عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي نفي كاد

نفي كاد

في [المقتضب: 3/ 75]: «فأما قول الله عز وجل {إذا أخرج يده لم يكد يراها} فمعناه والله أعلم -: لم يرها ولم يكد أي لم يدن من رؤيتها».
1- {ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه} [14: 16 -17]
وفي [معاني القرآن للفراء :2/ 71]: «فهو يسيغه، والعرب قد تجعل {لا يكاد} فيما قد فعل، وفيما لم يفعل. . . ».
دخل {كاد} للمبالغة، يعني: ولا يقارب أن يسيغه، فكيف تكون الإساغة: كقوله تعالى: {لم يكد يراها} أي لم يقرب من رؤيتها فكيف يراها. [الكشاف: 2/ 546]،[ البحر: 5/ 413].
2- {حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا} [18: 93]
لا يكادون يفهمونه إلا بجهد ومشقة من إشارة ونحوها، كما يفهم البكم. [الكشاف: 2/ 746].
قال أبو حيان: كأنه فهم من نفي {كاد} أنه يقع منهم بعد عسر، وهو قول لبعضهم: إن نفيها إثبات وإثباتها نفي وليس بالمختار. [البحر: 6/ 163].
3- {إذا أخرج يده لم يكد يراها} [24: 40]
في [معاني القرآن: 2/ 255] فقال بعض المفسرين: لا يراها، وهو المعنى لأن أقل من الظلمات التي وصفها الله لا يرى فيه الناظر كفه. وقال بعضهم:
إنما هو مثل ضربه الله فهو يراها، ولكنه لا يراها إلا بطيئًا، كما تقول:
ما كدت أبلغ إليك وأنت قد بلغت، وهو وجه من العربية، ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين، فيجعلها بمنزلة الظن إذا دخل فيما هو يقين.
وقال أيضًا في ص [ 71 72]: «والعرب قد تجعل {لا يكاد} فيما قد فعل، وفيما لم يفعل، فأما ما قد فعل فهو بين هنا من ذلك لأن الله عز وجل يقول لما جعله لهم طعامًا.
وأما ما دخلت فيه {كاد} ولم يفعل فقولك في الكلام: ما أتيته ولا كدت، وقول الله عز وجل ف يالنور {إذا أخرج يده لم يكد يراها} فهذا عندنا والله أعلم أنه لا يراها. وقد قال ذلك بعض الفقهاء لأنها لا ترى فيما هو دون هذا من الظلمات، وكيف بظلمات قد وصفت بأشد الوصف».
وفي [المغني: 737 / 738]: «قولهم في {كاد}: إثباتها نفي، ونفيها إثبات. والصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال في أن نفيها نفي، وإثباتها إثبات. وبيانه: أن معناها المقاربة، ولا شك أن معنى كاد يفعل: قارب الفعل، وأن معنى ما كاد يفعل: ما قارب الفعل فخبرها منفي دائمًا، أما إذا كانت منفية فواضح، لأنه إذا انتفت مقاربة الفعل انتفى عقلاً حصول ذلك الفعل ودليل:
{إذا أخرج يده لم يكد يراها} ولهذا كان أبلغ من أن يقال: لم يرها، لأن من لم ير قد يقارب الرؤية.
فأما إذا كانت المقاربة مثبتة فإن الإخبار بقرب الشيء يقتضي عرفًا عدم حصوله، وإلا لكان الإخبار حينئذ بحصوله: إذ لا يحسن في العرف أن يقال لمن صلى: قارب الصلاة . . . فإن أورد على ذلك {وما كادوا يفعلون} مع أنهم قد فعلوا، إذ المراد بالفعل الذبح، وقد قال تعالى: {فذبحوها} فالجواب أنه إخبار عن حالهم في أول الأمر، فإنهم كانوا أولاً بعداء عن ذبحها بدليل ما يتلى علينا من تعنتهم وتكرر سؤالهم، ولما كثر استعمال مثل هذا فيمن انتفت عنه مقاربة الفعل أولاً ثم فعله بعد ذلك توهم من توهم أن هذا الفعل بعينه هو الدال على حصول ذلك الفعل بعينه، وليس كذلك وإنما فهم حصول الفعل من دليل آخر، كما فهم في الآية من قوله تعالى: {فذبحوها}».


رد مع اقتباس