عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 01:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي بناء الفعل الأجوف الثلاثي للمفعول

بناء الفعل الأجوف الثلاثي للمفعول

جاء فيه في القراءات السبعية إخلاص الكسر للفاء، والإشمام.
وقال ابن الجزري في [النشر: 1/ 129]: «الإشمام لغة قيس وعقيل ومن جاورهم، وكيفية اللفظ به: أن تلفظ بأول الفعل محركًا بحركة تامة مركبة من حركتين، فجزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر».
وفي شرح [الشاطبية: 146]: «وكيفية الإشمام في هذه الأفعال: أن تنحو بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدهما نحو الواو، فهي حركة مركبة من حركتين: كسر وضم».
وفي [غيث النفع: 27]: «وكيفية ذلك (الإشمام من قيل): أن تحرك القاف بحركه مركبة من حركتين: ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم، ويليه جزء الكسرة».
وقال الرضي في [شرح الكافية: 2/ 251]: «حقيقة الإشمام: أن تنحوا بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلاً، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها، هذا هو مراد القراء والنحاة بالإشمام».

الأفعال التي قرئ فيها في السبع بالكسر وبالإشمام

في [النشر: 2/ 208]: «واختلفوا في قيل، وغيض، وجيء، وحيل، وسيق، وسيء، وسيئت. فقرأ الكسائي وهشام ورويس بإشمام الضم كسر أوائلهن. وافقهما ابن ذكوان في: {حيل، وسيق، وسيء، وسيئت}.
ووافقهما المدنيان في {سيء، وسيئت} فقط. والباقون بإخلاص الكسر».
وفي [شرح الشاطبية: 146]: «فحصل من جميع ذلك أن الكسائي وهشاما يشمان في الجميع، وأن ابن ذكوان يوافق في (حيل، وسيق، وسيء، وسيئت) وأن نافعا يوافق في {سيء، وسيئت}.
فتعين للباقين الكسر الخالص في الجميع.
وأطلق الناظم هذه الأفعال، ولم يبين مواضع القراءة، وفيها ما قد تكرر، والعادة المستمرة منه فيما يطلق أنه يختص بالسورة التي هو فيها. . . ولكن لما أدرج مع {قيل}هذه الأفعال الخارجة عن هذه السورة كان ذلك قرينة واضحة في طرد الحكم حيث وقعت {قيل} وغيرها من هذه الأفعال».
1- {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك} [7: 156]
من هاد يهود، أي تبنا إليك، وقيل: ملنا. وقرأ زيد بن علي وأبو وجزة: {هدنا} بكسر الهاء، من هاد يهيد: إذا حرك، أي حركنا أنفسنا وجذبناها لطاعتك، فيكون الضمير فاعلاً، ويحتمل أن يكون مفعول ما لم يسم فاعله، أي حركنا إليك وأملنا، والضم في {هدنا} يحتملها. [البحر: 4/ 401]،[ ابن خالويه: 46].
وفي [المحتسب: 1/ 260]: «ومن ذلك قراءة أبي وجزة السعدي.
{هدنا إليك}.
قال أبو الفتح: أما {هدنا} بضم الهاء مع الجماعة فتبنا، والهود: جمع هائد، أي تائب، وأما {هدنا} بكسر الهاء في هذه القراءة فمعناه:
انجذبنا وتحركنا، يقال: هادني يهيدني هيدا: أي جذبني وحركني، فكأنه قال: إنا هدنا أنفسنا إليك، وحركناها نحو طاعتك قال:
ألما علهيا فانعياني وانظرا = أبنصتها أم لا يهيدها ذكرى
أي لم يهيجها ذكرى. ومنه قولهم في زجر الإبل: هيد، أي أسرعي».
2- {ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها} [33: 14]
عن الحسن {سولوا} بواو ساكنة بدل الهمزة. [الإتحاف: 354].
وفي [البحر: 7: 281]: قرأ الحسن: {سولوا} قالوا: هي من سال يسال كخاف يخاف، لغة سأل المهموز، حكى أبو زيد هما يستاولان. ويجوز أن يكون أصلها الهمز، ثم قلبت الهمزة واوا لكونها بعد ضمة، وعلى قول من قال في بؤس: بوس.
وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو: سيلوا، وقرأ مجاهد {سويلوا}. [البحر: 7/ 218 219].
وفي [المحتسب: 2/ 177 178]: «من ذلك قرأة الحسن: {ثم سولوا الفتنة}.
مرفوعة السين، ولا يجعل فيها ياء، ولا يمدها.
قال أبو الفتح: اعلم أن في {سأل} لغتين:
إحداهما: سأل يسأل، مهموزًا. . . والأخرى سال يسال كخاف يخاف، والعين من هذه اللغة واو، لما حكاه أبو زيد من قوله: هما يتساولان، كقولك يتقاومان أن ويتقاولان.
والذي ينبغي أن تحمل عليه هذه القراءة هو أن تكون على لغة من قال: سال يسال، كخاف يخاف.
وأقيس اللغات في هذا أن يقال عند إسناد الفعل إلى المفعول: سيلوا، كعيدوا مثل يل وبيع، وسير.
ولغة أخرى. وهي إشمام كسرة التاء ضمة، فيقال: سيلوا وبيع.
واللغة الثالثة سولوا كقولهم:
قول وبوع، وقد سور به، وهو على إخلاص ضمة (فعل) إلا أنه أقل اللغات. .
والآخر وفيه الصنعة، وهو أن يكون أراد {سئلوا} فخفف الهمزة، فجعلها بين بين، أي بين الهمزة والياء، لأنها مكسورة، فصارت سيلوا، فلما قاربت فيها الياء، وضعفت فيها الكسرة شابهت الياء الساكنة، وقبلها ضمة، فأنحى بها نحو: قول وبوع».


رد مع اقتباس