عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 05:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي نصوص نبأ

نصوص نبأ

1- {إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تختلفون} [5: 48]
{نبأ}: غير مضمن معنى أعلم، ولذلك تعدى إلى واحد بنفسه، وإلى الآخر بحرف الجر. [الجمل: 1/ 497].
2- {قد نبأنا الله من أخباركم} [9: 94]
{نبأ}: هنا تعدت إلى مفعولين كعرف، نحو قوله: {من أنبأك هذا}، الثاني هو {من أخباركم} وعلى رأي أبي الحسن تكون {من} زائدة.
وقيل: نبأ بمعنى أعلم المتعدي إلى ثلاثة، والثالث محذوف اختصارًا، لدلالة الكلام عليه، أي من أخباركم كذبا، أو نحوه.
[البحر: 5/ 89].
المفعولان الثالث والثاني محذوفان. أي أخبارًا من أخباركم مثبتة.
[العكبري: 2/ 11].
{نبأ}: بمعنى أعلم يتعدى لثلاثة مفاعيل ويجوز أن يقتصر على واحد ولا يجوز الاقتصار على اثنين لذلك لا يجوز أن تكون من زائدة.
[البيان: 1/ 404].
3- {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين} [26: 221]
{على من}: متعلق بتنزل، والجمل المتضمنة معنى الاستفهام في موضع نصب لأنبئكم، لأنه معلق، لأنه بمعنى: أعلمكم، فإن قدرتها متعدية لاثنين كانت سادة مسد المفعول الثاني، وإن قدرتها متعدية لثلاثة كانت سادة مسد الاثنين.
والاستفهام إذا علق عنه العامل لا يبقى على حقيقة الاستفهام، وهو الاستعلام، بل يؤول معناه إلى الخبر، ألا ترى أن قولك علمت زيد في الدار أم عمرو كان المعنى. علمت أحدهما في الدار فليس المعنى أنه صدر منه علم، ثم استعلم المخاطب عن تعيين من في الدار من زيد وعمرو، فالمعنى هنا، هل أعلمكم من تنزل الشياطين عليه، لا أنه استعلم المخاطبين عن الشخص الذي تنزل الشياطين عليه، ولما كان المعنى هذا جاء الإخبار بعده بقوله: {تنزل على كل أفاك أثيم} كأنه لما قال: هل أخبركم بكذا قيل له أخبر، فقال: تنزل.
[البحر: 7/ 48]، [الجمل: 3/ 297].
4- {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد} [34: 7]
الجملة الشرطية يحتمل أن تكون معمولة لينبئكم، لأنه في معنى: يقول لكم إذا مزقتم كل ممزق تبعثون، ثم أكد ذلك بقوله: {إنكم لفي خلق جديد} ويحتمل أن يكون {إنكم لفي خلق جديد} معمولاً {لينبئكم}، وهو معلق، ولولا اللام في خبر {إن} لكانت {إن} مفتوحة سادة مسد المفعولين، والجملة الشرطية على هذا اعتراض، وقد منع قوم التعليق في باب أعلم، والصحيح جوازه قال الشاعر:

حدار فقد نبئت إنك للذي = ستجزي بما تسعى فتسعد أو تشقى
[البحر: 7/ 259]، [الجمل: 3/ 458].
5- {فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير} [66: 3]
الأصل في نبأ، وأنبأ أن يتعديا إلى واحد بأنفسهما، وإلى ثان بحرف الجر، ويجوز حذفه، فتقول: نبأت به، أو نبأنيه، فإذا ضمنت معنى أعلم تعدت إلى ثلاثة مفاعيل، كقوله:

