/ 70].
11- {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين} [24: 22]
إن كان يأتل بمعنى يحلف، فيكون التقدير: كراهة أن يؤتوا، وألا يؤتوا، فحذف {لا} وإن كان بمعنى يقصر، فيكون التقدير: في أن يؤتوا، أو عن يؤتوا.
[البحر: 6/ 440].
12- {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} [35: 41]
{أن تزولا}: في موضع المفعول له، وقدر لئلا تزولا، وكراهة أن تزولا.
[البحر: 7/ 318]، [العكبري: 2/ 104].
13- {فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة} [49: 6]
أي كراهة أن تصيبوا، أو لئلا تصيبوا.
[البحر: 8/ 109]، [البيان: 2/ 383] ذكر التقديرين.
وانظر [القسم الأول الجزء الأول/ 375 378].
إذا وجدت {لا} النافية في الكلام اقتصرنا في التقدير على مذهب البصريين كما في قوله تعالى:
لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين [26: 3]
ألا يكونوا: مفعول له أي لئلا، أو مخافة ألا.
[العكبري: 2/ 87]،[ البيان: 2/ 211].
وقد يكون في الكلام ما يمنع تقدير المضاف كقوله تعالى:
{رجل وامرأتان مما ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى} [2: 284]
{أن تضل}: في موضع المفعول لأجله، أي لأن تضل، على تنزيل السبب وهو الإضلال منزلة المسبب عنه، وهو الإذكار، كما ينزل المسبب منزلة السبب لالتباسهما واتصالهما، فهو كلام محمول على المعنى أي لأن تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت، ونظيره: أعددت الخشبة أن يميل الحائط فأدعمه، وأعددت السلاح أن يطرق العدو فأدفعه، ليس إعداد الخشبة لأجل الميل، وإنما إعدادها لإدعام الحائط، إذا مال.
ولا يجوز أن يكون التقدير: مخافة أن تضل لأجل عطف {فتذكر} عليه، وحكى عن أبي العباس أن التقدير: كراهة أن تضل.
قال أبو جعفر: وهذا غلط، إذ يصير المعنى: كراهة أن تذكر.
[البحر: 2/ 349]، [العكبري: 1/ 67].
[معاني القرآن للزجاج: 1/ 315] نقل كلام سيبويه.
المصدر المؤول من (أن والفعل) إذا أعرب مفعولاً لأجله على تقدير حذف المضاف كان في موضع نصب ولا يتأتى فيه اختلاف الخليل وسيبويه، صرح بذلك أبو حيان، وقال إنه منصوص عليه من النحويين، وكذلك قال الدمامين.
{ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله} [2: 229]
استثناء من المفعول له، كأنه قيل: ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا بسبب من الأسباب إلا بسبب خوف عدم إقامة حدود الله، فلذلك هو المبيح لكم الأخذ، ويكون حرف العلة قد حذف مع {أن} وهو جائز فصيح، ولا يجيء هنا خلاف الخليل وسيبويه، لأن هذا المصدر في موضع نصب لأنه مقدر بالمصدر، ولو صرح به كان منصوبًا واصلاً إليه العامل بنفسه، فكذلك هذا المقدر به، وهذا الذي ذكرناه من أن (أن والفعل) إذا كانا في موضع المفعول من أجله فالموضع نصب لا غير منصوص عليه من النحويين، ووجهه ظاهر.
[البحر: 2/ 197].
وفي الدماميني على [المغني: 1/ 29]: «فيكون المحل نصبًا ليس إلا، لأن المضاف لما حذف أقيم المضاف إليه مقامه، فأعطى إعرابه، وإبقاؤه على الجر بعد حذف المضاف شاذ، فلا يرتكب تخريج القرآن عليه لغير ضرورة».
العكبري قال في قوله تعالى:
{ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك} [2: 258]
أن آتاه: موضعه نصب عند سيبويه جر عند الخليل. [العكبري: 1/ 61]


رد مع اقتباس