عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 03:47 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جعل

جعل

قال سعيد الفارقي: «العم أن {جعلت} له تصرف في الكلام، ودور في الأحكام، وهو على أربعة أوجه يجمعها أصلان:
أحدهما: أن تكون بمعنى صيرت، فلا بد أن تتعدى إلى مفعولين.
والآخر: أن تكون بمعنى: عملت وخلقت فلا تتعدى إلا إلى واحد فإذا كانت بمعنى صيرت فأحد وجهيها في التعدي إلى مفعولين أن تكون بأثره تصل إلى المجعول، كقولك: جعلت الطين خزفا، والخشب بابا، والورق كتابا.
وهي في هذا نظير أعطيت، ويجوز فيها الاقتصار.
والآخر من التعدي إلى مفعولين أن يكون بغير أثرة، بل الحكم على الشيء أنه صير كذلك، أو القول أنه كذلك، نحو قولك: جعلت الرجل فاسقا، وجعلت زيدًا مؤمنًا، وجعلت بكرًا أميرًا، وعمرًا وزيرًا، فإنما ذلك بالقول إنه كذلك، والحكم أنه كذلك، ونظير الأول قوله عز وجل: {وجعلنا نومكم سباتا، وجعلنا الليل لباسًا، وجعلنا النهار معاشا} وكذلك قوله عز وجل: {وجعلنا السماء سقفا مرفوعًا} فهذا لم يكن كذلك إلا بعمل...
ونظير الوجه الثاني قوله عز وجل في الحكاية لقول الكافرين: {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب} وكذلك قوله عز وجل: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون} أي حكموا بذلك وقالوه، فهذا لا أثرة فيه... ».
انظر [المقتضب: 4/ 67 69].
جاءت {جعل} محتملة للتعدي لاثنين ولواحد في هذه المواضع:
1- {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا} [10: 5]
{جعل}: بمعنى صير، أبو معنى خلق، وضياء حال.
[البحر: 5/ 125]، [العكبري: 2/ 13].
{ضياء}: مفعول ثان لجعل.
[البيان: 1/ 408].
2- {وجعل خلالها أنهارا} [27: 61]
{خلالها}: المفعول الثاني.
[العكبري: 2/ 91].
ظرف والفعل متعد لواحد بمعنى خلق.
[الجمل: 3/ 323].
3- {وجعل بين البحرين حاجزا} [27: 61]
{بين}: المفعول الثاني، أو منصوب بحاجزًا.
[العكبري: 2/ 91].
4- {إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة} [28: 71]
ب- {إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة} [28: 72]
{جعل}: بمعنى صير.
[البحر: 7/ 130].
{سرمدا}: حال أو مفعول ثان.
[العكبري: 2/ 93].
5- {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} [2: 125]
{مثابة}: مفعول ثان، وقيل: جعل بمعنى خلق أو وضع.
[البحر: 1/ 380].
6- {وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم} [6: 6]
{تجري}: مفعول ثان، أو حال من الأنهار، ومن تحتهم، متعلق بتجري أو حال من ضميره، أو مفعول ثان لجعل.
[العكبري: 1/ 131]، [الجمل: 2/ 7].
7- {وجعلنا على قلوبهم أكنة} [6: 25، 17: 46]
{جعل}: بمعنى صير، والمفعول الثاني {على قلوبهم} أبو معنى خلق، فيكون الجار والمجرور حالاً لأنه صفة تقدمت، أبو بمعنى ألقى، فيتعلق بها.
[البحر: 4/ 97].
8- {إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون} [7: 27]
{جعلنا}: بمعنى صيرنا، وحكى الزهراوي أنها بمعنى وصف.
[البحر: 4/ 285].
9- {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها} [18: 7]
{زينة}: المفعول الثاني، أو جعل بمعنى خلق، وزينة حال أو مفعول لأجله.
[البحر: 6/ 98]، [البيان: 2/ 100]، [العكبري: 2/ 52].
10- {إنا جعلناه قرآنا عربيًا} [43: 3]
{جعل}: بمعنى صير، أو بمعنى خلق.
[الكشاف :4/ 236]، [البحر: 8/ 5].
11- {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام} [21: 8]
صالحة للتعدي إلى اثنين، وإلى الواحد.
[العكبري: 2/ 69].
{جسدا}: مفرد في موضع الجمع.
12- {وما جعله الله إلا بشرى لكم} [3: 126]
{بشرى}: مفعول لأجله، وجعل متعد إلى واحد: وقيل: بشرى مفعول ثان.
[البحر: 3/ 51].
13- {قد جعلها ربي حقا} [12: 100]
{حقًا}: صفة لمصدر محذوف، أو مفعول ثان، وجعل بمعنى صير، أو حال، أي وضعها صحيحة.
[العكبري: 2/ 31].
14- {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} [6: 136]
