عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 10:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي إيهام الوصفية

إيهام الوصفية

1- {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [54: 49].
في [سيبويه: 1/ 74]: «وأما قوله عز وجل: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فإنما جاء زيدا ضربته، وهو عربي كثير، وقد قرأ بعضهم {وأما ثمود فهديناهم} إلا أن القراءة لا تخالف، لأنها السنة».
وفي [شرح الكافية للرضي: 1/ 160]: «والمثال الذي أورده المصنف من الكتاب العزيز، أعنى قوله: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} لا يتفاوت فيه المعنى، كما يتفاوت في مثالنا، سواء جعلت الفعل خبرا أو صفة، فلا يصح إذن للتمثيل وذلك لأن مراده تعالى بكل شيء: كل مخلوق نصبت كل، أو رفعته، وساء جعلت {خلقناه} صفة مع الر فع أو خبرا عنه، وذلك أن قوله {خلقنا كل شيء بقدر} لا يريد به: خلقنا كل ما يقع عليه اسم شيء، لأنه تعالى لم يخلق جميع الممكنات غير المتناهية، ويقع كل واحد منها اسم شيء، فكل شيء في هذه الآية ليس كما في قوله تعالى: {والله على كل شيء قدير} لأن معناه: أنه قادر على كل شيء غير متناه، فإذا تقرر هذا قلنا، إن معنى {كل شيء خلقناه بقدر} على أن خلقناه هو الخبر: كل مخلوق مخلوق بقدر وعلى أن {خلقناه} صفة: كل شيء مخلوق كائن بقدر، والمعنيان واحد ».
قال قوم: إذا كان الفعل يتوهم فيه الوصف، وأن ما بعده يصلح للخبر، وكان المعنى على أن يكون الفعل هو الخبر.
اختير النصب في الاسم الأول، حتى يتضح أن الفعل ليس بوصف، ومنه هذا الموضع.
[البحر: 8/ 183]، [العكبري: 2/ 132].
في [المغني: 622]: «وقد التزم بعضهم جواز مجيء قراءة الأكثر على ذلك مستدلا بقوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فإن النصب فيها عند سيبويه على حد قولهم: زيدا ضربته، ولم ير خوف إلباس المفسر بالصفة مرجحا كما رآه المتأخرين».
وفي [شرح الأشموني: 1/ 431- 432]: «وثالثها: أن يكون رفعه يوهم وصفا مخلا بالمقصود، ويكون نصبه نصا في المقصود كما في {إنا كل شيء خلقناه بقدر} إذ النصب نص في عموم خلق الأشياء خبرها وشرها بقدر، وهو المقصود، وفي الرفع إيهام كون الفعل وصفا مخصصا، وبقدر هو الخبر، وليس المقصود لإيهامه وجود شيء لا بقدر لأنه غير مخلوق: ولم يعتبر سيبويه مثل هذا الإيهام مرجحا للنصب..
وقد قرئ بالرفع، لكن على أن {خلقناه} في موضع الخبر، والجملة خبر {إن} وبقدر خال، وإنما كان النصب نصا في المقصود، لأنه لا يمكن جعل الفعل حينئذ وصفا، لأن الوصف لا يعمل فيما قبله، فلا يفسر عاملا».
وانظر [أمالي الشجري: 1/ 338- 340].
2- {وكل شيء فعلوه في الزبر} [54: 52].
وفي [الأشموني: 1/ 432]: «ومن ثم وجب الرفع في قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر} وفي الصبان: ورأى من أجل أن الصفة لا تعمل فيما قبلها، فلا تفسر عاملا وجب الرفع، فتأتي الوصفية التي بها استقامة المعنى، إذ النصب يقتضي أنهم فعلوا في الزبر، أي في صحف أعمالهم كل شيء، مع أنهم لم يفعلوا فيها شيئا، إذ لم يوقعوا فيها فعلا، بل الكرام الكاتبون أوقعوا فيها الكتابة، فإن قلت: يستقيم المعنى على النصب إذا جعل الظرف نعتا لشيء، لأن المعنى حينئذ: فعلوا كل شيء مثبت في صحائف أعمالهم، وهو معنى مستقيم.
قلت: هو وإن كان مستقيما خلاف المعنى المقصود حالة الرفع، إذ المرد : أن كل ما فعلوه مثبت في صحائف أعمالهم، بحيث لا يغادر صغيرة ولا كبيرة». [العكبري: 2/ 132].
وفي [شرح الكافية للرضي: 1/ 162]: «هنا لو نصبت {كل شيء} يفعلوا لم يبق معنى الرفع، إذ يصير المعنى: فعلوا في الزبر كل شيء، إن علقنا الجار بفعلوا، ونحن لم نفعل في الزبر، أي في صحف أعمالنا شيء، إذ لم توقع فيها فعلا، بل الكرام الكاتبون أوقعوا فيها الكتابة.
وإن جعلنا الجار نعتا لكل شيء صار المعنى: فعلوا كل شيء مثبت في صحائف أعمالهم، وهذا- وإن كان معنى مستقيما إلا أنه خلاف المعنى المقصود حالة الرفع، إذ المراد منه ما أريد بقوله تعالى: {وكل صغير وكبير مستطر}».


رد مع اقتباس