عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 10:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي المحتمل للاشتغال

المحتمل للاشتغال
1- {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} [2: 211]. {كم} مفعول ثان لآتيناهم.
إن كان {من آية} تميزا لكم لا يصح أن تكون {كم} منصوبة على الاشتغال، إذ لم يعمل الفعل في ضميره، ولا في سبيه.
وإن كان التمييز محذوفا، وأطلقت {كم} على الجماعة والقوم جاز النصب على الاشتغال. [البحر: 2/ 126- 127].
2- {إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [12: 4].
الظاهر أن {رأيتهم} كرر على سبيل التوكيد للطول بالمفاعيل: كما كرر {إنكم} في قوله {إنكم مخرجون} لطول الفصل بالظرف وما تعلق به.
وقال الزمخشري: ما معنى تكرار (رأيتهم)؟ قلت: ليس بتكرار، وإنما هو كلام مستأنف على تقدير سؤال وقع جوابا له، كأن يعقوب عليه السلام قال له عند قوله: {إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر} كيف رأيتها؟ ، سائلا عن حال رؤيتها، فقال له: رأيتهم لي ساجدين.
[البحر: 5/ 28]، [الكشاف: 2/443- 444]، [العكبري: 2/ 26].
3- {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم} [47: 8].
{الذين} مبتدأ، والفاء داخلة في خبر المبتدأ، وتقديره: فتعسهم الله تعسا، فتعسا منصوب بفعل مضمر، ولذلك عطف عليه الفعل في قوله: {وأضل أعمالهم} ويجوز أن يكون الذين منصوبا على إضمار فعل يفسره قوله {فتعسا لهم}، كما تقول: زيد جدعا له، [البحر: 8/ 76].
وفي [المغني: 559]: وقوله تعالى: {والذين كفروا فتعسا لهم} الذين مبتدأ، وتعسا مصدر لفعل محذوف هو الخبر، ولا يكون الذين منصوبا بمحذوف يفسره {تعسا} كما تقول: (زيدا ضربا إياه) وكذا لا يجوز زيدًا جدعا له، ولا عمرا سقيا له، خلافا لجماعة منهم أبو حيان، لأن اللام متعلقة لا بالمصدر، لأنه لا يتعدى بالحرف، وليست لام التقوية لأنها لازمة » [559].
وفي [الكشاف: 4/ 318]: «الذين يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسر» {فتعسا لهم} كأنه قال: أتعس الله الذين كفروا ».
وفي [شرح الكافية للرضي: 1/ 149]، «أما المصدر فلا يكون مفسرا في هذا الباب، لأن ما لا ينصب بنفسه لو سلط لا يفسر ومنصوب المصدر لا يتقدم عليه».
4- {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها} [57: 27].
{ورهبانية}: معطوف على ما قبله، فهي داخلة في الجمل، {ابتدعوها} جملة في موضع الصفة الرهبانية، وخصت الرهبانية فإنها أفعال بدن مع شيء وفي القلب، ففيها موضع للتكسب، قال قتادة: الرأفة والرحمة من الله، والرهبانية هم ابتدعوها، والرهبانية: رفض الدنيا وشهواتها من النساء وغيرهن.
وجعل أبو علي {ورهبانية} متقطعة من العطف على ما قبلها من رأفة ورحمة، فانتصب عنده {ورهبانية} على إضمار فعل يفسره ما بعده، فهو من باب الاشتغال، أي ابتدعوها رهبانية ابتدعوها، واتبعه الزمخشري فقال: وانتصابها بفعل مضمر يفسره ما بعده، فهو من باب الاشتغال، وهذا إعراب المعتزلة، وكان أبو علي معتزليا، وهم يقولون: ما كان مخلوقا لله لا يكون مخلوقا للعبد، فالرأفة والرحمة من خلق الله، والرهبانية من ابتداع الإنسان، فهي مخلوقة له، وهذا الإعراب ليس يجيد من جهة صناعة العربية.. لا يجوز هنا الابتداء بقوله {ورهبانية} لأنها نكرة لا مسوغ لها من مسوغات الابتداء بالنكرة. [البحر: 8/ 228]، [الكشاف: 4/ 481- 482]، [العكبري: 2/ 135].
وفي [المغني: 639]: «وقول الفارسي في {ورهبانية ابتدعوها} إنه من باب زيدا ضربته، واعتراضه ابن الشجري بأن المنصوب في هذا الباب شرطه أن يكون مختصا، ليصح رفعه بالابتداء، والمشهور أنه عطف على ما قبله، و{ابتدعوها} صفة، ولا بد من تقدير مضاف، أي وحب رهبانية، وإنما لم يحمل أبو على الآية على ذلك لاعتزاله، فقال: لأن ما يبتدعونه لا يخلقه الله عز وجل».
5- {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب} [61: 13].
{أخرى} صفة لمحذوف، أي ولكم مثوبة أخرى، أو نعمة أخرى عاجلة إلى هذه النعمة الآجلة، فأخرى مبتدأ وخبرها المقدر لكم وهو قول الفراء، ويرجحه البدل منه بقوله {نصر من الله} و{تحبونها} صفة وقال قوم: أخرى في موضع نصب بإضمار فعل: أي ويمنحكم أخرى. [البحر: 8/ 263- 264]. وأجاز العكبري النصب على الاشتغال، [العكبري: 2/ 138].


رد مع اقتباس