المفعول الأول {نصيبا} والثاني {لله} من الحرث: حال أو متعلق بالفعل، أو الفعل متعد إلى واحد، أي عينوا وميزوا نصيبا.
[الجمل: 2/ 92].
15- {تجعلونه قراطيس} [6: 91]
{جعل}: بمعنى صير، أو بمعنى ألقى.
[الجمل: 2/ 60].
16- {بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا} [18: 48]
{لكم}: المفعول الثاني، أو متلق بالفعل أو حال من موعدًا، إن كان الجعل بمعنى الإيجاد.
[الجمل: 3/ 29].
17- {ألم نجعل الأرض مهادا} [78: 6]
{مهادًا}: المفعول الثاني، ويجوز أن يكون {نجعل} بمعنى نخلق، فيكون {مهادا} حالاً مقدرة.
[الجمل: 4/ 463].
18- {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا} [6: 135]
{يجعل}: بمعنى يصير، أو بمعنى يخلق وضيقا حرجا حال، ولا اعتزال أبي علي.
قال: يجعل بمعنى يسمى.
[البحر: 4/ 217].
مفعول ثان ليجعل.
[البيان: 1/ 338].
19- {ويجعل الخبيث بعضه على بعض} [8: 37]
{جعل}: بمعنى صير، أو بمعنى ألقى.
[البحر: 4/ 393]، [العكبري: 2/ 4].
20- {وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب} [12: 15]
الجعل بمعنى الإلقاء أو بمعنى التصيير.
[البحر: 5/ 287].
21- {قد جعل ربك تحتك سريا} [19: 24]
الظرف: المفعول الثاني، أو جعل بمعنى خلق.
[الجمل: 3/ 58].
22- {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية} [48: 26]
{في قلوبهم}: متعلق بجعل على أنها بمعنى ألقى، أو مفعول ثان.
[الجمل: 4/ 165].
23- {وجعلنا من الماء كل شيء حي} [21: 30]
{جعل}: بمعنى صير، أو بمعنى خلق.
[البحر: 6/ 309].
24- {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة} [57: 17]
{في قلوب}: مفعول ثان، أو متعلق بجعل على أنها بمعنى خلقنا.
[البحر: 8/ 228].
25- {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} [5: 6]
الجعل: بمعنى الإيجاد والخلق، فيتعدى إلى واحد، وهو {من حرج} أو بمعنى صير فيكون {عليكم} المفعول الثاني.
[الجمل: 1/ 467].
26- {كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} [6: 125]
جعل بمعنى يلقى، كما تقول: جعلت متاعك بعضه فوق بعض، أو بمعنى صير والثاني الجار والمجرور.
[البحر: 4/ 218].
27- {ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا} [2: 260]
جعل بمعنى ألقى، والجار والمجرور متعلق بجعل، وتحتمل أن تكون بمعنى صير والثاني {على كل جبل}.
[البحر: 2/ 300]، [العكبري: 1/ 62].
28- { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا} [10: 67]
الجعل إن كان بمعنى الإبداع والخلق فمبصرا حال، وإن كان بمعنى التصيير فمبصرا المفعول الثاني.
[الجمل: 2/ 356].
29- {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} [16: 70]
{سكنا}: يجوز أن يكون مفولاً أول، على أن الجعل بمعنى التصيير، والمفعول الثاني أحد الجارين قبله، ويجوز أن يكون الجعل بمعنى الخلق، فيتعدى إلى واحد. [الجمل: 2/ 581].
جعل الزمخشري المفعول الثاني متعددًا في اللفظ دون المعنى، مثل حلو حامض في قوله تعالى:
1- {فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين} [21: 15]
في [الكشاف: 3/ 106]: «أي جعلناهم مثل الحصيد، شبههم به في استئصالهم واصطلاحهم؛ كما تقول: جعلناهم رمادًا، أي مثل الرماد، والضمير المنصوب هو الذي كان مبتدأ، والمنصوبان بعده كانا خبرين له، فلما دخل عليهما {جعل} نصبها جميعا على المفعولية.
فإن قلت: كيف ينصب {جعل} ثلاثة مفاعيل؟
قلت: حكم الاثنين الآخرين حكم الواحد، لأن معنى قولك: جعلته حلوا حامضًا، جعلته جامعًا للطمعين، وكذلك معنى ذلك: جعلناهم جامعين لمماثلة الحصيد والخمود».
2- {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} [25: 23]
{منثورا}: صفة لهباء، وقال الزمخشري: أو مفعول ثالث لجعلناه، أي جعلناه جامعًا لحقارة الهباء والتناثر، كقوله {كونوا قردة خاسئين}، أي جامعين للمسخ والخسء وخالف النحويين ابن درستويه، فمنع أن يكون لكان خبران فأكثر، وقياس قوله في {جعل} أن يمنع أن يكون لها خبر ثالث.
[البحر: 6/ 493].


رد مع اقتباس