عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 02:04 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي إذا وجد المفعول به فلا يقوم غيره مقام الفاعل

إذا وجد المفعول به فلا يقوم غيره مقام الفاعل

في [المقتضب: 4/ 51]: «فلذلك لم يجز أن تقيم المصدر مقام الفاعل إذا كان معه مفعول على الحقيقة، ولكنه قد يجوز أن تقيم المصادر والظروف من الأمكنة والأزمنة مقام الفاعل إذا دخل المفعول من حروف الجر ما يمنعه أن يقوم مقام الفاعل، وذلك نحو قولك: سير بزيد سير شديد. . . ».
قال الرضي في [شرح الكافية: 1/ 76]: «إذا وجد المفعول به تعين للقيام مقام الفاعل هذا مذهب البصريين. وأما الكوفيين ووافقهم بعض المتأخرين فذهبوا إلى أنه أولى لا واجب مستدين بالقراءة الشاذة {لولا نزل عليه القرآن}. وانظر [الهمع: 1/ 162]».
1- {ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} [45: 14]
قرأ أبو جعفر {ليجزي} بالياء مضمومة مبنيًا للمفعول مع نصب {قوما} أي ليجزي الخير أو الشر أو الجزاء وقيل: النائب الجار والمجرور قال السمين: وفي هذا حجة للأخفش والكوفيين. [الإتحاف: 390]، [النشر: 2/ 372].
وفي [الكشاف: 4/ 289]: «على أن يكون بني الفعل للمصدر أي ليجزي هو أي الجزاء. . . » وهذا أيضًا لا يجوز عند الجمهور.
وفي [البحر: 8/ 45]: «يتأوله على أن تنصب {قوما} بفعل محذوف، يجزي قوما فيكون جملتين».
وفي [معاني القرآن للفراء: 3/ 46]: «وقد قرأ بعض القراء فيما ذكر لي: {ليجزي قوما} وهو في الظاهر لحن فإن كان أضمر في يجزي فعلا يقع به الرفع، كما تقول: أعطي ثوبا ليجزي ذلك الجزاء قوما فهو وجه».
2- {وكذلك ننجي المؤمنين} [21: 88]
في [معاني القرآن: 2/ 210]: «القراء يقرونها بنونين وكتابها بنون واحدة وذلك أن النون الأولى متحركة والثانية ساكنة فلا تظهر الساكنة على اللسان فلما خفيت حذفت.
وقد قرأ عاصم فيما أعلم {نجي} بنون واحدة ونصب المؤمنين.
كأنه احتمل اللحن ولا نعلم لها جهة إلا تلك لأن ما لا يسم فاعله إذا خلا باسم رفعه، إلا أن يكون أضمر المصدر في نجى فنوى به الرفع، ونصب المؤمنين فيكون.
كقولك: ضرب الضرب زيدا، ثم تكن عن الضرب فتقول: ضرب زيدا، وكذلك نجي النجاء المؤمنين».
وفي [الكشاف: 3/ 132]: «ننجي نجى، والنون لا تدغم في الجيم، ومن تحمل لصحته: فجعله فعل ماض وقال: نجي النجاء المؤمنين فأرسل الياء وأسنده إلى مصدره ونصب المؤمنين بالنجاء فمتعسف بارد التعسف».
قرئ نجي المؤمنين: قيل هو فعل ماض مبني للمفعول وسكنت الياء، كما في {وذروا ما بقى من الربا} ونائب الفاعل ضمير المصدر أي نجي هو أي النجاء، كقراءة أبي جعفر {ليجزي قوما} وقد أجاز إقامة غير المفعول به من مصدر وظرف وجار ومجرور الأخفش والكوفيون وأبو عبيد مع وجود المفعول به، وجاء السماع في إقامة المجرور مع وجود المفعول به في قوله:
أتيح لي من العدا نذيرا = به وقيت الشر المستطيرا
وقال الأخفش في المسائل: ضرب الضرب الشديدا زيدا، وضرب اليومان زيدا، وضرب مكانك زيدا وأعطى عطاء حسن أخاك.
وقيل: ضمير المصدر أقيم مقام الفاعل، {والمؤمنين} منصوب بإضمار فعل أي وكذلك نجي هو أي النجاء ننجي المؤمنين.
والمشهور عند البصريين أنه متى وجد المفعول به لم يقم غيره، ألا أن صاحب اللباب حكى الخلاف في ذلك عن البصريين وأن بعضهم أجاز ذلك.
[البحر: 6/ 335]، [العكبري: 2/ 71].


رد مع اقتباس