عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 05:46 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الخبر

الخبر

1- {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم} [41: 23]
{ذلكم} رفع الابتداء، و{ظنكم} و{أرداكم} خبران، ويجوز أن يكون {ظنكم} بدلاً من {ذلكم} و{أرداكم} الخبر. [الكشاف: 4/ 196].
قال ابن عطية: لا يصح أن يكون {ظنكم بربكم} خبرًا؛ لأن قوله {وذلكم} إشارة إلى ظنهم السابق؛ فيصير التقدير: وظنكم بأن ربكم لا يعلم ظنكم بربكم، فاستفيد من الخبر ما استفيد من المبتدأ، وصار نظير بأن ربكم لا يعلم ظنكم بربكم، فاستفيد من الخبر ما استفيد من المبتدأ، وصار نظير ما منعه النحاة من قولك: سيد الجارية مالكها. [البحر: 7/ 493]،[ العكبري: 2/ 116].
2- {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم} [9: 79]
أبو البقاء خبر الذين يلمزون {فيسخرون} وهذا بعيد، لأن الخبر كأنه مفهوم من المبتدأ، فقرب أن يكون مثل: سيد الجارية مالكها. [البحر: 5/ 76].
3- {والسابقون السابقون. أولئك المقربون} [56: 10 / 11]
فإذا رفعت إحداهما بالآخر، كقولك: الأول السابق، وإن شئت جعلت الثانية تشديدًا للأولى [معاني القرآن للفراء: 3/ 122].
والسابقون السابقون، يريد: والسابقون من عرفت حالهم، وبلغك وصفهم؛ كقوله: عبد الله عبد الله، وقول أبي النجم: وشعري شعري، كأنه قال: وشعري ما انتهى إليك، وسمعت بفصاحته وبراعته، وقد جعل السابقون توكيدًا. [الكشاف: 4/ 458].
جوزوا أن يكون {السابقون السابقون} مبتدأ وخبرا، نحو قولهم: أنت أنت، وقولك:
أنا أبو النجم وشعري شعري
أي الذين انتهوا في السبق أي الطاعات وبرعوا فيها، وعرفت حالهم.
وأن يكون {السابقون} توكيدًا لفظيًا، والخبر في ما بعد ذلك. وأن يكون متعلق السبق الأول مخالفًا للسبق الثاني، السابقون إلى الإيمان السابقون إلى الجنة، فعلى هذا جوزوا أن يكون السابقون خبرًا لقوله {والسابقون} وأن يكون صفة والخبر فيما بعد، والوجه الأول. قال ابن عطية: ومذهب سيبويه أنه يعني {السابقون} خبر المبتدأ، وهذا كما تقول: الناس الناس، و: أنت أنت، وهذا على تفخيم الأمر وتعظيمه [البحر: 8/ 205]، [العكبري: 2/ 133].
3- {ومن قبل ما فرطتم في يوسف} [12: 80]
جوزوا أن تكون {ما} صلة، أي ومن فعل هذا قصرتم في شأن يوسف . . . وأن تكون مصدرية، على أن محل المصدر الرفع على الابتداء، وخبره لظرف، وهو {من قبل}. [الكشاف: 2/ 494].
الغايات إذا بنيت لا تقع خبرًا للمبتدأ، جرت أو لم تجر، تقول: يوم السبت مبارك والسفر بعده، ولا يجوز: والسفر بعد. [البحر: 5/ 336]،[ النهر: 334].
صرح سيبويه بأن الغايات المبنية لا تقع خبرًا للمبتدأ قال [2: 44]: «ويدلك على أن {قبل} و{بعد} غير متمكنين، أنه لا يكون فيهما مفردين ما يكون فيهما مضافين، لا تقول: قبل وأنت تريد أن تبني عليها كلامًا، ولا تقول: هذا قبل: كما تقول: هذا قبل العتمة».
وقال ابن هشام في [المغني: 2/ 13]: «الغايات لا تقع أخبارًا، ولا صلات، ولا صفات ولا أحوالاً، نص على ذلك سيبويه وجماعة من المحققين، ويشكل عليهم {كيف كان عاقبة الذين من قبل: كان أكثرهم مشركين} [ 30: 42]».
وفي [الشمني: 2/ 86]: «بل الصلة هي {كان أكثرهم مشركين} و{من قبل} ظرف لغو متعلق بخبر {كان}».


رد مع اقتباس