عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 09:58 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي كان للاستمرار

كان للاستمرار

في [شرح الكافية للرضي: 2/ 272]: «وذهب بعضهم إلى أن {كان} يدل على استمرار مضمون الخبر في جميع زمن الماضي. وشبهته قوله تعالى: {وكان الله سميعا بصيرا} وذهل أن الاستمرار مستفاد من قرينة وجوب كون الله سميعًا بصيرًا، لا من لفظ {كان} ألا ترى أنه يجوز: كان زيد نائمًا نصف ساعة فاستيقظ، وإذا قلت: كان زيد ضاربا لم يفد الاستمرار».
وفي [همع الهوامع :1/ 120]: «تختص {كان} بمرادفه لم يزل كثيرًا أي أنها تأتي دالة على الدوام، وإن كان الأصل فيها أن تدل على حصول ما دخلت عليه فما مضى مع انقطاعه عند قوم. وعليه الأكثر، كما قال أبو حيان أو سكوتها عن الانقطاع وعدمه عند آخرين، وجزم به ابن مالك.
ومن الدلالة على الدوام الواردة في صفات الله تعالى، نحو: {وكان الله سميعا بصيرا}، أي لم يزل متصفًا بذلك».
1- {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [3: 110]
في [معاني القرآن للفراء: 1/ 229]: «ومعناه: أنتم خير أمة، كقوله {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم}».
«وإذ أنتم قليل مستضعفون، فإضمار {كان} في مثل هذا وإظهارها سواء».
وفي [الكشاف: 1/ 400]: «كان: عبارة عن وجود الشيء في زمان ماض على سبيل الإبهام، وليس فيه دليل على عدم سابق، ولا على انقطاع طارئ، ومنه قوله تعالى: {وكان الله غفورا رحيما} ومنه قوله تعالى: {كنتم خير أمة} كأنه قيل: وجدتم خير أمة. وقيل: كنتم في علم الله خير أمة».
وفي [العكبري: 1/ 82]: «قيل: كنتم في علمي. وقيل: هو بمعنى: صرتم، وقيل: كان زائدة، والتقدير: أنتم خير.
وهذا خطأ، لأن {كان} لا تزاد في أول الجملة، ولا تعمل في خبر».
وفي [البحر: 3/ 28]: «وظاهر {كان} هنا أنها الناقصة، و{خير أمة} هو الخبر، ولا يراد بها هاهنا الدلالة على مضى الزمان وانقطاع النسبة، نحو قولك: كان زيد قائمًا، بل المراد دوام النسبة، كقوله: {وكان الله غفورا رحيما} {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} وكون {كان} تدل على الدوام ومرادفه {لم يزل} قول مرجوح، بل الأصح أنها كسائر الأفعال تدل على الانقطاع، ثم قد تستعمل حيث لا يراد الانقطاع.
وقيل: {كان} هنا بمعنى صار، أي صرتم خير أمة. وقيل: كان هنا تامة و{خير} حال. وأبعد من ذهب إلى أنها زائدة، لأن الزائدة لا تكون أول كلام ولا عمل لها. وقال الزمخشري . . .
فقوله: إنها لا تدل على عدم سابق، هذا إذا لم تكن بمعنى صار، فإذا كانت بمعنى {صار} دلت على دم سابق، فإذا قلت: كان زيد عالمًا، بمعنى صار دل على أنه انتقل من حالة الجهل إلى حالة العلم. وقوله: ولا على انقطاع طارئ قد ذكرنا قبل أن الصحيح أنها كسائر الأفعال، يدل لفظ الماضي منها على الانقطاع، ثم قد تستعمل حيث لا يكون انقطاع، وفرق بين الدلالة والاستعمال، ألا ترى أنك تقول: هذا اللفظ يدل على العموم، ثم تستعمل حيث لا يراد العموم، بل المراد الخصوص. وقوله: كأنه قال:
وجدتم خير أمة. هذا يعارض أنها مثل قوله: {وكان الله غفورا رحيما} لأن تقديره: وجدتم خير أمة يدل على أنها تامة {وأن خير} أمة حال، وقوله: {وكان الله غفورا رحيما} لا شك أنها هنا الناقصة فتعارضا».
2- {إن الله كان عليكم رقيبا} [4: 1]
لا يراد بكان تقييد الخبر بالخبر عنه في الزمان الماضي المنقطع في حق الله تعالى، وإن كان موضوع {كان} ذلك، بل المعنى على الديمومة، فهو تعالى رقيب في الماضي وغيره علينا. [البحر: 3/ 159].
3- {إن الله كان عليما حكيما} [4: 11]
تقدم الكلام في {كان} إذا جاء في نسبة الخبر لله تعالى، ومن زعم أنها التامة، وانتصب {عليما} على الحال فقوله ضعيف، أو أنها الزائدة فقوله خطأ. [البحر: 3/ 187]، [الجمل: 1/ 363].
4- {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا} [4: 22]
في [معاني القرآن للزجاج: 2/ 32]: «وقال أبو العباس محمد بن زيد: جائز أن تكون {كان} زائدة، فالمعنى على هذا: إنه فاحشة وقعت، وأنشد في ذلك قول الشاعر:
فكيف إذا حللت بدار قوم = وجيران لنا كانوا كرام
قال أبو إسحاق: هذا غلط من أبي العباس، لأن {كان} لو كانت زائدة لم تنصب خبرها، والدليل على هذا البيت الذي أنشده

وجيران لنا كانوا كرام = ولم يقل: كانوا كراما»
والمبرد لم يقل بزيادة {كان} في هذه الآية، وإنما قال بزيادتها في الآية: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا}.
ويرى المبرد أيضًا أن {كان} في بيت الفرزدق: وجيران لنا كانوا كرام ليست زائدة. قال في [المقتضب :4/ 117]: «وتأويل هذا سقوط {كان} على: وجيران لنا كرام في قول النحويين أجمعين، وهو عندي على خلاف ما قالوا من إلغاء {كان}، وذلك أن خبر {كان} {لنا} فتقديره:
وجيران كرام كانوا لنا».
وكذلك ذكر هذا الكلام في كتابه (نقد كتاب سيبويه) انظر [المقتضب وتعليقه: 4/ 116 117]، و[الخزانة: 4/ 398]، و[البحر: 3/ 209].
5- {وكانوا بآياتنا يجحدون} [41: 15]
لفظة {كان} في كثير من الاستعمال تشعر بالمداومة. [البحر: 7/ 490].
6- {إنه كان توابا} [110: 3]
كان للدلالة على ثبوت خبرها لاسمها. [الجمل: 4/ 600].


رد مع اقتباس