الموضوع: ضمير الغائب
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي عود الضمير على اللفظ دون المعنى



عود الضمير على اللفظ دون المعنى

يعود الضمير على اللفظ، لا على المعنى في هذه المواضع:
1- {إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [2: 271]
الضمير المنصوب في {تخفوها} عائد على التطوع، فيكون الضمير قد عاد على الصدقات لفظًا لا معنى، فيصير نظير: عندي درهم ونصفه، أي نصف درهم آخر؛ لأن قائل ذلك لا يريد: أن عنده درهما ونصف هذا الدرهم الذي عنده، وكذلك قول الشاعر:
كأن ثياب راكبه بريح = خريق، وهي ساكنة الهبوب
يريد ريحا أخرى ساكنة الهبوب. [البحر:2/324].
2- {وهو يرثها إن لم يكن لها ولد} [4: 175]
ضمير {وهو} وفاعل {يرثها} عائد إلى ما تقدم لفظًا دون معنى، فهو من باب: عندي درهم ونصفه؛ لأن الهالك لا يرث، والحية لا تورث، ونظيره من القرآن: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره}. [البحر:3/407].
3- {ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه} [6: 60]
الضمير من {فيه} عائد على النهار، عاد عليه لفظًا، والمعنى في يوم آخر؛ كما تقول: عندي درهم ونصفه.
وقيل: على التوفي، وقيل على الليل. [البحر:4/147].
4- {الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} [29: 62]
{ويقدر له} هو من يشاء، فكأن بسط الرزق وقدره جعلا لواحد، قلت: يحتمل الوجهين جميعًا، يريد: يقدر لمن يشاء، فوضع الضمير موضع (من يشاء). [الكشاف:3/492]
ظاهره العود على (من يشاء)، فيكون ذلك الواحد يبسط له في وقت، ويقدر في وقت.
ويجوز أن يكون الضمير عائدًا عليه في اللفظ، والمراد: لمن يشاء آخر، فصار نظير: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} أي من عمر معمر آخر، وقولهم: عندي درهم ونصفه. [البحر:7/158].
5- {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} [33: 36]
فإن قلت: كان من حق الضمير أن يوحد، كما تقول: ما جاءني من رجال ولا امرأة غلا كان من شأنه كذا. قلت: نعم، ولكنهما وقعا تحت النفي، فعما كل مؤمن ومؤمنة، فرجع الضمير على المعنى لا على اللفظ. [الكشاف:3/540].
وفي [البحر:7/234]: «ولما كان قوله: {لمؤمن ولا مؤمنة} يعم في سياق النفي جاء الضمير مجموعا على المعنى في قوله {لهم} مغلبًا المذكر على المؤنث. قال الزمخشري . . .
وليس كما ذكر، لأن هذا عطف بالواو؛ فلا يجوز إفراد الضمير إلا على تأويل الحذف».
1- {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} [35: 11]
في [معاني القرآن للفراء:2/368]: «{ولا ينقص من عمره} يريد آخر غير الأول، ثم كنى عنه بالهاء كالأول، ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفه».
والظاهر أن الضمير عائد إلى معمر لفظًا ومعنى. وقال ابن عباس وغيره: يعود على معمر الذي هو اسم جنس، والمراد غير الذي يعمر، فالقول تضمن شخصين يعمر أحدهما مائة سنة، وينقص من الآخر، وقال ابن عباس أيضًا: شخص واحد، أي يحصي ما مضى منه، إذا مر حول كتب ذلك ثم حول، فهذا هو النقص. [البحر:7/304]، [الجمل:3/485].


رد مع اقتباس