عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 11:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات جوز فيها أبو حيان أن يكون الموصول الاسمي قد حذف منها

آيات جوز فيها أبو حيان أن يكون الموصول الاسمي قد حذف منها

1- {وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة} [2: 146]
{وبث فيها}: إن قدرت هذه الجملة معطوفة على ما قبلها من الصلتين احتاجت إلى ضمير يعود على الموصول، تقديره: {وبث به}، وفيه حذف للضمير المجرور من غير استيفاء الشروط.
وتنخرج عن أنها من حذف الموصول لفهم المعنى، التقدير: {وما بث فيها من كل دابة}، فيكون ذلك أعظم في الآيات. وحذف الموصول الإسمي جائز شائع في كلام العرب، وإن لم يقسه البصريون، وخرجت عليه آيات من القرآن. [البحر: 1/ 466].
معطوف على {فأحيا} [الكشاف: 2/ 210].
2- {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه} [2: 270]
في قوله: {من نذر} دلالة على حذف موصول اسمى قبل قوله: {نذرتم} تقديره: {أو ما نذرتم من نذر}، لأن {من نذر} تفسير وتوضيح لذلك المحذوف؛ وحذف ذلك للعلم به، ولدلالة {ما} في قوله: {وما أنفقتم} عليه كما حذف ذلك في قوله:
أمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء
التقدير: ومن يمدحه وينصره؛ فحذفت {من}، لدلالة (من المتقدمة عليها) [البحر: 2/ 322].
3- {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} [13: 10]
ظاهر التقسيم يقتضي تكرار {من} لكنه حذف للعلم به، إذ تقدم قوله {من أسر لقول ومن جهر به}، لكن ذلك لا يجوز على مذهب البصريين، وأجازه الكوفيون.
ويجوز أن يكون قوله: {سارب} معطوفًا على {من} لا على مستخف فيصح التقسيم، كأنه قيل:
سواء شخص هو مستخف بالليل وشخص سارب بالنهار. [البحر: 5/ 370]،[ النهر :368]،[ الكشاف: 2/ 516- 517].
4- {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء} [29: 22]
في [معاني القرآن للفراء: 2/ 315]: يقول القائل: وكيف وصفهم أنهم لا يعجزون في الأرض ولا في السماء وليسوا من أهل السماء؟
فالمعنى والله أعلم -: ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا من في السماء بمعجز، وهو من غامض العربية للضمير الذي لم يظهر في الثاني، ومثل قول حسان:

أمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء
أراد: ومن ينصره ويمدحه، فأضمر (من) . . . ومثله في الكلام: أكرم من أتاك وأتى أباك وأكرم من أتاك ولم يأت زيدًا، تريد: ومن لم يأت زيدًا.
وفي [البحر: 7/ 147]: «وهذا عند البصريين لا يكون إلا في الشعر، لأن فيه حذف الموصول وإبقاء صلته».
وفي [العكبري: 2/ 95]: {من} نكرة موصوفة.
5- {إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم} [57: 18]
قال الزمخشري: فإن قلت: علام عطف قوله: {وأقرضوا}؟
قلت: على معنى الفعل في المصدقين لأن اللام بمعنى الذين واسم الفاعل بمعنى يصدقوا.
واتبع في ذلك أبا علي الفارسي. ولا يصح أن يكون معطوفًا على المصدقين لأن المعطوف على الصلة صلة، وقد فصل بينهما بمعطوف، وهو قوله: {والمصدقات} ولا يصح أيضًا أن يكون معطوفًا على صلة {أل} في {المصدقات}، لاختلاف الضمائر، إذ ضمير المصدقات مؤنث، وضمير {وأقرضوا} مذكر، فيتخرج هنا على حذف الموصول، لدلالة ما قبله عليه لأنه، قبله: {والذين أقرضوا} فيكون مثله قوله:


فمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء
يريد: ومن يمدحه وينصره. [البحر: 8/ 223]، معطوف [العكبري: 2/ 135]، [الكشاف: 4/ 478].
6- {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما} [76: 20]
قيل التقدير: {إذا رأيت ماثم}، فحذف {ما} كما حذف في قوله: {لقد تقطع بينكم} أي ما بينكم. قال الزجاج وتبعه الزمخشري فقال: ومن قال معناه: ماثم فقد أخطأ، لأن {ثم} صلة لما ولا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة.
وليس بخطأ مجمع عليه، بل أجاز ذلك الكوفيون، وثم شواهد من لسان العرب كقوله: فمن يهجو رسول الله منكم . . . [البحر: 8/ 399]، [الكشاف: 4/ 173].
7- {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} [2: 286]
قرئ {وسعها} وجعل على إضمار {ما} الموصولة. وفيه ضعف من حيث حذف الموصول دون أن يدل عليه موصول آخر يقابله كقول حسان.

فمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء
فحذف (من) لدلالة (من) المتقدمة.
وينبغي أن لا يقاس حذف الموصول لأنه وصلته كالجزء الواحد.
ويجوز أن يكون المفعول الثاني محذوفًا لفهم المعنى، ويكون {وسعها} في موضع الحال، التقدير: {لا يكلف الله نفسًا شيئًا إلا وسعها}، أي إلا وقد وسعها، وهذا التقدير أولى من حذف الموصول [البحر: 366/ 367].
8- {الحمد لله فاطر السموات والأرض} [35: 1]
قرئ {فطر السموات} قال أبو الفضل الرازي: فإما على إضمار الذي، فيكون نعتًا لله عز وجل، وإما بتقدير {قدر} فيما قبله، فيكون بمعنى الحال.
وحذف الموصول الاسمى لا يجوز عند البصريين، وأما الحال فيكون حالاً محكية، والأحسن عندي أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي هو فطر. [البحر: 7/ 297].
9- {وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت} [5: 60]
قرئ {وعبد الطاغوت} بالبناء للمفعول، وضعفه الطبري، وهو يتجه على حذف الرابط، أي عبد الطاغوت فيهم أو بينهم، ويحتمل أن يكون {وعبد} ليس داخلاً في الصلة لكنه على تقدير {من} وقرأ بها مظهرة عبد الله. [البحر: 3/ 519].


رد مع اقتباس