نبئت زرعة والسفاهة كاسمها = يهدي إلى غرائب الأشعار.
[البحر: 8/ 290]، [الجمل: 4/ 358].
6- في [المغني: 579]: «ويختص التضمين عن غيره من المعديات بأنه قد ينقل الفعل إلى أكثر من درجة، ولذلك عدى (ألوت) بقصر الهمزة بمعنى قصرت إلى مفعولين بعد ما كان قاصرًا، وذلك في قولهم: لا ألوك جهدًا، ولا ألوك نصحًا لما ضمن معنى: لا أمنعك ومنه قوله تعالى:
1- {لا يألونكم خبالا} [3: 118]
وعدى أخبر وخبر وحدث ونبأ وأنبا إلى ثلاثة لما ضمنت معنى: أعلم وأرى بعد ما كانت متعدية إلى واحد بنفسها، وإلى آخر بالجار، نحو:
أ- {أنبئهم بأسمائهم. فلما أنبأهم بأسمائهم} [2: 33]
ب- {نبئوني بعلم} [6: 143]
7- {قل أؤنبئكم بخير من ذلكم} [3: 15]
{نبأ}: إنما يتعدى إلى ثلاثة إذا كان بمعنى العلم، وأما هنا فهو بمعنى الإخبار، فيتعدى لاثنين الأول بنفسه، والثاني بحرف الجر. [الجمل: 1/ 350].
في [الإعراب المنسوب للزجاج: 409 413]: «ومن هذا الباب قوله تعالى:
1- {أنبئوني بأسماء هؤلاء} [2: 31]
وقوله:
{أنبئهم بأسمائهم} [2: 33]
{ونبئهم عن ضيف إبراهيم} [15: 51]
أي أخبرهم عن ضيفه، وقال:
{ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} [75: 13]
أي يخبر به فلما كان النبأ مثل الخبر كان أنبأته عن كذا بمنزلة: أخبرته عنه، ونبأته مثل خبرته عنه ونبأته به مثل خبرته به، وهذا يصحح ما ذهب إليه سيبويه من أن معنى نبأت زيدا: نبأت عن زيد فحذف حرف الجر، لأن نبأت قد ثبت أن أصله خبرت فلما حذف حرف الجر وصل الفعل إلى المفعول الثاني فنبأت يتعدى إلى مفعولين أحدهما: يصل إليه بحرف الجر، كما أن خبرته عن زيد كذلك.
وأما ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، نحو: نبأت زيدًا عمرًا أبا فلان فهو في هذا الأصل، إلا أنه حمل على المعنى، فعدى إلى ثلاثة مفاعيل، وذلك أن الإنباء الذي هو إخبار إعلام، فلما كان إياه في المعنى عدى إلى ثلاثة مفاعيل، كما عدى الإعلام إليها.
ودخول هذا المعنى فيه وحصول مشابهته للإعلام لم يخرجه عن الأصل الذي هو له من الإخبار، وعن أن يتعدى إلى مفعولين، أحدهما يتعدى إليه بالباء أو عن، نحو:
{ونبئهم عن ضيف إبراهيم }[15: 51]
{فلما نبأت به} [66: 3]
كما أن دخول أخبرني في معنى {أرأيت} لم يخرجه عن أن يتعدى إلى مفعولين... وأما قوله تعالى:
{نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم} [15: 49]
فيحمل على وجهين:
أحدهما: أن يكون نبىء بمنزلة أعلم، ويكون {أني أنا الغفور الرحيم} قد سد مسدهما، في موضع جر عند الخليل ونصب عند غيره، وأما قوله تعالى:
{قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم} [3: 15]
فإن جعلت اللام متعلقة بأنبئكم جاز الجر في جنات على البدل من خير، وإن جعلته صفة خبر جاز الجر في جنات وإن جعلتها متعلقة بمحذوف لم يجز في جنات.
فأما قوله:
{قد نبأنا الله من أخباركم} [9: 94]
فلا يجوز أن تكون {من} فيه زيادة... لأنه يحتاج إلى مفعول ثالث، ألا ترى أنه لا خلاف في أنه إذا تعدى إلى الثاني وجب تعديه إلى المفعول الثالث.
ومما يتجه على معنى الإخبار دون الإعلام قوله تعالى: {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق} [34: 7] فالمعنى يخبركم فيقول لكم.
وفي [المقتضب: 3/ 121 122]: «وكذلك الفعل المتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، ولا يكون في الأفعال ما يتعدى لأكثر من ذلك، إلا ما كان من ظرف أو حال، أو فضلة من الكلام نحوهما...
والفعل المتعدي لثلاثة مفاعيل كقولك: أعلم الله زيدا عمرًا خير الناس، فلما أعلمه ذلك غيره صار مفعولاً بالإعلام وما بعده على حاله، فاعتبره بأن تقول: علم زيد أن عمرًا خير الناس، وأعلم الله زيدًا أن عمرًا خير الناس، وكذلك تقول: رأي عمرو زيدا الظريف، إذا رأيت برأيت معنى علمت، فإذا أراه ذلك غيره قلت: أرى عبد الله عمرًا زيدًا خير الناس.
وكذلك: نبأت زيدا عمرًا أخاك.
ولا يجوز الاقتصار على بعض مفعولاتها دون بعض».


رد مع اقتباس